نحن نعرف مصر يا حبشي ونعرف حتى الحبشة.
وطريقك بتلمس الفخر من النص بعد أن غاب على الأرض، فهذا مما لا يمكن أن نباركك فيه.
أنظر حولك، نريد لك العزة والفخر بما هو حاضر، لا بالنص وبالتأويل وبما هو حبر.
مصر الفراعنة، نعرفها، مصر مبارك، أيضا نعرفها.. فهل ستظل تلوك ذكر مصر في القرآن، كما الإنجيل وكذا التوراة. وتنسى موضع قدميك.
هذا الفاروق يقول، وذاك الجبرتي يقول.. هل تريد مراجع ؟
هذا الإسلام ينصف، ولنا أيضا في تاريخ الأزهر عِبَر لا تشَرفُ وأبدا لا ترفع.. واليوم يداس النبي "بجزم" الأقباط وعند الليل يسب، هل تريد مراجع. غرفا مصرية في البالتولك حتى تتأكد؟
كل البلدان دافعت عن الإسلام، لأنها تدافع عن وجودها.. وعن حدودها عن التخوم الذي يذكر فيها اسم الله، بالدعاء لحفظ خليفة المسلمين. هل تنكر ؟
الآن بعيدا عن التاريخ، والذي يختلط مفهومه بيننا أنا وأنت.
ما التاريخ سوى حكاية يتفق حولها الجميع ؟
يغيب الاتفاق فدعنا منه.
أنظر للحاضر.. حب الوطن لا يأتي على شكل أناشيد مدرسية، تلقن للعقل الغائب في مرحلة الطفولة المبكرة...
حب الوطن ليس نشيدا وصورة رئيس وخطبة في الإذاعة.
حب الوطن ليس نكاية في آخر، أو كومة أحلام وأوهام تتغنى بالرسوم والأوشام.. وميراث أمة صريعة الأوهام.
إرجع إلى ردي الأول.
لسنا هنا نشاهد مسلسلا مصريا، وصوت تقاسيم العود ولحظة حزن، وألحان بلادي بلادي..
هنا، نتحدث عن الوطن، عن لماذا تحب الوطن ؟
وإلا، فهنيئا لك مصر القرآن، واهنأ أكثر بالبشاعة تمشي في النيل وفي بالكَفر.
ردي الأول، دعوة لعدم التلاعب بالعقول.. لهدم الخطاب المكرور، فمتى تفهم ؟