أجري ويسابقني ظِلّي
والعليا خلفي تقفوني
أفأمنحُ مِقْوديَ الدنيا
أم حوراً راحت تغويني
أسقيها دوماً أمجادي
وسوى الدمعة لا تسقيني
في ماضٍ شاء يُخلّدني
وبعصرٍ ينوي ينفيني
أبكي حزنا منْ أعماقي
وبلاآمالٍ تنجيني
ناديت أيا دنيا هل من
هلْ من إنصافٍ يجديني
ردّتْ وبغير مبالاةٍ
هذا حقّاً لا يعنيني
مَنْ عن مرآتي يحجبني
أوْ عن ألحاظي يخفيني
ما خوفي من بأس عدوٍ
خوفي من نفسٍ تغويني
ما شيبي عدّ سنياتي
شيبي من دنيا تشقيني
يا هيجا يا إرث جدودي
ما بعدكِ دارٌ تُأويني
وبغير العليا لا دنيا
لا عليا من دونِ الدين
والقدس العالي ناداني
فمتى العودة لفلسطينِ
أبكي لكنْ مَنْ يبكيني
ظَلمتْ منْ راحتْ تشكوني
لا تُحصى فيها أحزاني
في قلبي باتت تشجيني
وأُسائلُ ليلَ مواجيعي
هل يقدرُ منها ينجيني
وكأنّي كنتُ بناظرهِ
سيفٌ أقبل منْ حطينِ
هل يعلمُ ليلُ مواجيعي
أني مخلوقٌ من طينِ
وشربتُ بكأسٍ مترعةٍ
أيّام همومٍ وظنونِ
حزنٌ عمري يقفو حزناً
ويريد بحزنٍ يُبقيني
مَنْ مِنْ أحزاني ينقذني
مَنْ مِنْ آلامي يشفيني
مَنْ يسعدني لا يذكرني
لا ينساني من يُؤذيني
أخي العزيز الشاعر الألق المبدع مازن عبد الجبار :
لقد قرأت قصيدتك وهي قصيدة من جملة قصائدك التي تستحق النقد والاهتمام. القصيدة أخي الحبيب كانت جيدة ولكنها كانت تقليدية أي أن معانيها وكيفية صياغتها لم تأت بأشياء جديدة ، وهذه المرحلة أراك ذاهبًا لتخطيها بإذن الله.
بحر الخبب يساورني الشعور بأنه من البحور التي تكون مرهقة للغاية إذا كان عمودية وذلك لنجاحها المتواصل في إطار قصيدة التفعيلة .لقد شعرت بسرعة الإيقاع لكني كنت مرهقًا من هذه القافية النونية الأنينية المتمحورة على الذات .
كان من أجمل ما أعجبني في القصيدة تلكم الأبيات :
هل يعلمُ ليلُ مواجيعي
أني مخلوقٌ من طينِ
وشربتُ بكأسٍ مترعةٍ
أيّام همومٍ وظنونِ
حزنٌ عمري يقفو حزناً
ويريد بحزنٍ يُبقيني
مَنْ مِنْ أحزاني ينقذني
مَنْ مِنْ آلامي يشفيني
مَنْ يسعدني لا يذكرني
لا ينساني من يُؤذيني
وكانت الرؤية جميلة في هذا الشطر الأخير والذي أعجبني في القصيدة هو قوة دلالات الحزن في القصيدة رغم أنها أتت بطريقة ليست جديدة ولكنها أتت في سياق زاد من قوتها وتعبيرها عن الحزن وكأنها صرخة النهاية.
أنظر بشغف إلى كل ما تكتبه ودمت مبدعًا و فقك الله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال