العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-04-2009, 05:59 PM   #1
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
Question ما معنى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا "؟؟

السلام عليكم

ما هو القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ؟؟

واضح بأنّ الآية ثناء على أمّة محمد بكونها أمّة وسطا --

فما معنى قوله "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ؟؟

الوسط هو المكان بين مكانين--ولأنّ الوسط لا يؤتى إلاّ بعد أن يؤتى ما يحيط به جعل عرفا دلالة على العزّة والمنعة والنّفاسة أي على الخيرة --فوسط القوم أخيرهم

قال زهير:
هُمُ وسَط يَرضى الأنام بحكمهم

إذا نزلت إحدى الليالي بمعضل

وإذا أطلق الوسط على الصفة الواقعة بين خلقين ذميمين كان هذا الإطلاق مجازا--

ونقل عن بعض الأئمة تفسيرهم للوسط بمعنى العدول وهم كذلك لأنّ الخيار من القوم عدولهم

والأولى تفسير الوسط في هذا الموضع بالخيريّة والعدول والتوسط بين أمرين

--وقد رجّح الطبري رحمه الله تفسير قوله "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " التوسط بين خلقين ذميمين وهما ما عند النصارى وما عند اليهود من إفراط وتفريط --فاليهود حرّفوا دينهم واستخفوا بالرسل وقتلوهم والنصارى جعلوا رسولهم إلها --



قال أبو جعفر:
وأنا أرى أن « الوسط » في هذا الموضع، هو « الوسط » الذي بمعنى: الجزءُ الذي هو بين الطرفين, مثل « وسَط الدار »
وقال رحمه الله

وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم « وسَط » ، لتوسطهم في الدين، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هُم أهلُ تقصير فيه، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله، وقتلوا أنبياءَهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك, إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها. )

ونحن نختار كلّ المعاني التفسيريّة لقوله تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ؟؟

فهم خيار النّاس وعدولهم ومتوسطون في تلقيهم دينهم فلم يحرفوا كتبهم أو يضطهدوا رسولهم كما فعل غيرهم وهم اليهود --ولم يألهوا نبيّهم كما فعل غيرهم وهم النصارى
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/

جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2009, 04:09 PM   #2
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
Question

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة جمال الشرباتي مشاهدة مشاركة
السلام عليكم

ما هو القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ؟؟

واضح بأنّ الآية ثناء على أمّة محمد بكونها أمّة وسطا --

فما معنى قوله "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ؟؟

الوسط هو المكان بين مكانين--ولأنّ الوسط لا يؤتى إلاّ بعد أن يؤتى ما يحيط به جعل عرفا دلالة على العزّة والمنعة والنّفاسة أي على الخيرة --فوسط القوم أخيرهم

قال زهير:
هُمُ وسَط يَرضى الأنام بحكمهم

إذا نزلت إحدى الليالي بمعضل

وإذا أطلق الوسط على الصفة الواقعة بين خلقين ذميمين كان هذا الإطلاق مجازا--

ونقل عن بعض الأئمة تفسيرهم للوسط بمعنى العدول وهم كذلك لأنّ الخيار من القوم عدولهم

والأولى تفسير الوسط في هذا الموضع بالخيريّة والعدول والتوسط بين أمرين

--وقد رجّح الطبري رحمه الله تفسير قوله "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " التوسط بين خلقين ذميمين وهما ما عند النصارى وما عند اليهود من إفراط وتفريط --فاليهود حرّفوا دينهم واستخفوا بالرسل وقتلوهم والنصارى جعلوا رسولهم إلها --



قال أبو جعفر:
وأنا أرى أن « الوسط » في هذا الموضع، هو « الوسط » الذي بمعنى: الجزءُ الذي هو بين الطرفين, مثل « وسَط الدار »
وقال رحمه الله

وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم « وسَط » ، لتوسطهم في الدين، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هُم أهلُ تقصير فيه، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله، وقتلوا أنبياءَهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به؛ ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه. فوصفهم الله بذلك, إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها. )

ونحن نختار كلّ المعاني التفسيريّة لقوله تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " ؟؟

فهم خيار النّاس وعدولهم ومتوسطون في تلقيهم دينهم فلم يحرفوا كتبهم أو يضطهدوا رسولهم كما فعل غيرهم وهم اليهود --ولم يألهوا نبيّهم كما فعل غيرهم وهم النصارى
على هذا فالله جعلنا أمّة عدولا وجعلنا خيار الأمم وأنفسها منزلة وجعلنا متوسطين في أمور الفكر والإعتقاد
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/

جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2009, 10:13 PM   #3
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي

http://www.listenarabic.com/ar/tafseer-quran2-143.html

فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" المعنى : وكما ان الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً ، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم . والوسط : العدل ، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها . وروى الترمذي عن ابي سعيد بن الخدري .
"عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" قال : عدلا " . قال : هذا حديث حسن صحيح . وفي التنزيل : "قال أوسطهم" أي أعدلهم وخيرهم . وقال زهير :
‌هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم‌
آخر :
أنتم أوسط حي علموا بصغير الأمر أو إحدى الكبر
وقال آخر :
لا تذهبن في الأمور فرطا لا تسألن إن سالت شططا
وكن من الناس جميعاً وسطا
ووسط الوادي : خير موضع فيه وأكثره كلأ وماء . ولما كان الوسط مجانباً للغلو والتقصير كان محموداً ، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ، ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم . وفي الحديث :
"خير الأمور أوسطها" . وفيه عن علي رضي الله عنه : عليكم بالنمط الأوسط ، فإليه ينزل العالي ، وإليه يرتفع النازل . وفلان من أوسط قومه ، وإنه لواسطه قومه ، ووسط قومه ، أي من خيارهم وأهل الحسب منهم . وقد وسط وساطة وسطة ، وليس من الوسط الذي بين شيئين في شيء . والوسط (بسكون السين) الظرف ، تقول : صليت وسط القوم . وجلست وسط الدار (بالتحريك) لأنه اسم . قال الجوهري :وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط ، وإن لم يصلح فيه بين فهو وسط بالتحريك ، وربما يسكن وليس بالوجه .
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر



آخر تعديل بواسطة محمود راجي ، 05-04-2009 الساعة 10:15 PM. السبب: ذكر المصدر
محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2009, 10:17 PM   #4
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي

لثانية : قوله تعالى: "لتكونوا" نصب بلام كي ، أي لأن تكونوا . "شهداء" خبر كان . "على الناس" أي في المحشر للأنبياء على أممهم ، كما ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدعى نوح عليه السلام يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد لك فيقول محمد وأمته فيشهدون أنه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيداً" فذلك قوله عز وجل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"... وذكر هذا الحديث مطولاً ابن مبارك بمعناه ، وفيه : " فتقول تلك الأمم كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول لهم الرب سبحانه : كيف تشهدون على من لم تدركوا فيقولون ربنا بعثت إلينا رسولاً وانزلت إلينا عهدك وكتابك وقصصت علينا أنهم قد بلغوا فشهدنا بما عهدت إلينا فيقول الرب صدقوا " فذلك قوله عز وجل : "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" ـ والوسط العدل ـ "لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" . قال ابن أنعم : فبلغني أنه يشهد يؤمئذ أمة محمد عليه السلام ، إلامن كان في قلب حنة على أخيه . وقالت طائفة : معنى الآية يشهد بعضكم على بعض بعد الموت ، كما ثبت في صحيح مسلم عن أنس :
"عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حين مرت به جنازة فأثني عليها خير فقال : وجبت وجبت وجبت. ثم مر عليه بأخرى فأثني عليها شر فقال : وجبت وجبت وجبت . فقال عمر :فدى لك أبي وأمي ‍، مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت : وجبت وجبت وجبت . ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت : وجبت وجبت وجبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض" . أخرجه البخاري بمعناه . وفي بعض طرقه في غير الصحيحين وتلا : "لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" . وروى أبان وليث عن شهر بن حوشب عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"أعطيت أمتي ثلاثا لم تعط إلا الأنبياء : كان الله إذا بعث نبيا قال له ادعني استجب لك وقال لهذه الأمة ادعوني استجب لكم ، وكان الله إذا بعث النبي قال له ما جعل عليك في الدين من حرج وقال لهذه الأمة وما جعل عليكم في الدين من حرج ، وكان الله إذا بعث النبي جعله شهيدا على قومه وجعل هذه الأمة شهداء على الناس" . خرجه الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول .
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر


محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2009, 10:19 PM   #5
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي

الثالثة : قال علماؤنا : أنبأنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه بما أنعم علينا من تفضليه لنا باسم العدالة وتوليه خطير الشهادة على جميع خلقه ، فجعلنا أولاً مكاناً وإن كنا آخراً زماناً ،كما قال عليه السلام :
"نحن الآخرون الأولون" وهذا دليل على أنه لا يشهد إلا العدول ، ولا ينفذ قول الغير على الغير إلا أن يكون عدلً . وسيأتي بيان العدالة وحكمها في آخر السورة إن شاء الله تعالى .
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر


محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2009, 10:21 PM   #6
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي

لرابعة : وفيه دليل على صحة الإجماع ووجوب الحكم به ، لأنهم إذا كانوا عدولاً شهدوا على الناس . فكل عصر شهيد على من بعده ، فقول الصحابة حجة وشاهد على التابعين ، وقول التابعين على من بعدهم . وإذ جعلت الأمة شهداء فقد وجب قبول قولهم . ولا معنى لقول من قال : أريد به جميع الأمة ، لأنه حينئذ لا يثبت مجمع عليه إلى قيام الساعة . وبيان هذا في كتب أصول الفقه .
قوله تعالى : "ويكون الرسول عليكم شهيدا" قيل: معناه بأعمالكم يوم القيامة . وقيل : عليكم بمعنى لكم ، أي يشهد لكم بالإيمان . وقيل : أي يشهد عليكم بالتبليغ لكم .
قوله تعالى : "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها" قيل : المراد بالقبلة هنا القبلة الأولى ، لقوله : "كنت عليها" . وقيل : الثانية ، فتكون الكاف زائدة ، أي أنت الآن عليها ، كما تقدم ، وكما قال : "كنتم خير أمة أخرجت للناس" أي أنتم ، في قول بعضهم ، وسيأتي .
قوله تعالى : "إلا لنعلم من يتبع الرسول" قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه تعالى عنه : معنى لنعلم لنرى . والعرب تضع العلم مكان الرؤية ، والرؤية مكان العلم ، كقوله تعالى : "ألم تر كيف فعل ربك" بمعنى ألم تعلم . وقيل :المعنى إلا لتعلموا أننا نعلم ، فإن المنافقين كانوا في شك من علم الله تعالى بالأشياء قبل كونها . وقيل : المعنى لنميز أهل اليقين من أهل الشك ، حكاه ابن فورك ، وذكره الطبري عن ابن عباس . وقيل : المعنى إلا ليعلم النبي واتباعه ، وأخبر تعالى بذلك عن نفسه ، كما يقال :فعل الأمير كذا ، وإنما فعله اتباعه ، ذكره المهدوي وهو جيد . وقيل : معناه ليعلم محمد ، فأضاف علمه إلى نفسه تعالى تخصيصاً وتفضيلاً ، كما كنى عن نفسه سبحانه في قوله :
يا ابن آدم مرضت فلم تعدني الحديث . والأول أظهر ، وأن معناه علم المعاينة الذي يوجب الجزاء ، وهو سبحانه عالم الغيب والشهادة ، علم ما يكون قبل أن يكون ، تختلف الأحوال على المعلومات وعلمه لا يختلف بل يتعلق بالكل تعلقاً واحداً .
وهكذا كل ما ورد في الكتاب من هذا المعنى من قوله تعالى : "وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء" ، "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين" وما أشبه . والآية جواب لقريش في قولهم : "ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها" وكانت قريش تألف الكعبة ،فأراد الله عز وجل أن يمتحنهم بغير ما ألفوه ليظهر من يتبع الرسول ممن لا يتبعه . وقرأ الزهري إلا ليعلم فـ من في موضع رفع على هذه القراءة ، لأنها اسم ما لم يسم فاعله . وعلى قراءة الجماعة في موضع نصب على المفعول . "يتبع الرسول" يعني فيما أمر به من استقبال الكعبة . "ممن ينقلب على عقبيه" يعني ممن يرتد عن دينه ، لأن القبلة لما حولت ارتد من المسلمين قوم ونافق قوم ، ولهذا قال : "وإن كانت لكبيرة" أي تحويلها ، قاله ابن عباس و مجاهد وقتادة و التقدير في العربية : وإن كانت التحويلة .
قوله تعالى : "وإن كانت لكبيرة" . ذهب الفرء إلى أن إن واللام بمعنى ما وإلا ، والبصريون يقولون : هي إن الثقيلة خففت . وقال الأخفش : أي وإن كانت القبلة أو التحويلة أو التولية لكبيرة . "إلا على الذين هدى الله" أي خلق الهدى الذي هو الإيمان في قلوبهم ، كما قال تعالى : "أولئك كتب في قلوبهم الإيمان" .
قوله تعالى : "وما كان الله ليضيع إيمانكم" اتفق العلماء على أنها نزلت فيمن مات وهو يصلي إلى بيت المقدس ، كما ثبت في البخاري من حديث البراء بن عازب ، على ما تقدم . وخرج الترمذي " عن ابن عباس قال : لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا : يا رسول الله ، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل الله تعالى : "وما كان الله ليضيع إيمانكم" الآية" ، قال :هذا حديث حسن صحيح . فسمى الصلاة إيماناً لاشتمالها على نية وقول وعمل . وقال مالك : إني لأذكر بهذه الآية قول المرجئة : إن الصلاة ليست من الإيمان .
وقال محمد بن إسحاق : "وما كان الله ليضيع إيمانكم" أي بالتوجه إلى القبلة وتصديقكم لنبيكم ، وعلى هذا معظم المسلمين والأصوليين . وروى ابن وهب وابن القاسم وابن عبد الحكم وأشهب عن مالك "وما كان الله ليضيع إيمانكم" . قال : صلاتكم .
قوله تعالى : "إن الله بالناس لرؤوف رحيم" الرأفة أشد من الرحمة . وقال أبو عمرو بن العلاء : الرأفة أكثر من الرحمة ، والمعنى متقارب . وقد أتينا على لغته وأشعاره ومعانيه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى فلينظر هناك . وقرأ الكوفيون وأبو عمرو لرؤف على وزن فعل ، وهي لغة بني أسد ، ومنه قول الوليد بن عقبة :
‌وشر الطالبين فلا تكنه يقاتل عمه الرؤف الرحيم‌
وحكى النسائي أن لغة بني أسد لرأف ، على فعل . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع لرؤف مثقلاً بغير همز ، وكذلك سهل كل همزة في كتاب الله تعالى ، ساكنة كانت أو متحركة .

"


copy/paste من الموقع المذكور أعلاه
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر


محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .