العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 12-02-2010, 08:51 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي واقعية الحلم ومنطقية الشك في قصيدة أحمد بخيت ثلاثون عامًا

يعد الواقع السياسي وإفرازاته الثقافية والفكرية منطقة ملتهبة تحوم حولها العديد من كتابات المبدعين شعرًا ونثرًا ،ذلك لأن الإبداع لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن واقع الإنسان والذي تعد الأحداث السياسية جزءًا لا يتجزأ من مكوناته.

والمبدع إذ يتناول هذا الواقع فإنه يصبغه بصبغته التي يتلاقى فيها الفكر مع اللغة مع الرؤيا في ثلاثية متمازجة متماسكة تبلور هذا الطرح الذي يطرحه المبدع من وراء قصيدته، وذلك في إطار يحفظ للمبدع خصوصيته وأدوات تفرده المختلفة ويحفظ للتجربة خلودها واستمراريتها وعمومية الحالة.

وعبر مسيرة الشعر التي لا تنتهي اتخذ المبدعون ألوانًا ومواقف وأفكارًا ورؤى شتى حيال هذا الواقع ، فمن الرمزية إلى المباشرة ومن الانسحابية إلى الاندفاع تدرجت توجهات العديد من المبدعين شعرًا ونثرًا.

والمبدع حين يقدم رؤيته للواقع السياسي ، فإنه يفترض فيه الأمانة ونقل العالم كما يراه لا كما تمليه عليه توجهات الرأي العام ولا دوائر متخذي القرار.

وعبر حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين اتسم الخطاب السياسي العربي بالعديد من الأفكار والرؤى والتي ترجمها الشعر في تعبير عن تشربه لثقافة وروح هذا العصر ومعطياته. وإذا كان خطاب هذه الحقبة التاريخية ملتهبًا معبرًا عن تطلعات الجماهير العربية الغفيرة التي كانت تتوق إلى رؤية الإمبراطورية العربية محكومة بمبادئ القومية العربية ، فإن الشعر كذلك قد مسته نفحات هذا الخطاب السياسي والذي اتخذ من أحلام الاستقلال وحقوق الطبقة الكادحة ،وحتمية الانتصار عناوين له.

وكان شعر هذه الحقبة –في كثير من الأحيان- متوحدًا مع هذه التوجهات التي جسدتها القصائد العصماء الممتلئة بالأمل حتى النخاع ،وهو وإن كان أملاً له ما يبرره على صعيد الحشد الإعلامي إلا أنه لم يكن له ما يبرره على أرض الواقع .

لذلك لم يكن غريبًا أن يقع العديد من الشعراء في موجة التطبيل الأعمى للفجر الجديد الآتي على أظهر الدبابات والانقلابات العسكرية المتباينة ، ولم يتنبهوا إلى حقيقة هذا الفخ إلا بعد نكسة الخامس من يونيو عام 1967 لينتحي الخطاب الشعري منحى آخر على النقيض تمامًا ، منحى لا يتمكن من تحليل ما جرى ،ولا ربطه بطبيعة السياسات القائمة على التمجيد للبطل الواحد والقائد الملهم.. وإن تمكن فإنه في كثير من الأحيان لم يكن ليجرؤ على البوح به أو مجادلة الواقع السياسي وطرح أفكار ورؤى بديلة ، وهو ما يكرس الطبيعة العربية التقليدية والتي تنساق بعنف تجاه مجريات الأحداث دون أن تتمكن من استجلاء أسباب ومقومات نجاح أو فشل التجربة.

لكن الموازين الفكرية وانعكاساتها الإبداعية تغيرت بدرجة كبيرة بعد معاهدة كامب ديفيد ، ليظهر على الساحة الثقافية كم لا بأس به من المثقفين الذين حاولوا التعبير عما يرونه (واقعيةسياسية) من خلال الالتفاف حول الأجندة السياسية الأميريكية بالمنطقة والتي رأى هؤلاء المثقفون من خلالها –بما يتناسب مع هذه الطروحات الغربية- في كل مشروع نضال مسلح صورة من الخطاب السياسي القديم دون النظر إلى التغيرات الزمنية الطارئة ودورها في تشكيل وإعادة صياغة مشروع نضالي مسلح يتسم بالواقعية والاعتدال يجمع بين الواقعية الفكرية والسياسية من جهة وتطلعات الشارع العربي وإمكانياته من جهة أخرى.

وبين توجهات المثقفين السائرين في فلك التوجهات الأميريكية وبين الخطاب الشعري المنهزم تسطع أنوار مجموعة من المثقفين والتي اتخذت موقفًا وسطًا ومتزنًا بين الجانبين ، موقفًا يؤمن بحتمية النصر وضرورة المقاومة ويؤمن في الوقت ذاته بأن الحالة التي يعيشها الشارع العربي لا تحتاج إلى خطابات سياسية رنانة ولكن تحتاج إلى توعية بدور المواطن وما له من حقوق وما عليه من واجبات.

وهذا الموقف الوسطي الذي انتهجه العديد من المبدعين الذين عبروا عن تطلعات الشعوب العربية التي خرجوا منها اتسم كذلك بالصدق واللامهادنة للأنظمة كما كان انتقاد المجتمع العربي بشكل موضوعي يهدف إلى إفاقته وإيقاظ الوعي السياسي وتنبيه المجتمع إلى ما يعتمل فيه من سلبيات أحد محاور هذا الخطاب الشعري والذي لم يكن ليتغاضى عن اتهام المجتمعات والشعوب العربية صراحة أو ضمنًا .ذلك الاتهام الذي ينبع من خوف الشاعر علىى المصلحة الجماعية للشعب العربي وحتى الإسلامي والتي يخاف عليها من عواقب التخدير والتحويم في آفاق من التفاؤل غير العقلاني.

هذا الموقف الوسطي المطلوب لكل مثقف واعٍ يحمل أمانة القلم ويؤمن بدوره تجاه هذا الشعب العربي وكذلك الإسلامي كرسه الشاعر المصري أحمد بخيت في قصيدته ثلاثون عامًا
.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .