"الوجه الخفي للبترول": النفط السعودي إلى نضوب؟ كتاب جديد أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية مؤخراً من تأليف "إريك لوران"هو أحد الصحفيين الفرنسيين المخضرمين المختصين بالشؤون العربية منذ أكثر من أربعين عاما .
في هذا الكتاب الجديد يتحدث المؤلف عن الوجه المخفي للبترول.
وهو يقول في أطروحته الأساسية ما يلي: (المملكة العربية السعودية) تخفي عنا الحقيقة فيما يخص الشؤون البترولية, مثلما هي سياستها مراوغة ولها أكثر من وجه .
ويذهب لوران في كتابه هذا إلى أن نظام آل سعود في انحدار رغم كل المظاهر الباذخة التي يتظاهر بها آل سعود .. كما أن نظام آل سعود الذي يعتمد في تأمين بقائه على النفط هو نظام هزيل لا يقوى على حماية نفسه وهو يعتمد في ذلك على علاقاته مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن العلاقات الأمريكية السعودية بدأت تهتز بعدما اكتشفت واشنطن سياسات المراوغة السعودية وذلك على خلفية أحداث 11 سبتمبر 2001 م.. وليس هناك ثقة مطلقة بين أميركا والسعودية.. فالواقع أن علاقتهما تشبه زواج المصلحة لا زواج الحب الرومنطيقي حسب وصف المؤلف.. ويقول لوران في كتابه هذا إن واشنطن اكتشفت مؤخراً أن علاقة الرياض بجماعات الإرهاب لازالت قائمة وإن العائلة السعودية مازالت علي علاقة بتنظيم القاعدة .. وهي تقدم مساعدات سرية لهذا التنظيم عبر وسطاء .. مما يعني أن موارد النفط (السعودية )تساهم في تغذية الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر.
وهذه حقيقة مزعجة جداً بالنسبة للأميركيين ومحرجة بالأخص لآل بوش، ولذلك فإن إدارة الرئيس الأميركي تحاول إخفاءها أو طمسها أو التقليل منها بأي شكل.
ولكن حرب تصفية الحسابات بين واشنطن والرياض ليست مستبعدة حتى وإن تم تأجيلها لظروف واعتبارات أخرى .
ثم يردف إريك لوران قائلاً: والواقع أنه كان ينبغي على الأميركيين أن يفتحوا أعينهم على حقيقة الوضع في( السعودية,) وهو الأمر الذي أفاقت له واشنطن مؤخراً من خلال رصد تحركات نظام آل سعود وقراءاتها بشكل مغاير .. ويكشف لوران أن الدور آل سعود والذي كان في خدمة واشنطن طيلة فترات متعاقبة من التاريخ حيث لعب آل سعود أداوراً لصالح واشنطن ضد مصر عبد الناصر والثورة في اليمن والوحدة العربية السورية المصرية بدأ الآن موضع شكوك من قبل الإدارة الأمريكية .. ويوضح لوران في كتابه أن علاقات الرياض بواشنطن لم تعد متطابقة مثلما كانت في الخمسينيات من القرن الماضي.
فقد كان الهدف المشترك هو مواجهة جمال عبد الناصر وتياره القومي التقدمي والوحدوي لذلك دعمت أميركا نظاماً متخلفاً ومحافظاً إلى حد الرجعية الكاملة كالنظام آل سعود.. بل وأعجبت بـ"المطاوعة" كبوليس ديني يحصي على المواطنين السعوديين أنفاسهم ويقمعهم خدمة للمصالح النفطية الأمريكية السعودية .. أما الآن فالأحوال تبدلت وبدأ نظام آل سعود عبئاً ثقيلاً علي واشنطن خاصة وأن أحوال الأسرة السعودية ليست علي ما يرام حيث صراع الأجنحة والأجيال وحيث فقدت مملكة آل سعود دورها في جر دول الخليج إلى البيت الأمريكي .. ولذا فان آل سعود في موضع لا يحسد عليه فهم يفقدون حلفاءهم الأمريكيين من جهة .. ونفطهم لم يعد الدرع الواقي الذي يؤمن لهم الاستقرار .. ودعوات الإصلاحيين تتعالى وأصوات التغيير الجذري للنظام أصبحت مسموعة والمشكلات الاقتصادية صارت خارج نطاق السيطرة السعودية مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتحول مظاهر الرفض لسياسات آل سعود إلى مظاهر مسلحة طالت العديد من المدن والأحياء في المملكة وهو ما ينذر بنهاية قريبة لحكم آل سعود .