03-08-2010, 01:55 PM
|
#1
|
عضو مميّز
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
الإقامة: iRAQ
المشاركات: 1,456
|
اللطم والنياحة
سلسلة كبائر الذنوب
اللطم والنياحة وشق الثوب
• النياح والنياحة لغةً: البكاء بصوت على الميت. وقال في المصباح, وهو قريب مما جاء في القاموس: ناحت المرأة على الميت نوحاً من باب قال, والأسم النواح وِزانُ غرابٍ, وربما قيل: النياح, فهي نائحةٌ, والنياحة: الإسم منه, والمناحة: موضع النوح.
• الندبُ لغةً: الدعاء الى الأمر والحثُ عليه. والندب البكاء على الميت وتعداد محاسنه. والأسم: ندبةُ.
• النحبُ لغةً: أشدُّ البكاء, كالنحيب.
• العويلُ: هو رفع الصوت بالبكاء, يقال: أعولت المرأةُ إعوالاً وعويلاً.
يقال: أعولت المرأة إعوالاً وعويلاً.
هذا ويتضح مما تقدم: إن النحيب والعويل معناهما البكاء الشديد, وأنَّ الصراخ والصياح متقاربان في المعنى, وأنَّ النواح يأتي بمعنى البكاء على الميت, وأنَّ الندب هو تعداد محاسن الميت, وأنَّ البكاء ما كان مصحوباً بصوتٍ, والبكي ما كان بلا صوت, بأن كان قاصراً على خروج الدمع.
• البكاء: قد يكون قاصراً على خروج الدمع فقط بلا صوتٍ, أو بصوتٍ لا يمكن الاحتراز عنه, وقد يكون مصحوباً بصوتٍ كصُراخٍِ أو نواح أو ندبٍ وغيرها, وهذا يتختلف باختلاف من يصدر منه البكاء, فمن الناس من يقدر على كتمان الحزن, ويمتلك السيطرة على مشاعره, ومنهم من لا يستطيع.
واتفق الفقهاء على أنَّ البكاء إن كان قاصراً على خروج الدمع فقط بلا صوت فأنه جائز, قبل الموت وبعده, ومثله غلبةُ البكاء بصوت إذا لم يقدر على رده, ومثله حزن القلب.
وللفقهاء فيما قالوه في ذلك استدلوا بما ورد في السنة, فقد اخرج الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فانطلق به الى ابنه ابراهيم, فوجده يجود بنفسه, فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في جحره فبكى, فقال له عبدالرحمن: أتبكي؟ أولم تكن نهيت عن البكاء؟ قال: ((لا, ولكن نهيت عن صوتين احمقين فاجرين: صوت عند مصيبة, خمش وجوهٍ وشق جيوب ورنَّةِ شيطان)).[حسنه الترمذي, والألباني].
واتفقوا أيضاً على تحريم الندب بتعداد محاسن الميت برفع الصوت, إلا ما نقل في الفروع عن بعض الحنابلة.
وتفقوا على تحريم النواح وشق الجيب, أو الثوب, ولطم الخدِّ وما أشبه ذلك, إلا أنَّ الحنفية عبروا في ذلك بالكراهة التحريمية, وبذلك لا يكون بين الفقهاء في ذلك خلاف.
• وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس ممنا من ضرب الخدود, وشق الجيوب, ودعا بدعوى الجاهلية)).[البخاري/1294, مسلم/103].
(ليس منا) أي: من اهل سنتنا وطريقتنا, وقيل: المعنى ليس على ديننا الكامل, أي: أنَّه خرج من فرع من فروع الدين إن كان معه أصله.
(وشق الجيوب) هو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس, فهو من علامات التسخط.
(ودعا بدعوى الجاهلية) أي: بدعائهم.
كتاب: كبائر الذنوب
لمؤلفه: يوسف الحاج احمد
|
|
|