العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة صـيــد الشبـكـــة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-09-2010, 02:11 PM   #1
الفكرون
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2010
المشاركات: 23
إفتراضي لماذا يسب الشيعة الصحابة؟

لماذا يسب الشيعة الصحابة؟



بقلم : احمد لاشين


سؤال طرحه علي أحدهم بخبث شديد يتناسب وطبيعة السؤال الشائكة،فأي إجابة سوف تُورّط أحد الجانبين فيما لا يحمد عقباه، فما زال واقعنا الشعبي وحتي الثقافي يعلم القليل عن المذهب الشيعي والشيعة عامة، ومازلنا بقصور نظر أو بسطحية نحاسبهم علي قضايا محدودة جداً مثل طقوس عاشوراء أو قضية سب الصحابة مثلاً،دون البحث في فروق تبدو ضئيلة ولكنها هامة.
فالمذهب الشيعي رغم نشأته السياسية كموقف معارض،إلا أنه ساهم بشكل ملحوظ في تطور الفكر الفلسفي أو الفقهي الديني بشكل عام مثل دور الإمام (جعفر الصادق) في تأسيس المذهب الجعفري،هذا علي المستوي المنضبط،وإن كنت لا أستطيع أن أغفل دور غلاة الشيعة أو التطرف المذهبي في تكوين أفكار بعيدة عن كل منطق سليم،ولكنها للأسف صارت من أسس المذهب مع التقادم،مما شوه الفكر والعقيدة معاً،مثل قضية سب الصحابة التي تصدم فكرنا الإيماني مباشرة.


سنحاول بشكل مختصر تتبع الأسباب التي يراها التشيع مقنعة في هذه القضية،مع الوضع في الاعتبار أن هناك العديد من الفتاوي التي أصدرها رجالات الدين الشيعي تحرم تلك الممارسات الشيعية الشعبية التي كانت تقام بشكل دائم في الصلوات والحسينيات (أماكن الاحتفال بعاشوراء) والمساجد بوصفها من صحيح المذهب،فللأسف اختلط المذهب الشيعي مع الوعي الشعبي بشكل يصعب الفصل بينهما، وآخر تلك الفتاوي علي المستوي (السياسي ـ الديني) كانت لآية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للجمهورية الإيرانية تحرم سب الصحابة تماماً ولكن للأسف لم تمنع مثل تلك الفتاوي ما يحدث فعلاً.


فقد وردت بعض الأقوال المنسوبة إلي آل بيت النبي أن علي زين العابدين بن الحسين (الإمام الرابع لدي الشيعة) قال: (من لعن الجبت والطاغوت (أي عمر وأبو بكر) لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة) وقد وردت مثل هذه الأقوال في كتب التشيع مثل (بحار الأنوار،تفسير العياشي،ضياء الصالحين،شرح نهج البلاغة،تفسير القمي،تفسير البرهان،وغيرها الكثير وهي كتب تسببت في العديد من الإشكاليات للمذهب ومتبعيه والكثير منها مرفوض في الفكر المعتدل)


فالتشيع ورث كل الخلافات السياسية التي حدثت بعد وفاة النبي، فالشيعة هم شيعة آل البيت وأنصار علي بن أبي طالب، وبمرور التاريخ أصبح لهؤلاء الأنصار موقف محدد وواضح من كل أطراف الصراع السياسي بدءاً بمعاوية بن أبي سفيان وحربه مع علي، ويزيد ومقتل الحسين، وصولاً للعباسيين، بل إنهم يرجعون أسباب ظلم علي إلي الخلفاء الراشدين الثلاثة قبل علي. فأعادوا كتابة التاريخ من وجهة نظرهم وهي كالآتي:


تبدأ المشكلة بوفاة النبي فيري الشيعة أنه قد أوصي قبل وفاته بالخلافة إلي علي بن أبي طالب وأراد أن يكتب وصية بذلك ولكن عمر بن الخطاب حال دون ذلك،وبعد الوفاة انشغل آل البيت ومنهم علي بدفن النبي لمدة ثلاثة أيام في تلك الأثناء دبر عمر وأبو بكر أمر الخلافة في حادثة السقيفة وأخذ أبو بكر الخلافة، وفي تلك الأثناء امتنع علي عن المبايعة لمدة ستة أشهر إلي أن توفيت السيدة فاطمة الزهراء، والتي تروي كتب التشيع أنها توفيت غاضبة علي الشيخين خاصة أبي بكر، لامتناعه أن يسلم لها إرث النبي وكان إرثه بستاناً في المدينة يسمي (فدك) يقال إن النبي وهبه لفاطمة دون غيرها، بحجة أن الأنبياء لا يورثون كما سمع من النبي.


استمرت تلك المشكلة بين البيت الفاطمي وكل الحكومات التالية حتي يرده إليهم (عمر بن عبدالعزيز) ثم يؤخذ منهم بعد ذلك (وهذه الفكرة واردة في معظم كتب التاريخ الكبري)،ولكن الجديد كتب التشيع تحكي أنه لدي امتناع علي عن مبايعة أبي بكر، أرسل له بعض جنده فضربوه وتسببوا بموت السيدة فاطمة،بل وأسقطوا حملها، ففاطمة كانت حاملاً فيما يسميه الشيعة (المحسن) وهو أخو الحسن والحسين الذي مات في بطنها.


وتنسب واقعة الضرب تلك أيضاً إلي عمر بن الخطاب، ولفاطمة مكانة مقدسة في الفكر الشيعي حتي أنهم قد شككوا في نسب كل بنات النبي له عدا الزهراء، كما ذكر (محسن الأمين في دائرة المعارف الشيعية)، أنه لدي التحقيق التاريخي لا يوجد دليل علي ثبوتية بنوة بنات النبي الأربع إلا فاطمة والأرجح أنهن كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل النبي، وذلك قد يكون انتقاماً منهن لزواج اثنتين منهن بعثمان بن عفان. كما يجردون أبا بكر من فضل صحبة الرسول في الهجرة بوصف أن الرسول قد أخذه معه خوفاً أن يفتن عليه لاحباً في صحبته، فالفضل كله لعلي فقط. المهم يمضي عهد أبي بكر ويأتي عمر.


كتب التشيع تأخذ موقفاً شديداً من عمر،رغم ما اشتهر عن عمر من قوله ( لولا علي لهلك عمر) اعترافاً منه بعلم واجتهاد علي،إلا أن التشيع يعتبر أن عمر سبب كل بلاء فهو من ولي أبا بكر بحجة قالها لعلي (إن قريشاً قد كرهت أن يكون لكم النبوة والخلافة)،فولوا أبا بكر،وكذلك هو من منع وصول إرث النبي لفاطمة وعلي،وهو من قتل المحسن في بطن فاطمة،وتسبب في إحراق بيت علي،وكان خوف أبي بكر و عمر من علي قدرته علي لم شمل العرب من حوله وإمكانية أن يأخذ الخلافة منهما،تلك الخلافة التي تحولت في التاريخ الموازي لدي الشيعة إلي الإمامة،لذا لم يسلم له إرث النبي أبداً خوفاً من استخدامه ضد الحكم العمري.


كما أن هذا ما قد يفسر لنا استمرار الشيعة في الإقرار بزواج المتعة لأن الذي منعه لم يكن النبي أو نسخ في القرآن بل كان عمر بن الخطاب في مواقفه الشهيرة بما يتناسب وطبيعة الأمور،فاعتبر الشيعة ذلك ضرباً من الخروج عن صحيح الدين،وأنهم متوقفون في التشريع حتي النبي أو ما ينقله لهم الأئمة،حتي قتل عمر ولا يفوتنا أن نذكر أن التشيع يعتبر في جانب مبالغ منه أن ابو لؤلؤة المجوسي شهيد بعد مقتله قصاصاً من قتل عمر.


وكان عثمان بن عفان بداية مرحلة الفتنة الكبري في التاريخ السياسي الإسلامي،نتيجة لموالاته أقاربه من الأمويين فدم عثمان حجة حروب علي ومعاوية بعد ذلك، وموقف التشيع واضحاً من بن عفان، فقد اعتبروا مقتل عثمان عقاباً إلهياً له عن ظلمه، كما ورد حديث منسوب لرسول الله يصف فيه مناماً له يري بني أمية مثل القردة علي منبره،أي يُضيّعون دين الله،وكانت تلك نبوءة بحكم عثمان بعد ذلك،ثم تأتي مرحلة خلافة علي والتي رآها التشيع بداية العدل الذي لم يكتمل نتيجة لموقف معاوية بن أبي سفيان، حتي أنهم ينسبون لمعاوية تزييف الحديث النبوي وأنه أمر رواته بإضافة العديد من الأحاديث التي تنتصر لبني أمية، وتقدح في بني هاشم وآل البيت،فشخصية معاوية دائماً ما تثير الجدل حولها، وقد اشتد الموقف الشيعي عداء لبني أمية بعد مقتل الحسين في كربلاء بأمر يزيد حتي اشتهرت مقولة تُقال في احتفالات عاشوراء عند تقديم بعض الأطعمة (كل وزيد والعن يزيد) كما يُنسب إلي يزيد أنه قال: ( تلاعبت بنو هاشم بملك العرب،فلا دين جاء ولاوحي نزل).


كما يُنسب إلي معاوية أنه قد قتل الحسن بن علي بالسم بعد أن عاهده علي تولي الخلافة من بعده،فكان ذلك سبباً في لعن معاوية علي المنابر الشيعية،رغم أن موقف الشيعة كان سلبياً في معظم الكتابات من الحسن نتيجة لمعاهدته مع معاوية، فوصفوه بأنه كان مزواجاً وكثير الأكل وغيرها من الصفات السلبية،ولكن لا بديل أن يكون الحسن ثاني الأئمة.


المهم أن موقف الشيعة لم يتغير من كل الحكومات التي تلت حكومة الراشدين فكان نفس هذا الموقف من العباسيين، مما استتبع وصف العباس بن عبدالمطلب عم النبي أنه كان يكره علياً وكان ينافسه الزعامة والصدارة ويكيد له أينما كان،كما ورد في كل كتب التشيع أن عبد الله بن عباس كان علي خلاف دائم مع علي وأولاده الحسن والحسين.نتيجة للخلاف السياسي ومحاولة إضعاف مكانة الأئمة، ذلك الخلاف السياسي قد امتد إلي السيدة عائشة بنت أبي بكر وزوج الرسول في موقعة الجمل،وما أثارته من إشكاليات جدل في تلك المرحلة والتي تراها كتب التشيع أنها بسبب حادثة (الإفك)،وموقف علي منها في تلك الأثناء. وامتداداً لنفس الفكرة يري الشيعة أن موقف عبد الله بين الزبير قد سعي للتخلص من الحسين بن علي حتي ينال مكانته في الحجاز فأوعز له الذهاب إلي الكوفة حيث قُتل،وكان موقفه هذا نتيجة لموقف الزبير بن العوام ومقتله في موقعة الجمل أمام جيش علي.صحيح أن تلك الفترة كانت شائكة إلي حد بعيد وأن كلاً منهم كان يقاتل علي ما يراه الحق من وجهة نظره ولكن نظرة التشيع ليست بهذا الحياد مطلقاً فطوال الوقت يحيا الشيعة تحت وطأة عقدة الاضطهاد التي ورثوها دون سبب واضح سوي مناصرة آل البيت من وجهة نظرهم فقط.


ومن ضمن الحكايات العجيبة التي ترد في هذا الشأن أن عبدالله بن عمر بن الخطاب دخل علي علي زين العابدين بن الحسين،متهماً إياه بإفساد الدين حين يقول إن نبي الله يونس قد عاقبه الله في بطن الحوت لأنه تشكك في ولاية الأئمة،فيأخذه زين العابدين في لمح البصر وينقله إلي البحر ويحدث حوت يونس ذاته،ويقر بما قال الإمام،وبالطبع تلك الحكاية تُبين مدي تسرب فكرة الانتقام لتمتد إلي أبناء عمر وأبناء علي.فالصراع لايزال مستمراً في ذهنية التشيع إلي الآن.

وفي حكايات المهدي المنتظر أنه حال ظهوره سوف يُخرج أبابكر وعمر من قبورهما، ويحاسبهما من موقفهما فيما يخص علياً وكيف يغتصبان الخلافة منه، أي أن الحكاية ممتدة إلي الأزل ليوم ظهور المهدي، والحقيقة أن ما أعطاه المذهب الشيعي في تلك المساحة المتطرفة وفي تلك الكتب التي غالباً ما كانت تخاطب العامة ولا تعبر بشكل كامل عن المذهب ذاته، جاء نتيجة لتقديس الشخصيات التاريخية بالسلب أو بالإيجاب ،فالخلفاء علي كل ما قدموه في تاريخ الإسلام ليسوا إلا بشرا لهم أخطاؤهم حتي النبي ذاته لم ينزع عنه الله صفة البشرية، وكذلك الأئمة في المذهب الشيعي،وفي كل الأمور فإن إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر الشيعة ما زال مستمراً فما زالوا أسري لتاريخ مضي عليه ما يزيد علي ألف وأربعمائة سنة، فالأمر لا يتعدي تصفية مكتومة لحسابات تاريخية وسياسية في عمق التاريخ.
__________________
الفكـــرون
الفكرون غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .