قراءة فى كتاب أحكام الأصم في الشريعة
قراءة فى كتاب أحكام الأصم في الشريعة
معدا الكتاب هما عبد الرحمن بن عبد العزيز اللاحم وعبد العزيز بن محمد الجميلي وهو يدور حول أحكام ألصم فى الإسلام ومع هذا لم يذكرا نصا من الوحى فى الموضوع ,إنما كلها آراء بشرية وقد استهلا البحث بتعريف الأصم فقالا:
"أولا تعريف الأصم:
هناك تعريفات كثيرة ومتقاربة في تعريف الأصم منها:
- الأصم: هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي إلى درجة (فقدان سمعي 70 ديسبل فأكثر) تحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام سواء باستخدام السماعات أو بدونها.
وضعيف السمع: هو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي إلى درجة (فقدان سمعي 35 - 69 ديسبل) يجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع فقط، سواء باستخدام السماعات أو بدونها .
- الصم: هم أولئك الذين يولدون فاقدين للسمع تماما أو الذين يفقدون السمع لدرجة تكفي لإعاقة بناء الكلام واللغة، وأيضا الأطفال الذي يفقدون السمع في مرحلة الطفولة المبكرة قبل تكوين الكلم واللغة بحيث تصبح القدرة على فهم الكلام واللغة من الأشياء المفقودة بالنسبة لهم للأغراض العلمية.
وضعاف السمع: هم أولئك الأطفال الذين تكونت لديهم مهارة الكلام والقدرة على فهم اللغة، تطورت لديهم بعد ذلك الإعاقة في السمع، مثل هؤلاء الذين يكونون على وعي بالأصوات ولديهم اتصال عادي أو قريب من العادي بعالم الأصوات الذي يعيشون "
ونجد الباحثان هنا يفرقان بين ثلاثة:
الأصم من الولادة والأصم فيما بعد وضعيف السمع ولا يمكن تسمية ضعيف السمع أصم
وتحدثنا عن علامات الصمم أو ضعف السمع فقالا:
"ثانيا: المؤشرات الدالة على وجود إعاقة سمعية:
1 - تظهر على المصاب عيوب في الكلام مع أصوات غير واضحة وغريبة والالتزام بنبرة صوت واحد عند التحدث، أو بحذف بعض الحروف.
2 - يلاحظ عليه الضعف العام في حالته خاصة في الاختبارات الشفوية.
3 - الرغبة في العزلة والبعد عن الأنشطة التي تتطلب مهارات شفوية.
4 - الشكوى من الآلام في الأذن أو صعوبة في السمع، وعدم الارتياح لوجود أصوات غريبة في الأذنين أو رنين مستمر.
5 - الحرص على الاقتراب من مصادر الصوت، ورفع صوت المذياع أو التلفاز بشكل مزعج للآخرين.
6 - يقوم بلف رأسه ويميل جانبا نحو المتكلم ليسمع أكثر.
7 - أعراض البرد المتكررة وإفرازات في الأذن وصعوبة في التنفس نتيجة للالتهابات في الأذن الوسطى أو في مجرى النفس"
ثم تعرضا لأسباب الإصابة بالصمم وضعف السمع فقالا:
"ثالثا: أسباب ضعف السمع والصمم:
1 - أسباب خلقية مثل الضيق العظمي في جهاز السمع.
2 - أسباب وراثية.
3 - إصابة الأم أثناء الحمل بمرض معدي مثل الحصبة الألمانية في الثلث الأول من الحمل.
4 - تناول الأم بعض الأدوية ذات الآثار القوية أثناء الحمل مثل الكينا والاستربيومايسين والكانامايسين.
5 - أمراض الوليد خاصة الابتسار، أو الاختناق، أو الاعتلال الدماغي بالصبغة الصفراوية نتيجة عدم تجانس فصائل الوالدين.
6 - التهاب النكفية (نكاف).
7 - الحصبة.
8 - التهاب السحايا.
9 - تناول عقاقير ضارة للسمع لعلاج الأمراض أهمها هايدرواستربتومايسين وكانايسين.
10 - التهاب الأذن الوسطى الحاد والمزمن.
11 - وجود أجسام غريبة داخل الأذن -وهذا يمكن للطبيب إزالتها ويستعيد الطفل سمعه.
12 - ثقب طبلة الأذن المزمن."
وكل ما سبق عدا التعريف لا يدخل فى ضمن أحكام ألصم فى الوحى وتعرضا لما سموه خصائص المعاق سمعيا فقالا :
"رابعا: بعض خصائص المعاقين سمعيا:
عالم الأصم عالم صامت، يغمره السكون والهدوء ما لم يمر أمام ناظري الأصم ما يلفت انتباهه، وهو عالم معافى من سماع الضجيج والصخب أيا كان مصدره، وفي الوقت نفسه فالأصم محروم من سماع صوت أمه الحنون وهي تناديه بألطف الألقاب وأعذبها، ومن سماع القرآن الكريم والتغني به، وسماع تغريد الطيور، وصوت الرعد ... بل ومن سماع الكلمات الجميلة والأساليب الرفيعة التي يخاطب بها الأباء والأمهات، ويخاطب بها الناس بعضهم بعضا، ولعل عدم سماع الأصم أساليب الكنايات والتعريض هو الذي جعلهم أكثر صراحة واختصارا أثناء أحاديثهم، وربما جعلهم أكثر حدة وأبعد عن المجاملة والتعريض. ومن المهم جدا على والدي الأصم أن يشجعا ابنهما على تقبل الإعاقة ولا يشعرانه بالتهميش أو النقص مما يلجئ الأصم إلى شيء محبب لنفسه وهو العزلة والانسحاب من مجتمع الناطقين، ومن الملاحظ على الصم عموما الاستعداد للاندماج والتفاعل مع الناطقين في عمر الطفولة، ثم يقل ذلك تدريجيا -ما لم يتدارك ببرامج مدروسة- كلما تقدم بهم العمر وأدركوا خطورة إعاقتهم، والبعد المعرفي بينهم وبين أقرانهم في العمر."
وتحدث عن تأثير الاعاقة السمعية على المعاقين فقال:
"ويختلف تأثير الإعاقة السمعية على المصاب حسب: نوع الإعاقة السمعية، وعمر الشخص عند حدوث الإعاقة، وشدة الإعاقة، وسرعة حدوث الإعاقة، والقدرات السمعية المتبقية ومدى استثمارها .. وغير ذلك من الطبيعي أن يكون لدى المعاق سمعيا تأخر لغوي كبير واختزال لكثير من المعاني المتعددة التي تدل عليها اللفظة الواحدة، ويتبع هذا التأخر اللغوي تأخر في الجانب المعرفي والتحصيلي، وقد أثبتت الدراسات أن المعاقين سمعيا يتأخرون دراسيا عن أقرانهم العاديين من ثلاث إلى خمس سنوات هذا المتوسط العام، ويتضاعف هذا التأخر مع تقدم عمر المعاق سمعيا، وقد وجد الباحث فورث 1917 م أن المتوسط العام لمستوى القراءة للتلاميذ المعاقين سمعيا لا يتجاوز الصف الثالث الابتدائي بالنسبة للعاديين، وهذا لا يعني عدم وجود بعض الأذكياء من المعاقين الذي يتجاوزون هذا المستوى، إذا أثبت الباحث نفسه أن 10% فقط من المعاقين سمعيا يستطيعون القراءة بمستوى أعلى من مستوى طالب في العاشرة، وأن فئة نادرة جدا منهم يجيدون فهم اللغة إلى حد أن يقرؤوا كتابا جامعيا. أما من حيث الأداء الذهني والعقلي لدى المعاقين سمعيا فقد أثبتت الدراسات أن ذكاء الأطفال العاديين، وأن متوسط الذكاء بين مجتمع المعاقين سمعيا يعتبر مشابها لنظيره بين أفراد المجتمع العاديين، لكن عجز المعاقين سمعيا وقصورهم اللغوي يحول دون النمو الذهني المطرد الذي يتمتع به العاديون، لارتباط كثير من الوسائل والتمرينات الذهنية على اللغة، ويشير كثير من علماء النفس إلى ارتباط القدرة العقلية بالقدرة اللغوية "
وكل ما سبق هو كلام منقول من الغرب وهو كلام لا أساس له من وحى الله
وأما ما الشريعة قهى تفرق بين نوعين من الصمم :
الأول الصمم المولود به الإنسان وهو ما يجعله غير مكلف وغير عاقل لأن وسيلة توصيل الوحى لها غير موجودة وهو يسمى أصم أبكم ومن ثم قال تعالى :
"ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شىء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم"
الثانى الصمم المحدث وهى إصابة الفرد به فى مرحلة ما من العمر وهذا الفرد إذا كان تعلم الكلام والقراءة والكتابة فقد أصبح مكلفا عاقلا يمكن إيصال الوحى له عن طريق الكتابة ومن ثم فهو لا يدخل ضمن الصم
ومن ثم فالأصم الأبكم ليس عليه أحكام فى الشرع لأن وسيلة الاتصال وهى سماع القول أى الكلام غير موجودة وهى مناط التكليف كما قال تعالى :
"ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون"
وما يجب هو محاولة تعريفهم ما ينجيهم من الخطر المادى الذى سيفهمونه بعيونهم ويشعرون به من خلال الأذى الذى قد يصابون به مثل إبعادهم عن النار أو ابعادهم عن أكل الملوثات ومثل تعويدهم على الاغتسال والوضوء ومثل تعليمهم مهنة تعتمد على الرؤية البصرية واليد
هم يفهمون من خلال العيون والأثر الجسدى الأمور المادية المحسوسة المرئية ولا يمكن لهم أن يفهموا الحلال والحرام وهذا هو معنى قوله "أينما يوجهه لا يأت بخير"
ومن ثم فما ذكره المعدان فى بقية الكتاب هم وهم منهم ومن غيرهم لأن قوله تعالى "
" صم بكم عمى فهم لا يعقلون"
ينطلق على المعنى الكفرى وعلى معنى الصمم الحقيقة فهم غير عقلاء أى غير مكلفين بشىء من الأحكام
وها هو ما ذكره المعدان من ألأحكام :
من أحكام الأصم في العقيدة والشريعة
في العقيدة:
س- هل يلزم الأصم النطق بالشهادتين؟
1 - إذا كان لا يستطيع النطق أو ينطقها نطقا محرفا غير مفهوم فلا يلزمه ذلك، لكن يلزمه أن يفهم معناها، وأن يعمل بمقتضاها من إفراد الله بالألوهية والربوبية والإيمان بأسمائه وصفاته، والإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وطاعة الله وطاعة رسوله، واجتناب ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وإن استطاع الإشارة بهما أو كتابتهما لزمه ذلك.
2 - أما إذا كان يستطيع أن ينطق بهما نطقا مفهوما، أو ينطق منهما جملا مفهومة صحيحة المعنى فيلزمه ذلك. كأن يقول: (محمد رسول الله) أو (الله إلهي).
|