العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 11-06-2010, 12:09 PM   #31
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي أحسنت

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي العزيزة إيناس :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، وأهلاً بك مرة أخرى بعد طول غياب ، ولكنه غياب جميل إذ أتى بإبداع راق لك ، وزاد من نضج أساليب استخدام اللغة لديك ، وأفرحني بهذه النقلة التي وجدتها في إبداعاتك ، والآن هيا إليها ، فهذا الجمال لا يترك الوقت الكافي لي للحديث عنه وإنما للخوض فيه.


أيها المجروح


داخل قفص الصدر
تركت لك الباب مواربا
فهيا
إلحق بسرب الطيور
إبكي ... أو غني لهم
خداع بريق الذهب
عندما ...
تُبنى به جدار السجون
كان النص بادئًا بداية حزينة مردها إلى هذا المجروح والذي يدل على أنه لا وقت للكاتبة للإلماح والإشارة إليه وإنما كان البدء به دليلاً على تمكن الجرح منها أو من غيرها ، وهو يعكس إنسانية مترسخة داخل هذه النفس التي خاطبت المجروح كأنها هي أداة التئامه أو على الأقل مواسية له.كان بعد ذلك استخدام تعبير قفص الصدر في موقعه السليم اعتمادًا على عنصر التورية ،فالمقصود ليس القفص الصدري بمعناه الطبي ولكن جمال هذه الاستعارة يكمن في تطويعه للمعنى الإنساني المقصود وهو تلك الآهات المختبئة في الصدر الذي يبدو كأنه سجن لها.وهذا المجروح هو النفس ،وجمال العمل في مخاطبة الكاتبة له وكأنه شيء منفصل عنها ،ولكن لا يقف الجمال عند ذلك الحد وإنما يكون الجمال بالغًا درجة الدهشة عندما تكون لغة الخطاب حاملة في أعماقها حالات من السخرية الحزينة والتي تفضل الغياب والسجن بدلاً من الحريةإذ أنها حرية زائفة للغاية فهي خارج السجن بكاء أيضًا ونقل للمعاناة الإنسانية العميقة أجمل ما فيها التعبير الأخير بريق الذهب تبنى به جدار السجون .إن هذه العبارة كانت ذات وضع متميز وطبع فلسفي رائع ، إذ تكون الحالة ليست خطابًا للنفس فقط ، وإنما هي حالة خطاب عامة مجردة لأي سجين كان فكرًا ، مبادئ ،إنسانًا .ويكون هذا السجن الذهبي رمزًا للعديد من أوجه الخداع التي لم تؤد إلى الحبس فقط وإنما إلى المعاناة بعد الحبس .
هنا نتفتح العبارة بدلالاتها المختلفة لتكون خطابًا للنفس التي تتمنى فضاء البوح ثم تجد البوح هو ذلك الذي أدى إلى إيقاعها في الفخ ، قد يكون الخطاب إلى الذين انخدعوا في صداقات ظنوا فيها رحبة وسعة ثم وجدوا في السعة المتخيّلة سجنًا بلون جذاب فحسب. وتكون كذلك مخاطبة من تنازل عن قيود مبادئه ليجد القيود الذهبية تحيط به عندما يخرج ... جمال هذه القطعة كذلك في أنها ساوت بين الحريةوالقيد من ناحية ثم أنها من ناحية أخرى جعلت تعبير السجون وحوائط الذهب تعبيرًا ابتكاريًا لهذه اللذة المغرية والتي يكون السجن أرحم منها ، وبعد ذلك : ما أشد ألم هذا المحصور بين سجينن ؟ سجن الصدر أو سجن الذهب !!
عبارة تستحق أن تدرّس وفيها من الاختصار القدرة على التعبير عن معان لا متناهية.


ويحك...
أيها المجروح
ما لي بك
ولسجنك لا تبرح
أعشقت أغلالك
أم هو جناحك المكسور
من قفز جدار المحال
وحمى القهر
من سهام
كذب الوعود
مرة أخرى تستخدم لفظة المجروح والتي يبدو منها أن الصورة ماثلة أمام الكاتبة بشكل جيد واستطاعت نقلها كذلك بشكل أكثر روعة وتركيزًا ،فالطائر لم يتحرك بعد وهو رمز لما يعتمل في النفس من أفكار وأحلام ورؤى..وهذا الطائر المجروح هو في النهاية يجد بعد هذين الألمين ألمًا ثالثًا يتمثل في هذا العتاب الذي توجهه إليه المبدعة والذي قد اتخذ شكلاً في بدء الأمر كان يوحي بأنه إشفاق وهذا يزيد الحالة أسى ومعاناة، وتأتي هذه المفارقة الحركية في صورة رائعة للغاية تعبر عن القدرة على سبر أغوار اللغة والأدوار التي تقوم بها في تعميق صورة الألم من خلال تعاكس الأدوار وتحريك السواكن المتمثلة في قفز الجدار تلك الصورة العبقرية التي تكمن روعتها في عنصر المفارقة للمعنى الأصلي ، هذه الجدران عندما تقفز تكسر جناحي العصفور .الصورة أجمل من ذلك أنها جعلت العصفور ساكنًا لا يتحرك بينما الجدار يتحرك ، ومعروفة بلا شك دلالته المقصود بها الحواجز التي تحول دون تحقيق الإنسان لغاياته.

وإلى هنا أكتفي بما كتبته وأعاود التعليق على باقي العمل لاحقًا بعد الصلاة بإذن الله والتي تبقى عليها قرابة الخمسين دقيقة ..أتركك في أمان الله ولنا عودة لاحقة فيما بعد .
عدنا بعد الصلاة بفضل الله
هيا
هيا أيها المجروح
لملم ما بعثرته منك
عواصف ذاك الأمل المفقود
واتركنا
نختلق لأنفسنا
وهمًا جديدًا
نخترق به
هناك
تلك الحدود
علها
تحرق فينا
ما تبقى لنا
منهم
من الذنوب
.
.
.
عندما

تصبح الأماني
مواقد رماد

نفس النغمة تعاود ظهورها مرة أخرى في مفاجأة ربما ثالثة أو رابعة هي الاتحاد بهذه العواصف والحدود التي تحرق الذنوب ، كأن الكاتبة تتخذ من النار أداة للتطهير والعلاج الذي تبيح من أجله القسوة على نفسها أو ما يعتمل فيها من آمال وأحلام ،وكان لوجود النقاط (طريقة الكتابة ) على هذه الشاكلة :

.
.
.
دور كبير وفاعل في إشعار القارئ بنبرة الأسى وكأن تنهدًا تقوم به الكاتبة يباعد بينها وبين الكلمات الأخيرة وفي نفس الوقت يعني أن هناك كلمات محذوفة مضمرة في وعي القارئ .
والأجمل من ذلك الكلمة التي خُتمَ العمل بها وهي رماد والتي تتناسب في نهايتها مع الحزن والضياع الذي لم تجن الكاتبة منهما شيئًا ، وأخيرًا كان التعبير مواقد رماد تعبيرًا ابتكاريًا فيه مخالفة للتعبير مواقد النار ، وهذا يعطي التعبير دلالة أكثر حزنًا لتكون المواقد -والتي من خصائصها الاشتعال- هي نفسها علامة على الإفلاس والفقد والوهن ، وهذه الطريقة وهي إعطاء الأشياء عكس دلالتها تزيد التعبيرات عمقًا وأسى وتصنع مفارقات على صعيد الصورة والحالة النفسية .
عمل رائع للغاية ولا أجد إلا أن أهنئك عليه ، وبطبيعة الحال سيأخذ طريقه إن شاء الله إلى مشروع صناعة مبدع بعد أن تكتمل لديّ 20 خاطرة ستكون هذه على رأسهم ،لأن كاتبته هي الأخرى على رأس من أضافوا إلى الخيمة قيمة عظيمة.
دمت مبدعة وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-06-2010 الساعة 11:15 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .