العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-05-2011, 09:43 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(33)

والقصيدة عبارة عن حوار بين مجموعة من الآلات الموسيقية التي تتحاور منفردة ومجتمعة ،ويبدأ الحوار بصوت الأوبرا بصوت الأوبوا المنفرد الذي يحول الكلمات إلى أنغام السلم الموسيقي على النحو التالي:
دوي الريح ميراثنا الفاجع في صورة الأوجه اللاجئات إلى بعضها من سيول تسافر الجبال.
فقد احتوى هذا البيت على أنغام السلم الموسيقي (دو.ر. مي.فا.صو.لا.سي.) وقد كتب الشاعر البيت في الديوان بطريقة تبرز هذه الأنغام على النحور التالي
دوي ال ري اح مي راثنا ال فاجع في صورة الأوجه اللاجئات إلى بعضها من سي ول تسافر بين الجبال.
وفي موضع آخر من القصيدة يستغل الشاعر عنصر التكرار بالنسبة لصوت الطاء من ناحية ،وصوتي "الصاد"و"السين" من ناحية مجتمعين من ناحية أخرى ، وذلك في المقطع الذي نسمع فيه صوت فرقة الآلات مجتمعة :
من طبول تدق ،طوفان رعب يطوق حيطاننا ، والطيور تساقط من طورها الأزرق في الطرقات الطويلة.
تتصاحي أصواتها كالسياط على جسد الصمت ،تصرخ ساقطة ، السنونو المصابة في الجناح تسقط ، تعصر في الصدر صيحتها ،تتساقط من صدرها كسر من زجاج تناثر فوق صخور المسافة(32)

فقد تكرر صوت "الطاء" في البيت الأول أكثر من عشر مرات ، كما تكرر صوت"السين"و"الصاد" المتشابهين في البيت الثاني أكثر من عشرين مرة.
_____________
(32) تقوم بعض أبيات هذا النموذج والنماذج التالية على نظام "التدوير" الموسيقى ، وسوف نعرض لطبيعة هذا النظام عند الحديث عن "موسيقى القصيدة الحديثة".
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 09:48 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(34)

وواضح أن هذه التجربة مغامرة مغرقة لفي الشكلية ، فيها كل ما في التجريب من إسراف وافتعال ، بحيث يكاد الإيحاء الصوتي فيها يكون هدفًا في ذاته ، ومنعزلاً عن عناصر البناء الشعري الأخرى ، بل إن الاهتمام بهذا الجانب الصوتي الموسيقى شغل الشاعر حتى عن الاهتمام بالقيمة الموسيقية الأساسية العاملة في الشعر من وزن وقافية ، فالوزن في القصيدة على قدر واضح من الاضطراب والخلل ،والقافية تكاد تختفي من القصيدة باستثناء الأبيات التي تعبر عن هذا صون الجلوكانترباص،والتي ولق الشاعر إلى حد كبير في إضفاء إيقاع بارز متميز عليها ، يلائم صوت هذه الآلة المتميز المنضبط الإيقاع ،وقد عبر الشاعر عن هذا الصوت بأبيات تكاد تكون منضبطة الطول ، وعلى قدر واضح من التقفية ، وفيما عدا ذلك يهمل التقفية تمامًا .
إن الحصيلة النهائية التي يخرج بها القارئ من هذه القصيدة هي مغامرة في الشكل الخالص ، وفي عنصر واحد من عناصر الشكل على حساب العناصر الأخرى.
