العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-01-2010, 01:25 PM   #1
إبراهيم مشارة
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
المشاركات: 6
Lightbulb أيام في الخليج(3)

في الخليج إذا كنت تعودت على الحياة على الطريقة الغربية في باريس أو لندن أو فرانكفورت أو مراكش أو دمشق فلن تجد ما يروي غلتك هنا صحيح العصر الاستهلاكي باذخ في الخليج والنمط المتعولم ظاهر هنا، الخدمات في الخليج ونظام البنوك وناطحات الزجاج الإسمنتية والزجاجية والسيارات الفخمة والوفرة المعلوماتية لا تفرقها عن بلدان الغرب أو الشرق الأقصى ولكن متعة الحياة كما تتذوقها في باريس مثلا لا تجدها ، أتعب من البحث عن قهوة إكسبرس ناهيك عن الجلوس في مقهى كما في تونس الخضراء مثلا يأتيني النادل بالنرجيلة وأستمع إلى عبد الوهاب من مذياع قديم يغني "يا جارة الوادي" لأمير الشعراء شوقي فأتيه عن نفسي وعن العالم مستمتعا بذلك الجمال الكائن في الصوت والكلمات وأترحم على ذلك العصر الذي لم أعشه عصر النبوغ الحقيقي والموهبة الحقيقية- عصر أخيل- وأقارنه بهذا العصر حين تتكفل الآلات الموسيقية بتغطية العورات الفنية أما الكلمات فأشبه ما تكون برسائل "الأس أم أس" التي يبعث بها المراهقون العاشقون إلى حبيباتهم! أوتأتيني النادلة كما في جنيف بالقهوة والجريدة وأختلس النظرات إلى رواد المقهى في فضول عجيب لسبر خبايا الأنفس وربما مغامرة تختلسها من جيب الزمن وتدخرها لحسابك إذا اختليت بنفسك مرة وعددت ألوان الشقاوة وأصناف المتعة التي أتاحها لك السفر أو ربما ساقتني جلسة حميمة إلى نسيان من حولي، والاستغراق في تفكير عميق في أهلي وأفكاري حول الناس هناك وصديقي السويسري جاك مرة قال لي وأنا أنزل عليه ضيفا في مزرعته البعيدة في أقصى الشمال السويسري :
- حين تسافر وتبتعد بالجسم عن أهلك تكون لك الفرصة لمعاينة مشاعرك وحبك بكل صدق!
وصدق هذا السويسري الفلاح فصلاح عبد الصبور يقول في إحدى قصائده: أباعدكم لأعرفكم
لن تجد هنا شوارع على شاكلة سان ميشيل أو سان جرمان ولا أحياء شعبية كما في فاس أو دمشق أوالقاهرة بل العمارات الباذخة والشوارع الرحبة والسيارات الفارهة ولكن الإمارات العربية تجمع حقا بين الحداثة في الأخذ بالتطور الحاصل في الغرب والأصالة العربية وهذا ظاهر من الهندسة العمرانية ومن محافظة الناس على أشكال من العادات العربية الأصيلة في خلقتها الأولى ببساطتها وخلوها من تعقيدات التمدن
حتى الصحراء العربية التي كنت أشرف عليها من الطائرة بدت بيضاء الأرض بيضاء قاحلة والانبساط المجدب يملأ المكان . هناك صحراء أخرى في المغرب العربي صحراء "الطّوارق" مذهلة باعثة على الحلم والمغامرة والتردد عليها من غير ملل ، تلك الطبيعة التي تشعرك أنك لست على كوكب الأرض بل على المريخ في أشكال الصخور العجيبة وتلال الكثبان الذهبية وللأروبيّين كل الحق حين يهيمون بالصحراء فأنا شخصيا عشت فيها تجارب عدلت من نظرتي إلى الحياة . الصحراء عطاء وعظمة وحكمة وصفاء ، القلب فيك يكاد ينخلع فيعانق الأشياء والروح تسبح بحمد الجمال والرحابة والطهارة غير أن في الصحراء العربية من أخلاق العرب وطرائق معيشتهم وآدابهم ما يبعث على الاستحسان والتقدير ومذكرات الرحالة الأروبّيين خير شاهد على ذلك.
كانت رحلة قصيرة ولعل المرة الأولى التي ألوذ فيها بالفندق مرارا فالحرّ لا قبل لي به وكذلك الرطوبة ثم أني لا أملك هذه السيارات الفارهة المكيفة التي تتيح لي أن أتنقل بين الشوارع حتى الباصات لا وجود لها والميترو الباريسي الذي تسمع فيه موسيقى وصخبا وتشم فيه رائحة النبيذ والعطر الأنثوي الفاخر وتختلس فيه النظر إلى جريدة الفيجارو أو الباريسيان أشياء أروبية خالصة ، وبالرغم من أن هذه المرة كانت برفقتي آنسة فيها شيء من الملاحة والخفر وهمست في أذنها:
لا شيء أجمل من أن تصطحبك امرأة بل الحياة ذاتها من غير المرأة لا تستحق أن تعاش. ولكنني يا صديقتي لا أقوى كثيرا على المشي فالحرارة تذيب مخي والرطوبة تخنقني ، ما رأيك أن نعود في الليل نذرع هذه الشوارع ونتفرج على المحل الكبير " سوق الشيخ زايد" ستجدين أصنافا من الحلاقة والعطور وألوانا من التسلية وصخبا وحركة تنسينا حر النهار وعدنا في الليل.
وصديقتي مشغولة جدا بالتقاط الصور أمام العمارات الباذخة وقبالة المحلات الفخمة وفي الشوارع العريضة وهو شيء لا أميل إليه وقد أتعبتني بطلبها في التقاط صور لها.
وأشرفت الرحلة على النهاية . قال وكيل الهيئة المنظمة للرحلة الثقافية:
السيارة ستكون أمام الفندق الخامسة صباحا لتوصلك إلى المطار والرحلة السادسة صباحا إلى الدوحة وفي الطريق إلى المطار كنت أتفرج على المدينة المتثائبة تدغدغها نسمات الفجر الأولى القصور الرائعة المطلية بالأبيض ذات الطابع الهندسي العربي تزينها أشجار النخيل ومن بعيد يلوح مسجد الشيخ زايد تحفة هندسية عظيمة ، كان يستحق الزيارة ولكن الوقت لا يسمح وحتى مطار أبو ظبي تحفة هندسية أخرى: الراحة والعصرنة والتطور التقني الكبير وألوان من التسلية والتسوق والراحة في بزّة عربية تؤكد لك حقيقة أنك في بلد عربي خليجي.
وأنا جالس في مقهى المطار وما أكثر مقاهيه أتناول قهوة حضرت على الطريقة الأمريكية شربتها على مضض وأدخن سيجارة، وإذا حاربوا التدخين في كل الأمكنة سنضطر – نحن المدخنين- إلى الذهاب إلى القمر لتدخين سيجارة والعودة إلى الأرض!دخن سيجاة فالتدخين هنا مسموح وغذا حاربوه في كل مكان سنظطر على الذهاب على القمر لندخن سيجارة ونعود إلى الأرض! وأتفرج على الأمواج البشرية المندفعة إلى المطار في ساعات الصباح الأولى، كل سيأخذ وجهته مطارات تدفع ومدن تبلع وشدتني المضيفات الأنيقات الجميلات وهن من أروبا والشرق الأقصى وقلت في نفسي لا خوف علينا من السفر« ضع مركوبك مع السعيد تسعد» كما يقول المثل المصري.
أقلعت الطائرة في ميعاها وهذا وجه من وجوه التقدم فاحترام الوقت لبّ الحداثة والتطور والطائرة القطرية تجاهد لتتلمس طريقها في عالي الجو وترتعش ارتعاشة خفيفة حينا وعنيفة حينا آخر ولكنها تسيطر على الأجواء في النهاية فتسلس لها القياد .
أمسك السياب كرة أخرى بخناقي ووجدتني أهمس لنفسي:

« يا خليج
يا واهب المحّار والردى. »
فيرجع الصّدى
كأنه النّشيج :
« يا خليج
يا واهب المحّار والرّدى. »
وينثر الخليج من هباته الكثار،
على الرمال رغوة الأجاج، والمحار
وما تبقى من عظام بائس غريق
إبراهيم مشارة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-01-2010, 04:34 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد استمتعت بما تكتبه أخي العزيز ، وبما تركته من آثار فكرية هامة تكشف عن تكوين شخصيتك وتوجهاتك الثقافية . وأنا شخصيًا لا أعلم لماذا-رغم شاعريتي - أشعر بأن المذكرات على جمالها كان فيها بعض التكرار والإسهاب .رغم إعجابي ببعض التشبيهات وبعض أوجه الفكر إلا أنني شعرت بأن شيئًا من الاعتيادية كان غير لافت لي وأنا أقرأ الأسطر .
كانت لي ذكريات جميلة في جدة ، وفي الإسكندرية ،وفي دمياط،لكني أشعر أن جمال هذه الذكريات يكمن في كونها مختبئة في مخزن الذاكرة فإذا ما حاولت التعبير عنها شعرت بالفشل الشديد.
أشكرك على هذه الإطلالة البهيجة والتي أخرجتني جزئيًا من جو الكآبة المهني والروتين اليومي .
وفي الوقت الذي أشكرك فيه على مشاركاتك أرجو أن تجود علينا بالعديد من المشاركات التي ينبعث منها كرم أهل الخليج ومذاق الإبداع فيها .شكرًا على حسن تواجدك ولك مني أخلص التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .