العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-03-2014, 11:59 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي الشباب والأمة: قطيعة أم صراع؟

الشباب والأمة: قطيعة أم صراع؟


لاحظ الجميع أن مَن قام بالانتفاضات العربية الأخيرة ومن بدأ بها، هم من الشباب الذين دون الثلاثين من أعمارهم، ولكنهم استبعدوا وتم ضرب (تحويلة) عليهم، وتلك الظاهرة لم تحدث في قطر عربي واحد بل بكل الأقطار العربية التي حدث بها اضطرابات، وهذه الظاهرة بحاجة الى دراسة وتمحيص ووقوف على أسبابها ونتائجها وما ستئول إليه النهايات غير القريبة. لأن جيل الشباب في الوطن العربي فيه الأمل من فك إسار التخلف والركود وفيه الخطر في نفس الوقت فيما لو تم تعميق الصراع فيما بينه وبين الجيل الذي سبقه.

تعريف أولي للشباب

تبدأ مرحلة الشباب (Youth) أو المراهقة (adolescence) كما تُسمى في بعض الكتابات بتخطي مرحلة بلوغ الحلم (puberty) أو اكتمال النضج الجنسي، ويحدث هذا من سن الخامسة عشر*1. وهناك من يجعل تلك الفترة تمتد حتى يبلغ الشخص (ذكر أم أنثى) سن الخمس والعشرين، وهناك من يجعل تلك الفترة أكثر من ذلك ففي التنزيل {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك واني من المسلمين}*2

ومن نافلة القول، أنه في بداية التسعينات من القرن الماضي، أنشئ في الأردن اتحاد لشباب الأردن، كان يُقبل فيه من هم في عمر خمس وأربعين عاما. وقد تكون الدوافع السياسية لا البيولوجية وراء ذلك.

الشباب هم الأكثرية في الوطن العربي

في التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام (2000) أظهرت أرقامه أن من كان تحت عمر 15 سنة كانوا يشكلون 38.4% من إجمالي سكان الوطن العربي، ومن كانوا بين 15 و 64 سنة كانوا يشكلون 58.4% من السكان، وما فوق ذلك كانوا يشكلون 3.2% من إجمالي السكان*3. في حين أن نسبة من هم دون الخامسة عشر من أعمارهم في الدول المتقدمة بلغت 22% ومن هم بين 15 و64 سنة بلغت 67% ومن هم أكثر من ذلك بلغت 11%. *4

وتدلل الأرقام السابقة على أهمية عنصر الشباب في بلادنا، وإن كانت في الجانب الآخر تدلل على حجم من هم في طور الإعالة وما يترتب على ذلك من مشكلات في نوعية التهيئة والتنشئة وإحداث الاضطراب من عدم الرضا لدى الشباب مما يؤدي الى القطيعة أو الصراع مع من سبقهم من أجيال.

الإحساس بالمشكلة في الدول المتقدمة سبق الإحساس بها في بلادنا

بعد الاضطرابات الشبابية والجامعية التي حصلت في فرنسا وأدت الى استقالة ديغول، وبعد الاضطرابات التي حصلت في الولايات المتحدة على أيدي شباب الجامعات الأمريكية والتي أدت الى شمول الطلبة بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية وغيرها، ظهرت كتابات غربية تصف المشكلة بأنها صراع بين جيلين: الشباب والمسنين، وأخذت النظريات تتلاحق لوصف المشكلة، فمنهم من وصفها بالبيولوجية ومنهم من وصفها بتأثير من الأفكار الشيوعية وغيرها، وقد كتب العلامة العراقي نوري جعفر ما يفسر تلك الظاهرة في البلدان الغربية بأنها ثورة شباب على القيم البرجوازية والرأسمالية*5

في بلادنا العربية، تأخر ظهور مشكلة التنافر بين الأجيال حتى بداية هذا القرن تقريباً، وكانت القيادات العربية معظمها من الشباب سواء تلك التي في السلطة، أم التي كانت في المعارضة، ففي الجزائر مثلاً تولى هواري بو مدين الحكم وهو ابن 33 سنة، وفي مصر تولى جمال عبد الناصر الحكم وهو ابن 34 سنة، وتولى الملك حسين بن طلال في الأردن الحكم وهو ابن 17 سنة، وفي العراق تولى صدام حسين الحكم كنائب للرئيس وهو ابن 31 سنة.

والتاريخ العربي مليء بالأمثلة على تولي الشباب المهام القيادية بعكس ما هو عليه اليوم، فقد تولى السفاح العباسي الحكم وهو ابن 23 سنة، كما تولى الرشيد صاحب أكبر إمبراطورية إسلامية الحكم وهو ابن 23 سنة ومات وهو ابن 46 سنة. وقد أوكل الرسول محمد صلوات الله عليه لأسامة ابن زيد قيادة الجيش وهو لم يبلغ العشرين من عمره، وكذلك كان محمد ابن القاسم الثقفي الذي وصل بالجيش الإسلامي الى الصين وهو ابن 17 سنة.

وانتبه المفكرون العرب ومنهم السياسيون الى أهمية الشباب فكتب الرئيس صدام حسين كتابا (نكسب الشباب لنضمن المستقبل) بين فيه أهمية الاهتمام بهذه الفئة*6. وكتب الأمير حسن بن طلال في منتدى الفكر العربي (ثلاث رسائل مفتوحة للشباب العربي)*7

واهتمت التنظيمات الحزبية بتنظيم الشباب في الطلائع والفتوة وغيرها، خصوصا التنظيمات الإسلامية والقومية..

إذن، ما هو السر في ظهور الهوة بين الجيلين، هل هو تقصير من الجيل السابق أم هو سوء فهم من الجيل الحالي؟

هذا ما سنتابعه




هوامش
*1ـ عزت حجازي/ الشباب العربي ومشكلاته/عالم المعرفة 1985/ صفحة 27.
*2ـ الأحقاف آية 15
*3ـ منصور الراوي/ سكان الوطن العربي: دراسة تحليلية، الجزء الأول/ بغداد2002: بيت الحكمة، صفحة360.
*4ـ عبد الرحيم عمران/ سكان العالم العربي ـ حاضراً ومستقبلا/ صندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية، نيويورك صفحة 147.
*5ـ نوري جعفر/ التربية واستثمار طاقات الشباب (مقالة في مجلة آفاق عربية) صدرت في بغداد العدد الرابع 1978.
*6ـ صدام حسين/ المختارات الجزء العاشر/ بغداد: دار الشؤون الثقافية 1988.
*7ـ الحسن بن طلال/ ثلاث رسائل مفتوحة الى الشباب العربي/ الكراسة رقم 1 ط2 أيلول/ سبتمبر 2008/منتدى الفكر العربي.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2014, 12:18 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

شباب اليوم وشباب الأمس: اختلاف البيئة الذهنية


من المؤكد، أنه عندما نتحدث عن الشباب العربي اليوم، فإنه لا يمكن أن نتحدث عن كتلة متجانسة يقرب تعدادها من مائتي مليون شاب وشابة منتشرين في رقعة جغرافية واسعة، فوصفهم بصفة واحدة أو حتى صفات معينة، هو ضرب من الهرطقة التي لا تقدم ولا تؤخر، فاختلاف البلد والدخل والثقافة الخ له دور، فلذلك، سنُؤثِر الحديث عن البيئة الذهنية أو الفضاء الذهني الذي أحاط بشباب الخمسينات والستينات من القرن الماضي، والفضاء الذهني الذي يحيط بشباب اليوم.

إن أيسر طريق الى الدخول لروح أي مجتمع هي ما يرفعه من شعارات*1، وفهم تلك الشعارات فهماً عميقاً مُحللاً بطريقة علمية تناقش الجوانب النفسية والسياسية والاجتماعية، عندها، نستطيع القول أننا وضعنا أقدامنا لوصف الفضاء الذهني الذي يوجه الفرد أو الجماعة على سلوك مُعين: لفظي، أو حركي، أو حتى صامت ولكن يمكن قراءته.

لفظة (الحرية) مثلاً، وجدناها ونجدها في كثير من الشعارات والعناوين لمنظمات سياسية وحتى برامج: حزب التحرير، حزب الحرية والعدالة، (وحدة، حرية، اشتراكية) (لا حرية من دون تحرر من القوى الأجنبية) الخ من مئات الألفاظ والعبارات والعناوين الدالة على هذا المطلب الكامن والمتحرك في النفس العربية منذ مطلع القرن العشرين وحتى يومنا هذا.. وحتى نجدها عند الأطفال والمراهقين والبالغين والمرأة، فالكل يصيح أنا حر، وهو بالحقيقة يصيح ويقول: أنا أتوق للحرية وأتمنى الحصول عليها.. لكن، هل وصلت الأحزاب لفهم الحرية فهماً موحداً، أو هل مارسته فيما بين صفوف تنظيماتها، حتى نعتب على الحكومات التي منعتها ومارست بدلا منها التجاهل والغطرسة والادعاء باحتكار القدرة على الفهم لمشاكل المجتمع؟

ماذا تغير على فضاءات الخمسينات والستينات من القرن الماضي حتى اليوم؟

يكاد نصف القرن الذي يفصلنا عن مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي يعادل عشرة قرون كاملة فيما حصل خلاله من تغيرات هائلة وواضحة جعلت جيل اليوم يقف مشدوهاً وكارهاً للأجيال التي سبقته.

فعلى صعيد الأسرة والجماعة المحلية: لم يعد الأب يشكل أحد المثل العليا التي كان الابن يقتدي بها ويحاول أن يصل الى نموذجها. فالأب الذي كان يدبر شؤون أسرته بما تيسر له من قدرات مادية تعتمد على الفلاحة أو العمل ويستند على ما لديه من موروث عقاري، انكشف اليوم أمام أبنائه بعد أن طحنته التغيرات التي امتصت أغلب الطبقة المتوسطة وجعلتهم أقرب الى الفقر. فنصائحه ووعظه ومقولاته لم تعد تؤثر في أبنائه الذين زادت متطلباتهم مع تبدل الأوضاع المعيشية الصعبة. وهذا بدوره سيؤثر على التهذيب واختيار الأصدقاء، بل وقد يصبح الأبناء هم الملاذ والرجاء لآبائهم لانتشالهم من العوز.

وعلى صعيد التربية والتعليم: فبعد أن كان المعلمون يشكلون المثل الأعلى للتلاميذ، من خلال الدور الذي كانوا يقومون به برفد التيار الوطني الذي يريد تحقيق ما يرفع من شعارات في التحرر والحرية والعدالة وما الى ذلك، انجرف أكثر المعلمين من كونهم أحد مكونات الطبقة الوسطى لينكفئوا في تدبير شؤون أسرهم وابتعدوا عن الخوض في المسائل الوطنية العامة، خوفا من توقيف ترقيتهم الوظيفية، أو نقلهم لأماكن بعيدة، ثم ذهبوا الى العمل بأعمال إضافية كالدروس الخصوصية وغيرها، فاهتزت بل سقطت هيبة المعلم كمثل أعلى. ويحضرنا هنا النموذج الياباني الذي فُسِر من خلاله صعود اليابان بالسرعة التي صعدت بها، بقول من سألهم عن سر الصعود، فقالوا: المعلم، إننا نمنحه هيبة القاضي وسلطة الضابط وراتب الوزير.

أما على الصعيد الإعلامي: فقد كان في الخمسينات والستينات صحف ومجلات يكتب بها عمالقة الفكر والأدب أمثال العقاد وطه حسين ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم وغيرهم، ويتدارس موضوعاتها الشباب الوطني، وتنقسم الإذاعات كإذاعة صوت العرب وغيرها من الإذاعات المواقف الوطنية والمعاكسة لها. ولم تظهر التلفزيونات إلا في بداية الستينات وكانت ساعات بثها محدودة ومساحة تأثيرها محدودة، وموجهة حسب آراء حكومات بلدانها. وكانت المحاضرات الفكرية في الجامعات والقاعات تعج بالمستمعين والذين يسافرون للاستماع الى محاضر مرموق.

واليوم، يجادل الشباب عندما يُسألوا لماذا لا تحضرون المحاضرات؟ ولماذا لا تقرءون؟ فيجيبوا: كل شيء موجود في (النت) نستطيع تنزيل عشرات، بل مئات الكتب، ولماذا نحضر محاضرات، فالتلفزيون مليء بندوات النقاش التي لا تنتهي، وفي الحقيقة فإن غالبيتهم لا تستفيد من التلفزيون إلا في متابعة المباريات وبعض الأفلام والأعمال الكوميدية أو غيرها، ولا تستفيد من (النت) إلا في مسائل لا تسمن ولا تغني من جوع (الفيسبوك: فلان دعاك للعب اللعبة الفلانية)، وإذا علق أحدهم على موضوع، اتضح النزق والضجر على تعليقاتهم.

لكن، مع ذلك هناك من الشباب من يختلف اختلافاً كبيراً عن تلك النماذج التي لا تليق بالأمة، وحتى أولئك الشباب الحائر الضجر اليائس لحيرته ولضجره ويأسه أسباب لو تعرفنا عليها، وتأملنا بطرق حلها بإحالتها الى الشباب أنفسهم لقام الشباب الجاد بمسك زمام دفة الأمة على أحسن وجه..


لقد تم خذلان الشباب في عدة مسائل:

المسألة الوطنية: دخل القرن العشرون بحزمة من المشاكل منها، زوال الخلافة الإسلامية ـ الدولة العثمانية ـ (مع ما تشكله من إشكالية سنعود إليها)؛ تقسيم الوطن العربي باتفاقية سايكس ـ بيكو ؛ وعد بلفور وضياع فلسطين على دفعتين، هشاشة فكرة التنمية؛ حروب عقيمة لم تحقق نصراً ناجزاً.

وعلى الصعيد العقائدي والفكري: تم تجربة معظم ما نودي به من أفكار، القومية، الماركسية، والليبرالية، وحتى تلك التي تتعلق بالرجوع للدين، والتي لم تصمد في الجزائر وغزة وأخيراً في مصر (ولنا عودة الى ذلك).

وعلى الصعيد الاقتصادي (والذي يرتبط بالتنموي): شاهد الشباب تجارب عالمية بدأت متأخرة عن تجاربنا العربية ولكنها تقدمت وتقدمت معها شعوبها في جنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية وحتى إفريقيا..

كل ذلك جعل من الشباب قوة مشتتة تقوم بتحميل الأجيال التي سبقتها كامل المسئولية التاريخية، وإن بدا على الشباب أنهم غير منظمين ونزقين ومستعجلين ولم يعدوا العدة الكاملة لخوض معركة الحرية مرافقة لمعركة التحرر، فإنه من الممكن جداً أن يحققوا ذلك في القريب المنظور..


وهذا ما سنتابعه



هوامش
*1ـ عبد الله العروي/ مفهوم الحرية ط5/ الدار البيضاء 1993، صفحة5.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-04-2014, 03:01 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الشباب واختيارهم لأصدقائهم


قبل الحديث عن الصداقة واختيارات الشاب لها، يتوجب علينا التذكير بالتمييز بين الصداقة والصحبة والزمالة وغيرها، فالصديق وهو بالمناسبة، يُقال للذكر والأنثى والجمع والمفرد، فقال جميل:
كأن لم نُقاتل يا بثينُ لو أنها ...... تُكشف غُماها، وأنتِ صديقُ
وقال آخر في جمع المذكر:
لَعمري لئن كنتم على الناي والنوى .... بكم مثل ما بي، إنكم لصديقُ
وقال جرير في جمع المؤنث السالم:
نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا..... بأعينِ أعداءٍ، وهن صديقُ

أما الصحبة فهي المرافقة في سير أو مشوار، فلذلك يُقال: صاحبتك السلامة، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم من عاصروه وساروا معه في نشر الدعوة في حياته.

والزميل في لغة عصرنا، هو الذي يكون معنا في مهنة أو مدرسة أو كلية، وفي لغة العرب: هو من يتناوب على ركوب البعير مع آخر، فهما زميلان.*1

والخليل: الصديق الذي ينفذ الى القلب (أي يتخلله) ويكون فيه حب في الله دون شائبة، لذا قيل في الحديث، لو كان لي أتخذ خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، وقيل في الحديث أيضا المرء على دين خليله، فلينظر امرؤ من يخالل.

تأثر الشاب: سلبا أو إيجاباً بشخصية الوالد

إذا كان الوالد في الأسرة، شخصية متسلطة، أي صاحب القرار الأول والأخير، ويعبر عن مشاعره بقوة وحركة شديدة (سواء بالغضب أو الفرح) فإن الاحتمال الأقوى أن يأتي ابنه بشخصية ضعيفة.

وإذا كان الوالد شخصية ديمقراطية، عاطفي، يلبي رغبات أبنائه، فغالباً ما يكون ابنه شخصية إمعة تنجذب نحو الأغلبية حتى لو كانت تلك الأغلبية فاسدة.

إذا كان الوالد ذا شخصية انفعالية يفرض رأيه بعنف، وصوته عالي، ولكن بقلب طيب، فالأغلب أن يكون ابنه صاحب شخصية مهزوزة و عرضة للانحراف.

إذا كان الوالد صاحب شخصية متساهلة، يعيش من أجل غيره، وانبساطي في الحوار، وشعبي (كل شيء عنده عادي) سيكون ابنه في الغالب صاحب شخصية قوية ولكنها تبقى عرضة للانحراف.

إذا كان الوالد صاحب شخصية نظامية، أهدافه معروفة تتغير من وقت لآخر بمنطق، ويتحمل مسئوليته بدون حماس، ضحكه محدود، انفعالاته مقتضبة، سيكون ابنه شخصية ضعيفة اجتماعياً، قوية فكرياً، لكنه أقل الأبناء عرضة للانحراف.

إذا كان الوالد صاحب شخصية مُهملة، ليس له أهداف واضحة، كثير الأعذار (وقتي لا يسمح، عملي يأكل وقتي، كنت مريضا). فإن أولاده قد يخرج منهم قائد أو إمام ويخرج منهم مجرم حتى لو كان توأم الآخر.

إذا كان الوالد صاحب شخصية متقلبة، لا يحافظ على نمط في المهنة ولا على أصدقاء وصاحب قرارات سريعة، سيكون ابنه مثله في الغالب.

أما صاحب الشخصية المبدعة، وهو خليط من الأنماط السابقة، عقلاني في حواره، ويميل الى الشورى وتقسيم الأدوار في العمل وغيره، يسعى لتحقيق أهدافه ولا يتوانى في مساعدة غيره لتحقيق أهدافهم، فإن أولاده سيكونون أقرب الى شخصيته وأبعد عن الانحراف. *1

من هو الصديق؟

سُئل أعرابي عن الواجبات التي تقع على عاتق الصديق، والتي إن قام بها نحو صديقه كان من أكرم الناس عِشرة، فأجاب: (1) من إن قُرِب مَنَح (2) وإن بُعد مَدَح (3) وإن ظُلِم صفح (4) وإن ضويق سامح. فمن ظفر بهذا الصديق فقد أفلح ونجح.

