التطرف البشع

[صفاء العشري]

يثبت التطرف يوما بعد يوم وحشية وقسوة من خلال جرائم جديدة وطرق وحشية مبتكرة من باكستان، إلى بلاد الشام إلى أفريقيا.
جرائم ضد المدنيين والأطفال الأبرياء والنساء.
أدى هجوم يوم أمس، والذي قالت طالبان الباكستانية في بيان صراحة بأنه "انتقاما" للعملية العسكرية في وزيرستان الشمالية، إلى قتل 140 شخصا على الأقل، معظمهم من الأطفال والمراهقين. وقد كشفت قصص تقشعر لها الأبدان وصور ضخامة الأحداث المروعة التي وقعت داخل المدرسة. وكشفت الصور المروعة المذبحة التي ارتكبها سبعة مسلحين متطرفين عمدوا إلى رش الأطفال بالرصاص وهم جالسون يتلقون دروسا في الإسعافات الأولية .
كما أضرمت النار في طاهرة كازي، مديرة المدرسة والكلية الرسميتين للجيش في بيشاور، على يد الجهاديين الذين ذبحوا الكثيرين.
الذي أصدر أمر الذبح الهمجي في مدرسة بيشاور هو زعيم طالبان مولانا فضل الله، الذي تولى قيادة الجماعة في نوفمبر الماضي.
في سبتمبر أعلن فضل الله أيضا دعم طالبان للدولة الإسلامية، وتعهد بإرسال مقاتلين لمساعدة الجماعة الإرهابية التي تشن حربا دموية في سوريا والعراق.
أمس أيضا ، نفذت المجموعة الإرهابية داعش حكم الإعدام بحق 150 امرأة في محافظة الانبار العراقية الغربية لرفضهن الزواج من متشددين. فقد جاء في بيان صادر عن وزارة العراق لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء."تم إعدام 150 أنثى على الأقل ، بما في ذلك النساء الحوامل، في الفلوجة ... بعد أن رفضن قبول جهاد النكاح"،
ووفقا لوزارة حقوق الإنسان العراقية، فقد الكثير من الأطفال حياتهم بعد أن لجأت عائلاتهم إلى الصحارى في محاولة للهروب من الإرهابيين التكفيريين.
ويوم الاثنين، نشرت الدولة الإسلامية في العراق وسوريا داعش مجموعة صور عن إعدام 13 رجلا وصفوا بأنهم من مقاتلي العشائر السنية المناهضة للجهاديين قرب مدينة تكريت الشمالية.
أنا فقط أنقل الجرائم الكبيرة التي تجذب الانتباه. طبعا هناك أكثر من ذلك بكثير وبعضها ربما لا نعرف شيئا عنه، وأخرى ارتكبت في خضم الصراع من دون أي شك .
ما يقوم به هؤلاء الإرهابيين هو إظهار فسادهم ووحشيتهم التي تذكر الإنسانية بالعصور البربرية.
تلك الجماعات تثبت يوما بعد يوم أنها تشكل في المقام الأول تهديدا للدول العربية والإسلامية، وليس للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. الآلاف الذين يقتلون هم من المسلمين. على المجتمعات الإسلامية الواقعة تحت نير التطرف الإسلاموي معالجة هذا الرعب المتصاعد. لقد رأينا هذا التطرف يتوسع ويصبح أكثر وأكثر وحشية بسبب الملاذات الآمنة التي وجدها والتي تمكن من استخدامها لكسب السلطة وإغراق المجتمعات في التشدد والصراعات الدامية والفساد الخالي من التفكير الحر والإبداع والازدهار الاقتصادي.