العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الملحق > خـيـمــة الاستـــراحـــة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-03-2014, 05:01 PM   #1
صفاء العشري
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2010
المشاركات: 742
إفتراضي المعلمة آن سوليفان صانعة المعجزات

العالم العربي يحتفل كل عام بعيد المعلم. ليس هناك يوم موحد ولكن تاريخ الاحتفال يقع ما بين أواخر فبراير وأوائل مارس. كل عام والمعلم بخير , أهديه بالمناسبة هذه القصة المعروفة.
في مثل هذا اليوم في عام 1887، بدأت آن سوليفان تدريس هيلين كيلر البالغة من العمر ست سنوات، والتي فقدت البصر والسمع بعد مرض شديد عندما كان عمرها 19 شهرا. اعتمدت سوليفان، تقنيات رائدة في التدريس باللمس. كانت كيلر طفلة صعبة لا يمكن السيطرة عليها ، ولكنها بفضل سوليفان تخرجت من الكلية في نهاية المطاف وأصبحت محاضرة وناشطة على المستوى الدولي. رافقت سوليفان الذي أطلق عليها لاحقا لقب "صانعة المعجزات" كيلر وظلت مترجمتها ورفيقتها الدائمة حتى وفاتها في 1936.
حين أصيبت هيلين كيلر بالعمى والصمم بعد حمى شديدة، أصبحت محاصرة بجدار حديدي، لا يمكن لها أن تعرف إلى أين تذهب أو من هم بقربها. أن تفقد البصر، قد تجد تعويضاً في السمع الذي يهب وسيلة تواصل مع المحيط القريب، أما أن يضاف الصمم إلى العمى، عندها يصبح الحصار مضاعفاً والخروج منه صعب المنال. قام والداها بمراسلة عدة معاهد متخصصة بتعليم من هم في مثل حالة هيلين. ثم زار والدها المخترع ألكسندر غراهام بل،الذي قدم لهما عدة نصائح حول حالتها ودلهما على أحد المعاهد التي قد تقدم مساعدة لهيلين. وكانت النتيجة هي حضور آني سوليفان إلى بيت هيلين لتولي مهمة تعليمها.

كانت هيلين قد اعتادت الظلام والصمت. حين وصلت معلمتها بدأت روحها تتحرر وتنطلق من سجنها. كانت المهمة الأولى لمعلمتها هي تعليمها الألفاظ بواسطة اللمس. غير أن تلك الوسيلة التعليمية كانت ناقصة وغير مفيدة لأنها كلمات بلا معنى، بلا أي هدف. ماذا يعني أن تعرف كلمة ماء دون أن تعرف ماذا يعني الماء حقيقة. وماذا يعني أن تعرف كلمة حب دون أن تجد تجسيداً لهذه الكلمة أو معنى. أحد أجمل مشاهد سيرة هيلين مشهد يجسد كيف بدأت تدرك معنى الكلمات واتجاهها. هذا المشهد هو أهم حدث في مسيرة تعليمها. ليس فقط لأنها تعرفت على معنى الكلمات، بل لأن طريق طويل من التواصل فُتح على مصراعيه وانطلق يتدفق بسرعة هائلة، وتمكنت هيلين من خلاله أن تتواصل مع عائلتها ومعلمتها والعالم بأكمله. تقول في الفصل الخامس من سيرة حياتها:

سرنا في الطريق إلى البئر. شخص ما كان يسحب الماء، وقامت معلمتي بوضع يدي تحت هذا الماء المتدفق. بينما كان الماء يتساقط على يدي، أخذت معلمتي تتهجى على اليد الأخرى ببطء بداية ثم بسرعة كلمة: ماء. وقفت صامتة هادئة، وكل اهتمامي موجه نحو حركة الأصابع. فجأة، ظهر لي أني تذكرت شيئاً ما كنت قد نسيته! تكشف لي بطريقة ما سر اللغة، إذ علمت أن كلمة ماء تعني ذلك الشيء البارد الذي يتدفق على يدي. تلك الكلمة أيقظت روحي وأطلقتها من سجنها.
وتذكر معلمتها في رسالة لها تأثير ذلك الحدث البسيط في حياة هيلين: وقع هذا الصباح حدث ذو أهمية كبيرة. قفزت هيلين بخطى كبيرة في مسيرة تعليمها، لقد تعلمت أن كل شيء له اسم، وأن هذه الحروف الأبجدية هي مفتاح لكل شيء قد تريد معرفته.
قصة هيلين كيلر معروفة، إما من السلاسل التلفزيونية الكرتونية والأفلام السينمائية وفي الكتابات عن الشخصيات العظيمة في القرن العشرين، وبالطبع: كل ذلك وأكثر في كتابها الذي يحكي سيرة حياتها: قصة حياتي.

أصبحت هيلين كيلر محاضرة ومؤلفة؛ نشرت كتابها الأول، "قصة حياتي" في عام 1902. وكانت أيضا تجمع التبرعات لمؤسسة الأمريكية للمكفوفين وداعية للمساواة العرقية والجنسية....
قامت بتأليف ما يقرب من الأربعة عشر كتابا. واستطاعت في مرحلة متقدمة من حياتها وبمساعدة معلمتها أن تتعلم الكلام بشكل طفيف، فكانت معجزة أخرى تضاف إلى سابقاتها.
لا يمكن نسيان وصفها للحظة الأولى التي أدركت فيها معنى مجرد مثل “التفكير”، حيث قالت:
“كنت أحاول أن أضع الخرز بترتيب معين في الخيط، واكتشفت أن هناك خطأ ما. ولأول مرة ركزت انتباهي وحاولت أن أفكر في كيفية ترتيب الخرزات. فإذ بالآنسة سوليفان تلمس جبهتي وترسم على كفي كلمة “تفكير”. وبرق وميض في ذهني في الحال، إذ عرفت أن هذه الكلمة هي اسم العملية التي تجري في ذهني. كان هذا أول إدراك واعي لمعنى مجرد بالنسبة لي.”
هيلين إنسانة رائعة ولكن معلمتها هي الإنسانة الاستثنائية التي صنعت هذه المعجزة.
صفاء العشري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .