العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-02-2008, 01:46 AM   #1
د.صالحة رحوتي
باحثة وأديبة
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 18
إفتراضي معايير النقد الأدبي عند الغرب...كتابات تسليمة نسرين نموذجا

[FRAME="13 70"]
معايير النقد الأدبي عند الغرب
كتابات تسليمة نسرين نموذجا


د.صالحة رحوتي


اندحرت فكرة الفن للفن...و انهارت مقولة الأدب للمتعة لا غير...
تقوض منها الصرح عندهم منذ زمان... ما بقيت ـ في الحقيقة ـ الموجودة و لا الراسخة إلا في ثنايا عقولنا نحن الذين لُقنناها و حفظناها حرفا حرفا، حتى ما عادت فينا ذرة من كيان يمكن أن تفرط فيها أو أن تنبذها...

انفجرت و انتثرت شظاياها، و عسى نُلهم الرشد فندقق حولها الرؤية، و تتبدى لنا آنذاك تلك الأوصال منها متداعية في مزبلة أوهام الفكر ما صنعت في الأصل إلا للتأثير علينا لتسهيل تدجيننا...

ـ إنه ساركوزي رئيس فرنسا بلد الأنوار...

ـ و إنه الرئيس المنتخب من طرف أبناء ذاك البلد المتنور المتقدم المتحضر المُتغنَّى بالديموقراطية و حقوق الإنسان فوق كل أسواره و على كل شبر من أراضيه...

ـ و إنه أيضا هو ذلك الممثل لفكر الثورة الفرنسية، فكر التحرير و التنوير...

ـ ثم إنه ذلك المفاخر بالفكر حداثي عاهدنا أنفسنا كمثقفين أن لا نمتح إلا منه و من معين نظرائه...

إنه هو بالضبط من نسف "مصباح" هاته المقولة، ثم و أضحينا السابحين في بحر الظلمات، و حتى التائهين في غيابات الشك، و لا ندري أ كان ما آمنا به حق؟ أم هي الغشاوة كانت حاضرة و جعلتنا العمي الصم السذج لا نرى و لا نسمع و لا نكاد نفقه شيئا؟

اصطنع ذاك المتنور جائزة للنسوانية "سيمون دي بوفوار"، "جائزة أدبية رفيعة المستوى" كما قال عنها...و ستمنحها فرنسا كل عام إسهاما في تقدير الإنجازات النسوية في العالم، ثم و ارتأى أن تسليمة نسرين البنغالية "المسلمة"هي من تستحقها...

رؤية خاصة للأدب!!
و زاوية نظر مختلفة يصطفى منها ذاك النسق من الكلمات الذي يستحق التكريم!!!
ومعايير تقييم للأدبية في النصوص حتما مغايرة للتي دأبنا نحن على توسلها!

إنه المضمون ـ لا القالب السردي و لا الجمالية و لا الشعرية و حتى لا النول الذي نسجت عليه الكلمات ـ من كان السبب في الحظوة فازت بها "إبداعات" تلك الكاتبة المغمورة...
و هي الجرأة على الدين ما دفع بها قدما إلى تحت الأضواء التي سلطت عليها منذ مدة، ثم و كان أن غارت في خضم النسيان حتى استخرجها ساركوزي، و قرر أن هي من لها التتويج دون غيرها، لأنها رفعت بيارق في معارك الدفاع عن النساء...

ثم حتى و إن كانت قد فعلت و حققت للمرأة انعتاقات ما...فما شأن الأدب بهذا ـ و الأدب كما عُلِّمنا من طرف الغرب القبلة ـ ما هو إلا للمتعة يحققها للقارئ المتلقي، ولا شأن له بالمواعظ و الأخلاق، و حتى بالتوجيهات أو بالاستنتاجات فكرية مبثوثة فيه مهما كانت الصحيحة المؤثرة و الفاعلة...

أ أصبح القدح في الإسلام ـ ذاك القيد للنساء المكبل للنساء كما صور في "إبداعات" تلك "المبدعة" ـ هو سبب التميز و وسم الرفعة، و اعتلى به ما كتبته عاليا في سماوات الأدب حتى استحق أن يكون الممهور بالجائزة و من لدن بلد الأنوار؟؟؟

لا بد أنه انتقاد الدين و التمرد على تعاليمه كمنحى فكري من مسلمة هو ما دفع بالغرب إلى تمييز ما كتبت و تكريمه، إذ ما توهب الجوائز منهم إلا لمن يحوز الرضا من بعد ما يَستوعب المطلوب و يُنفذ الأوامر...

فأين احتساب الأسلوب و اللغة و الشعرية و حسن تنسيق الكلمات و كل ما يدخل في هذا النطاق من خصائص الكتابة الأدبية، و الكل يشهد أنها تلك الطبيبة الكاتبة كانت فقط الناشدة للرضا منه ذلك الغرب طلبا للقرب و للشهرة، و لم يكن لكتابتها البسيطة التقريرية ما يمكن أن يرفعها حتى إلى مصاف الكتابة الأدبية، بله الارتفاع إلى استحقاق التميّز فيها...

فلقد فَعَّل ساركوزي ـ و من ورائه فرنسا و الغرب كله ـ مقومات الهوية منه من أجل الحكم بذاك التميز كامن في نصوص تسليمة نسرين، و ما حَكَّم أبدا تلكم المعايير النقدية الأدبية التي صُدِّرت إلينا، أو حتى استوردناها طواعية و تشربناها من أجل اصطفاء الراقي و المتألق من أنماط نسيج الكلمات...

إذ تلك المعايير الوافدة ـ المتجذر حبها في نفوس النقاد منا ـ لا يمكن أن تسمح لهم أبدا باستحسان نص لاحتفاءه بفكرة ما، ثم و يكون النص بسيطا لا جمالية لغوية و لا سردية فيه…
ثم و هي لا يمكن أن تتيح لهم إمكانية استهجان نص رائق اللغة متناسق الأسلوب، و فيه مديح للانحرافات الأخلاقية أو الاجتماعية أو حتى سب و احتقار للدين...

إذ هم الأكثر ملكية من الملك، و الأكثر إنسانية و أممية من سائر الأمم…
و بالخصوص الأعظم إخلاصا و الأعمق وفاء لتلك المعايير من النقد، حتى و لو كانت الهوية هي من ستذبح و تقدم قربانا على مذبح هيكل الآداب…

إذ هي الحمولة الفكرية للنص ما لا يجب اعتماده أبداـ تحت طائلة الوسم بالرجعية و بالجهل ـ من أجل الحكم على الإبداعات الأدبية كما يقولون و يرددون في كل آن و حين...

فأين كل هذا من تصرف ساركوزي؟
ذلك الذي ما استراحت يداه من حمل مكاسب الصفقات الاقتصادية ـ المهداة له من طرف بني يعرب المسلمين حين الزيارة الأخيرة إلى مضاربهم ـ حتى قرر أن يتوج من أهانت دينهم، و كذا توسلت تحقير مبادئه من أجل لفت نظره و بهدف كسب فتات اهتمام منه ذلك الغرب!!

قرر ساركوزي وضع النياشين على صدرها، و حتى طلب أن يتم ذلك في عاصمة الأنوار…لكنها تلك النياشين ما يمكن أن تعوضها عن الوطن افتقدته، ولا هو الغرب عوضها عنه، إذ هي الشريدة الطريدة في بلاد الهند.
فما هنئت منه حتى الآن و لو بالأمن كان يجب أن يوفره لها كأمثالها من المرتزقة، ممن باعوا هوياتهم و قايضوها بالإقامة في سجون على أرضه وُضعوا فيها، ثم ببضع شذرات من شهرة !و ما نفعتهم إلا في جلب أنظار المتطرفين لكي يتعقبوهم ـ و هم الهلعون الخائفون ـ في كل الديار...

ثم و قد حسم الغرب الأمر، و قرر احتساب الفكر المضمن في النصوص حين النقد ضدا على الحداثيين من عندنا، فهل من فكر نظيف كامن في تركة تلك التي صُنعت الجائزة من أجلها و أنيلت لتلك"الأديبة المناضلة"؟؟؟

فمنذ أيام فقط و بتاريخ 3 يناير 2008 نشرت جريدة نوفيل أبسرفاتور الفرنسية على صفحة غلافها صورة لتلك النسوانية المناضلة أيضا من أجل حقوق المرأة...و كانت فيها "تناضل"من أجل إبلاغ رسالة عريها التام (1) لمن قام بتصويرها، أي ذلك الغريم المفترض...الرجل...ذاك الذي ما فتئت تجعجع مدة حياتها حول التخلص من ربق قيود الارتباط به، لكنها في الحقيقة ما انفكت إلا تلك الأسيرة المشدودة إليه مع عدم الاعتراف لها حتى بتلك الوشائج الرابطة...إذ كانت مجرد العشيقة الخليلة لذلك الوجودي سارتر، و المطلعة و المتفرجة أيضا على الكم من علاقاته النسائية المتناسلة المتعددة حتى مع طالباتها في الجامعة، تلك التي كانت تدرس مبادئ فلسفتها النسوانية التحريرية فيها...

إذا هي الجائزة غير مشرفة بالنسبة إلى رمزها المرتبط بها، ثم وهي غير المضيفة شيئا إلى أمجاد المسلمين...لكنها في الحقيقة على كل حال يمكن أن تنفع ذوي الألباب من الأدباء و النقاد في إعادة التفكير حول ما استجلب من مبادئ النقد الأدبي من هنالك من الغرب، ذاك الجواد "الكريم" المتبرع بتكريم الأدباء المرتزقة منا...
.................................................. .................................................. ..........................
1
[/FRAME] عذرا قمت بحذف الرابط حتي لاتكون دعوة للمعصية والبعد والغفلة .

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 08-02-2008 الساعة 10:44 AM.
د.صالحة رحوتي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .