العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 07-03-2009, 07:15 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي أماهُ لا تبكي عليّ

أماهُ لا تبكي عليّ



رسالة الشَّهيدِ إلى أمه الصامدة



حين وصلني الخبر، كانت هزَّةً عاطفيَّةً عنيفة، انتابتني مشاعر شتى، تهيج بي عواطف متباينة، لا أستطيع تمييز دوافعها، أو تحديد مواجعها.

أهوَ الشَّوقِ إلى لثم جراحهِ النّاَزفة، أم الحسرة على أني لن ألقاه بعد الآن.
تجيش بي رغبة إلى البكاء، لا أدري أهيَ من الغبطة على ما آل إليه، أم الحسرة على نفسي أني لم أدرك مُناه.

كأني بأمه الصابرة قد وقع لها ما ألمَّ بي، ولعلها مشاعر تجيش بي أيضا إلى أمي الحبيبة، فإذا قلمي يطبعُ هذه الكلمات:



لا تَبكِ يا أُماهُ واحتَسِب
ي


ولْتَحبسي مَوَّارة الغَضَبِ



ولْتَسألي الرَّحمنَ مَغفِرَةً



بِأَكُفَّ أَطهَرُ من نَدى السُّحُبِ



عَفواً وغُفراناً ويَقبلنَي



ويُزيلَ يَومَ الرَّوعِ مِنْ رَهَبي



هذي الأَكُفُّ أتوقُ ألثُمُها



وأَضُمُّها بِجَوانحٍ التَّعبِ



في دِفئِها ذُقتُ الحَنانَ وكمْ



مَسَحتْ غُبارَ الوَهن عن قَلبي



ما زِلتُ أشعُرُ لِينَ مَلمَسِها



في جَبهتي يَحنو كَلَمْسِ نَبي



* ** *

أماهُ قدْ أزفَ الرَّحيلُ فلا



تأسَي فحسبُكِ أنني بَطَلُ



فأنا صَنيعُكِ طاهراً نَضِراً



أضفى البهاءُ عليهِ والأملُ



غُصنٌ يَهيجُ على منابتِهِ



نَفْحُ الهُدى زَهراً فَيَشتعِلُ



كم ذا بَذَلتِ على رِعايَتِهِ



جُهداً وها قَدْ أثمَرَ العَملُ



يا دَوحَةَ الإيمانِ يَغمُرُها



فَيضُ التُّقى في رَيِّهِ الهَطِلُ



قدْ كُنتِ لي رَوضاً أطوفُ بهِ



بَينَ الغُصونِ كأنني ثَمِلُ



أفنانُه الفَيحاءُ زاهيَةً



بالخَيرِ تَغمُرُنني فأكتمِلُ



وأركِ قنديلَ الهَدى سَطَعَتْ



أنوارُهُ فأضاءتْ السُّبُلُ



أجني ثِمارَ الحُّبِّ نَضرَتُها



رَيّانَةٌ فإذا أنا رَجُلُ



* ** *

أماهُ إن الخُلدَ مَوعِدُنا



رَسَمَ الطَّريقَ لنا إليه أبي



كم كانَ طَيفُكِ باعثاً شَجَناً



في مهجَتي النَّشوى من الطَّرَبِ



طيفٌ أفاضَ ظِلالَ أجنحةٍ



وكأنَّها الأجفانُ للهُدُبِ



ويَهلُّ منه النُّورُ مُبتَسِماً



طُهراً يَفيضُ كَبارِقِ الشُّهُبِ



طَيفٌ أرقُّ من العَبيرِ شَذاً



وصَفاؤهُ أنقى منَ الذَّهبِ



روحي إليكِ تَطيرُ ضارعَةً



أماهُ فوقَ جَوانحِ السُّحُبِ



وإلى رُبوعِ مَواطني الوَلهى



بِرَحيقِ خَمرِ التّينِ والعِنَبِ



وأريجِ زَهرِ الزَّيزفونِ وقدْ



فاحتْ كَنَفحِ المجدِ في الكُتُبِ



أماهُ هذا كانَ لي نَسَباً



وبهِ أفاخرُ كلَّ مُنتسِبِ



* ** *

أماهُ فَيضُ هُداكِ عَلَّمني



أن لا أعيشَ بهامشِ الدُّنيا



هَمْلٌ على هونٍ تُدَغدِغُهُ



أهواؤهُ ويَهيمُ بالرُّؤيا



لكنَّني بَينَ الضُّلوعِ أرى



نَفسي تُنازِعُني إلى ألعَليا



تأبى الهوانَ وتَسْتَشيطُ إذا



ما عايَنَتْ بينَ الوَرى بَغيا



فَتَثورُ مُغضَبةُ الجَنانِ ولا



تَرضى منَ الآلامِ بالرُّقيا



فَتعيشُ شامخَةً بعِزَّتِها



وتَهبُّ فهي بدينِها العُليا



أو أن تَموتَ أبيَّةً وإذاً



هيَ لَنْ تَموتَ وإنَّما تَحيا



حُرَّاً وتَغلي بي دِماءُ أبي



وأرى الشَّهادةَ لي هيَ المُنيا



* ** *

أماهُ إنَّ النَّجمَ صافَحني



وحَنا يُقبِّلُ جُرحيَ الدَّامي



ويَمُدُّ من بَينِ الغيومِ يَداً



لِيَشُدَّني لِمقامِهِ السَّامي



بَيضاءَ بَدَّدَ نورُها جَزَعي



مُستأصِلاً حُزني وأوهامي



فأنا أحَلِّقُ في العُلا قَمَرٌ



أُضفي على الأكوانِ إلهامي



طَيفٌ يجوبُ الكَونَ في رَهَفٍ



وكأنَّهُ تَرجيعَ أنغامِ



وأهيجُ كالنَّسماتِ في وَلَهٍ



بينَ الجِنانِ ورَوضِها النَّامي



كالصُّبحِ فاضَ بِسِحرِهِ وسَرى



فَوقَ الرُّبا كَطُيوفِ أحلامِ



أغشى جِنانَ الخُلدِ يَغمُرُني



فيها الرِّضا وصَفاءُ أيّامي



لا ظُلمَ بينَ النَّاسِ يؤرقُني



أو بَغيَ سَعَّرَ فيَّ آلامي



أماهُ لا تبكي عليَّ فقدْ



جَفَّ النَّزيفُ بجُرحيَ الدَّامي




الرياض 15/ 7 / 2007 م

محمد نادر فرج
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-03-2009, 08:38 PM   #2
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

أماهُ فَيضُ هُداكِ عَلَّمني



أن لا أعيشَ بهامشِ الدُّنيا



هَمْلٌ على هونٍ تُدَغدِغُهُ



أهواؤهُ ويَهيمُ بالرُّؤيا



لكنَّني بَينَ الضُّلوعِ أرى



نَفسي تُنازِعُني إلى ألعَليا



تأبى الهوانَ وتَسْتَشيطُ إذا



ما عايَنَتْ بينَ الوَرى بَغيا



فَتَثورُ مُغضَبةُ الجَنانِ ولا



تَرضى منَ الآلامِ بالرُّقيا



فَتعيشُ شامخَةً بعِزَّتِها



وتَهبُّ فهي بدينِها العُليا



أو أن تَموتَ أبيَّةً وإذاً



هيَ لَنْ تَموتَ وإنَّما تَحيا



حُرَّاً وتَغلي بي دِماءُ أبي



وأرى الشَّهادةَ لي هيَ المُنيا

اخي الكريم عبد الرازق لله ما اخذ وما اعطى وكل شئ عنده بمقدار

تقبل الله شهيدكم واثابكم اجره وشفاعته
ورزقكم الصبر

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ 156 أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّـــــهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ


قصيدة فعلا من الاعماق كلمات ووجدان ليس لها حدود
من اجمل ما سمعت
__________________
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى
ودينك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات و للناس السن
و عينك ان ابدت لك معايبا
فصنها و قل:يا عين للناس اعين
و عاشر بمعروف وسامح من اعتدى
ودافع ولكن بالتي هي احسن
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-03-2010, 01:12 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيدة جميلة للغاية وفيها من الرقة والمشاعر الأسية ما يحرك الصخر وإن كانت تقليدية نوعًا ما . شتان بين التقريرية والتقليدية ، فالتقليدية أن تكون الأفكار والمعاني مكررة حتى وإن كانت شاعرية أما التقريرية فهي تعني أن تكون الأبيات جامدة صماء بعيدة عن دنيا الصور والفكر.
وهذه القصيدة قد أعجبني فيها العديد من الجوانب :
فَتَثورُ مُغضَبةُ الجَنانِ ولا

تَرضى منَ الآلامِ بالرُّقيا

جميل للغاية أن تكون الأماني مصورة على أنها ضمادة الآلام
فالدنيا هي الآلام وهذه الأماني هي التي تحاول إزاحتها نوعًا
ما ولكنها لا تفلح البتة في إزالتها .رؤية جيدة وفكرة ثرية.
كذلك في هذه الأبيات كان إعطاء النجم هذه الصفة الآدمية
والتي تشير إلى تفاعله مع الفاجعة -وليست فاجعة بإذن الله-كان
تعبيرًا مميزًا للغاية :
أماهُ إنَّ النَّجمَ صافَحني

وحَنا يُقبِّلُ جُرحيَ الدَّامي

ويَمُدُّ من بَينِ الغيومِ يَداً

لِيَشُدَّني لِمقامِهِ السَّامي

فالحياة لها شكل ثان وهذا الشكل أيضًا هو شكل غير بهيج لأنها هذه الغيوم التي يتوارى خلفها النور ، لذلك كان البيتان معبرَين عن الانتقال من الدنيا للآخرة بهذه الكيفية المائعة المميزة .
على ما كان في القصيدة من إطالة ومعان مكررة إلا أن هذه الأبيات شفعت لها لتكون القصيدة زفرة إنسانية بكل ما تحمله من معان ٍ ولتكون أنشودة يتغنى بها كل ذي خطب.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل موتانا شهداء وأن يجزل لهم العطاء وأن يجعلنا على دربهم سائرين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا..آمين
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2010, 02:55 AM   #4
نزار المصري
عضو مميز
 
الصورة الرمزية لـ نزار المصري
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: مصر
المشاركات: 857
إفتراضي

أفضل الدعاء*** ألحمد لله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***

تزداد تألقاً وثراء كلما كتبت


أستاذي

وافر تقديري لقلمك وقلبك الفياض


***
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وأفضل الذكر*** لا إله إلا الله
__________________
أدعوك ربي بأسمك الرحمن الرحيم
ترفق ربنا بغزة ... وأنصر الحق فى أرضك
رحماك بالأطفال والعجائز فهم أرق عبيدك

غزة ربنا... غزة مليكنا الحق


http://nzarelmsry.maktoobblog.com/
نزار المصري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2010, 07:45 AM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخانا العزيز ، وأشعر بالسعادة الغامرة لوجودك بيننا ، وأرجو أن يتم الله فرحتنا باكتمال عقد المجموعة ، وننتظر منك العديد من المشاركات التي تثري هذا الموقع والتي طالما كنت ركنًا أساسيًا فيها . لك مني أحر الشكر ووافر التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .