( 49 )
"لو تكاشفتم لما تدافنتم"
لا أعلم هل هذا حديث عن رسولنا صلى الله عليه وسلم أم قول مأثور عن أحد السلف ؟
تفكرت في ذلك القول عندما دعاني أحد الأحبة لأخذ رأيي في اجتماع عائلي خاص
قال لي : بيننا وبين والدي وإخوتي فجوة كبيرة ..
صحيح أننا عندما نتقابل ونجلس مع بعضنا
تكون هناك ألفة ومحبة لكن أشعر أن في قلب وخاطر والدي على إخوتي من أبي
فيه شيء ؟ وأريد أن نجتمع جميعاً ونتصارح وكل منا يقول مافي خاطره على الآخر
ونفتح صفحة جديدة بعدها وتكون علاقاتنا أقوى وترابطنا أوثق ..
فأجبته : شيء جميل أن تجتمعوا وتكون بينكم هذه الألفة والمحبة ..
لكن يا أخي بما أنك تقول أنكم عندما تجتمعون تسود المحبة والألفة بينكم وبين والدكم
فهذا بحد ذاته مكسب كبير .. ونصيحة إن كنت تقصد بالمصارحة بينك وبين إخوتك ووالدك
أن يكشف كل واحد منكم عن تقصير الآخر فيما مضى ؟؟!! فهذا مالا أؤيده ومفاسدة أكبر
فسوف يفتح جروحاً قد اندملت .. وسوف تزيد الفجوة ..
كنت أعتقد أنه اقتنع من كلامي .. وافترقنا .. وبعد أيام حصل اجتماعهم .. ولم تحصل
فرصة لأقابل صديقي بعدها ..
قابلت أحد إخوته ودار حديث بيني وبينه وقلت ماشاء الله عليكم واجتماعاتكم
ثم قال لي ليتنا لم نجتمع ؟!!
قلت مالأمر ؟
قال والله كانت أمورنا على أحسن حال .. صحيح في الصغر حدث بيننا مايحدث بين الأخوة
لكن أن نأتي بعد هذا العمر ونحاسب بعضنا ونلوم المقصر !!
جلسنا مايقارب الأربع ساعات واحتد النقاش لكن ولله الحمد خرجنا دون إصابات !!
وبعد مرور عدة أشهر على اجتماعنا كنا قبله نرى بعضنا كل أسبوعين أو ثلاثة
أما الآن فيمر الشهر وأكثر وحتى اتصال لا يكون بيننا ..
قلت أسأل الله أن يعيدكم على ماكنتم وأحسن ..
إن فتح صفحة جديدة لا يكون إلا بنسيان الماضي وطي صفحاته
الجروح الغائرة دفنها وزيادة طمرها هو الحل الأنجح للتصافي والتعايش مع من حولك ..
اترك الماضي وعثراته فمن العجب والمستحيل أن تبني مستقبلاً سعيداً مشرقاً
على تذكر الجروح واستعادة الآلام ..
عشتم سعداء وفي هناء ..
السمو
الجمعة : 22 / 7 / 1429 هـ
النمط الخطي
