قراءة فى كتاب علم المستقبل في الفكر العالمي المعاصر
قراءة فى كتاب علم المستقبل في الفكر العالمي المعاصر المؤلف أحمد جدي وقد تحدث فى بداية البحث التاريخ الحديث للعلم فقال :
"علم المستقبل أو «المستقبلية» ( Futurologie) أو الدراسات المستقبلية حقول معرفية حديثة جدا، ذلك أنها نشأت في رحم وديناميكية الغرب المعاصر على تنوعه جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا ومجتمعيا. والاهتمام بهذه المسائل متزايد ومستمر ومتسع في اهتمامات وأجهزة ونخبة الغرب – من اليابان إلى أمريكا الشمالية مرورا بأوروبا. ... إنه بعد أساسي من أبعاد الدولة والعلم والنخبة في المجتمعات الغربية. فارتباطه بالاقتصاد والديمغرافيا والعلم والتقنية والسياسة والطبيعة والثقافة ونمط الحياة والسيطرة على الآلة والفضاء والزمن يضفي عليه صفة الشمولية والحركية والتجاوز. ... إن الظاهرة المتعلقة أساسا بمفهوم الفكر الغربي المعاصر للتاريخ والزمن والحركة والفضاء والعلم والطاقة والإنسان والكون. فقد تجاوز الغرب الاهتمام بالماضي والحاضر مركزا الجهود على المستقبل كبعد من أبعاد الزمن والحاضر في آن واحد والزمن بصفة أساسية، على اختلاف مواقعه في الفكر الغربي وعلاقاته بمعطيات اجتماعية ومادية وثقافية وسياسية عديدة . ... ذلك أن الحديث عن الزمن الثقافي والزمن الاجتماعي والزمن الفيزيائي / الطبيعي والزمن السياسي والزمن التاريخي والزمن الفلسفي والزمن الاقتصادي والزمن الذاتي / الفردي أمر عادي في الفكر الغربي المعاصر، وليس حكرا على النخبة وأجهزة الدولة. إنها ثورة في / على مفهوم الزمن ارتبطت بالاقتصاد والعلوم والتقنية إلى حد الاهتمام - بالاستمرار - بالخيال العلمي في مجالات الإبداع العامة ( La Science Fiction). فالزمن في الفكر الغربي وحضاراته ثابت - متحول الأسباب وبمناهج مختلفة."
وحديث المؤلف عن ربط علم المستقبل بالغرب فقط هو خرافة فلا توجد دولة في العالم قديمه وحديثه إلا وهى تخطط للمستقبل حتى ولو كان هذا المستقبل يعنى لدى النظام الحاكم الملك أو الأمير أو السلطان ومن معهم فقط
والتخطيط مرتبط بحاجات الناس من بيوت ووظائف ومشافى ومدارس وغيرها ومن ثم لابد أن تقوم كل دولة بدورها في هذا التخطيط والذى يبدو في معظمه أن تخطيط من أجل الصفوة أو النخبة الحاكمة ولكنه يصب في النهاية في مصلحة الشعوب بدرجة ما فكل الدولة الغازية مثلا كانت تعتمد في التخطيط على الاستيلاء على ثروات الأمم الأخرى وهى لو لم تفعل لسقطت نتيجة عجزها عن سد احتياجات أهلها
وحدثنا الرجل عن ربط الغرب دراسات علم المستقبل بمجالات متعددة حتى وإن بدت أنها غير مفيدة للشعوب كغزو الفضاء والتقدم التقنى فقال :
"هكذا يربط الفكر الغربي المعاصر ظاهرة الزمن بظواهر أخرى تتداخل وتختلف لكنها لا تنفي الزمن، إنها ظواهر الفضاء والسلطة والعلم والتكنولوجيا والايديولوجيا والمفاهيم السياسة في العالم المعاصر . ... إن أرضية التفكير في مسألة الزمن - بالنسبة إلى الفكر الغربي - وفهمها وتأويلها خاضعة كذلك المجالات وأدوات أخرى مثل المخيال ( L’Imaginaire) والرمزية والتأويل والحفريات في المعرفة بلغة ميشال فوكو . إنها التحولات العقيمة في هياكل وأفق وعلاقات المجتمع الغربي التي أنتجت حركة فكرية جديدة مرتبطة أساسا بمجتمع ما بعد الثورة الصناعية والتواصلية. في هذا الإطار، يتنزل الاهتمام المتزايد بعلم المستقبل في الفكر الغربي المعاصر الذي بدأ باستشراف مستقبل العالم حوالي سنة وفي المائة سنة القادمة في إطار عالم بدون حدود . ... هذه القضايا الفكرية الاستراتيجية محور دراسات مستقبلية مؤسساتية منشغلة بإشكالية التقدم ومجئ المجتمع ما بعد الصناعي . هل يعني هذا الاهتمام بالمستقبل - في الفكر والتاريخ الغربيين - مشروع تحدي مستقبل الإنسان والسيطرة عليه ؟ لقد حصل تراكم معرفي هام في مجال البحث المتعلق «بالمستقبليات» يربط بالضرورة وبطرق متنوعة بين التاريخ ودراسة المستقبل والعلم السياسي والعلم التكنولوجيا في عالم الغد اعتمادا على نقد ومعرفة حدود التنمية في العالم المعاصر . ... لقد احتد النقاش والبحث في الغرب المعاصر حول إشكالية «المستقبل» كعوالم مختلفة وجب التجند لها معرفيا واستراتيجيا وعلميا وثقافيا وسياسيا . فالمسألة مرتبطة بنمط الحادثة البورجوازي الغربي الذي أفرز تناقضاته وحدوده وسلبياته بشهادة الغرب نفسه ."
والمؤلف في الكتاب ما زال يسير خلف الغرب ولكن دون تحديد لما تتناوله دراسات علم المستقبل فيقول أن السبب في اختراع هذا العلم هو الصدمة والحقيقة أنه لا توجد صدمة لتلك الدول ولا لغيرها لأن كل الدول تقوم على التخطيط للمستقبل سواء كان تخطيطا لبعض الأمة أو للأمة كلها وهو يتكلم عن الصدمة فيقول:
"من هذه الزاوية، وجب تأكيد أن الغرب الحديث والمعاصر لم تصدمه الحداثة فقط، بل المستقبل كذلك باعتباره شرطا وبعدا من مساره التاريخي . لذا التزم بدراسة المستقبل وأصبحت الكتب السنوية للدراسات المستقبلية من محاور وملامح البحوث العلمية والأكاديمية الأساسية في المجتمع الغربي . ... إن دراسة المستقبل في الغرب الحديث تعتمد على معطيات علمية وديمغرافية واقتصادية وطبيعية وسياسية مندرجة في نسق معين. فيمكن القول بأن «دراسة المستقبل» هي في حقيقتها استشراف للمستقبل بجميع أبعاده الزمنية (المدى القصير - المدى المتوسط - المدى الطويل) أي جملة «تنبؤات مشروطة» تشتمل المعالم الرئيسية لأوضاع مجتمع ما في مرحلة من مراحله التاريخية. ... "
وبين الرجل أن ذلك العلم مبنى على الماضى والحاضر فقال :
"وتنطلق هذه الاجتهادات والدراسات والتنبؤات لفهم أو تحديد معالم وصور «المستقبل» من افتراضات عديدة خاصة بالماضي والحاضر ولاستكشاف أثر الدخول عناصر مستقبلية على المجتمع من البين أن المسألة مشروطة بأجهزة متطورة وإمكانيات وافرة وكفاءات عالية وفلسفة سياسية اجتماعية متكاملة ولازمة لتخطيط هيكلي ديناميكي متميز ولابد من الإشارة إلى أن مصطلح المستقبلية أو «علم المستقبل» ( Futurologie) هو الشائع في الغرب الرأسمالي وظهر ليعني التبشير ببعض عناصر وجزئيات صورة المستقبل ولمدى طويل. وقد ارتبط أساسا بالثورة العلمية والحداثة التكنولوجية. إلا أن في أوروبا الشرقية، المصطلح المستعمل هو ( Prognosis) أي الوصول إلى خلفية للمعلومات المستقبلية لمدى طويل وهي لازمة للنشاط الاقتصادي والتخطيط الدقيق "
وتناول احمد جدى مناهج الدراسة عند الغرب فقال :
"ومن الثابت كذلك أن مثل هذه النشاطات الفكرية والعلمية تعتمد أساليب ومناهج عديدة لتحديد وضبط مهامها الرئيسية وصورها المستقبلية ويقسمها الاختصاصيون والفنيون في هذه الدراسات إلى المجموعات الرئيسية التالية: ...
- المنهج الحدسي المبني على الخبرة.
- المنهج الاستكشافي وهو استطلاع مستقبل علاقات قامت في الماضي وعن طريق نموذج صريح للعلاقات والتشابكات. ...
- المنهج الاستهدافي وهو التدخل الواعي لتغيير المسارات المستقبلية في ضوء أهداف وأحكام محددة مسبقا. ...
- المنهج الشمولي وهو التعبير الدقيق عن كل الظواهر والحركيات، بحيث لا تهمل العلاقات التي قامت في الماضي، ولا تهمل الأسباب والمضاعفات الموضوعية التي تفرض نفسها لتغيير المسارات المستقبلية ويؤكد خبراء هذا الميدان أن كل المناهج والأساليب المعنية تستخدم مع بعضها وبنسب متفاوتة اعتبارا لطبيعة الدراسة وأهدافها ونسقها العام."
وبالقطع هذه المناهج التى ذكرها الرجل تخيلات فقط لأن هناك منهج واحد صحيح وهو منهج يبنى على الزيادة السكانية( المواليد) فى السنوات الماضية وعلى النقص السكانى( الوفيات) فى نفس السنوات وبناء عليه يتم معرفة العدد الذى يجب التخطيط له من حيث بناء البيوت والمدارس والمشافى و... واستصلاح ألأرض ومن حيث الوظائف الواجب توفيرها لهم
وحدثنا الرجل عن أن سبب نشأة علم المستقبل هو ظروف الغرب وهو حديث خاطىء فذلك العلم كان موجودا فلا يمكن لدولة أن تقوم بلا تخطيط سواء كان هذا التخطيط مبنى على أسس سليمة أو أسس خاطئة وفى سبب النشأة قال:
|