وثمة محاولة أخرى في هذاالاتجاه قمت بحذفها لاحتوائها على سخرية بالقرآن الكريم لذا قررت الاستعاضة عنها بمثال آخر (هذا الكلام من وضعي وليس من وضع المؤلف)
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 09:51 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(35)
القيمة الإيحائية للألفاظ :
تمتلك الألفاظ المردة –ومن قبل أن توضع في بناء لغوي- طاقات إيحائية خاصة ، يمكن إذا ما فطن إليها الشاعر ونجح في اتسغلالها أن تقوى من إيحاء الوسائل والأدوات الشعرية الأخرى ،وتقريه ، وقد استطاع الشاعر العربي القديم بوحي من إدراكه الفطري العميق لطبيعة لغته وأسصرارها وبحاسته السعرية المرهفة أن يقع على الألفاظ الأكثر ملاءمة لطبيعة رؤيته الشعرية فحين يريد شاعر كامئ القيس أن يصور إأحساسه بثل الليل وبطء مروره ، فلإنه يختا من الألفاظ ما يشع بإيحاءات الثقل والبطء والجثوم ، ويعمق من إيحاء تلك الصورة البارعة التي جسد بها الليل في ذل كالبيت الرائع :
قلت له لما تمطى بصلبه
وأردف إعجازًا وناء بكلكل
فكلمات "تمطى" و"صلبه" و"أردف"و"أعجاز" و"ناء"و"كلكل" توحي كلها بمعاني البطء والثقل والامتداد ،الممتزجة لإيحاءات الجمود والصلابة ،فكلمة "تمطى" توحي بالامتداد والبطء الشديد ، لتأتي من بعدها كلمة "صلب"لتوحي بالجمود والصلابة ، ولهذا آثرها الشاعر على كلمة "ظهر"لأن في الأولى من إيحاءات الصلابة واىلجمود ما ليس في الثانية ، ثم تأتي من بعد ذلك كلمة "أردف"بما توحيه من دلالات التتابع والاستمرار لتقوي من إيحاء اللكمتين السابقتين بالبطء والثقل ، ويدعم هذا الإيحاء باستعمال كلمة "أعجاز" بصيغة الجمع تأكيدًا لنفس الإيحاءات السابقة ،ويأتي بع ذكل الفعل "ناء"بما يوجيه من معنى السقوط الثقيل اباهظ ، ليختم البيت بهذه الكلمة الثقيلة بأصوواتها ودلالتها "كلكل"التي آثرها بدورها على كلمة صدر ونجوها لأن فيها من إيحاءات الثقل والشدة ما ليس في أية كلمة أخرى تؤدي نفس المعنى .هكذا استطاع امرؤي القيس أن يدرك –بفطرته اللغوية- والشعرية المرهفة- هذه الإأيحاءات التي تمتلكها هذه الألفاظ واستغلها استغلالاً موفقًا في التعبير عن الإحساس بطول الليل وامتداده وثقله، وقد استطاع أن يحقق نوعًا من التفاعل النامي بين إيحاء هذه الكلمات في إطار تلك الصورة الفنية البارعة التي جسد بها الليل في صورة ذلك الحيوان الكابوسي الغريب الثقيل ،بحيث أخذت كل لفظة من إيحاء الأخريات وأعطتها من إيحائها .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 09:52 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(36)
وإذا كان امرؤ القيس وسواه من شعرائنا القدامى قد اهتدوا إلى القيمة الإيحائية للألفاظ بوحي من فطرتهم الشعرية المرهفة وسليقتهم اللغوية الخالصة كما اهتدوا إلى بعض الطاقات الإيحائية للأصوات بنفس الوسيلة ،فإن بعض الاتجاهات الشعرية الحديثة أولت هذا الجانب اهتمامًا خاصًا ، كما فعل الرمزيون والسيرياليون ،فقد كان الرمزيون "يتأنقون في اختيار الألفاظ المشعة المصورة بحيث توحكي اللفظة في موقعها وقرائنها بأجواء نفسية رحيبة تعبر عما يقصر التعبير عنه ،وتفيد ما لا تفيد في أصلها الوضعي النفعي ".(33)
بل إن بعضهم بالغ في الاعتماد على الطاقات الخاصة للكلمات إلى حد الذهاب إلى تجريد السياق اللغوي من العلاقات التركيبية اللغوية المنطقية ،وترتيب الكلمات ولق منطق ذاتي شعوري خاص.(34) .وقد بلغ هذا الاتجاه مداه لدى السرياليين بحيثب أصبح من الممكن عندهم أن تتألف القصيدة من مجموعة من الكلمات المفردة .وأن يتكئ الشاعر على الطاقات الإيحائية في هذه الكلمات للإيحاء بتلك المشاعر والأحاسيس المبهمة التي تتداعى في حرية.(35)
وفي شعرنا العربي الحديث تأثر كثير من الشعراء بمثل هذه الاتجاهات في الشعر العاملي ،ومن الشعراء الذين تأثروا بها تأثرًا كبيرًا شعراء الرومانسية العربية أمثال أبي القاسم الشابي ،وعلي محمود طه،وسواهما من الشعراء الذين تأثروا –إلى جانب نزعتهم الرومانسية البارزة-بكثير من القيم الجمالية والفنية التي أرساها الشعراء الرمزيون ،فضلاً عن الشعراء الرمزيين العرب كبشر فارس وأديب مظهر ،وسعيد عقيل وصلاح لبكى وسواهم من شعراء الرمزية العرب .
____________________
(33) د.محمد غنيمي هلال :النقد الأدبي الحديث:ص427
(34)انظر:د.محمد فتوح أحمد :الرمز والرمزية في الشعر المعاصر .صفحات84،124-126.
(35) انظر :R. Brechon : Le Surrelisme
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 09:54 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(37)
ومن النماذج البارزة لاستغلال القيمة الإيحائية للكلمات قصيدة أبي القاسم الشابي المشهورة"صلوات في هيكل الحب" (36) التي يعتمد فيها اعتمادًا يكاد يكون أساسيًا على إيحاءات الألفاظ وإشعاعاتها النفسية الرحيبة ،يقول أبو القاسم الشابي في هذه القصيدة :
عذبة انت كالطفولة ، كالأحلام ، كاللحن ،كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك ، كالليلة الحمراء،كالورد ، كابتسام الوليد
فيك شب الشباب وشحه السحر ،وشدو الهوى ، وعطر الورود
وتراءى الجمال يرقص رقصًا قدسيًا على أغاني الوجود
وتهادت في أفق روحك أوزن الأغاني ورقة التغريد
فتمايلت في الوجود كلحن عبقري الخيال ، حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيد ، وصوت كرجع ناي بعيد

فأبرز ما يجذب نظر القارئ وسمعه من هذه الأبيات –وهي نموذج لصنيع الشابي في قصيدته كلها –تلك الألفاظ المشعة الموحية التي تأنق الشاعر في اختيارها، بحيبث تشيع جوًا من الإحساس الرحيب بالجمال والطهر والنقاء والبراءة،تلك الأحاسيس التي ولع الشابي بإشاعتها في شعره ، وقد كثرت هذه الألفاظ في الأبيات إلى درجة التراكم ؛ففي بيتي المطلع وحدهما –علىل سبيل المثال –تتجمع كل هذه الألفاظ "العذوبة" "الطفولة" "الأحلام " "اللحن" "الصباح الجديد" "السماي الضحوك" "الليلة القمراء" "الورود" "ابتسام الوليد" وكلها تتوارد علىل الإحساس بالجمال البرئ الوديع الغض الذي لا تكاد تحده حدود مادية ملموسة ،إلى الحد الذي يمكن معه القول بان الشابي يتحدث عن محبوبة خيالية مجردة أكثر مما يتحدث عن إنسانة حية من لحم ودم.
ــــــــــــــــــــ
(36) أبو القاسم الشابي ،أغاني الحياة.دار الكتب الشرقية.القاهرة 1955.ص121
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 09:55 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(38)
وقد قامت الألفاظ بطاقتها الإيحائية الخاصة – في البيتين وفي القصيدة كلها بالدرو الأول في الإيحاء بهذه الأجواء الرحيبة من الشفافية ،والجمال الناصع ، أما بقية الأدوات فإن دورها يكادء يتوارى وراء إيحاءات الألفاظ ووقعها النفسي ؛ فوسيلة التصوير الأولى في القصيدة هي التشبيه ، التشبيه البسيط الواضح الأركان والعناصر ،بالإضافة إلى بعض الصور الشعرية القائمة على استعارات لا تتجاوز كثيرًا-من حيث بساطة تكوينها –تشبيهات الشاعر في القصيدة من مثل رقص الجمال ، وتهادي أوزان الأغاني في أفق روح المحبوبة ، والحقيقة أن معجم الشابي الشعري غني بمثل هذه الألفاظ ذات الإشعاعات الخاصة.
أسلوب الحذف والإضمار :
إن الإيحاء الذي يهدف إليه بناء القصيدة الحديثة يتطلب من الشاعر ألا يصرح بكل شيء ، بل إنه يلجأ أحيانًا إلى إسقاط بعض عناصر البناء اللغوي مما يثري الإيحاء ويقويه من ناحية وينشط خيال المتلقي من ناحية أخرى لتأويل هذه الجوانب المضمرة ، وبهذا يحقق الحذف والإضمار هذا الهدف المزدوج.
ولقد كان الحذف والإضمار من الوسائل الإيحائية التي اهتم بها شعرنا العربي القديم ونقدنا العربي على السواء ،ووصل نقادنا إلى آراء ذات شأن في هذا المجال ،وفطنوا إلى قيمته الإيحائية ،وكيف أنه كثيرًا ما يكون أبلغ من الذكر والإفصاح ، حتى قال عنه الناقد والبلاغي الكبير عبد القاهر الجرجاني إنه "باب دقيق المسلك ،لطيف المأخذ ،عجيب الأمر،شبيه بالسحر ،فإنك ترى به ترك الذكر أفصح من الذكر ،والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة ،وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق ، وأتم ما تكون بيانًا إذا لم تبن" .(37)وقد له فصلاً طويلاً في كتابه "دلائل الإعجاز".
____________________
(37) عبد القاهر الجرجاني :دلائل الإعجاز. تحقيق الشيخ محمد عبده والشيخ محمد الشنقيطي.طبعة المنار،القاهرة ص105،107
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-05-2011, 09:57 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(39)


أما شعرنا العربي القديم ، فقد عرف نماذج جيدة من توظيف أسلوب الحذف والإضمار توظيفًا إيحائيًا موفقًا من مثل قل النابغة في رثاء حصن بن حذيفة.(38)
يقولون حصن .. ثم تأبى نفوسهم
وكيف بحصن والجبال جنوح
ولم تنفض الموتى القبور ولم تزل
نجوم السماء والأديم صحيح!
فعما قليل،ثم جاء نعيــــــــــــــــه
فظل ندى القوم وهو ينــــوح
فقد استغل الشاعر أسلوب الحذف استغلالاً بارعًا في البيت الأول ،حيث يثير هذا الحذف من المشاعر والأحاسيس العميقة ما لم يكن ذكر الخبر المحذوف ليثير شيئًا منه ،فالحذف يوحي باستفظاع الناعي لهذا الخبر الفاجع الذي يحمله ، ومن ثم فإنه ينكص عن الإفضاء به ،بل إن الأمر يتجاوز النكوص إلى التشكيك في أن ما حدث قد حدث أو يمكن أن يحجث ، وكيف يكون حصن قد مات وما زال الوجود كما هو لم تتغير معالمه ؟ فالجبال لا تزال ماثلةل والموتى لا ينزالون في قبورهنم لم يُبعثوا ،ونجوم السماء وأديم الأرض ..كل شيء باق على حاله ، وهكذا تتضاعف الإيحاءات وتنمو بسبب حذف خبر المبتدأ "حصن".. وأمثلة الحذف في شعرنا القديم غير قليلة.
وكان طبيعيًا في الشعر الحديث ،وبعد أن أصبح لأسلوب الحذف والإضمار فلسفته الجمالية ، وغاياته الفنية في الاتجاهات الشعرية والنقدية الحديثة ،أن يحتل أسلوب الحذف والإضمار دوره البارز بين أدوات الإيحاء الشعرية في القصيدة العربية الحديثة ، بحيث لا تكاد قصيدة حديثة تخلو من استخدام هذا الأسلوب على نحو أو آخر .فحين يقول شاعر كمحمد إبراهيم أبو سنة في قصيدته أغنية حب(39) :
__________________
(38) المبرد (محمد بن يزيد) : الكامل في اللغة والأدب .تعليق محمد أبو الفضل إبراهيم .مكتبة نهضة مصر 3\129
(39) محمد إبراهيم أبو سنة : ديوان"أجراس السماء"الهيئة العامة المصرية للكتاب1975.ص4.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .