العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-02-2008, 08:22 PM   #1
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي ياترى ما هو السر فى تأثرك وانسجامك مع القرأن ؟






احبتى فى الله والاخوه الكرام

كان يا مكان..... كان الآن


معاكم اخوكم عادل الغلبان: الراجى عفو ورضا الرحمن :صلاة وشفاعة المختار العدنان
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا.. وانت تجعل الحزن إن شئت سهلا..

إخوانى في الله اعزكم الله واحبكم ..

أن اعجاز القرآن يجب أن ننظر إليه من الدائرة الأولى التى أستقبلته .. وهى رسول الله صلى الله وعليه وسلم ..
فالمنطقى مادام القرآن كلام الله سبحانه وتعالى , يكون أبلغ الكلام .. ويكون فيه معجزة ..

وبلاغة القرآن لها عناصر لابد أن تتوافر فيها ..

فالبلاغة هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال .. ومقتضى حال المخاطب بالذات ..


ولكن العجيب أن القرآن فى هذه الناحية , وهى مطابقه الكلام بمقتضى الحال .. فيه معجزه كبرى ..

فأحوال الناس متعددة .. متغيرة ..

وأنت حين تخاطب إنسانا إذا لم تعرف مافى نفسه .. فإنك لا تستطيع أن تصل الى اعماقة ..

ومخاطبتك لرئيس الدولة مثلا .. أو الامير .. تختلف فى أسلوبها وطريقتها عن مخاطبتك لخادمك أو من يعمل عندك .. تختلف عن مخاطبتك لزوجتك وأولادك ..

وكل ذلك يختلف عن مخاطبتك لرئيسك فى العمل .. أو لمرؤوسك .. إلى أخر النوعيات التى تخاطبها ..

بل أن الامر يمتد أكثر من ذلك إلى الحالة النفسية التى فيها المخاطب ..

فإنسان غاضب فى قمة غضبه لا يمكن أن تخاطبه بنفس الأسلوب .. وبنفس الطريقة التى تخاطب هذا الشخص ذاته بها عندما يكون فى حالة نفسية سعيدة .. هذا له كلام .. وهذا له كلام أخر ..

مخاطبة الانسان الغاضب لها طريقة ..

ومخاطبة الإنسان الذى هو فى حالة نفسية سعيدة لها طريقة أخرى ..

ولكن اعجاز القرآن يأتى فى أنه يحيط بالحالات النفسية للمخاطبين جميعا ..

الغنى منهم والفقير ..
التعيس منهم والسعيد ..
الخادم منهم والسيد ..


إنه يخاطبهم جميعا .. ويخاطبهم فى حالاتهم النفسية كلها ..

فالإنسان الغاضب إذا سمع القرآن هدأت نفسه ..


والإنسان السعيد إذا سمع القرآن اهتز فى داخل نفسه ..وزادت سعادته ..

والأمير .. والخادم.. والمثقف .. وغير المتعلم .. وهؤلاء جميعا الذين لا يمكن أن يجتمعوا على أى مستوى ..
ولا أن تتواجد عقلياتهم .. بحيث يكلمهم متحدث واحد ..

وفى نفس الموضوع فيفهمونه ..

تراهم فى الصلاة .. وقد اجتمعوا فى المسجد .. وجلسوا معا .. ويتلى القرآن فيهز قلوبهم جميعا ..

رغم اختلاف الثقافة والبيئة والحالة النفسية .. والحالة الاجتماعية وكل شىء اختلافا بينا ..

ومن هنا كان الاعجاز الأول فى بلاغة القرآن ..
انه يحيط بعلم حالات أفراد متعددين .. من أجناس مختلفة .. وشعوب مختلفة .. وثقافات مختلفة .. ولغات مختلفة .. وبيئات مختلفه .. لم يخاطبهم بما يهز وجدانهم ومشاعرهم .. ويؤثر فى عواطفهم ..

فإذا سألت أحدهم ما الذى أعجبك فى القرآن .. فإنه غالبا لا يستطيع أن يعطيك جوابا شافيا ..

وإنما سيعطيك كل واحد منهم جوابا مختلفا ..


وذلك يدل على أن الاعجاز واصل إلى قلبه .. متغلغل فى نفسه ..

بما لا يستطيع هو أن يصفه الوصف الكامل ..
وهذه الملكات لو عرفناها لعرفنا لماذا تتأثر بأسلوب القرآن ..وهو اساس موضوعى معكم

ولكننا نظل نبحث ونحوم حول الآيات التى أعطت القرآن هذه البلاغة .. ثم بعد ذلك لا نجد جوابا شافيا ..

إذا إن الله سبحانه وتعالى يخاطب فى النفس البشرية ملكات هو خالقها ..

وإن هذه الملكات تتأثر بكلام الله سبحانه وتعالى .. وتهتز له دون فارق من فوارق الدنيا .. أو من الفوارق التى وضعتها الحياة الدنيا بين الناس ..

ولذلك كان أخشى ما يخشاه الكفار أن يستمع الناس إلى القرآن .. ولو كانوا غير مؤمنين ..
فقد كان القرآن بمخاطبته لملكات كل نفس يهزها هزا عنيفا .. ويجعلها تتأثر به ..

حتى أن الوليد بن المغيرة حين استمع إلى القرآن قال : إن له لحلاوة,وإن عليه لطلاوة ’ وإن أعلاه لمثمر , وإن أسفله لمغدق . وإنه يعلو ولا يعلى عليه ...

وهكذا تأثر به دون إيمان ..

وعمر بن الخطاب رضى الله عنه حين دخل بيت صهره بعد أن علم باسلام أخته وزوجها كان ناويا الشر .. وما إن استمع إلى آيات من القرآن حتى هدئت نفسه وانشرح صدره للإسلام .. لماذا ؟

لأن كلام الله سبحانه وتعالى قد خاطب ملكة فى نفسه .. وهو فى غاية الضيق والحمق .. وينوى

الشر .. وخاطب هذه النفس , نفس عمر بن الخطاب , وهى فى هذه الحالة من الغضب الشديد بنفس

الكلام الذى يخاطب به المؤمنين , وهم فى حالة انسجام وسعادة شديده لقربهم إلى الله سبحانه وتعالى ..
وإذا بالآيات , نفس الآيات التى تدخل السعادة على نفس قريبة من الله .. قد أدخلت الهدوء والانسجام على نفس لم تكن قد آمنت ..

وأصابت فى نفس الوقت نفوسا سعيدة وهى نفوس المؤمنين..فجعلتها تزداد سعادة ..
وتنشرح للإسلام .. ونفسا غاضبة تنوى الشر لم تصل إلى الإيمان بعد .. فهدأتها وجعلتها سعيدة ..

وانشرح الصدر للإيمان .. مع أن الكلام واحد ..

وفرق كبير بين حالة المخاطب فى الحالتين ..

ومع ذلك ولأن القائل هو الله سبحانه وتعالى .. وهو العالم بالنفس البشرية التى خلقها .. فقد كان كلامه مناسبا لكل حالات المخاطب مهما اختلف هذه الحالات .. مع أنه نفس الكلام ..

إذن فهناك فى النفس ملكات خفية عن الإنسان ..

لا يعرف سرها إلا الله سبحانه وتعالى ..

ويقوم الله بمخاطبة البشر على اختلاف أحوالهم ..

فتهتز هذه الملكات ..

وتتأثر وينسجم الإنسان معها دون أن يعرف السر ..


انتظرونى ونورانيات ايمانيه اخرى.... ولو مت فى الفردوس الاعلى ان شاء الله




__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-02-2008, 09:26 PM   #2
غــيــث
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 7,934
Lightbulb

جزاك الله خيرآ وأحسن اليك وجعله في ميزان حسناتك

موضوع عميق وطرح جميل ....

أخي الشيخ عادل : أخذني التفكير في سؤالك عن معجزة القرآن و سر تعلقنا

ومحبتنا لكل حرف فيه وتجدد تأثرنا به كلما إقتربنا منه وتبصرنا في معانيه ..

الله أكبر ... فلسنا وحدنا من مخلوقاته من يتأثر او ينسجم معه فقد جاء أيضآ

في قوله تعالى في سورة الجن :
( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً (3))

وكذلك بقية مخلوقات الله ما ورد ذكره ومالم يرد لقوله تعالى:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )(44) الإسراء.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة

عرشه ومداد كلماته، سبحان الله وبحمده عدد ما سبّحت له الأشياء في الكون من حولنا

وعدد ما سبّحه المسبحون من علمنا منهم ومن لم نعلم.

وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم

والله اعلى واعلم
__________________

غــيــث غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-02-2008, 09:59 PM   #3
الشيخ عادل
كاتب إسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: مصر
المشاركات: 642
إرسال رسالة عبر MSN إلى الشيخ عادل
إفتراضي

الاخ غيث
اشكرك على التداخل والمشاركه الجميله
__________________
اذا ضاق بك الصدر ...ففكر فى الم نشرح

فان العسر مقرون بيسرين..فلا تبرح
الشيخ عادل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2008, 12:59 AM   #4
رفقه بغدادي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 122
إفتراضي

نقلت لكم هذا الموضوع من موقع اسلامي ليكون جوابا لسؤالك ارجو ان يستفيد منه الجميع

عماد الدين دهينة **
16/8/2005
إذا ذبلت رياحين القلب؛ فحتمًا ستجده تواقًا للعودة إلى الحياة. وإذا سئمت من الخلق جفاءهم، وتراكمت عليك الهموم والأحزان؛ لا تتردد في أن تستعيد البهجة؛ فالطريق إلى السعادة يبدأ بكلام الله.
تأمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يسأل فيه ربه مستغيثًا بأسمائه الحسنى وصفات العلى: "اللهم إني أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور أبصارنا، وجلاء همومنا وأحزاننا...".
فمن المؤكد أن تستشعر في آهات دعاء النبي أن القرآن الكريم هو نور الأبصار، وربيع النفوس، وكاشف الهم والغم، وشفاء لما في الصدور، ورحمة للمؤمنين، وفرقان للحيارى، وإرشاد للمهتدين، وإنذار للأحياء، ويحق الله به القول على الكافرين.
وللتعبد بالقرآن، قراءة وسماعًا وتدبرًا، نور وحلاوة، ويُعَدّ سماع القرآن الكريم عبادة صامتة يغفل عنها الكثيرون؛ ويقول الله عز وجل: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف: 204).
سحر الأبدان أم القلوب؟
ولسماع القرآن سحر للقلوب وسلطان عليها، ولذة لا تقاوم؛ حتى حذَّر الكفار أتباعهم من سماع القرآن لما يعلمون من صدقه وسلطانه على القلوب، حيث حكى القرآن عنهم فقال: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (فصلت: 12).
وقد جاء حكيم العرب -كما وصفوه- يساوم النبي صلى الله عليه وسلم؛ مقلبًا له الأمور على كل وجوه الاسترضاء التي يقبلها البشر. وهنا يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "أفرغت أبا الوليد"، يقول نعم فيقول له: "فاسمع مني"، ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصل إلى قوله تعالى: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" (فصلت: 13).
فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل. وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به. ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه".
فما بال المؤمنين؟ وهم أتقى عباده وأحرصهم على الامتثال له والتقرب إليه؛ فللسماع مذاق لا يعرفه إلا من ذاقه؛ لأن الصمت وسكون الجوارح أدعى لعمل القلب. حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطق أن يحرم لذة سماع القرآن؛ رغم أنه عليه أنزل.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلي الله عليه وسلم: "اقرأ عليَّ القرآن" فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري"، فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية: "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا" (النساء: 41). قال: "حسبك الآن"، فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان" (متفق عليه).
ويقول ابن بطال تعليقًا على هذا الحديث، كما ورد في فتح الباري‏:‏ يحتمل أن يكون الرسول قد أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرضا، أو أن يكون لكي يتدبره ويتفهمه، وذلك أن المستمع أقوى على التدبر، ونفسه أنشط من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها.
فمن صفات المؤمنين سماع القرآن بتدبر وطاعة؛ فقد يكون تدبره جزءا من اتصال العلاقة الإيمانية بينه وبين ربه. فيقول تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة: 285).
ولم يقتصر تأثير القرآن على بني آدم فقط؛ ولكن كان له تأثير على الجن أيضًا؛ "قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" (الجن:1-2)؛ وقوله عز من قائل: "وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلاَ يَخَافُ بَخْسًا وَلاَ رَهَقًا" (الجن: 13).
وقد تعدى تأثير القرآن إلى الحيوانات.
الميت من لا يتدبر
ويبدو أن عدم التدبر من صفات أعمى القلب؛ فلقد نعى الله تعالى على الكفار عدم استجابتهم للسماع؛ فقال: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الأعراف: 179).
ونعتهم أيضًا بقوله: "فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي العمي عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُون" (الروم: 52-53). وفي قوله تعالى‏: "‏فإنك لا تسمع الموتى"، أي وضحت الحجج يا محمد؛ لكن ماتت عقولهم وعميت بصائرهم، فلا يمكنك إسماعهم وهدايتهم‏.‏
وقد ذكر الله شأن اليهود، وعصيانهم لبرهان ربهم: "مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً" (النساء: 46).
ويؤكد الله تعالى تحقق وفاتهم الإدراكية بعدم التدبر لكلام مولاهم: "‏وَمَا يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ . وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ . وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ . وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلاَ الأمْوَاتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ"‏ ‏(‏فاطر: 19 -‏ 22‏)‏. فهل نتشبه بهم؟كيف نسمع القرآن؟
نسمع القرآن ممن نستشعر منه القرآن، فعن طاووس رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتًا للقرآن وأحسن قراءة؟ قال: "من إذا سمعته رأيت أنه يخشى الله" (رواه مسلم).
ولكن قد يتساءل سائل: كيف أسمع القرآن وأنا في ضيق؟ فنقول:
أولاً:
إذا كانت هذه العبادة راحة للأبدان والعقول وإشباع للنفوس؛ أفلا تستحق أن تضحي من أجلها. أما إذا ذقت لذتها فستعرف أنت الجواب.
ثانيًا:
السماع من أيسر العبادات فتستطيع أن تسمع في البيت، وفي العمل، وفي السيارة، وعلى كل الأحوال. ما دمت حاضر القلب كيفما تكون قائمًا أو جالسًا أو مضجعًا.
وتميل النفوس إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع‏. ‏ويقول الإمام النووي رحمه الله‏:‏ البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين.
ونختتم بما قاله الغزالي في ذلك‏:‏ يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود، ثم ينظر تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن فليبكِ على فقْد ذلك وإنه من أعظم المصائب‏.‏


__________________


منار11
فلسطين
رفقه بغدادي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2008, 01:51 AM   #5
كونزيت
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 3,955
إفتراضي

جزاك الله خيراً وغفر لك ولوالديك
__________________
كونزيت غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2008, 02:19 AM   #6
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة

عرشه ومداد كلماته، سبحان الله وبحمده عدد ما سبّحت له الأشياء في الكون من حولنا

وعدد ما سبّحه المسبحون من علمنا منهم ومن لم نعلم.

وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم


جزاك الله خير وجعله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .