العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-01-2009, 10:49 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي التشكيل اللغوي العاطفي في ديوان عز الدين المناصرة

التشكيل اللغوي العاطفي في ديوان عز الدين المناصرة

--------------------------------------------------------------------------------

التشكيل اللغوي العاطفي في ديوان عز الدين المناصرة

د. عمر عبد الهادي عتيق


يجسد الفضاء اللغوي مساحة مائزة في ثقافة الحب من خلال استخدام الألفاظ العامية في السياق الوجداني ، ولا يخفى أن الألفاظ تتفاوت في القدرة التعبيرية والثراء الدلالي ، وقد نجد لفظا عاميا يحوي من الشحنات الدلالية والوجدانية ، ويختزل دلالات رمزية ما لا يحويه لفظ فصيح مناظر ، ولهذا فإن التقسيمات الطبقية اللغوية ( عامي - فصيح ) تنهار أمام القدرة التعبيرية والدفقات الشعورية التي يحويها اللفظ بصرف النظر عن المستوى اللغوي للفظ . كما أن معيار فصاحة الألفاظ الذي تواضع عليه اللغويون وخلدته بطون المعاجم ليس المعيار الوحيد في ميدان الاختيارات اللغوية ؛ لأن المحور الأفقي والمحور العمودي للفظ المستخدم يشكلان معيارا آخر . وتتجلى الاختيارات اللغوية التي تجسد اللهجة الفلسطينية في مسارين، الأول : الألفاظ العامية التي لها أصول فصيحة نحو قوله :

أول كلامي
بلادكم عجعجت بالنمل والسجون
بلادنا ربعت خبيزة وبقولا (ج 2 ص 117 )

يشكل لفظا بلادكم وبلادنا ثنائية دلالية ووجدانية ؛ ففي سياق ( بلادكم ) تتجلى الكراهية للقمع والقهر والسجون لذلك اختار الفعل ( عجعجت ) الذي يحوي ثراء دلاليا يتناغم مع سياق الكراهية فالعَجاجُ : " رَعَاعُ النَّاسٍ " والغَوْغاءُ والأَراذِلُ ومَنْ لا خَيْرَ فيه واحدُه عَجَاجَةٌ( تاج العروس : مادة عجج ) . وفي سياق بلادنا يتجلى الحب والخير والأمن لذلك اختار الفعل ( ربعت ) الذي يتناغم مع سياق الحب لوطن الخيرات وللأهل الطيبين ؛ فالفعل يحوي كثافة دلالية تتوزع على مساحة وجدانية للوطن وللأهل ، فهو يحوي دلالة الوطن إذ إن الرَّبْع : المَنزلُ والوطَن متى كان وبأيِّ مكان ، ويدل على خضرة الأرض وخيراتها ، فالرَّبْع : المَوضِعُ يَرْتَبِعونَ فيه في الربيع خاصّةً كالمَرْبَع كَمَقْعَدٍ وهو مَنْزِلُ القومِ في الربيعِ خاصّةً ، ورُبِعَت الأرضُ فهي مَرْبُوعةٌ إذا أصابَها مَطَرُ الربيع . ومُرْبِعَةٌ ومِرْباعٌ : كثيرةُ الرَّبيع . الرَّبيعة : الرَّوْضَة وهو ما يتناغم مع خيرات الأرض ؛ الخبيزة والبقول ، ويدل على الأمن والطمأنينة، فيَرْبَع رَبْعَاً إذا اطمَأَنَّ و رَبَعَ عليهِ رَبْعَاً : عَطَفَ وقيل : رَفَقَ .( تاج العروس ) .
ولنتأمل تناغم دلالة الفعل ( مرمغتك ) مع السياق الدلالي في قوله :
في مسالك كروم العنب الدابوقي الصديق
مرمغتك فوق سرير العشب
وأطعمتك من ثمري ( ج 1 ص 303 )
وقوله:
فلتزحف في هذا الليل الموحش نحو الشطآن الرملية
احضن عشب بحيرات الكسدرة اليومية
مرغ أنحاءك في الرمل السحري اغمس وجهك في الماء
(ج 1 ص 381 )

وقوله في قصيدة جفرا في سهل مجدو:
سأبوسك، بس تيجي، يا عمتنا النخلة
في سهل البطيخ الأشقر
مرمغتك بالرمل الأحمر

فهو يفيد الدلالة المألوفة وهي الحركة والتقلب ،فتَمَرُّغَ الإنْسَانُ : تَقَلَّبَ وتَمَعَّكَ ، ويتقاطع مع دلالة كروم العنب والعشب وسهل البطيخ ،فالمَرْغُ : الرَّوْضَةُ أو هِيَ : الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ ، ويتناغم مع إحساس النشوة والخصوبة فتَمَرَّغَ الرَّجُلُ: تَنَزَّهَ ويَتَمَرَّغُ في النَّعِيمِ : يَتَقَلَّبُ فيهِ ( تاج العروس ) .
وفي سياق العشق الأنثوي يقول :
وكان علي دوما أن أغض الطرف ، ألقي بالمواعظ
في سماك أكزكز الأسنان
أغض سوالفي ، أخفي
صباحا نبض دقاتي
لكن يا فتنتي السمراء ، لا تظهر ( ص 423- 424 )

لا يخفى أن الشاعر يعاني من احتقان نفسي مستمد من حافظة الذكريات ،وليس راضيا عن حاله مع فاتنته السمراء ، و يخفي خلاف ما يظهر ... وقد اختزل الفعل ( أكزكز) هذه الخفايا النفسية الوجدانية ، فالكَزُّ : هو الذي لا يَنْبَسِط لكَزازَة والكُزوزَة: اليُبْس والانقِباضُ وكَزَّ الشيءَ يكُزُّ كَزَّاً : ضَيَّقَه ( تاج العروس )، وهذا الثراء الدلالي يسوغ غياب البدائل المناظرة للفعل ( أكزكز ) ، نحو : أصك أسناني أو غيره ....

وقد يُتوهم أن الفعل شاف بمعنى رأى أو نظر لفظ عامي ، ولكن بطون المعاجم تكشف عن أصله الفصيح ، وترصد تقاطعه الدلالي مع السياق في قوله :

قال الثالث : من كرم خليل الرحمن
شفت مزاودهم ترشح ماء بلوريا ( ج 1 ص 78 )
وقوله :
هناك شفت صبية كعود الزان
كريستال مضيء وجهها الصبوح ( ص 73 )
يدل الفعل على الرؤية والنظر فالشَّوْفُ : البَصَرُ ، واشْتَافَ الرَّجُلُ : تَطَاوَلَ ونَظَرَ ، ورَجُلٌ شَوَّافٌ : حَدِيدُ البَصَرِ ، ويفيد معنى الضياء والإشراق الذي يكمن في الماء البلوري الذي يرشح من مزاود أصحاب كروم الخليل والضياء والجمال الذي يكسو وجه الصبية الصبوح ؛ فشُفْتُهُ شَوْفاً : جَلَوْتُهُ ومنه دِينَارٌ مَشُوفٌ : أَي مَجْلُوٌّ، كما أن الفعل (شاف ) يعبر عن الصورة الجمالية للصبية ،فشِيفَتِ الْجَارِيَةُ تُشَافُ : أي زُيِّنَتْ ( تاج العروس ) .
وكذلك الفعل ( بصبص ) في قوله :
أمتص ندى التين ، وأقرأ فصلا من سحر العنب
الدابوقي لسيدة التفاح الكنعاني
كانت من أعلى جبل الأيل تبصبص في ساحتها
في حقل مهجور ( ص 358 )
فلا يمكن أن ينهض الفعل ( تنظر أو تشاهد ...) المناظر للفعل ( تبصبص ) بالقيمة الدلالية والإيحاء الوجداني ، فدلالة الرؤية أو المشاهدة التي يحويها الفعل ( تبصبص ) تختلف عن الدلالة التي يفيدها البديل المناظر لأن الفعل ( تبصبص ) يفيد أن النظرات حادة مفعمة بالحنين والعشق والإعجاب وهي كذلك مركزة ومشعة ومتقطعة فالبَصّاصَةُ : العَيْنُ ، وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بَصِيصاً وبَصّاً : بَرَقَ ولَمَعَ وتَلأْلَأَ. كما أن الفعل ( تبصبص ) يتناغم مع سياق الأشجار والثمار ( العنب والتين والتفاح ) فالبَصْبَاصُ مِنَ الكَلإِ : ما يَبْقَى على عُودٍ وصْبَصَتِ الأَرْضُ إِذا ظَهَرَ مِنْهَا أَوَّلُ ما يَظْهَرُ مِنْ نَبْتِهَا بَصَّصَ الشَّجَرُ إِذا تَفَتَّح للإِيْراقِ وبَصَّصَت البَرَاعِيمُ إِذا تَفَتَّحَت أَكِمَّةُ الرِّيَاضِ ( تاج العروس )

ولنتأمل دلالة الفعلين ( يولع وأتمزع ) في سياق الحنين والشوق للوطن :

ولهذا أجري خلف كرومك في الأسواق
الإيقاع يولع نار الغيرة في قلبي
أتمزع أقساما وفصولا في الدم المهراق ( ص 17 – 18 )
يفيد الفعل ( يولع ) في اللهجة الفلسطينية الإشعال أو إيقاد النار والشوق والحنين وهو ما رصده المعجم ؛فرجُلٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ ومُوتَلَهُ القَلْبِ ومُتَّلَعُ القَلْبِ ومُتَّلَهُ القَلْبِ أي : مُنَتْزَعُهُ يُقَالُ : بِفُلانٍ منْ حُبِّ فُلانَةَ الأوْلَعُ والأوْلَقُ وهُوَ : شِبْهُ الجُنُونِ واسْتَعْمَلَتِ العامَّةُ الوَلَعُ بمَعْنَى : الشَّوْقِ والتَّوْلِيعَ بمَعْنَى : إيقادِ النّارِ . وكذلك التَّمْزِيعُ : التَّفْرِيقُ يُقَالُ : مَزَّعَ اللَّحْمَ تَمْزِيعاً فَتَمَزَّعَ أي : فَرَّقَه فتَفَرَّقَ ومن المَجَازِ : هُوَ يَتَمَزَّعُ غَيْظاً أي : يَتَقَطَّعُ( تاج العروس )

وفي سياق عشق الشاعر للعنب رمز الخليل يقول :
ونحن الأعاريب نعشقها كرمة تتجلى غلالتها في المنام
نخبئها في السلاسل بردانة ثم بين فروع النبات
نمزمزها في الصواني
إذا هلّ هذا الصقيع على الكائنات
ونقطفها في ديسمبر
في عيد عيسى عليه السلام، عليه السلام ( ج 1 ص 50 )
يتجلى عشق الشاعر للعنب الخليلي في معرض مقارنة بين الغربيين الذين يحولون العنب خمرا في ليلة الميلاد الباردة الماطرة ، والعرب وبخاصة أهل الخليل الذين يعشقون العنب في كل تجلياته ، حينما يكون عناقيد وزبيبا ودبسا ، واختيار الفعل ( نمزمزها ) دون غيره من الأفعال المناظرة يكشف عن المكانة الاجتماعية والوجدانية للعنب، فالمِزُّ القَدْرُ والمِزُّ الفضل والمعنيان مقتربان وشيءٌ مِزٌّ ومَزِيزٌ وأَمَزُّ أَي فاضل وقد مَزَّ يَمَزُّ مَزازَةً ومَزَّزَه رأَى له فضلاً أَو قَدْراً ومَزَّزَه بذلك الأَمر فضله والمُزُّ والمُزَّةُ والمُزَّاءُ الخمر اللذيذة الطعم ( لسان العرب )
وفي سياق غزله بدوالي العنب يقول :

كانت الدالية
تتلوح مفتونة في فضاء البراري العتيقة ( ص 366 )

تتردد عبارة ( تلولحي يا دالية ) في الأغنية الشعبية الفلسطينية ، ولا تقتصر دلالة الفعل ( تتلوح ) على الحركة والاهتزاز ، وإنما تختزل صفتي البياض الناصع والبريق المتلألئ فالِلَّيَاحُ : الأَبيضُ من كل شَيْءٍ ، وذلك إِذَا بُولِغَ في وَصْفه بالبياض واللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلىء . ( تاج العروس)


الثاني : الألفاظ العامية التي ليس لها أصول فصيحة – فيما أعلم - كالفعل ( يتشعبط ) في قوله :

قالوا: يتشعبط جبلا
من أجل مواجهة ،
دون ذخيرة ( ج 1 ص 46 )
.....
أذكر دالية تتشعبط من نبع
فوق سلاسل مريام ( ج 1 ص 125 )
...
سأتحول إلى دالية تتشعبط أسوار مريام ( ج 1 ص 273 )

وعلى الرغم من الغياب المعجمي للفعل ( تشعبط ) – فيما أعلم – فإن له حضورا مائزا في الوجدان الشعبي الفلسطيني ،و أزعم أن دلالته تختلف عن النظير الفصيح ( تسلق ) ، فالتسلق قد يقتضي وسيلة أو وساطة كالحبل أو السلم وغيرهما ، أما ( التشعبط ) فيكون بأطراف الجسد مباشرة ، إذ يحوي دلالة الالتصاق ، كما يحوي الفعل العامي شحنات وجدانية تجلت في دلالة السطور المختارة ؛ فقد وقع الفعل في سياق تسلق الجبال من أجل المقاومة ومواجهة الأعداء ، وفي هذا السياق تتجلى العلاقة الوجدانية بين الإنسان والوطن ، كما لا تخفى علاقة العشق بين الدالية وسلاسل أو أسوار مريام .
وتتناغم دلالة الفعل ( أتشعلق ) مع الدلالة الوجدانية للفعل ( أتشعبط ) كما في قوله :
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-01-2009, 10:50 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أتشعلق في قبة صدرك مفتونا وأمام الناس ( ج 1 ص 109 )
حنون كوحشة طفل رأى أمه الغائبة
تشعلق في ذيل ثوب الحزينة فانكمش الأرجوان ( ج 1 ص 149 )

تشعلق قلبي طيور الخيام ( ص 370 )

ويحدث في اللهجة العامية تحريف لحروف الفعل ، نحو ( شعوط ) في سياق الحنين والحب :

حين تمر تفاحة الحنين ،
تشعطنا بالنار ، تكوي شرايين الحارات ( ج 1 ص 243 )

.......

لا تقل لامرأة قبل الغروب
جربي كأس النبيذ
يشعط الروح ويشويها
على جمر الرموز الخائفة ( ص 486 )

فشَعْوَطَ الدَّواءُ الجُرْحَ والفُلْفُلُ الفَمَ إِذا أَحْرَقَه وأَوْجَعَه هَكَذا تَسْتَعْمِلُه العامَّة والأَصْلُ شَوَّطَه تَشْويط وشَوَّطَ القِدْرَ وشَيَّطَها إذْ أَغْلاها وشَوَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ : أَحْرَقَه ( تاج العروس )

وقد يحدث تغير في البنية الصوتية للفعل فيتحول الصوت من ملمح الهمس إلى ملمح الجهر ، نحو التحول في الفعل ( د سّ ) ، فقد تحول صوت السين المهموس إلى صوت مجهور وهو الزاي في الفعل ( دز ) ، فقول الشاعر : دزيتلو مكتوب محول من دسست له مكتوبا في المقطع التالي :

ألا يا هلا يا هلا بحبيبي
حبيبي، حبيبي ، حبيبي
وضمته ، ضمته
لكنه صخرة راكدة
دزيتلومكتوب
طولْ، وما جاني
وضمته ، ضمته
لكنه جاءها جثة هامدة ( ج 1 ص 515 )
فالدَّسُّ : دَسُّكَ شَيْئاً تحتَ شَيْءٍ وهو : الإِخْفَاءُ و الدَّسُّ أَيضاً : دَفْنُ الشيْءِ تحتَ الشيْءِ وإِدْخَالُه ( تاج العروس )
لا يضيء بريق الحب في هذا المقطع من أيقونة لفظ ( حبيبي ) ودال الضم ( ضممته ) اللذين ترددا أربع مرات ، بل إن إشراقات الحب تتجلى في اللهجة الفلسطينية (دزيتلومكتوب ، طولْ، وما جاني ) فانسياب الألفاظ العامية في حنايا التراكيب الفصيحة يشير إلى أن المستوى النفسي للألفاظ لا يقل حرارة عن ألفاظ الحب ذاتها ، إذ إن المعجم الشعري يكاد يضيق إلى درجة لا يجد فيها الشاعر بديلا عن بعض الألفاظ العامية التي تختزل حرارة وجدانية لا تدانيها ألفاظ أخرى ، وتصبح ألفاظا أثيرة لا بديل لها في معاجم اللغة .
وأزعم أن انصهار العاطفة مع تفاصيل المقام يلغي الأعراف والشرائع اللغوية ، وتصبح اللغة شيفرة تستمد رموزها من حرارة العاطفة وحدها لا من بطون المعاجم ، وبخاصة إذا كان المقام أو السياق تراجيديا مفعما بظلال المشهد الشعبي الذي تجلى في المقطع بكل زفرات الحب المقتول . وهل تستطيع لغة - مهما كان بريق فصاحتها وبلاغتها - أن تنهض بالاستحقاقات الوجدانية في سياق عودة الغائب الحبيب جثة راكدة هامدة ؟؟!!! ، ولكن مقطعا من أغنية شعبية أو عبارة من عبق التراث قادرة على النهوض بالمستوى الوجداني لمشهد الحب القتيل ، لأن الثراء الوجداني الذي تنطوي عليه اللغة الشعبية التراثية يغني عن البدائل المناظرة المتاحة من المعجم الفصيح .
إن الاختيار اللهجي في هذا المقطع يخلق تناغما وتفاعلا بين زفرات الحب القتيل ودفء الأحضان الباكية من جهة ، وإيحاءات الأغنية الشعبية في الذاكرة الجماعية.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-01-2009, 03:43 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


أخي العزيز السيد عبد الرازق :
لكونك متواضعًا لا تحب أن يرفعك أحد مكانًا فوق مكانك ولكوني ثقيلاً لا أحب إلا فرض رأيي كالذبابة التي ما تُهشّ إلا ويعود أزيزها ، فليس لك بحكم تواضعك إلا أن تقبل كل تقديري وشكري والذي من ضمن صوره قبول هذا العنوان
تنبيه اللبيب الحاذق إلى عبقريات رؤى السيد عبد الرازق



حقيقة يا أخي العزيز لقد لمست بهذا المقال وترًا من أوتار القلب الشاعري ، لا سيما وأننا في زمان تتضارب فيه الرؤى والأفكار الفنية والصراعات المحتدمة بين محوري الحداثة والأصالة بما يوحي أن
الأفكار ليست إلا النسخة غير المرئية من دموية الحروب .
أشكرك على هذا المقال لأنه يلبي بشكل كبير احتياجات المتخصصين بعض الشيء في التزود بالمعين الذي من خلاله يعبرون واحات عالم الأدب والإبداع . وشكر ثان لأن هذا المقال بلا مبالغة تطبيقي لدرجة كبيرة لاسيما لأدباء الخيمة الذين يقتربون بخطى ثابتة من الإبداع الاحترافي مثل الحنين وثائر الحيالي وeid-123 وغيرهم .
الذي أحب قوله هو أن اللهجة العامية في كل زمان ومكان تنبع من حاجات ومعاناة الطبقة الوسطى، ورديفتها في ذلك الطبقة الكادحة. من هنا نجد اللغة تتشكل في إطار تصوري للمعنى والجانب الحركي منه .
بمعنى أننا في اللهجة المصرية لما نقول مثلاً كلمة (اشتغالات) أو على سبيل السخرية (حبشتكنات) أو أية لفظ آخر مثل كلمة (مدبّ - مرزبّ) كل هذه الكلمات ارتبطت بتصور ما لشكل الفعل أو القائم به. ومن هنا فإنها تصنع الجانب الإدراكي المتناسق مع وظيفة هذا الفعل .
فالمواطن المصري يعرف دلالة كلمة اشتغالات ويتصورها في إطار القائم بها ، فيتصور شخصًا (ابن بلد) له ملامح معينة من حيث الوجه والثوب وطريقة الكلام (مندوب المبيعات مثلاً) .
هذا التصور يتيح للقارئ أن يستخدم لغة اختزالية -كما ذكر الكاتب- لا تكون متيسرة في المعاجم .
وهذا ربما يفسر لنا عبقرية الشعر والزجل المصريين في أنهما تجاوزا الحالة الشعورية للمتلقي عنها في الشعر الفصيح، ففؤاد حداد وبيرم التونسي وأحمد فؤاد نجم كانوا وغيرهم حركة مقابلة للمدارس الكلاسيكية في الشعر الفصيح وبظهور طليعة جديدة من الشعراء كنجيب سرور وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور هذه الطليعة وليدة المعاناة تم التزاوج بين النسقين العامي والفصيح في لغة هي كالشطيرة الملفوفة لا يمكن فصل مكوناتها عن بعضها البعض.
هذا بعيدًا عن الشعر المضفّر والذي يتم فيه الانتقال المتعمد من الفصحى للعامية والعكس .
نعود لموضوعنا : يقول ابن جني رحمه الله أن الأفعال المصوغة من فعلل تفيد حالة الحركة والمبالغة الحركية ككلمة قلقل تمتم عسعس رقرق ....إلخ
وبالتالي يكون وجودها في نسق يتماشى مع الحالة الشعورية والتفعيلة والصورة الذهنية يكون تحقيقًا لهذا الجانب المهم . والتعقيب على هذا المقال يحتاج إلى ما لا يقل عن خمسة مقالات لا طاقة لي بها .
الحداثة الآن من مزاياها أنها أعطت مساحة من التسامح شرط ألا يصل إلى السفه ... هذا التسامح هو تسامح منضبط من خلاله يمكن إقحام كلمة عامية تتناسب موقفيًا مع القصيدة الفصحى أو العكس.
قال لي شاعر يدعى أيمن مسعود أحسبك تعرفه : إن نجيب سرور في كان يصف معاناة الفلاح المصري فقال في قصيدة فصحى ما مثاله: أنا ابن الطين والمسطبة .. رغم أنها كلمة عامية تمامًا إلا أنها أدت في التصور الذهني والتفاعل الشعوري ما لا تؤدي كلمات معجمية مجمعية(من مجمع اللغة).
وعلى صعيد التراكيب سترى إبداعًا لا تحده حدود عندما يقول صلاح جاهين في حب مصر :


قوله :
على اسم مصر
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهي مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء

واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
لاحظ عبقرية التشكيل ألعن أبوها -بحبها بعنف تعبيرات تفوق الفصحى.
المحبوبة قد تكون (بنت بلد) لما يقول لها حبيبها أو زوجبها يخرب عقلك يا بنت المجنونة
قد تكون أكثر فرحة بهذا التعبير مما لو قال :"أحبك يا نجمة في سما قلبي "
ولهذه العبقرية نجد شاعرًا عباسيًا يقول متغزلاً في محبوبته :

وتلحن أحياناً وخير الكلام ما كان لحنا
هذه العبارة أخطأ كل نحاة العصر بما فيهم الجاحظ والسيد الزبيدي في تفسيرها وذهبوا جميعًا إلى القول بالاشتراك اللفظي وغيره.. أما االدكتور إبراهيم أنيس -لأنه عاصر في بيئته - باطن هذا المعنى فقد أحسن التفسير لما قال : المحب يقول إن أي شيء محبوب من محبوبته حتى اللحن .
وكأنه يقول إنها كالطفلة تكون (طعمة) جميلة أكثر عندما تنطق الكلمات بشكل خاطئ. وتستطيع أن تستنتج من تفسير الدكتور إبراهيم أنيس معاني أكثر من ضمنها .. أنها مدللة ، لهذا لا يدقق في نطقها وتستطيع استنتاج حالة من المرح المسيطر عليها ولو تابعت التفكير لوجدت لهذا الشطر دلالات كثيرة على الحياة الاجتماعية في هذا العصر .
لذا أراني متفقًا مع صاحب المقالة هذه في أكثر ما قاله لا سيما هذا المقطع :الثاني :
الألفاظ العامية التي ليس لها أصول فصيحة – فيما أعلم - كالفعل ( يتشعبط ) في
قالوا: يتشعبط جبلا
من أجل مواجهة ،
دون ذخيرة ( ج 1 ص 46 )
.....
أذكر دالية تتشعبط من نبع
فوق سلاسل مريام ( ج 1 ص 125 )
...
سأتحول إلى دالية تتشعبط أسوار مريام ( ج 1 ص 273 )

وعلى الرغم من الغياب المعجمي للفعل ( تشعبط ) – فيما أعلم – فإن له حضورا مائزا في الوجدان الشعبي الفلسطيني ،و أزعم أن دلالته تختلف عن النظير الفصيح ( تسلق ) ، فالتسلق قد يقتضي وسيلة أو وساطة كالحبل أو السلم وغيرهما ، أما ( التشعبط ) فيكون بأطراف الجسد مباشرة ، إذ يحوي دلالة الالتصاق ، كما يحوي الفعل العامي شحنات وجدانية تجلت في دلالة السطور المختارة ؛ فقد وقع الفعل في سياق تسلق الجبال من أجل المقاومة ومواجهة الأعداء ، وفي هذا السياق تتجلى العلاقة الوجدانية بين الإنسان والوطن ، كما لا تخفى علاقة العشق بين الدالية وسلاسل أو أسوار مريام .
وتتناغم دلالة الفعل ( أتشعلق ) مع الدلالة الوجدانية للفعل ( أتشعبط )


ولك أن تعود إلى العقاد رحمه الله وسوف ترى أنه ذكر كلمة بهدلة في حديثه عن ذكرياته .
الكلمات عكنتة ، تهجيص -هجايص ، والتراكيب : أكسر وراه قلة كناية عن الشماتة ، لمونة في بلد قرفانة......إلخ
كلها تعبيرات تؤدي إلى سرعة التداعي ، لهذا تمكن بعبقرية الحداثيون شعراء الفصحى من تحييدها وتجنيدها إلى صفوفهم حتى تكاد ترى شعراء الفصحى والعامية في عناق والجمهور المصري لا يكاد يفضل أحدهم على الآخر وهذا ما فطن إليه الشعراء المذكورة أسماؤهم سلفًا (نجيب سرورو وشركاه).

أما الكلمات العامية ذات الأصل الفصيح فأتحدث عنها في مقال لاحق بعد إنهاء هذا المقال حتى لاتتضارب الرؤى .. أتركك مؤقتًا وعذرًا للإزعاج .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 26-01-2009 الساعة 04:13 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-01-2009, 03:58 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

عدنا بعد الفاصل ...
إذًا لقد كان المحور الأول من مقالتي هو اللغة العامية وأهمية المرونة في التعامل الشعري معها ..
النقطة الثانية : مقالة هذه المشاركة عن العامي عرفًا الفصيح أصلاً.

اللغة هي مخلوق أو كائن عرفي أي يكتسب أهميته من عرف المجتمع . هذا العرف قد يمتد ليكسر بعض الجوانب التقليدية في المعجم بمعنى :
أننا نقول امرأة عجوز ..صح ؟ نعم صحيح
لكن إذا تعارف المجتمع على كلمة رجل عجوز وصارت كلمة متداولة فلا مانع من تحقيق مفهوم لغوي حقيقي وهو اتساع الدلالة ، فتشمل الدلالة كلا الجنسين . وهذا أمر لا يختلف عليه اللغويون ولاالنحاة.
الألفاظ شاف ، وغيرها من الألفاظ التي درجنا على تسميتها عامية ذات أصل معجمي قديم .

وهذا القِدم جعلها (مهجورة) وفي العرف أنها عامية . إذًا لا يمكن أن تكون فصحى إلا إذا اتسع الاستخدام العرفي ّ لها لتعود سيرتها الأولى فصحى . ومن هنا فإنني أخالف صاحب المقالة وأقول : إن استخدام مثل هذه الألفاظ في الفصحى أو إعادة الفصحى القديمة في سياق الفصحى الحديثة عملية غير مقبولة لأنها -في الغالب-وليدة العجز في التعبير أو أنها وليدة الحاجة العروضية.
فإما أن نأخذ العامي و(نلضمه) أو نلفّه كالشطيرة داخل النطاق الفصيح وإما أن نمشي بالفصيح على طول الخط . أما أن نأخذ العامي عرفًا الفصيح أصلاً بنفس الطريقة فهذا -في تصوري الشخصي - خطأ كبير.

***
أدلل على كلامي هذا : لو قلت في قصيدة ما لفظة الرئبال والضرغام والضيغم والمَصفِق(البورصة لأنها اسم مكان يدل على مكان عقد الصفقات).. هل سيرتضي الناس ذلك ؟ بالطبع لا .
إذًا لماذا لا يرتضون إدخال الفصيح القديم من هذا الطراز بينما يقحمون الفصيح أصلاً العامي عرفًا في سياقات الشعر ؟
***
في قصيدة لشاعر حبيب لنا اسمه عادل محمد (أحسبك تعرفه) قال : يفور الشعر في جيبي.
وانتقده الناس كلهم على هذا اللفظ ، ولم يدروا أن الجيب أصلاً هو الصدر "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" لك اللفظة جيب صار استخدامها العرفي متجهًا إلى ما نعرفه الآن بفتحة في السروال.. هذا بيّن لي كيف تتحكم إلحاحات الشعر والحاجة إلى التعبير في تفسير فلسفة الاستخدام للفصحى والعامي.
المقال هذا رائع للغاية ولو كنت ُ مكانك لأرسلت إلى كل أديب من أدباء الخيمة أتوسم فيه الرقي بأدائه نسخة منه أو لثبتّه .. لك أخلص الشكر وأصدق التحيات على هذا المقال الأروع من رائع والشكر موصول بطبيعة الحال للشاعر والكاتب الذَين أبهجانا بهذا الفيض العبقري العذب ... تحياتي
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-01-2009, 11:58 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا أخي الفاضل المشرقي الإسلامي .
أولا . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قرأت ما كتبته هنا . جميل ورائع وللناس فيما يعشقون مذاهبه .
ولكني أريد أن أقول أن الفصحي أوسع من العامية لآن القرآن نزل بها . والعمق يكون في النص وفي اللفظ حتى الحرف
.وسأروي لكم .
قال الله تعالي .
فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما .
فهنا عبدا في محل نصب ولو تأملنا لوجدنا أنه نصب في مقام العبودية لله تعالي وهناك فرق بين اللفط هنا وبين اللفظ في الإسراء . سبحان الذي أسري بعبده فعبده هنا في محل جر أي التصقت عبوديته صلوات الله وسلامه عليه بباء القدرة الإلهية فسيق صلوات الله وسلامه عليه إلي التجليات الكبري .
وأريد أن أقول لحضرتكم .
الله عز وجل قال آتيناه رحمة من عندنا
هذا في مقام الرحمة
أما في مقام العلم فقال جل جلاله .
وعلمناه من لدنا علما . ففي الرحمة قدم المفعول علي الظرف المكان الذي أخذ منه الرحمة .
أما في العلم فقدم من لدنا . الظرف علي العلم الذي تعلمه .
وقالوا أن اللدن أخص من العند .
فيقا أتيت عند المشرثي الإسلامي وأخذت من لدنه خاصية الأدب الرفيع .
وهكذا .
وغالبا أجد في شعر الحلاج وابن الفارض ومحيي الدين بن عربي والسهروردي وعفيف الدين التلمساني
بغيتي وحاجتي وروحانيتي والشفافية التي أرجوها وأطلبها ناهيك علي اللغة والمعاني والصور والأدب العالي الرفيع .
شكرا أخي الفاضل الحبيب .
وسنلتقي قريبا علي خير بمشيئة الله تعالي حتى أهدي لكم ديواني الشعري نبوءة علي تقاسيم عشق .
تحياتي وكامل تقديري
وتقبل مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأحترم وجهة نظركم كاملة .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-01-2009, 01:10 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



أخي العزيز السيد عبد الرازق:
أشكرك على هذه الإطلالة المسائية وأرجو من الله عز وجل أن تكون ذخرًا للخيمة الثقافية
تلك الخيمة التي شهدت بحضورك ومواضيعك وردودك ثراء كبيرًا كان يحتاج بشدة أن يتفاعل الأعضاء
معه.

ما ذكرته كان سليمًا مئة بالمئة ، ومهما بلغت العامية من سمو ورقي فإنها لن ترقى رقي الفصحى.
وكون القرآن الكريم بالفصحى هذا أمر مفروغ منه، وإنما تأتي المقارنة بين الفصحى والعامية في
إطار الإبداع البشري الصرف .


من الضروري للغاية أن نقيم المصالحة الوطنية بين كل من الفصحى والعامية ، وأن تكون
القضية هي العنصر الذي يجمع كلا الطرفين . الفصحى المعاصرة -على ما وقعت فيه من خلل يرجع إلى فوضى الرؤى في التعامل مع النص- هي صورة من الداخل والخارج ... صورة من المعاناة العامية
مبثوثةبالفصحى وكذلك هناك من عبّر عن معاناة المتعلمين بالعامية .

اللغة العربية تكمن عبقريتها في هذا الاحتواء للثقافات المختلفة والتي من ضمنها العامية.
كذلك العامية في كثير من الأحيان ترجع إلى أصول في اللهجات القديمة والمهجورة الفصيحة ،
وهكذا تتشكل العلاقة في طريق دائري يقود كل إلى الآخر بما يخدم عملية التواصل وحفظ
التراث وإمداد الأجيال القادمة بخطوط عريضة جديدة يمكن من خلالها تطبيق الخواص المثرية
للنص كالاقتراض من اللغات الأخرى والاشتقاق والنحت ......إلخ.

أخيرًا لا أجد ما أحيي به الشعراء والأدباء وأنت على رأسهم إلا ما قاله أبو تمام رحمه الله :
إن يختلف ماء الوصال فماؤنا
عذب تحدر من غمام واحد ِ
أو يختلف نسب يؤلف بيننا
أدب أقمناه مقام الوالد ِ
***
دمت بخير ودامت الرؤى الجميلة التي تمتعنا بها ، وإلى أن تجمعنا فرحة المولود الأول
ديوانك أتركك في أمان الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:56 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا أخي المشرقي الإسلامي .
دمت بكل خير .
نريد منكم لو تكرمتم شيئين .
الأول . نريد إكمال البديوان الشعري للشاعر حسن طلب نقلت عنكم قصيدة فيسيفاء .
الثاني . هل أخذت روابط اعراب القرآن الكريم .
تحياي لكم وكامل تقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-01-2009, 12:37 AM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيزالسيد عبد الرازق :
أهلاً بك وشكرًا لسرعة الردود . لقد قمت فعلاً بأخذ الروابط وقمت بتنزيل أحد الكتب على جهازي الشخصي شاكرًا لك ذلك الصنيع يا سيدي .
ديوان حسن طلب لا مانع عندي من السير في جمعه ، وفي الوقت نفسه أحب أن أضيف جزءًا هامًا وهو
أنني إذ أشكر لك هذا الفهم الواعي للقضايا الشعرية ووجود هذه التشكيلة الكرنفالية من الموضوعات واتي تعبر عن رؤيتك الجميلة لعمومية الأدب وعدم الوقوف عند فكر أو اتجاه أو نسق معين فإنني في الوقت نفسه أرجو أن تكون فلسفة جمع الدواوين أكثر اتساقًا مع مستوى القراء ومدى تطابق القصيدة مع الذائقة النحوية السليمة. وأعدك بالبحث ما استطعت عن أشعار هذا الشاعر ولك مني خالص الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .