العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-04-2011, 10:47 AM   #21
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفصل السادس عشر: الإعادة وتاريخ التكنولوجيا

تقديم: يوشيدا ميتسوكوني/ جامعة كيوتو/ اليابان

(1)

أدرك اليابانيون أن الجسم البشري في العالم مُتصلٌ، لا تفصله مسافة، وما على مَن يُريد النهوض إلا أن يتابع ما يجري في العالم من بحوث وآداب وغيره. وقد ضرب اليابانيون مثلاً، عندما ذكروا فضل العرب على العالم في القرن الثاني عشر الميلادي، عندما أقبل الأوروبيون على ترجمة علوم العرب، التي هي أصلاً مُترجمة عن غيرهم، ومبذول من جهد العرب عليها للإضافة والتعديل والتطوير.

من هذا الفهم، أقبل اليابانيون على ترجمة أعمال الأوروبيين العلمية والعسكرية وغيرها من العلوم. فقد تم ترجمة (467) كتاباً من أهم الكُتب التي كتبها الأوروبيون، في فترة ما بين (1720 و 1867). وقد تصدرت الكُتب الطبية قائمة الكُتب المترجمة حيث بلغ عددها (108) كتب، تلتها الكتب العسكرية (103) كتاب، وكتب اللغة (54) كتاب، والجغرافيا والمسح (35) كتاب، ثم الرياضيات والسياسة والاقتصاد الخ.

لاحظ اليابانيون أن اعتماد الطب الحديث (في وقته) أكثر نجاحاً من الطب القديم. أما تركيزهم على العلوم العسكرية، فكان دافعه ما جرى عند الجارة الكبيرة (الصين)، في حرب الأفيون، حيث تفوقت السُفن الحربية الغازية (الأوروبية) والمدافع المنصوبة عليها، على ما لدى الصين من إمكانيات عسكرية متواضعة.

كان لا بُد لليابانيين حتى يذودوا عن بلادهم، أن يُمكنوا أن أنفسهم من الحصول على أفضل التقنيات التي تجعلهم يعتمدون على ذاتهم في ردع أي هجوم.

(2)

مما يثير الغرابة، أن الشعور في ردع الأجنبي كان منتشراً في جميع مقاطعات اليابان وحكوماته المحلية، رغم هشاشة الدولة المركزية، ورغم قلة أو انعدام التنسيق في ما بين تلك المقاطعات، فقد تشابه السلوك لحكامها في هذا الشأن.

كانت خمس مقاطعات هي (ساغا، وساتسوما، وميتو، ونيراما، وشوغونة) تطبق ما جاء في كتاب ألفه هولندي يُدعى (أولريخ هوغنين) عام 1826، عن طريقة صب المدافع الحديدية، وجاء في الكتاب رسومات تفصيلية عن بناء وتشغيل الأفران العالية الحرارة والأفران العاكسة لصهر الحديد بالإضافة الى طرق سبك وتجويف هياكل المدافع. وقد ترجم هذا الكتاب عدة ترجمات الى اليابانية. استطاعت عدة مقاطعات تصنيع (346) مدفع من الطراز الغربي، بعد نماذج فاشلة. كما استطاعت عدة مقاطعات من إنتاج ما بين 250 الى 300 طن من الحديد المصبوب سنوياً.

ثم اتجه اليابانيون، لتطوير صناعة السفن البخارية، معتمدين على ترجمة (دليل أوروبي) يبين تلك الصناعة. ثم تم تطوير مصانع الغزل والنسيج مستخدمين معدات تدار بالطاقة المائية. وتم تشييد مصانع للسيراميك والخزف والجلود والدهان. وقد أعرب الطبيب الهولندي (بومبي فان ميرديرفونت 1829ـ 1908) عن دهشته لازدهار تلك الصناعات، وكان يتردد على زيارة اليابان، وفي كل مرة يلاحظ التطور الكبير عن سابقتها.

(3)

لم يرضَ القائمون على تلك التطورات عن أنفسهم، فلاحظوا بطء الحركة والتطور، وزيادة كلفة الوحدة الإنتاجية، فكلفة إنتاج مدفع وزنه ربع طن كانت تصل الى (500) ريو، وهذه الكلفة أعلى مما لو تم استيراده من الولايات المتحدة، ففكروا بتقليل الكلفة وتقليل الوقت.

انجذب التجار ورجال الصناعة الأجانب لجدية اليابانيين، ففكروا بالاستثمار المشترك والتبادل التقني والتجاري، وعرض علماء وباحثون أجانب خدماتهم للعمل في اليابان. فازدهرت الصناعات وتحسنت نوعيتها وقلت كلفها ومدد إنجازها. وقامت أحواض بناء السفن. وانتصبت مصانع الصلب والحديد.

وفي عام 1855 وصل طاقم هولندي من الجيش مع هدية (سفينة بمحرك قوته 150 حصان)، فكسبت بذلك فرص تدريب الجيش الياباني والتعامل التجاري لبيع الذخيرة والأسلحة الهولندية (هولندا كانت تنافس الدول الاستعمارية في إندونيسيا وغيرها).

كانت البعثات الهولندية أكبر البعثات الصناعية والتجارية والعسكرية. وقد استغل اليابانيون اندفاع الهولنديين، فاستفادوا من المعلومات الاستخبارية عن أعداد وخطط الدول الأخرى.

(4)

في عام 1870 تأسست وزارة الأشغال اليابانية، ومن أهدافها القيام بأبحاث هندسية، وتشجيع التصنيع، وتأميم المناجم وإدارتها، وصنع السفن وتجهيزها وإصلاحها وبناء وتشغيل السكك الحديدية والشبكات التلغرافية.

كانت اليابان بالنسبة الى رجال العلم والبحث الأوروبيين (دولة ـ مختبر)، وكان الذين يزورونها أو يعملون بها من أكثر علماء أوروبا خبرة وكفاءة، وقد وُصفت في وقتها بأنها بلاد فريدة لها نظام ثقافي متكامل. فشهرة وتقدم الباحث الأوروبي الطموح تتحقق فيها أكثر من دول حتى لو كانت أوروبية.

في عام 1877، نظمت وزارة الداخلية اليابانية أول معرض وطني ياباني شامل في (طوكيو) متخذة من معرضي باريس وفينا نموذجين لها. وقد عُرض فيه 80 ألف سلعة يابانية تمثل 16 ألف عارض (بمعدل 5 سلع لكل عارض). وقد أَمَّ المعرض 400 ألف زائر.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-05-2011, 02:57 PM   #22
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفصل السابع عشر: من انتقال التكنولوجيا الى الاستقلال التكنولوجي

الحلقة الأخيرة

تقديم: هاياشي تاكيشي/ معهد الاقتصاديات النامية ـ طوكيو

خمسة مكونات وخمس مراحل

يمكن أن نُعرِّف التكنولوجيا بأنها نظام من المعرفة والخبرة تم اختياره عن قصد لإدارة وسائل الإنتاج والحصول على نتاج معين (كالسلع والخدمات والمعلومات).
والتكنولوجيا تختلف بين أمة وأخرى. فالعلم كوني من الوجهتين النظرية والعملية، لكن هذا ليس صحيحاً بالنسبة للتكنولوجيا.

وحتى تنتقل التكنولوجيا الحديثة من محيط الى آخر، تستلزم عدة شروط، وعدم اكتمالها هو ما يفسر تفاوت الأداء بحسب الزمان والمكان.

هناك خمسة مكونات أساسية للتكنولوجيا: 1ـ المواد بما فيها الطاقة. 2ـ القوة العاملة البشرية. 3ـ الآلات. 4ـ الإدارة. 5ـ الأسواق. ومن الأخطاء الشائعة في النقاشات حول التكنولوجيا والإنماء التركيز فقط على العنصر الثالث. فتكنولوجيا الإنتاج لا تعمل بصورة جيدة في غياب أي من العناصر الخمسة.

حينما نسعى الى الإنماء بواسطة انتقال التكنولوجيا الهادف للتحديث، فإن الاستقلال التكنولوجي يمر بخمس مراحل: 1ـ اكتساب التقنيات العملاتية 2ـ تجميع المهارات الميكانيكية ومهارة الصيانة. 3ـ تقنيات التصليح والتحسينات الصغيرة 4ـ التصميم 5ـ الإنتاج المحلي أو إدارة أنظمة جديدة للإنماء.

إن تشغيل آلة دون تدريب كافٍ أمرٌ خطير على المشغل وعلى الآلة. والتقنيات التشغيلية لا تكتسب إلا بالممارسة المتكررة. وعندما تتراكم مثل تلك الخبرات يصبح المُشغِّل ماهراً ويكتسب تقنيات أكثر تعقيداً وتقدماً. إن طول حياة الآلة وفعاليتها يعتمدان على صيانتها بصورة صحيحة، وبالتالي لا يمكن الفصل بين المرحلتين (1 و 2).

الصيانة هي لُب الإدارة التكنولوجية. وكل مهندس يعلم أنه لا توجد آلة (أو مصنع) تعمل باستمرار بالكفاءة نفسها التي بدأت بها، من هنا فإن الأساليب الهندسية في إدخال التحسينات على الآلة ترتبط بالقدرات الهندسية في جميع القطاعات.

تعتبر المرحلة الرابعة، وهي التصميم، أكثر المراحل التي تأخذ فيها العملية طابعا مؤسساتيا منهجياً. ومن السهل تعلم ونقل خبرات علمية وهندسية في التصميم.

فالاستقلال التكنولوجي في حقل صناعي ما، يتوقف على تطوير القطاعات التكنولوجية المرتبطة به، وهذا ما يشترط ارتباط قطاعات الدولة (عامها وخاصها) بخطط مترابطة للقيام دون تكاسل في مجالاتها كافة.

إرث ما قبل الحداثة

يحاول اليابانيون تشبيه أنفسهم بالأوروبيين والابتعاد عن نموذج الاتحاد السوفييتي (السابق) أو الصين. ويسوقون أوجه الشبه فيما بين حضارتهم والحضارة الأوروبية.

لقد انتبه اليابانيون الى دوام تراكم الخبرة في حرفة أو عملٍ ما، وما لذلك من أثرٍ في سرعة الإنتاج وزيادته [وهذا ما يسمونه في اليابان بالالتزام بالنمطية، ففي قطاع صناعة السيارات مثلاً من يعمل في شركة تويوتا في شد براغي المحرك مثلا، يبقى في تلك المهنة حتى تقاعده، وهناك أشبه ما يكون بالميثاق بين الشركات، أن لا تقبل عاملاً أو فنياً عمل في شركة، حتى لا تنقطع عملية تراكم الخبرات لديه، وفي نفس الشركة فإنه لا ينتقل من شد البراغي الى الدهان مثلاً، فهذه (النمطية) ستزيد من سرعته في إنجاز عمله بشكل متقن]
حاول اليابانيون الالتزام بعدم زج أفراد لا يتلاءمون مع أدوار مهنية، فلا يصلح مثلاً مربي دودة القز لأن يكون مشتركاً في تشغيل مصنع للصلب، حتى لو تم تدريبه، فهو سيحتاج أوقات مضاعفة لما يحتاجه ابن حرفي عمل في الحديد أو طالب تكنولوجي [ هذه الظاهرة نلاحظ ما يتعارض معها في كثير من البلدان العربية حيث يُزج بمتقاعدين لأن يكونوا فنيين في مسلخ أو جامعة أو غيرها]

كان المزارعون على أهبة الاستعداد ليكونوا متخصصين في إنتاج الأرز ضمن وسائل وتقنيات حديثة، وكانوا متطلعين للأخذ بشراهة ما يتم نقله لهم، كذلك كان يفعل ذلك من هم في كل المهن.

تكوين المهندسين اليابانيين

كان يوجد عدد قليل من الخبراء نسبياً وكان هؤلاء ينتقلون من مكان الى آخر ويعملون أحياناً في أكثر من عمل واحد في الوقت نفسه، كأن يعمل أحدهم لدى الحكومة وفي شركة خاصة وفي إحدى الجامعات. ونتيجة لذلك برز صنف فريد من المهندسين اليابانيين المؤهلين للاضطلاع بجملة أدوار نظراً لخبرتهم في تقنيات تشغيل الآلات. وكثيراً ما ساعد هؤلاء على ملء الفراغ الناتج عن نقص الميكانيكيين الأساسيين. وقد ساهموا أيضاً بالتدريب الميداني فأوجدوا بذلك أعدادا متزايدة من العمال المهرة.

صمم أحد المهندسين الألمان مصنعاً للحديد في اليابان، وكان هذا المهندس (ل. بيانشي) يعتبر من أفضل المهندسين في العالم في صهر المعادن، وقد كلف المصنع (الفرن) أموالاً طائلة، وبعد أشهرٍ قليلة تعطل الفرن لأن المصمم الألماني لم يراع فوارق الوقود المستعملة في اليابان عنها في أوروبا. وقد تم دراسة تلك الأعطال على يد خبراء يابانيين وحلها دون الاستعانة بالألمان.

تشكيل شبكة تكنولوجيا وطنية

في العقدين الأول والثاني من القرن العشرين، بلغت العلاقة التكاملية العمودية والأفقية في ميدان التكنولوجيا بين الصناعات الرئيسية للتنمية الوطنية، مثل الصلب وسكك الحديد والاتصالات، والصناعات الكيميائية والثقيلة التي يدعوها الكاتب ب (الشبكة القومية العريضة للروابط التكنولوجية) بلغت مستوى موازياً لما بلغته في البلدان الأوروبية.

ولقد وفرت الحربان العالميتان الأولى والثانية فرصا لتطوير التكنولوجيا اليابانية من دون أي منافسة من الغرب. وقد بدأ العالم منذ عام 1960 يبدي اهتماما بالتكنولوجيا اليابانية. حتى غدت اليابان بما هي عليه من شهرة وقوة اقتصادية.

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .