العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-01-2010, 12:31 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي ماذا ستقول عيون الناس؟


ماذا ستقول عيون الناس؟

في العادة، يتحسب البعض من كلام الناس، فتلح زوجةٌ على زوجها أن يقوم بصبغ بيته أو تغيير جزءا من الأثاث، أو شراء بعض الثياب الجديدة لها، وعندما يعتذر الزوج بسبب أحواله المادية الصعبة، طالباً من زوجته الصبر، ستقاطعه قائلة: ماذا سيقول الناس عنا؟

هذا معروف، والشيء المعروف الآخر، ولكن لا يتم الإفصاح عنه، هو عيون الناس. فعيون الناس تتكلم دون صوت، وتقول أكثر مما تقوله ألسنتهم، ويحاول كل شخص أن يُركِبْ عينيه في رأس غيره، وينظر لنفسه بالمرآة، متقمصاً عقل شخصٍ آخر، فيأخذ بتشريح نفسه بحرية كاملة وكأن من ينظر إليه إنسانٌ آخر!

قد نلقى في الشارع زوجين من كِبار السن، عبرا العقد السابع من عمريهما، ولكن الرجل يحاول مشاغلة عيون الناس من التطلع لزوجته المُسنة، حتى لو كانا يقطنان في قرية صغيرة. فيحيي هذا ويُسلم على ذاك، وهو بذلك يحاول تشتيت خطوط البصر للآخرين، فبدلاً من أن تتوجه لزوجته، ستنشغل في الرد على التحية، والرد على الحوار السريع الذي يتخلل الخطوات البطيئة.

لو مر أحدهم بسيارته الحديثة، من زقاق حي شعبي مزدحم، فستختلط خيوط الأشعة المنعكسة من عيون الشباب الواقفين على زوايا وأركان ذلك الحي، لتكتب بأطراف أشعتها(على جوانب السيارة) ما لم تقله ألسنتهم:
ـ من أين لكم أثمان تلك السيارات يا أبناء (...)؟
ـ هل أسلتم قطرة عرق حتى جمعتم ثمن مثل تلك السيارة؟
ـ كم أتمنى أن يبرز طفلٌ بمسمارٍ حاد ويخدش طلاء تلك السيارة الجميلة!
ـ ماذا لو كان أبو صاحب هذه السيارة مثل أبي لا يملك شيئاً، فمن أين سيأتي هذا (....) بثمنها؟

وإن تجول أحدٌ من أصحاب العيون الناطقة، في أسواق تعرض بضائع فاخرة، ووقف أمام واجهة للملابس ورأى أن ثمن معطف يساوي ما يجمعه خلال عامين، فإن عيونه ستبلغ قلبه أن يدعي على من سيلبسه بالفناء!

وإن رأى وهو يتفرج على التلفزيون مظاهر البذخ في إحدى الدول النفطية، من أبنية فخمة وشوارع منظمة وأسواقٍ عامرة، فتبلغ عيناه قلبه أن يبعث برسالة تُبَث على شريط الأخبار، ليقول لأصحاب تلك المدن: لقد ذهب أجدادنا في حملات الفتوحات ورموا بنسلهم في بلاد فقيرة، في حين تخلف أجدادكم عن القيام بواجبهم لتنعموا بتلك الثروات!

قال أجدادنا (اطعم الفم تستحي العين) .. فهل كلام العيون ناتجٌ عن بخل المطعمين؟؟
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .