العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 10-04-2009, 08:05 PM   #1
فكره وطريقه
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 44
إفتراضي الواقع السياسي للقضية الفلسطينية الدكتور محمد المسعري

الواقع السياسي للقضية الفلسطينية الدكتور محمد المسعري


دولة الصهاينة في فلسطين إذاً جرى استصناعها من قبل الحركة الصهيونية وبريطانيا وأمريكا، وغيرهما من الدول الغربية الصليبية الاستعمارية، كما تستصنع السلعة حسب مواصفات معينة، وقد حددت المقولات الصهيونية مواصفات الدولة ومصالحها الحيوية، ومستلزمات العيش الآمن لها، ومما نصت عليه هذه المقولات، أن تكون الدولة الصهيونية، دولة يهودية صرفة من غير عرب، وأن تنفذ إلى المصادر المائية في لبنان، وأن تكون العقبة ميناء دولياً لها، وأن يكون لها وجود في هضبة الجولان. ولقد قامت الدولة الصهيونية منذ إنشائها سنة 1948 بعدة حملات وحروب لتحقيق مصالحها الحيوية المرسومة، فاحتلت المنطقة الجنوبية لفلسطين حتى ميناء العقبة، لتثبيت «حقها» المزعوم في المرور عبر مضايق تيران والبحر الأحمر، وفي سنة 1967 احتلت بقية فلسطين وهضبة الجولان الاستراتيجية، وفي حربها مع لبنان سنة 1982 جعلت من نفسها شريكاً للبنان في مياهه. كانت الأمم المتحدة اتخذت سنة 1948 القرار رقم (181) بتقسيم فلسطين، وإقامة دولتين عليها، صهيونية وفلسطينية، ولكن رفض العرب لقرار تقسيم فلسطين ورفض الصهاينة والبريطانيين لإقامة دولة فلسطينية حال دون إقامة الدولة الفلسطينية. ومما زاد الأمر تعقيداً هو ضم الأردن (بتوجيه من بريطانيا) للجزء المتبقي من فلسطين غرب النهر، وأطلق عليه: الضفة الغربية. وافقت الولايات المتحدة على القرار (181) واتخذته أساساً في حل القضية الفلسطينية، غير أنها اعترفت فيما بعد بالمتغيرات في الحدود على الأرض نتيجة توسيع الدولة الصهيونية لرقعتها قبل سنة 1967، وتهدف الخطة الأمريكية إلى أن تكون الدولة الصهيونية مستقراً ومستودعاً لكل يهودي من يهود العالم لديه رغبة الهجرة والإستقرار بالدولة الصهيونية، وأن يكون أمن الدولة الصهيونية من المصالح الحيوية لأمريكا. كما تقوم على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الصهيونية لتكون دولة عازلة تعزل الدولة الصهيونية عن البلاد العربية، وتعزل البلاد العربية عن الدولة الصهيونية، وتكون هذه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح إلا ما تحتاجه لأمنها الداخلي (أي ما تحتاجه لقمع مواطنيها من الفلسطينيين البؤساء العزل!)، وتضمن الدول الكبرى ومجلس الأمن حدود الدولتين الصهيونية والفلسطينية، وتضع قوات دولية على الحدود بين الدولتين. ولما كان إنشاء الدولة يحتاج إلى أرض وشعب وقيادة سياسية، عمدت أمريكا إلى ايجاد قيادة سياسية فلسطينية، فزينت ذلك لزعماء العرب حتى أقدم جمال عبد الناصر، ذي العلاقات السرية المشبوهة مع الاستخبارات الأمريكية، وعلاقات الصبا الغرامية مع اليهودية نيللي باخوم (نيللي باخوم هذه كانت «بنت» حارة اليهود بحي الخرنفش في القاهرة، ثم أصبحت بعد ذلك من كبار مسؤولي الموساد)، على عقد مؤتمر القمة الذي تم بالأسكندرية سنة 1964 وشجع على ايجاد منظمة التحرير الفلسطينية، فاتخذ المؤتمر قراراً بذلك. وبعد هزيمة عبد الناصر عام 1957م، وسقوطه عن مراكز القيادة العربية، سارع خصوم عبد الناصر، وأكثرهم من عملاء بريطانيا العريقين كحسين الأردن، وفيصل السعودية، وغيرهم، إلي تأسيس «حركة تحرير فلسطين» بقيادة ياسر عرفات، ذلك الرجل المشبوه الغامض، الدارس بكلية فيكتوريا بمصر، وهي واجه «ثقافية» لجهاز الاستخبارات البريطاني، في نفس وقت دراسة العملاء العريقين: الحسين بن طلال، ملك الأردن الهالك، وكمال أدهم، رئيس الاستخبارات السعودية، وصهر الملك فيصل، وخال سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي الحالي، وغيرهما من الخونة والعملاء، السفلة الأشقياء. «حركة تحرير فلسطين» كان من الواجب أن يختصر اسمها إلى «حتف»، ولكن القوم «تطيَّروا» من هذا الاختصار فقلبوه إلى «فتح». وكان الشيخ الإمام أبو إبراهيم تقي الدين النبهاني، مؤسس حزب التحرير يصر على تسميتها «حتف» ويؤكد قائلاً: (سترون أن هذه المنظمة سوف تكون «حتف» القضية الفلسطينية، وسوف القضاء على القضية وتصفيتها على يدي هذه المنظمة الخبيثة)، أو كلاماً نحو هذا! ولإبراز هوية الشعب الفلسطيني وتكريس قيادة منظمة التحرير تبنى مؤتمر الرباط سنة 1974 بتوجيه من عملاء أمريكا، وفي مقدمتهم حكام مصر والسعودية، قراراً يقضي بأن تكون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي، والوحيد، للشعب الفلسطيني. ثم تبنى مؤتمر قمة فاس المنعقد سنة 1981 قراراً يقضى بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك حقه في إقامة دولته. وهكذا انتزعت أمريكا القضية الفلسطينية من الأردن لتركزها في يد منظمة التحرير، وسعت في إختراق المنظمة وتحويلها إلى العمالة الأمريكية الكاملة، حتى ولو بتوجيه الضربات المؤلمة لها عند اللزوم. وبالنسبة لموضوع الأرض فإنه لما احتلت الدولة الصهيونية سنة 1967 الجزء الأخير الذي احتلته من فلسطين أجرت إتصالات مع الملك حسين، وكانت على إستعداد لأن تعيد للأردن هذا الجزء الأخير الذي إحتلته من فلسطين باستثناء القدس مع تعديلات كبيرة في الحدود كجزء من التسوية. غير أن أمريكا رفضت ذلك حتى لا يعاد هذا الجزء للأردن، وبالتالي للنفوذ البريطاني، على أمل أن يعاد للفلسطينين كجزء من تسوية القضية الفلسطينية، ليكون أرض الدويلة الهزيلة الفلسطينية المرجوة. كما أن القدس لها وضع خاص في الخطة الأمريكية فهي ترى تدويلها بشكل أو بأخر. وإذا استثنينا القدس والتعديلات الكبيرة في الحدود فإن الدويلة «الموعودة» عدا عن كونها منزوعة السلاح فإنها ستكون كياناً هزيلاً على رقعة ضيقة من الأرض لن تتجاوز مساحتها عن 15% من مساحة فلسطين، مقابل تنازل الفلسطينيين عن 85% من أرض فلسطين للصهاينة. وإقامة هذه الدويلة الهزيلة للفلسطينيين على رقعة ضيقة هو جانب نظرى في الخطة الأمريكية وغيرها. أما تحول ذلك إلى واقع فعلمه عند الله سبحانه، والظواهر البادية من تعنت الصهاينة، ومن مسايرة أمريكا لهم، وعجزها عن الضغط الفعال عليهم، لا تدل على أن ذلك سيحصل أبد الدهر سلماً. وأمريكا عندما تبنت خطتها هذه في حل القضية الفلسطينية فإنها لم تراع فيها مصلحة الفلسطينيين والعرب، لأنها عدوة حقيقية للعرب والمسلمين جميعاً بما فيهم الفلسطينون، بل إنها ضربت بهذا الخطة جميع مصالح الفلسطينيين والعرب وبقية المسلمين عرض الحائط. وما كان تبنيها لهذه الخطة إلا لتحقيق مصالحها الحيوية في المنطقة. ومع ذلك فإن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تراعى في سيرها تنفيذ خطة الجانب الصهيوني وتسايره، ولا تتصدى لمجابهته عندما يقف أمام تنفيذ خطتها، ذلك أن جمهور الشعب الأمريكي يعتبر أن قضية الصهاينة في فلسطين قضية أمريكية داخلية، ويعتبرها من المصالح الحيوية لأمريكا، كما أن اللوبي الصهيوني في أمريكا له تأثير كبير على مراكز القرار في أمريكا والكونغرس الأمريكي، هذا فضلاً عن أن الصهاينة لهم أثر هام في الإنتخابات الأمريكية، مما يجعل رؤساء الولايات المتحدة، والمرشحين للرئاسة، وأعضاء الكونغرس يتحسبون من مجابهة الصهاينة، أو من الضغط المؤثر عليهم. ويزيد الطين بلة وجود تلك الأقلية المؤثرة من المسيحيين الإنجيليين الأصوليين المتعصبين من اتباع المذهب البروتستنتي تنادي منذ عدة قرون بوجوب إعادة دولة إسرائيل إلى الوجود كمطلب عقائدي لايمكن التنازل عنه لأن ذلك شرط أساسي ــ في زعمهم ــ لعودة السيد المسيح بن مريم، عليه وعلى والدته الصلاة والسلام، إلى الدنيا وتحول الدنيا إلى جنة يرفرف عليها الأمن والرخاء والسلام!! كل هذا هو ما يجعلنا نرى أن جميع محاولات تغيير الرأى العام الأمريكي تجاه الصهاينة في فلسطين، وتجاه محاولة فك الإرتباط بين مصلحة الولايات المتحدة ومصلحة الدولة الصهيونية إذا تقدمت خطوة إلى الأمام فإنها تتراجع، لا محالة، خطوتين أو أكثر إلى الوراء. ولعلنا نستطرد هنا قليلاً فنقول: إن هذه المعادلة الصعبة التي أضطر صناع القرار في أمريكا إلى التعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، بل وإلى المستقبل القريب المنظور، هي التي جعلت أمريكا تأذن لعملائها في منطقة الشرق الأوسط بالتظاهر بعدم السير في ركابها، بل وبمعاداتها ومصادقة الاتحاد السوفييتي البائد، حتى أصبح هذا الأسلوب تقليداً مستقراً يحقق الكثير من النتائج المذهلة لأمريكا: تمكين عملائها من أمثال عبد الناصر وحافظ الأسد من السلطة بوصفهم مكافحين للاستعمار، وتوجيه الضربات القاسية، بل القاصمة، لبريطانيا وفرنسا، الدول الاستعمارية القديمة، وتمكين أمريكا من وراثة مناطق نفوذهما تحت شعار تصفية الاستعمار، وفي نفس الوقت القضاء على الحركات اليسارية والشيوعية المناهضة للاستعمار الغربي بوصفها «ملحدة» تتناقض مع عقيدة الأمة، والقضاء على الحركات الإسلامية الواعية المخلصة، لا سيما ذات الاتجاه الجهادي، بوصفها «إرهابية»، تشق الصف، وتثير «الفتنة»، وتخرج على «ولي الأمر». غير أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2002م الهائلة أفقدت الساسة الأمريكيين صوابهم فلم يعودوا يفكرون أو يتكلمون إلا بمنطق القوة، والقصف بالقنابل، وشن «الحملات الصليبية»، وشعار: «من لم يكن معي فهو ضدي»، مما سيؤدي قريباً، بإذن الله وفضله، إلى انكشاف وفضح الأنظمة العميلة، ثم إلى تهاويها وسقوطها، واحداً بعد الآخر، وبداية الانعتاق والتحرر الحقيقي من الهيمنة الأجنبية الكافرة، ولله الحمد والمنة.
فكره وطريقه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-04-2009, 08:05 PM   #2
فكره وطريقه
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 44
إفتراضي

هذا بالنسبة لأمريكا وأما بخصوص بريطانيا فإن لها خطة في حل القضية الفلسطينية، كان يقوم جوهرها على إقامة دولة ديمقراطية ـــ علمانية في فلسطين بأكملها بين العرب، مسلمين ونصارى، وبين اليهود يكون فيها اليهود الصهاينة الفئة الحاكمة والمهيمنة والمتسلطة، على أن تتحد مع الأردن اتحاداً كونفدرالياً. ولما رأت بريطانيا التوجه المحلي والإقليمي والعالمي الكاسح باتجاه الدولة الفلسطينية غيرت من خطتها شكلاً مع الإبقاء على الجوهر، وتقوم خطتها على إقامة دولة فلسطينية، ثم تشكل الدولة الصهيونية والدولة الأردنية والدولة الفلسطينية اتحاداًَ كونفدرالياً. ثم أصبحت بريطانيا مؤخراً تسير علنا، في أقل تقدير، في الركاب الأمريكي سيراً مطلقاً، حتى وصفها المفكر الأمريكي نعوم شومسكي بأنها: (كلب حراسة لأمريكا)، وقد بالغ في ذلك فهي لا ترقى إلى مستوى «كلب الحراسة»، وإنما هي «كلب نباحة»، ووصفها جورج جالاوي، عضو البرلمان البريطاني، بأنها: (راقصة هز بطن لأمريكا)! ولما رأت دولة الصهاينة أن المد باتجاه الدولة الفلسطينية يأخذ زخماً محلياً ودولياً قامت سنة 1982 بغزو لبنان، وكانت تريد من ذلك الغزو اجتثات القيادة السياسية للشعب الفلسطيني وكوادرها اجتثاثاًَ تاماً، وأن تقضي عليها قضاء مبرماً، وأن تضرب سورية لايجاد واقع جديد يجري التفاوض عليه بدل التفاوض على القضية الفلسطينية، وللأستيلاء على المصادر المائية في لبنان، وإجبار لبنان على عقد صلح مع الصهاينة منفرد يجعل من لبنان منطقة نفوذ للدولة الصهيونية. ومع أن الدولة الصهيونية انتصرت عسكرياً غير أنها فشلت سياسياً، فقد حالت أمريكا، بتدابير ماكرة خفية، بين إسرائيل وبين ضرب عملائها في سورية، كما أفشلت خطتها لإجتثات القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، وهرعت أمريكا إلى إنقاذ منظمة التحرير والكوادر القيادية الذين فروا إلى تونس تاركين الفلسطينيين في مخيمات لبنان لمصيرهم الأسود كالذي ظهر في مذابح صبرا وشاتيلا، كما أحبطت مساعي الدولة الصهيونية بعقد صلح منفرد مع لبنان وتحول وجودها في لبنان إلى حرب مجردة، لا غير، فأحبطت مساعي الدولة الصهيونية من غزوها والمشاركة في المياه اللبنانية باحتفاظها بالشريط الحدودي. إن الحكم الصهيوني في فلسطين يستند إلى الأحزاب وأن 95% من السياسيين يرفضون التنازل عن الأراضي المحتلة، ويصرون على الإحتفاظ بها بشكل أو بأخر، ويرى معسكر اليمين المكون من حزب الليكود واتباعه من اليمين من الأحزاب الدينية الاحتفاظ بكل شبر من الأراضي المحتلة، وطرد العرب منها، وقد تم تأكيد ذلك في الأيام الأخيرة بتصويت الحزب على تبني (الرفض البات للدولة الفلسطينية). أما حزب العمل فتستند سياسته إلى «مشروع آلون» الذي يقول بالإحتفاظ بالأراضي المحتلة عسكرياً وسياسياَ، بأن يبقى الجيش الصهيوني على نهر الأردن، وفي مراكز إستراتيجية يقتضيها أمن الدولة الصهيونية وأن يتبع السكان الفلسطينيون إدارياً إلى الأردن، و هو ما كان يسمى بالخيار الأردني، وأن تكون المناطق العربية مفتوحة اقتصادياً على كل من اسرائيل والأردن. ولما أخذ الفلسطينيون زمام القضية بأيديهم، أعلن الملك حسين فك الإرتباط، سقط الخيار الأردني، فأخذ حزب العمل يقول بنظام «الكانتونات»، أي بجعل الفلسطينيين كانتونات تتمتع بحكم ذاتي موسع عوضاً عن الحاقها إدارياً بالأردن، وهكذا فإن الخلاف بين الفريقين في الشكل لا في الجوهر. إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، كما أسلفنا، لم تتمكن من الضغط المؤثر على الدولة الصهيونية، لأن الضغط المؤثر عليها يحتاج إلى مساندة الشعب الأمريكي، ولا زال الرأي العام عند الشعب الأمريكي بجانب الدولة الصهيونية رغم محاولات تغييره، كما أن الدولة الصهيونية ليس لديها استعداد للرضوخ لأي ضغط يناقض مصالحها الحيوية، لذلك فإن الإدراة الأمريكية ليست مؤهلة لإيقاع الضغط الملزم على الدولة الصهيونية، وقد قلل ذلك من قدرة الإدارة السابقة ــ إدارة كلينتون ــ على الضغط انشغالها في قضايا داخلية وخارجية تأخذ بتلابيبها وتستنزف طاقتها، خاصة حاجتها لإعادة رسم دورها في العالم، والإدارة الحالية أقل قدرة على الضغط لانشغالها بـ«الحرب على الإرهاب» التي بلغت درجة الهوس، وفقدانها الرؤية السياسية مع تغلب الجناح العسكري على الحكم، وضعف القدرات السياسية لدى الرئيس جورج بوش الإبن وانخفاض مستوى ذكائه بشكل عام. ولا يظن أن الدولة الصهيونية ستستجيب للضغوط الأمريكية حتى لو قطعت المساعدات الأمريكية عنها، ذلك أن الدولة الصهيونية ترى في الإحتفاظ بالأراضي المحتلة مصلحة حيوية لأمنها ووجودها، ومن الصعب أن تتنازل عنها إلا إذا هددت مصلحة حيوية لها أهمية وخطورة أكبر. ومن جهة أخرى فإن الميزانية العبرية ضخمة وتزيد عن أربعين بليون دولار في السنة، والمساعدات الأمريكية يمكن احتواؤها بمزيد من التقشف وقليل من زيادة الضرائب. بعد انتصار الولايات المتحدة عسكرياً في حرب الخليج، وهزيمة العرب هزيمة فادحة، التي هي هزيمة لجميع المسلمين، نتيجة هزيمة العراق ومن ثم تدمير قوته العسكرية وبنيته التحتية، تمكنت أمريكا من جمع العرب والصهاينة على مائدة واحدة للتفاوض فيما بينهم لأجل التوصل لحل القضية الفلسطينية، بعد أن كان ذلك متعذراً قبل حرب الخليج. وعلى الرغم من أن أمريكا سايرت الصهاينة واستجابت لكثير من الشروط التي اشترطوها لقبولهم الإشتراك في هذه المفاوضات إلا أنها تمكنت من أن تجعل قراري (242)، و(338)، ومبدأ مبادلة الأرض بالسلام أساساً للمفاوضات للوصول إلى الحل النهائي والشامل. وقد رتبت أمريكا المفاوضات لتجري على صعيدين حسب الشروط التي أشترطها الصهاينة، مفاوضات ثنائية، ومفاوضات متعددة الأطراف، ورتبت المفاوضات الثنائية بحيث تجري في مسارات أربع بين الصهاينة وكل من سوريا والأردن ولبنان والفلسطنيين. ولما كان المطلوب حلاً شاملاً ومترابطاً فإن التقدم في المفاوضات المتعددة الأطراف رهن بالتقدم في المفاوضات الثنائية بإطارها الشامل. وإن كان لكل مسار خاصيته المتميزة فإن تحقيق الحلول فيها مرهون بتحقيق حل القضية الفلسطينية، لأنها القضية المركزية في المفاوضات، والمقصود بالحل هو الحل النهائي للقضية الفلسطينية، وليس الاتفاقات المرحلية. فالإتفاقات المرحلية إن حصلت فليست سوى محطات علي طريق الحل النهائي، وحتى لا تتحول الاتفاقيات المرحلية نفسها إلى حل نهائي، فإنه يتوجب أن تربط بالحل النهائي، وأن يكون الحل النهائي حلاً شاملاً ومترابطاً على جميع الجبهات، إلا أن الصهاينة يرفضون ربط المرحلة الإنتقالية بالمرحلة النهائية. وقد راوحت المفاوضات مكانها. وكان شامير يقصد منها ربح الوقت حتى يتم زرع الضفة وغزة بالمستوطنات الصهيونية، وايجاد الظروف المواتية لطرد العرب، أو إخراجهم منها حتى لا يبقى شىء يتفاوض عليه. وبقيت المفاوضات تراوح مكانها بعد مجىء رابين حيث حصل التقدم على مستوى المسار ــ الأردني الصهيوني ــ مع كون الأردن لا يعد أكثر من دولة حدودية، وكانت الاتصالات السرية جارية بينه وبين الصهاينة من أيام هزيمة 1967، بل قبل ذلك بكثير، وحصلت اتفاقات أولية بينه وبين الصهاينة على نوعية الحل. لذلك ليس من العسير أن يتوصل إلى اتفاق بين الأردن والصهاينة منذ المراحل الأولى من المفاوضات. إلا أن تنفيذ ذلك مرهون بتنفيذ الحل الشامل. لأن الحلول المنفردة غير مقبولة أمريكياً وعربياً. وازداد الوضع سوءً بمجيء ناتانياهو ثم باراك فشارون أخيراً، حيث أصبحت المفاوضات في حكم المتوقفة فعلاً! أما لبنان فله أرض محتلة. وليس من العسير التوصل إلى اتفاقية بينه وبين الصهاينة لولا أن لبنان يربط التقدم في مباحثاته مع الصهاينة بالتقدم على المسار السوري، بسبب العلاقة الخاصة بين لبنان وسورية ولتأثر سورية بأي اتفاق يحصل بين لبنان وإسرائيل، لذلك ستبقى المفاوضات على المسار اللبناني تراوح مكانها ما دام المسارالسوري الإسرائيلي يراوح مكانه. أما المفاوضات السورية الإسرائيلية فإنها لم تحقق تقدماً، وليس من المتوقع التوصل لاتفاق بين الطرفين. ذلك لأن سورية تصر على مبدأ السيادة السورية علي الجولان، بغض النظر عن الترتيبات الأمنية فيها، وتصر على الإنسحاب الصهيوني الشامل منها أو لا تمانع من أن تسلمها لقوات أمريكية ولو بمشاركة قوات دولية أخرى لترابط فيها كعازل بين الطرفين، مثل القوات الدولية في سيناء. بينما يصر الصهاينة علي الإحتفاظ بالجولان أو بأجزاء منها لأسباب أمنية، لذا من الصعوبة بمكان أن يحصل اتفاق بين الطرفين. أما علي المسار الفلسطيني فقد جرى الاتفاق على أن تكون هناك مرحلة انتقالية تتمثل بالحكم الذاتي، ويرفض الصهاينة ربط المرحلة الانتقالية بالمرحلة النهائية كما تريدها الأطراف الأخرى، مما جعل بالمفاوضات تراوح مكانها. فالنظرة إلى المرحلة النهائية متناقضة تماماً، فبينما يصر الإسرائيليون على الإحتفاظ بالضفة وغزة عسكرياً وسياسياً، يطالب العرب بانسحاب الصهاينة وإعطاء الفلسطينيين حق تقرير المصير، بما في ذلك حق إقامة دولة فلسطينية، وادخال القدس في المفاوضات، وأن ترتبط المرحلة الانتقالية بالمرحلة النهائية، بحيث تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، بينما يرفض الصهاينة ذلك، لأنهم يريدون أن يؤدي الحكم الذاتي إلى حكم ذاتي موسع، لا إلى دولة فلسطينية. لهذا فإن المفاوضات واقعة في مأزق حقيقي، وستبقى تراوح مكانها، خاصة وأن المسارات الأخرى مربوطة بالمسار الفلسطيني، وأن تنفيذ اتفاقات المسارات الأخرى ــ إن حصلت ــ مرهون بالتوصل إلى الحل النهائي للقضية الفلسطينية. على أنه ليس من المستحيل ايجاد مخرج بشكل أو بأخر يوصل إلى اتفاق على الحكم الذاتي للفلسطينيين، على أن لا يؤدي ذلك إلى أن تصبح المرحلة الإنتقالية مرحلة نهائية، أو تحول دون تحقيق المرحلة النهائية. والمفاوضات على المرحلة النهائية ستكون بعد ثلاث سنوات من تطبيق الحكم الذاتي إن تحقق، وستأخذ عشرات السنين. وقبول أمريكا مؤخراً بمبدأ «الدولة الفلسطينية»، الذي طبل له عملاؤها وزمَّروا، هو في حقيقته مجرد تلاعب بالألفاظ، وإعادة تسمية لـ(الحكم الذاتي الموسع) باسم «الدولة». هذه «الدويلة العرفاتية» الممسوخة سوف تكون «دويلة» منقوصة السيادة، منزوعة السلاح، تحت الهيمنة العسكرية الأمنية: أي أنها دولة بجميع نواقص الدولة العضو في الاتحاد الفيدرالي، التي هي مجرد «ولاية»، وهي مع هذا النقص بدون أي من الميزات التي تتمتع بها الولاية في النظام الفيدرالي: المشاركة في ضرائب الاتحاد والحصول على معونات منه، التمتع بالردع والدفاع الكامل الذي يمثله الاتحاد لأعضائه، ...إلخ. أما ماذا ستحقق المرحلة النهائية ــ إن حصلت ــ فعلم ذلك عند الله تعالى، وإن كانت جميع الشواهد تدل على أنها سوف لا تحقق شيئاًَ إلا مصلحة الصهاينة وأمريكا
_________
فكره وطريقه غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-04-2009, 09:33 PM   #3
Rodaynaa
ردينــــــا
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 459
إفتراضي

ما لقيت الا ذا الشيعي تستشهد به ؟؟؟؟؟؟
__________________
من ترك الشــــهوات .... عـــاش حراً

Rodaynaa غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-04-2009, 10:04 PM   #4
البدوي الشارد
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2009
الإقامة: حزيرة العرب
المشاركات: 760
إفتراضي

الكلام كلام حزب التحرير.
وهو يصيب ويخطئ ولكن الغالب عليه بصراحة الخبل والعته.
وأحكام هذا الحزب وتحليلاته ما أنزل الله بها من سلطان بصراحة، مثل التمييز بين بريطانيا وأمريكا وغير ذلك. بل ربما زعموا أن إسرائيل عميلة بريطانيا وأمريكا تقف ضدها لذلك لأن الصراع الأساسي في العالم هو بين بريطانيا وأمريكا!
وهذا الحزب(الذي هو على عتهه وتخلفه العقلي ليس عميلا) لا علاقة له بالشيعة لعلم هذا الذي ألبس نفسه لبس الحريم، علماً أن الشيعة ولا شك فيهم من هو أسوأمن حزب التحرير بكثير ولا سيما في العراق لأن عندهم عملاء للاحتلال على حين يظل حزب التحرير على كل حال في الصف الوطني ، أما نحن السنة فيكفينا انتساب "ردينا" ذات الجنس الثالث إلينا والشكوى لله!.
البدوي الشارد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .