التعاون العسكري الأردني الأمريكي

[صفاء العشري]

الأردن هو أحد الحلفاء الهامين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
إن التعاون العسكري الأمريكي الأردني عنصر رئيسي في العلاقات الثنائية للبلدين. عام 1996 ، منحت الولايات المتحدة الأردن صفة حليف رئيسي من خارج الناتو، وهي مكانة تجعل الأردن ،من بين امتيازات أخرى، مؤهلا لتلقي مواد دفاعية أمريكية وتدريب وسلف تجهيزات من أجل البحث والتنمية المشتركين... إن المساعدة العسكرية الأمريكية موجهة أساسا نحو تمكين الجيش الأردني من الحصول على وصيانة أنظمة الأسلحة التقليدية... والأردن حاليا هو أكبر مزود أفراد شرطة مدنية وخامس مشارك في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في العالم. وإضافة إلى المنح العسكرية واسعة النطاق المخصصة لشراء الأسلحة التقليدية، يتلقى الأردن أيضا منحا أمريكية لمكافحة الإرهاب من أرصدة منع الانتشار النووي، ومكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، و برامج أخرى ذات صلة. كذلك يتلقى الأردن تمويلا لدعم السلطات المحلية في التفتيش الجمركي ودوريات الحدود. ويتلقى مبالغ صغيرة من المنظمة الدولية لمراقبة المخدرات وإنفاذ القانون لدعم تدريب الشرطة في إجراءات التحقيقات المتعلقة بالطب الشرعي الجنائي لمكافحة العنف بين الجنسين ، وتبييض الأموال ،وتطبيق قوانين حقوق الملكية الفكرية.
وتساعد الولايات المتحدة الأردن على تحديث قواته المسلحة التي تعتبر العماد الرئيسي للنظام. وقد استخدم الأردن في السنوات الأخيرة المساعدة العسكرية الأمريكية لشراء صواريخ جو جو متوسطة المدى متطورة، ولتحديث أسطوله من مقاتلات الإف 16 ( حوالى 70- 80 ) وطوافات البلاك هوك .
هناك لجنة أمريكية أردنية مشتركة عاملة منذ 1974. ويدرس حوالي 300 عسكري أردني سنويا في الولايات المتحدة . وقد أصبح الأردن في السنوات الأخيرة أحد أكثر ثلاث دول تتلقى تمويلا من برنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي الأمريكي, وقد شارك 257 ضابط أردني تقريبا عام 2013 في هذا البرنامج. كذلك يمول هذا البرنامج تجهيزات مختبرات اللغة الإنجليزية في الأردن. ويقدم الأردن دورات لغوية لأفراد الجيش العراقي تمولها أيضا الولايات المتحدة بموجب برنامج يدعى البرنامج الجديد لتدريب الجيش العراقي. كما أن مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة الذي تم تمويله جزئيا من الولايات المتحدة، يعتبر كمقر رئيسي إقليمي للتدريب على مكافحة الإرهاب.
في عام 2003، بنى الأردن قيادة العمليات الخاصة ومركز مكافحة الإرهاب من أجل تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب داخل المؤسسة العسكرية. وعلى مر السنين، كان تطور قوات العمليات الخاصة الملكية ذا أهمية خاصة، مما عزز قدرة القوات للرد السريع على التهديدات لأمن الدولة، فضلا عن القيام بتدريب القوات الخاصة من المنطقة وخارجها. كما شرع الأردن بتركيب أجهزة قيادة ورقابة واتصالات وكمبيوتر واستخبارات وإشراف واستطلاع من المتوقع أن تعزز التشغيل المتبادل فيما بين القوات المسلحة وكذلك بين القوات الأردنية وقوات التحالف فضلا عن تحسين نظام الدفاع الجوي في الأردن.
إن التدريبات جنبا إلى جنب بين وحدات الجيش الأمريكي والأردني مستمرة في الأردن. وتدريب الأسد المتأهب هو أكبر المناورات السنوية في منطقة عمليات القيادة الوسطى التي تخطط لتحقيق أقصى قدر من فرص التدريب المتعدد الأطراف والاستمرار في بناء علاقات مع الشركاء في جميع أنحاء المنطقة.
وبعبارات أخرى، لقد ساهم التعاون بين الأردن والولايات المتحدة، والجهود وحماس الجيش الأردني في تطوير وتحسين قدرات الجيش الأردني. ويعتبر الجيش العربي (إسم القوات المسلحة الأردنية) من بين أكثر الجيوش مهنية في المنطقة، وأفضلها تدريبا وتنظيما،