بسم الله الرحمن الرحيم
يا خارجاً من مجرى البول مرتين .... لِمَ ترابي يا ابن الترابي .
( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ # خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ # يخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ )
تعرف على خلقك يا ضعيف مم خلقت , أخلقت من عسل , أم من ثوم وبصل .
بل خلقت من ماء مهين منبعه بين صلب وترائب ؛ وقبلها من تراب وطين
يا مرابي لِمَ ترابي
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
خرجت من مجرى البول مرتين :-
الأولى :- من أبيك .
خرجت ماء متدفقاً قذراً مذراً برائحة منتنة أشبة ما تكون برائحة طلع فحول النخل (وبار النخل ) أو البيض الفاسد .
بعد أن طبخت ونضجت بالخصيتين .
والثانية :- من أمك .
خرجت جنيناً صارخاً صابخاً عارياً ملطخاً بالدماء ؛ أنت تبكي , وأمك تبكي من ألم الطلق والمخاض
ثم لفتك بخرقة وربطتك , كأنها تكفنك ( كفن مصغر )
ثم حضر أبوك وقدمتك إليه ( كأنها تريد منه أن يصلي عليك هل فارقت الدنيا ؟ )
ولكنه قبلك ( كأنه يودعك ) وأذن بأذنك اليمنى , وأقام باليسرى
ثم انصرف للخلف .
سؤال :-
ماذا بعد الإقامة ؟
جواب :
إلا الصلاة .
افهم جيداً يا مرابي
تباً لك يا مرابي لِمَ ترابي .
وغداً ستموت حتماً , وأمك باكية ثانية.
أن عمرك بهذه الدنيا كالوقت اللحظي ما بين إقامة المؤذن للصلاة وتكبيرة الإحرام .
ولما انصرف أعز الناس عنك للخلف ؛ هو لم ينصرف بعيداً بل قدمك للإمام ليصلي على جنازتك .
هل عرفت السر بأن الجنازة يصلى عليها بدون أذن وإقامة ؟
اكتفى الإمام بأذن وإقامة أبوك قبل ستين عاماً !!!!
تباً لك خرجت إلى الدنيا قابض اليدين عارياً , وبخرقة لفوك ( زهملوك ) .
وتباً لك خرجت من الدنيا قابض اليدين عارياً , وبقطعتين من القماش كفنوك
من أنت ؟
من تراب وعدت إلى التراب
عجبا لك أيما عجب !
يا من خرجت من ذنب بذنب تبلى ويبقى منك عجب الذنب .
تباً لك هذا خلقك وترابي يا ابن الترابي .
ثم كبرت وصرت بأناملك تضرب لوحة المفاتيح مضارباً.
{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ }
تباً لك أخلقت لتجمع الأموال لتزداد درهماً وديناراً .
لم يكفك الحلال ؛ بل جنحت وخرجت عن طورك لتأكل حرما.
سمن جسمك بالدنيا يا مسكين , وغداً مرتعاً ومشبعاً ومسمنًاً لدود , وفي لحدك وحيداً ستسأل عن مالك من أين اكتسبته ؟ وفيما أنفقته ؟ أن كان حلال فكيف يكون حالك يا مرابيا !!
يا ابن الدود .... أعد لسؤال جواباً لليوم الموعود .
كيف حالك ؟ عندما تكون في قبرك المظلم وحيداً , وتناقش وتحاسب على جزء الجزء من الريال
جمعت الأموال ولم تدخل معك في قبرك , وتركتها للورثة خلفك .
تباً لك يا مرابي ألهذا جمعتها !!!
أجمعتها لغيرك ليأكلها حلال , وعليك جمراً وناراً .
خرجت إلى الدنيا قابض يديك , وخرجت منها قابض يديك لم تملك درهماً ولا ديناراً
ما لك من مالك ؟ إلا ما قدمته أمامك قبل ممات أو أكلت أو لبست وأفنيت .
وما جمعته وتركته هو للورثة حلاً حلالاً
أما آن لك أن تعود لرشدك , وتحكم عقلك قبل فراقك الأهل و الأموال .
كم سمعت منادياً ؟
يقول : أنك تحارب من خلقك وسواك وعدلك .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ # فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ }
يا مغرور في دنياه الفانية .
أما آن لك أن تراجع نفسك .
وتتوب في هذا الشهر الكريم , وتعلنها توبة لله لعل الله أن يتوب عليك ويرحمك .
أني أدعوك أن تسرع بالتوبة قبل نهاية رمضان , وأن تتخلص من الأموال المحرمة .
وأتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى كل مرابي .
اللهم تب على التائبين واغفر للمستغفرين
اللهم آمين
كتبه / سعد الحنيني
يا خارجاً من مجرى البول مرتين .... لِمَ ترابي يا ابن الترابي
النمط الخطي
