يقول المثل المغربي المأثور: آش خصك أالعريان قالوا الخاتم أمولاي ً

[ياسمين]

عندما تسير في شوارع مدينتك، قد يسترعي انتباهك موكب من السيارات الفاخرة ـ آخر موديل ـ وقد

تجد نفسك مأخوذا بسحر

الألوان البراقة الساحرة، فتردد في نفسك بحسرة كم تمنيت أن تحصل على واحدة مثلها وتأخذك

سحابة من الأحلام الوردية لتسافر

بك بعيدا فتصدق الحلم وتجرفك رغباتك الدفينة لخوض غمار التجربة

وأنت مدرك بأن جيبك الصغير لا يتسع لحمل بضع دريهمات تشتري بها قطعة خبز أبيض لعيالك!!

أنت ككل الناس من حقك أن تعيش وتحلم وتحقق المستحيل فما بقي

من العمر شيء بعد الذي ولى...

نحن نفتح ذراعينا لاحتضانكم وتقديم تسهيلات السلف وبأرباح قليلة جدا...!!

في كل شوارع المدينة وأمام جهاز التلفاز حتى في الصباح المبكر

يمكن أن تتناول قهوتك على إيقاع نغمات التهليل والتبشير بتقديم عروض مغرية

لاقتناء شقة أو تجهيزات منزلية آخر طراز..

لقد ذاق الكثير حلاوة اللعبة فراقتهم فأصبح الراتب الشهري عبارة عن اقتطاعات مجزئة بين

مصاريف ديون متراكمة تبدأ بحلول العام الدراسي فالأعياد الدينية التي أصبحت بدورها

مناسبات للتباهي باقتناء كبش العيد ذو القرون الملتوية أو تأدية مناسك العمرة خلال رمضان

أو

فريضة الحج ....إلى اقتراحات مغرية لاختيار وجهتك السياحية خارج بلدك وبتسهيلات خيالية فمتطلبات

الحياة لا تنتهي ولافتات القروض والتسهيلات تدعوك بنهم للاستفادة

منها بل تقدم لك قروضا بدون فوائد...

لقد استحالت حياة معظم الناس إلى جحيم أبدي بسبب انخراطهم في

عالم السعادة الزائفة لينتهي بهم المطاف إلى بيع ممتلكاتهم لدفع الديون وما عجزوا عن

دفعه ثم اقتطاعه من عمرهم بضع سنوات قليلة خلف قضبان من حديد

فاحذر أن تكون أحدهم ولا تغرنك

الألوان البراقة والأضواء الزاهية فتلك وحوش كاسرة تستدرجك في رقة لتسرق منك طعم الهدوء

والسكينة لحظة ضعف واستكانة وقد صدق من قال آش خصك أالعريان قالوا الخاتم أمولاي ً




]

[/color][/size][/center][/i][/b]