وقال الإمام الغزالي رحمه الله عن الصديق: (1) أن يحفظ حرماته (2) وأن يحسن معاشرته (3) أن لا يبخل عليه بالنصيحة (4) أن يؤثره بماله (5) أن يبذل له العون في الدنيا والدين (6) أن يصبر على ما قد يصدر عنه من أفعال تنطوي على إيذاء له وذلك عملا بحديث رسول الله صلوات الله عليه((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم))*

كيف ومتى تتم الصداقة وكيف تنتهي؟

عادة تتكون الصداقة، إما بين أتراب الحي، أو زملاء المدرسة والكلية والعمل، أو القرابة، وقد يكون هناك طرف ثالث، لاختيار الأصدقاء أو استبعادهم، وتحتل الأم الدرجة الأولى في هذا الجانب ثم يليها الأب وتليه الأخت*

وأهم أسباب الصداقة تكون التعزيز النفسي والوجداني للصديق، فإن تعرض هذا التعزيز الى خلل، فإنه من الممكن أن تنتهي الصداقة بين صديقين، ومعظم أسباب انتهاء الصداقة تندرج تحت (مفهوم الخيانة) أو الممازحة الخشنة سواء باللفظ أو الجسد، وإفشاء سر ائتمنه الصديق لصديقه. وعادة ما يرفض الصديق الذي يود إنهاء الصداقة تدخل الكبار أو حتى أي طرف ثالث في تسوية الخلاف بين الصديقين.

العدد المفضل للأصدقاء

يتفاخر البعض بأن لديه الكثير من الأصدقاء، ويظن أنها خصلة جيدة. وقد عبر عمر ابن الخطاب رضوان الله عليه حول تلك المسألة فقال (الصديق كالنار في قلته منفعة وكثرته مهلكة). وأكد على تلك الناحية المفكر أبو الحسن الماوردي في كتابه (أدب الدنيا والدين) فقال (إذا كان التجانس والتشاكل من قواعد الأخوة وأسباب المودة، كان وفور العقل أن نقلل من الأصدقاء) وقد علّل ابن مسكويه التوجه لتقليل الأصدقاء بقوله (من كثر أصدقاؤه عجز عن الإيفاء بحقوقهم، واضطر لغض النظر عن عيوبهم). *5


هوامش
*1ـ أنظر تاج العروس، ولسان العرب.
*2ـ أخذت تلك المقارنات من بحث من إعداد: صبحي سليمان بعنوان: الشخصية الجذابة والمؤثرة والمبدعة (موقع: www.kotobarabia.com)
*3ـ أحمد المجذوب/ الصداقة والشباب/ القاهرة: الدار المصرية اللبنانية 2001 صفحة 82.
*4ـ أسامة سعد أبو سريع/ الصداقة من منظور علم النفس/ عالم المعرفة 1993 صفحة 156.
*5ـ أحمد المجذوب مصدر سابق
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-04-2014, 11:44 AM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الموائمة الاضطرارية لدى الشباب في اختيار جماعاتهم

الموائمة: آتية من الجذر (وأم) وهو الموافقة والاقتداء بما تنتهجه جماعة، وفي الأمثال في العصر الجاهلي القديم، لولا الموائمة لهلك الناس.

والجماعة، هي العدد الذي يتجمع فيه أفرادٌ قلوا أم كثروا ، فقد يكونوا ركاب سيارة اعتادوا الذهاب فيها الى عملهم، وقد يكون أمة كثيرة العدد، وهي أحد مصادر الفعل (جَمَع: عكس فرّق)، ومنها يوم الجمعة، حيث كان يجتمع المسلمون فسموا ذلك اليوم بالجمعة في حين كان بالجاهلية يسمى يوم (العَروبة).

والجماعات من حيث نشأتها، منها: الطبيعية كالأسرة والعشيرة والدين والطائفة وغيرها، ومنها ما هو اصطناعي يتم بمحض إرادة الفرد، كالنقابة والحزب والشلة والبرلمان وغيرها*1. ومن حيث مدة البقاء فمنها ما هو دائم كالانتماء للعائلة والنقابة والمواطنة، ومنها ما هو مؤقت كركاب طائرة أو الوفد أو فريق كرة قدم، فما أن ينزل الركاب من الطائرة، لم يعودوا جماعة، وما أن تنتهي المباراة أو الوفد حتى تنتفي صفة الجماعة عن أفراده.

وقد ورد بالقرآن الكريم ذكر الكثير من الجماعات، كالأهل والعشيرة والطائفة والزمرة والفريق والقوم والرهط والأمة والشعب والقبيلة والحزب الخ.

وأهمية الجماعات والبحث فيها، آتية من كونها تمثل الشعب من خلال مسئوليها وتشاورهم مع بعض، فلا عدل يقوم ولا حتى ديمقراطية دون أن يكون هناك جماعات متماسكة تعرف أهدافها وتعرف فن التعبير عن تلك الأهداف.وروي أن عمر ابن الخطاب روى عن الرسول صلوات الله عليه حديثا (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبحة الجنة فعليه بالجماعة)*2

كيف يختار الشاب جماعته

يندفع الأطفال في بداية حياتهم لتكوين الجماعات، ويكون عنصر الموائمة واضحاً فيها، حتى لو كانت موائمة اضطرارية، فالطفل بحاجة الى اللعب والتواصل مع أقرانه في الحي، وقد يتعرض وهو في تلك الحالة الى سخرية البعض منهم، سواء سخرية لفظية أو مزاح ثقيل لا يحبه الطفل، ولكنه سيدرب نفسه على تحمل تجاوزات المتجاوزين في سبيل بقائه ضمن المجموعة، وقد يجرب الطفل الاستعانة بأهله لمنع تجاوز الآخرين، ولكنه سيكتشف أن تلك الاستعانة لا تسبب له إلا مزيداً من المتاعب، فقد يمنعه أهله من اللعب مع الآخرين ويُحرم من هذا النشاط الطبيعي، أو يتدخلوا في منع الآخرين مما يضعه في موقف مزعج بين أقرانه، فالهدف الأول والأخير من بقائه في دائرة الموائمة هو ممارسته لما يديم حيويته وتواصله مع أقرانه.

أما في مرحلة الشباب، فإن الأهداف سترتقي شيئاً فشيئا، فمنها ما يندرج نحو تنمية مهاراته الدراسية أو الثقافية ومنها ما يندرج في ممارسة هواياته، ومنها ما يندرج تحت باب (التطهر)، وهي المرحلة التي يبدأ فيها تكوين الوعي السياسي، فمن خلال الحديث عن الفساد والواسطة وغيرها، تتشكل أول بؤرة معرفية للتوجه نحو التعامل معها، فينضم لحزب أو جماعة أو يروق له التوجه لسماع أحاديث في هذا المجال فيختار مجموعته في هذا الصدد.

ومن الشباب مَن تختلط عليهم الأهداف مع التوجهات، فيقرر التقرب من جماعة قد تحقق له القبول الجامعي في دولة ما، أو حتى في الدولة التي ينتمي إليها، لكن طموحاته ستتصاعد في الحصول على المنحة أو إتمام دراساته العليا، أو التوظف في مواقع مرموقة، فيضطر للتدرب على موائمة، أغلب الأحيان تكون مخادعة وكاذبة. وقد يتحمل الشاب، أن يكون من يأمره أو يوجهه قليل التهذيب أو حتى قليل الخبرة والثقافة ويقر في قرارة نفسه أنه أضعف من أن يكون مسئولاً، ولكنه يفضل من باب الموائمة الاضطرارية أن يصبر على الانصياع لأوامر ذلك المسئول لتحقيق أهدافه!

المجموعات السياسية

المجموعات السياسية تُقسم الى قسمين: الأول: دعائي، يُبشر بأفكار ويطرح مشاريع مستقبلية للوطن والمجتمع وهذا القسم يشمل الأحزاب السياسية، ومنتديات الفكر ومدارسه المختلفة من مفكرين وفلاسفة وغيرهم، ويبقى دور هذا القسم ناقصاً إذا لم يتناغم مع القسم الثاني. والقسم الثاني: إداري، يُنفذ المشاريع الفكرية التي تأتي من القسم الأول، ويشمل هذا القسم النقابات وغرف التجارة والصناعة والبرلمان والحكومة وغيرها.

ويُقاس تقدم الدول على ضوء تناغم أداء القسمين مع بعض، فأدائهما كأداء أجزاء المصنع أو السيارة، إذا ضُبط تنظيم الحركة في تلك الأجزاء عَمل المصنع وأنتج، وسارت السيارة، ولنا في أداء تلك المجموعات والأقسام عند الدول المتقدمة، خير شاهد، فإذا فاز حزب منافس هنأه باقي الأحزاب وساندوه، حتى لو عارضوه، فتكون المعارضة لمحاصرة الفساد واجتثاثه.

من المؤسف له، أن كل الأحزاب السياسية العربية، تربي المنتسبين لها على التصدي للمنتسبين الى أحزابٍ أخرى، فتُنصِّب منهم (آخراً) لتتبارى معه في الانتخابات النقابية والبرلمانية والبلدية وغيرها. وتبادله الشتائم وإلصاق التُهم الكُبرى، فهذا حزب عميل وذاك حزب مُلحد وآخر يرتبط بالماسونية، وهكذا. فلا يسلم حزبٌ من شرِ انتقادات وهجوم الأحزاب الأخرى. ولا يقتصر التناوش وتبادل التهم بين التيارات (القومية، والإسلامية، واليسارية، والليبرالية) بل ينزل حتى بين فصائل التيار نفسه.

وما أن ينشق واحد أو مجموعة من حزب ما، حتى يبدءوا بفضح أحزابهم، فيتلقف الحزب الآخر كتابات المنشقين ليستعملها كسلاح في يده لتدمير الأحزاب الأخرى. ومن أراد الإطلاع على تلك المهازل فلينظر كتب مثل (أوكار الهزيمة) لهاني الفكيكي، يتحدث فيها عن تجربته بحزب البعث،*3، ولينظر كتاب (سر المعبد) للمنشق عن الأخوان المسلمين ثروة الخرباوي*4. وإن تحدثنا عن بقية الأحزاب فهناك مئات الأمثلة على الانشقاقات فيها*5.

ولم يكتفي المنشقون بإصدار الكتب بل بالمشاركة في أعمال تلفزيونية، كبرنامج أحمد منصور في قناة الجزيرة (شاهد على العصر) الذي استضاف أناس منتقين ك (أحمد صالح العلي) و (حامد الجبوري) لكي يشيطن حزب البعث. وقنوات أخرى استضافت القياديين المنشقين عن جماعة الأخوان المسلمين (كمال الهلباوي) و (عبد الستار المليجي) [قناتي المحور وCBC ].

هذه الأعمال التي يفرح بها الآخرون من الأحزاب، تترك للشاب فرصة ليكفر بكل الأحزاب، ويبرر فرديته وعبثيته، فهو ليس على قدرٍ كافٍ من تمحيص الحقائق وما يُذكر في أقوال المنشقين، أو تجعله مُغلقاً على فكره وعقيدته ويكفر كل الأحزاب والجماعات الأخرى. وليذهب الوطن للجحيم!

ماذا فعل الآخرون بهذا الصدد؟

فمن أجل الوطن، لنا من تجربة (نلسن مانديلا) الذي استخدم عبارة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، عندما أشار لها في حق من سجنوه 28 عاماً،*6 (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، ولنا في عبارة (المهاتما غاندي) عبرة،عندما قال: إذا استخدمنا قاعدة العين بالعين فسيصبح كل سكان الهند (عِوْرَان).


هوامش
*1ـ عبد الرضا حسين الطعان/ البُعد الاجتماعي للأحزاب السياسية/جامعة بغداد 1990 صفحة 17.
*2ـ حافظ بن محمد الحكمي/ الأحاديث الواردة في لزوم الجماعة/ الرياض:دار الصمعي: 2008 صفحة 19.
*3ـ هاني الفكيكي/ أوكار الهزيمة: تجربتي في حزب البعث العراقي/ لندن: رياض الريس 1997.
*4ـ ثروة الخرباوي/ سر المعبد: الأسرار الخفية لجماعة الأخوان المسلمين/ القاهرة: دار نهضة مصر 2012
*5ـhttp://marxlistleninlist.topic-ideas.com/t108-topic
*6ـ نلسن مانديلا/ رحلتي الطويلة من أجل الحرية/ جنوب إفريقيا: جمعية نشر اللغة العربية/ترجمة: عاشور الشامس 1998.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-04-2014, 11:22 AM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

مزاعم التنبؤ بسلوك الشباب

لو تخيلنا أن رجلاً كان يمتطي جواداً قبل مائة عام، ويسير به على إحدى الطرقات في البادية، فيلمح عن بُعدٍ رجلاً آخرا يمتطي جواداً، فأي الاحتمالات يضعها كلٌ منهما تجاه الآخر؟

الاحتمال الأول: أن كلاهما يمر من جانب الآخر ويطرح عليه التحية ويمضي في طريقه، دونما رغبة منه أن يفتح مع الآخر حديثاً.
الاحتمال الثاني: أن يكونا يعرف أحدهما الآخر، فيتبادلان الحديث وربما الطعام.
الاحتمال الثالث: أن يضع كلٌ منهما لثاماً يخفي معالم وجهه، احترازاً من أن يكون أحدهما على خصومة هو أو أقاربه مع الآخر أو أقاربه.
الاحتمال الرابع: أن يحاول كل منهما تغيير وجهته في السير، أو أن يهيئ نفسه لقتالٍ مع الآخر.

إن هذه الاحتمالات آتية، من كون أن كلا الرجلين هما نتاج بيئة تداخلت فيها القيم والأعراف والثقافة وقواعد التعامل مع الآخرين وفقاً لنظرة (جوستاف لوبون) أن كل فرد من أفراد بيئة معينة اختلطت فيه خلال ألف عام دماء عشرين ألف من سكان المنطقة التي يعيش فيها. لنترك هذا المثال جانباً وبشكل مؤقت، ولنتجه الى تعريف السلوك.


ما هو السلوك؟

السلوك في اللغة هو المَدخل والمنهج والطريق. وفي التنزيل {ما سلككم في سقر} قالوا: {لم نكُ من المصلين؛ ولم نكُ نطعم المسكين؛ وكنا نخوض مع الخائضين؛ وكنا نكذب بيوم الدين}*1، أي كأن الحوار يكون: ما الذي أدخلكم جهنم؟ فيكون الجواب: لقد انتهجنا النهج المذكور حتى دخلنا جهنم.

والسلوك في علم الاجتماع: هو أي نشاط يصدر من الكائن الحي، من تقطيب الحاجب الى إفراز الغدة اللعابية الى تقليص المعدة الى الذهاب لمطعم الى القيام بالتظاهر الخ.

تفسير السلوك

هناك من يقرن السلوك بالشكل الظاهري للجسم، فالبدين يميل الى الراحة والروح الاجتماعية؛ وصاحب الجسم الرياضي يميل الى إثبات الذات بقوة والميل الى العمل والحركة والسيطرة على الآخرين ولا يهتم بمشاعرهم؛ وصاحب الجسم الواهن يتميز بالتوتر وعدم الثقة بالآخرين [شلدون 1940]*2

وفي المعارف الشعبية، نجد المصريين يقولون في كلامهم (كل طويل هبيل، وكل قصير مكير). ويربط البعض عريض الجبهة بنقاء السريرة، وحاد الأنف بالماكر والخادع، وشكل العينين والحاجبين فيقولوا: عيناه كعين الصقر الخ.

وأكثر النظريات في تفسير السلوك أهمية ووجاهة، هي التي وضعتها عالمة الأنثروبولوجيا (مرجريت ميد) والتي أمضت حوالي أربعة عقود في منطقة (غينيا الجديدة) القريبة من أستراليا، بأن الوسط الثقافي والمعرفي هو من يتحكم بالسلوك فقد وجدت في القبائل البدائية (آرابيش وتشمبولي وغيرها) عادات لا تتفق مع مقاييس السلوك في أي منطقة من بلاد العالم، حيث تكون السيادة في للمرأة فهي التي تعمل وتقاتل وتأتي بالرزق للأسرة، في حين يكون دور الرجل في التزين والجلوس في البيت، حتى دون أن يهتم بالأطفال فالرضع يتكفل بهم أطفال دون العاشرة! فالرجل يرقد على الفراش أثناء ولادة زوجته ويهتم بتسريحة شعره، وإذا سأل أحد عنه يجيب من يعرفه أنه في حالة ولادة، فالرجال بقبيلة (آرابيش) هم أكثر أنوثة من نسائهم *3

وتمشياً مع تلك النظرية، فإن اختلافاً يظهر في التعامل مع عذرية العروس في بلاد المسلمين، فإن لم تكن عذراء فإن مشكلة أكيدة ستؤدي الى الانفصال، في حين في بعض الدول الاسكندينافية، فإن المشكلة ستحدث لو كانت العروس عذراء.

كما أن شعوباً لها من التقاويم ما يختلف عن شعوب أخرى، ففي بلادنا وأوروبا السنة تقسم الى أربعة فصول، وفي جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى تقسم السنة الى فصلين، وعند الهنود الحمر تقسم الى ستة فصول، وعند الأسكيمو تقسم الى خمسة فصول*4

وهناك من يعتقد أن للوضع الاقتصادي دورٌ كبير في تحديد سلوك الأفراد، وكذلك الإعلام بمختلف وسائله (السينما، التلفزيون، الصحافة، والإنترنت. وهذا موضوع يطول لسنا بصدده.

القاعدة الخلقية وتوجيه السلوك

يرتبط بالسلوك مصطلح القاعدة الخلقية، وهي التي تحدد السلوك العام لأفراد المجتمع وترتكز على قوانين الدولة والتراث والصحبة (في الحي والمدرسة والعمل الخ).

ويشكل الدين أهم ركائز التراث في كل المجتمعات، ولو رجعنا الى القرآن الكريم لرأينا معظم سوره تتحدث عن السلوك الجيد وتقرنه بمكافأة الله (سور: المؤمنون؛ لقمان؛ المدثر؛ الماعون؛المطففين نماذج واضحة). وكما أن الدين يوجه نحو السلوك الحسن، فإنه أحياناً ومن خلال سوء القائمين على تفسيره يؤدي الى سلوك ضار، ففي عام 1208م أمر البابا (إبنو سان الثالث) بحملة إبادة على جنوب فرنسا راح ضحيتها 150 ألف قتيل من مسيحيي فرنسا وتدمير عدة مدن، والسبب خلاف على العمر الذي يتم به تعميد الأطفال!*5

وعند الحضارات القديمة، ظهر ما يشبه التنظيمات الدقيقة لوضع قواعد السلوك، فعند المصريين القدماء ظهر حكماء في السلوك نذكر منهم واحداً لطرافة حكمه يُدعى (عنخ شاشنقى) : (زوج ابنتك لابن صائغ ولا تزوج ابنك من ابنة صائغ)؛ (إذا فعلت معروفاً لخمسمائة شخص وتذكره واحدٌ منهم فقط، فهذا يكفي، بأن معروفك لم يضع كله)؛ (لا تشاور عالم في أمر تافه.. ولا تشاور جاهل في أمر جلل)؛ (فشلٌ كريم خير من نصف نجاح).*6

وفي الدولة الإسلامية بمختلف مراحلها، كان هناك مربون يُعهد إليهم تربية الأمراء وعلماء الحديث والفقه والفلك، ويلاحظ في كتب السير أن فلاناً تتلمذ على يد فلان وفلان.

أما قوانين الدولة، فهي قديماً وحديثاً نتاج المجتمع الذي يبقي على دولته ونظام الحكم فيها، باختياره وجهائه ونوابه في البرلمان وغيره، وعندما يختل التناغم بين أداء الحكومات وتشريع القوانين وتطبيقها يعم الفساد ويصبح التنبؤ بالسلوك صعباً بل مستحيلاً، فإذا كنا نسمع قبل عشرات السنين أنه إذا قيل لأحدهم أن فلاناً قد سرق أو قال كذا، كنا نجد من يدافع عنه بشراسة أنه لا يمكن أن يفعلها فهو فلان ابن فلان وهي عائلة معروفة باستقامة سلوك أبنائها، أما اليوم وكما يقال (لا يستطيع الفرد أن يزكي ابنه أو يبرأه من تهمة)

عودة الى المثال الأول

إذا كنا قد ضربنا مثل الرجل الذي يمتطي جواداً في صدر الحديث وما هي الاحتمالات التي سيتوقعها من الرجل الآخر، فإننا سنجعل ذلك الرجل يقود سيارة ويسير في شارع يسمح فيه الذهاب والإياب، وتقابله مئات السيارات وتتبعه مثلها، فأي احتمالات سيضعها وهو يقود؟ فالسواق مختلفون الأعمار وقد يُصاب أحدهم بسكتة قلبية مفاجئة، والسيارات من مختلف الأنواع وقد تتعطل إحداهن بشكل مفاجئ أو ينفجر أحد إطاراتها.

هذه حال حكوماتنا اليوم، كانت في الماضي تفتح ملفات لبعض السياسيين وتتبع أخبارهم، وتفتح ملفات لبعض المجرمين وتستدعيهم عند وقوع أي حدث، لكنها اليوم أعجز من أن تتوقع ماذا سيحدث بعد مباراة كرة قدم، أو عند محطة وقود، والأمثلة في تونس وسوريا وليبيا خير شاهد.

هوامش
*1ـ القرآن الكريم، المدثر آيات (42ـ46).
*2ـ محمد عماد الدين إسماعيل/ المنهج العلمي وتفسير السلوك/ القاهرة: دار القلم 1989 صفحة 159.
*3ـ كافين رايلي/ الغرب والعالم/ ترجمة: عبد الوهاب المسيري/ الجزء الأول/ عالم المعرفة 1985 صفحة 34.
*4ـ ماجد إبراهيم/سيكولوجية القهر والإبداع/ بيروت: دار الفارابي 1999 صفحة 67.
*5ـ جوستاف لوبون/ حياة الحقائق/ ترجمة: عادل زعيتر/بيروت: دار العالم العربي 2012 صفحة62
*6ـ محمد عبد الحميد بسيوني/ آداب السلوك عند المصريين القدماء/ القاهرة: مكتبة الأسرة 2002 صفحة 23.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-05-2014, 03:08 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

من حيث لا يدري: المجتمع يدفع الشباب نحو الجريمة


تشير تقارير الأمم المتحدة أن التطور في معدلات أعداد الجرائم قد زاد زيادة ملحوظة فاقت نسبته نسب الزيادة في النمو الاقتصادي أو نسب الزيادة في السكان. وقد كانت زيادة أعداد الجرائم في الدول الصناعية منذ عام 1967 حتى عام 1999 بمعدلات مخيفة حيث بلغت بين 300% الى 400%. وأن أعداد المساجين في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1998 كان 5.1 مليون سجين (في السجن أو الإقامة الجبرية) أي بنسبة تساوي 3% من إجمالي السكان.*1

أما في البلدان العربية فكان معدل الجرائم 409 جريمة لكل مائة ألف مواطن، بنسبة حوالي 0.004% (هذا عام 1993)، وتوقع الباحث ذياب البداينة أن ترتفع تلك النسبة بشكلٍ مضطرد وبمعدلات أسرع تزيد عن 5% سنويا عما كانت عليه*2. والذي يعنينا اليوم من هذا الموضوع، هو ما يرافق عمليات التغيير المستمرة في المنطقة والتي بدأت منذ بداية عام 2011، والتي يُتوقع لها أن تستمر أكثر من عشرين سنة حتى يحصل استقرار في المنطقة، هو استغلال الشباب للأوضاع المضطربة وتنفيذ جرائم كثيرة، وتجيير تلك الجرائم لقوى سياسية!


ما هي الجريمة؟

الجريمة في اللغة: من جَرَم: قطع، جزّ، يقال جرم صوف الغنم وجرم اللحم: أي نزع العظم منه،، والجارم من يسعى للكسب لأهله، والجُرم: الذنب والمجرم: المذنب ، وفي التنزيل { لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا} أي لا يحملنكم بغض قومٍ أن تقعوا في الجريمة.

يُعَرَّف (جيمس ديفيز) الجريمة أو السلوك ألانحرافي بأنه السلوك الذي ينحرف عن معايير المجتمع السياسي، ويُقصد بالمجتمع السياسي هو ذلك المجتمع الذي تحكمه القوانين التي تشرف على صياغتها وتنفيذها سُلطة منظمة معترف بها اجتماعياً ورسمياً. فالجريمة كل فعل يُعاقِب عليه القانون.

فالتجسس، والسرقة، والقتل، والرشوة، والاتجار بالمخدرات أو تعاطيها، وهتك العرض والزنا، وتزييف العملة، وانتحال شخصية، ومخالفات المرور، وإيذاء الممتلكات العامة، والأشخاص، وعرقلة موظفي الدولة، كلها جرائم عرّفتها القوانين وحددت عقوباتها.

وطالما أن الجريمة ترتبط بالقانون بشكل ما، وأن الدولة أو نظام الحكم هو المسئول عن تفسير وتطبيق القوانين، فما أن تتأثر هيبة الدولة، فإن الجرائم تزيد بشكل تلقائي، ففي لبنان (مثلاً) كان عدد السيارات المسروقة (1170) سيارة، أي قبل الحرب الأهلية، وفي عام 1987 كان عدد السيارات المسروقة في نفس البلد (30000) سيارة*3. ولوحظ في الصومال والعراق وليبيا وسوريا ومصر، ازدياد ملحوظ في أعداد الجرائم بعد أن اهتزت هيبة تلك الدول.

العمر والمهنة والدرجة العلمية وعلاقتها بالجريمة

يُستفاد من سجلات الشرطة والسجون وتجارب الباحثين في علمي النفس والاجتماع في التعرف على الأعمار والمهن والبيئة وغيرها من العوامل المقترنة بمرتكبي الجرائم.

ففي دراسة أجريت على سجون الأردن والمغرب والسودان، راعى الباحث فيها مواقع السجون فمثلاً أخذ (سجن اربد لدراسة الحالة الريفية، وسجن الجويدة لدراسة الحالة المدنية، وسجن معان للبادية) وهكذا فعل في المغرب والسودان*4. فكان من نتائج ما حصل عليها الباحث:
1ـ كانت نسبة المجرمين الشباب 79% (وبالذات من 20ـ29 عام بلغت 39%)، ومن 40ـ50 عام 11% وبين 50ـ70 عام 6% وفوق 70 عام 4% (صفحة 54).
2ـ كانت نسبة الأميين من المجرمين40%، وذوي التحصيل الابتدائي 22%، وذوي التحصيل الإعدادي 11%، وذوي التحصيل الثانوي 17%؛ والحاصلين على دبلوم 3%؛ والحاصلين على البكالوريوس 2%؛ والحاصلين على الماجستير 2%؛ والحاصلين على الدكتوراه 3%. (صفحة56)
3ـ كانت نسبة العزّاب (غير المتزوجين) 58%؛ والمتزوجين 36%؛ والأرامل 3% والمطلقين 3%.
4ـ كانت نسبة العاطلين عن العمل 10%، والعمال الحرفيين والعاديين 42%؛ والتجار 10% والموظفين 17%؛ والمزارعين 13%؛ طلاب مدارس 4%؛ طلاب جامعات 4%.(صفحة 60).
5ـ كانت الجرائم تتوزع على السرقة 22%، والمخدرات20% ثم تليها القتل 8.5% ومن ثم 6.5% لكل من السلامة العامة وإيذاء أجسام الآخرين؛ وتليها الزنا واللواط وهتك العرض 6%، وبعدها يأتي النصب والاحتيال والتزوير وقدح المقامات العليا ومخالفات السير والتهريب لكل منها 1.5%.(صفحة78).
6ـ كانت نسبة الجرائم في المدن تصل الى 70%، والأغلبية من المجرمين هم من الوافدين على المدن حديثا.

ومن الجرائم التي تذهب فيها أرواح الشباب، جرائم المخالفات المرورية، فقد وجد في المملكة العربية السعودية وحدها وفي عام واحد هو عام 2000، هو موت 4848 شاب في حوادث سير، وأن المخالفات للقيادة بدون رخصة هي (317376) مخالفة، وأن عدد الرخص الممنوحة في ذلك العام 467890 رخصة منها 35.5% بالواسطة، ووجد من الشباب حوالي الربع من يتعمد المخالفة والتمتع بمناكفة شرطة المرور*5 هذا في المدارس الثانوية في الرياض.

أما طلاب مدارس الجزائر، فإنه في نهاية الستينات من القرن الماضي كان يتخرج منهم 70% ممن دخلوا المدارس الابتدائية، وأصبح في نهاية التسعينات من القرن نفسه يتخرج أقل من 30%، ويترك المدارس سنوياُ 534 ألف طالب، ليُضخوا الى الشوارع دون مؤهل علمي، وذلك لأسباب منها ما يتعلق بالأسرة ومنها ما يتعلق بمؤسسات الدولة وغيرها*6


غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية وراء كل الجرائم

في زيارة للريف الهولندي عام 1997، لاحظنا انخفاض أسوار البيوت، وخلو النوافذ من شبك الحماية، وبعد ذلك بثلاثة شهور وفي زيارة لجنوب إفريقيا لاحظنا أن البيوت مسورة بأسوار إسمنتية بارتفاع أربعة أمتار وبعد تلك الأسوار هناك أسوار من السلك (b r c) بارتفاع خمسة أمتار، وبين السورين تطلق كلاب من نوع (الدوبرمان)، وكلتا الدولتان من أغنى عشرين دولة في العالم، ولكن الأولى تسود فيها العدالة الاجتماعية ويختفي فيها الفقراء، في حين بالثانية تتمثل بقايا الفصل العنصري، وتكثر الإرهاصات من كل نوع.

خاتمة


من حيث لا يدري: المجتمع يدفع بالشباب الى الجريمة، المجتمع ممثلاً بأجهزة الدولة، وقيادات المجتمع المدني، يغض النظر أو يهمل تنامي عوامل الجريمة، وحتى يكبح من ذلك يتوجب ما يلي:
1ـ الاهتمام بالأرياف، وعدم دفع سكانها للهجرة الى المدن، من خلال تخصيص جزء من موازنة الدولة لتأمين العمل والحياة الكريمة فيها، ففي المجتمعات الريفية بقايا من ضوابط اجتماعية تساعد الدولة على سيادة الأمن الاجتماعي.
2ـ عدم التعرض للدعاة الدينيين في ممارسة نشرهم للفضيلة وما يتتبع ذلك من الابتعاد عن الانحراف الأخلاقي.
3ـ تأمين العمل والتدريب ونقل المعرفة للشباب، مع عدم الإكثار من الخصخصة في التربية والتعليم، والتعليم العالي التي تثقل كاهل العائلات الفقيرة في عدم مواصلة تعليم أبنائها.
4ـ الاهتمام بالأسرة كقاعدة اجتماعية هامة، وبحث أسباب الطلاق والتفكك فيها حتى لا تكون مصنعا مفرخاً للمجرمين.
5ـ دعم الأندية والجمعيات التي تهتم بالشباب ورفدها بكوادر يعرفون واجباتهم.

إننا مقبلون على تغيير في بلادنا قد يحتاج عقدين أو ثلاثة عقود، فإنه من الضروري التركيز على هذا الجانب، حتى لا يترحم المجتمع على العهود السابقة (حسني مبارك، القذافي الخ)، بسبب أن مرحلة التغيير تكون فيها فرص الجريمة أكثر.



هوامش
*1ـ دنزايجر/ الحرب الحقيقية على الجريمة/جامعة هارفر 1998
*2ـ ذياب البداينة/ واقع وآفاق الجريمة في المجتمع العربي/ الرياض: أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.
*3ـ أحمد بن موسى محمد حنتول/ أنماط السلوك الإجرامي في مرحلة الرشد/ جامعة أم القرى: بحث مقدم لنيل درجة الماجستير 2000 صفحة 41.
*4 ـ أحمد الربايعة/ أثر الثقافة والمجتمع في دفع الفرد لارتكاب الجريمة/ الرياض: المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب 1984
*5ـ اللواء د. سعد بن علي الشهراني/اتجاهات الشباب نحو مشكلة المرور/ أكاديمية نايف للعلوم الأمنية 2001 صفحة 331
*6ـ فوزي أحمد بن دريدي/ العنف لدى التلاميذ في المدارس الجزائرية/الرياض: جامعة نايف 2007 صفحة 161
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .