العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة القصـة والقصيـدة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-02-2010, 06:11 AM   #1
أحمد مانع الركابي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
المشاركات: 16
إفتراضي ضفاف العمر

هم يعشقـوهُ ولكـن كلّمـا وقفـت

رجلاهُ جرّوا أمان الارضِ وانفعلوا

دمعٌ وجرحٌ علـى مينـاء أسئلـةٍ

ترسو ليغرق فيها الماء كي يصلـوا

عشقٌ يكذبـهُ ثـوب المسـاء فمـا

شمسٌ لنعرفَ كيف الفجرُ يكتحـلُ

في كلّ صبحٍ نشيجٌ والوداعُ مـدىً

يعلـو وقافلـةُ الايتـامِ تتّـصـلُ

ضيمُ يسيرُ بهـا والبعـدُ خارطـةً

مفتاحها البؤسُ حين الوقتُ يشتعـلُ

في الفِ ميلٍ أفاقـوا مـن تألمهـم

هم مبعدين وسارو ا حيثما جهلـوا

للآن في عبـثِ الاميـالِ مسكنهـم

أحلامهم تحتَ ظلُّ الخوفِ تختـزلُ

وفوقَ آلامهـم يبنـي لـهُ وطنـاً

قرنُ الظلامِ وللـ(لاضوء ) يبتهـلُ

إيهٍ على وطـنٍ افراحـهُ سرقـت

وسط النهار وكـفّ الليـلُ تحتفـلُ

عقدانِ يقطـرُ مـن أيامهـا وجـعٌ

كانت دموعاً من الاعمـاق تنهمـلُ

صرنا نلوذُ من الاحداث فـي حلـمٍ

والحلمُ زادٌ بـهِ للـدرب نرتحـلُ

كنّا نطيـرُ مـن الآلام فـي أفـقٍ

لم نبصر الضوء لكن جنحنا الامـلُ

نخطو بافكارنا حيث اختفت مـدنٌ

نبعثرُ الـ(أين) نلقى تحتها الـدولُ

نسائل الرمل عن اجساد عاصمـةٍ

خضراء يقطرُ من تذكارها العسـلُ

عن بابها حين مات الامس في غده

وخالدٍ فـوق مـوج الفكـر ينتقـلُ

عن معجم الماء عن اسرار صفحته

عن حرفه حين وجه البدر يكتمـلُ

عن همسهِ في ضفاف العمر مرتحلاً

خلف الزمان يشظي صوته الخجلُ

عن الف دائـرةٍ لا زال محورهـا

دربٌ يحنطُ في الاميال مـن قتـلُ

تمتـدّ فـي جسـد الايـام فكرتنـا

بيضاء تقصرُ عن أوصافها الجمـلُ

نلقى الجواب وكفُّ الر ملِ في يـدهِ

صمتُ الدليلِ دليـلاً انهـا المثـلُ

أضواؤها حكمٌ خـاط السـدادُ بهـا

طيفَ الحقيقةِ لمـا فـرّق الجـدلُ

يفنى الفناءُ ويبقـى فـوق هامتـهِ

صرحُ النفوس خلوداً حين تكتمـلُ

لم ينشدِ الخلـدُ الّا حـرفَ اغنيـةٍ

انفاسهـا رئـةٌ بالافـقِ تتّـصـلُ

من ذاك حين شفاه الجـرحِ نلثمهـا

بالصبر يقتلُ في أغوارنـا الملـلُ

لم ننخدع بثياب الوقت لو ستـرت

عري المساءِ وغنى خلفهـا الطلـلُ

شمسٌ بصيرتنا ان للضباب دجـىً

يختـلُّ حيـن يرانـا ثـمَ يتّـكـلُ

صبراً غريبة هذا الدهرِ في شفتـي

سرٌّ سيفصحُ عن أحمالـهِ الجبـلُ

أسماؤهُ ضفّةٌ فوقَ الزمـانِ رسـت

والنجـمُ اوّل كـفِّ مسّهـا الشلـلُ

أخفت معالمهـا والوقـتُ غازلـةً

حاكت عمايتها لما الرؤى اعتزلـوا

شيطانـةً ظلّلـت انهـار قصّتهـا

بالحبّ يذبلُ فـي وديانهـا الغـزلُ

ضوءُ الحقيقةِ فـي الآمـالِ يقلقهـم

لو مرّ برقاً سيبدي وجه ما عملـوا

لا يؤمنـونَ بـكـفِّ اللهِ غالـبـةً

حتى يدكدكَ صرح الماء ما جعلـوا

شاخت مواطنهم من هجرِ عاشقهـا

مبعّديـنَ يقولـوا كلمـا سئـلـوا

لكنما في ربـوع القلـب مسكنهـم

والارض أمّ لمن في قلبهـا رفلـوا
أحمد مانع الركابي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 19-02-2010, 03:57 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً وسهلاً بك أخانا وشاعرنا العزيز أحمد مانع الركابي .لقد قرأت القصيدة غير مرة وأعجبني فيها أنها تجمع بين الحداثة في المضمون والأسلوب وبين الأصالة في الشكل .
فإذا كان شاعر العصر الحديث يعبر عن القوم لا الذات ، ويتخذ من قضايا أمته أداة لانطلاق إبداعه وإذا كان يحرص على خصوصية تعبيره وعمومية فهم المتلقي ، فإن هذا كله وجدته في قصيدتك والتي ابتعتدت بشكل كبير عن أسلوب الخطابة الذي يشوع على نحو كبير عند الكثير من شعراء الشعر العمودي ، كما ابتعد عن سيريالية بعض دهاقنة شعر النثر .
المنحى الرمزي كان مميزًا للقصيدة والتي بدأت تتفتح رؤاها رويدًا كي تصل إلى مرحلة المباشرة النسبية التي تكون القصيدة قابلة للتأويل على العديد من الأوجه خاصة وأنها تصلح لكل زمان ومكان ولا تنحصر بنطاق جغرافي أو زمني أو عرقي أو أيديولوجي معين .
كان البيت الأول به رمزية تحيل إلى الوطن ذلك الأعرج الذي يعجز عن الوقوف بسبب ما يكيدونه له من مؤامرات ،وهذا يعكس إيمانك بإمكانية الانتصار ، وتأتي لفظة أمان الأرض لتعبر عن تلك الخضرة التي يستطيع تثبيت قدميه فيها لتنغرسا صامدتين لكنهم (معروفون) يقومون بزحزحته وهذا فيه روعة التعبير غير المباشر والنعت بالخسة والدناءة والخيانة .وهذا ما تأكد في البيت التالي خاصة يغرق فيها الماء كي يصلوا ، فثمة حالة من التطلع للوصول لكنه وصول بالغرق وبزعزعة الآخر مما يجعل الآخرين(الخونة) متعددي الوسائل فلا البحر ولا البر زجرهم وهذا يجعلنا نتساءل هل يطير الوطن ويستحيل ذلك الطائر الذي يبحث عن مأمن له ؟!
وهذه الخسة من الأعادي الأصدقاء تتأكد من خلال ثوب المساء. وهذه المحاولة لكسر خط الحيادية ميزها أنها تبعد عن المباشرةفي التعبير بما تصنعه من تصورات ذهنية للقارئ .
وتأتي الشطرة "إيه على وطن أفراحه سرِقَت" لتشعل المساحة المطفأة من المباشرة وتبدأ المباشرة تأخذ طريقها في دلالة على التوتر والانفعال المسيطرين على الشاعر في الأبيات بما يضطره إلى البوح بما لم يكن يمكن السكوت عليه، فإلى هذه المرحلة يمكن السكوت لكن عند السرقة يرتفع الصوت للتحذير .
ومع هذا فإن كثيرًا من السرد كان يمكن اختزاله وكان معبرًا عن نوازع الشاعر الشخصية أكثر مما عبر عن كيفية متقنة يمكن من خلالها صوغ الفكرة والرؤية.
وهذه الأبيات بما عبرت عنه من انتقالية إلى الخطاب بضمير الجماعة كانت نقطة فارقة في النص :
صرنا نلوذُ من الاحداث فـي حلـمٍ

والحلمُ زادٌ بـهِ للـدرب نرتحـلُ

كنّا نطيـرُ مـن الآلام فـي أفـقٍ

لم نبصر الضوء لكن جنحنا الامـلُ

فاعتمادها على فكرة المفارقة والتي كانت تسمى في البلاغة القديمة بالمقابلة جعل الصورتين
أمام القارئ ليجد نفسه في عمر \ بحر ضفتاه لا يعرف إلى أين يصل منهما.
كما أن الأفعال المضارعة المبدوءة بالنون أضافت حالة من الحزن الجماعي والذي يتحدث به الشاعر بصيغة الجماعة معبرًا عن هذا الشجن الذي يظهر نتيجة الاسترجاع لذكريات الماضي عندما يفاضلونها (يقارنونها) بالحاضر :
نخطو بافكارنا حيث اختفت مـدنٌ

نبعثرُ الـ(أين) نلقى تحتها الـدولُ

تعبير نبعثر الأين وهو تعبير عن تناثر الأسئلة الحائرة كان مميزًا من خلال استخدام
(أل) التعريف للتعبير عن المكان ،ويبدو أن كلمة المكان قد بلغت من الصعوبة درجة
اضطرت -بسبب شدة الحزن- الشاعر لاستخدام لفظة الاستفهام بديلاً عن المكان وهذا
التعبير عن وجود الدول تحت الاستفهام كان دليلاً عن الوجود المعنوي فقط والذي
استغنى به الشاعر عن الوجود المادي الذي لا يبدو أنه لائح في الأفق .وهذا ما
أكده البيت :

نسائل الرمل عن اجساد عاصمـةٍ

خضراء يقطرُ من تذكارها العسـلُ
إذ لو كانت العاصمة حاضرة لما سأل عن جسدها .وهذا التجسيد
لها يدل على بقاء الجسد وغياب الوجود الجوهري لها لتبقى
مدينة خاوية على عروشها روحًا بلا جسد.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 21-02-2010 الساعة 09:26 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 21-02-2010, 09:35 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

عن بابها حين مات الامس في غده

وخالدٍ فـوق مـوج الفكـر ينتقـلُ
وكان رائعًا للغاية تجسيد الموت في ثنائيةالغد والأمس إذ أن ذلك
جعل للغد حضورًا أبديًا افتراضيًا ومن هنا تبدو مأساوية هذا الغد
حينما صار هو الآخر أمسًا .
عن معجم الماء عن اسرار صفحته

عن حرفه حين وجه البدر يكتمـلُ
وهنا تبدو كيفية التناول للماء والجوهر في انفتاح دلالي
ليكون الماء هو ذلك المنجم الذي تختفي بداخله الكنوز
التي لا تفنى .والأداة الناسخة كان أتت لتجعل الحاضر
كله منسيًا في لفظة الماضي .
لم ننخدع بثياب الوقت لو ستـرت

عري المساءِ وغنى خلفهـا الطلـلُ


جميل للغاية هذا التعبير والذي تكاملت فيه

طريقة المراعاة للنظير والذي يبدو فيه الوقت
مغطيًا على فضائح هذا المجتمع .
وأخيرًا :لا يؤمنـونَ بـكـفِّ اللهِ غالـبـةً

حتى يدكدكَ صرح الماء ما جعلـوا

شاخت مواطنهم من هجرِ عاشقهـا

مبعّديـنَ يقولـوا كلمـا سئـلـوا

لكنما في ربـوع القلـب مسكنهـم

والارض أمّ لمن في قلبهـا رفلـوا
كان فيها الشعور بحتمية الأمل رغم الضباب المحيط

وتبدوالرؤية الكونية في البيت الأخير وهي تعكس قدرًا
من التوافق مع الأرض وفلسفة بقاء الإنسان بها
هذا لا ينفي أن القصيدة كان فيها الكثير من الصور
المغرقة التي تحتاج إلى وقت طويل لفهم علاقاتها ببعضها
البعض من ناحية . وأخرى كانت تتسم بالطول المفرط الذي
كان من الممكن اختزاله في عدد أقل من الأبيات.
أحسنت استخدام وتطويع الصور الشعرية والتعانق بين أصالة
البحر وحداثة المعاني . ولك مني خالص الشكر والتحية وسعدت
بردك الجميل.وفقك الله .


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-02-2010 الساعة 08:07 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-02-2010, 12:56 PM   #4
أحمد مانع الركابي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2010
المشاركات: 16
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

أهلاً وسهلاً بك أخانا وشاعرنا العزيز أحمد مانع الركابي .لقد قرأت القصيدة غير مرة وأعجبني فيها أنها تجمع بين الحداثة في المضمون والأسلوب وبين الأصالة في الشكل .
فإذا كان شاعر العصر الحديث يعبر عن القوم لا الذات ، ويتخذ من قضايا أمته أداة لانطلاق إبداعه وإذا كان يحرص على خصوصية تعبيره وعمومية فهم المتلقي ، فإن هذا كله وجدته في قصيدتك والتي ابتعتدت بشكل كبير عن أسلوب الخطابة الذي يشوع على نحو كبير عند الكثير من شعراء الشعر العمودي ، كما ابتعد عن سيريالية بعض دهاقنة شعر النثر .
المنحى الرمزي كان مميزًا للقصيدة والتي بدأت تتفتح رؤاها رويدًا كي تصل إلى مرحلة المباشرة النسبية التي تكون القصيدة قابلة للتأويل على العديد من الأوجه خاصة وأنها تصلح لكل زمان ومكان ولا تنحصر بنطاق جغرافي أو زمني أو عرقي أو أيديولوجي معين .
كان البيت الأول به رمزية تحيل إلى الوطن ذلك الأعرج الذي يعجز عن الوقوف بسبب ما يكيدونه له من مؤامرات ،وهذا يعكس إيمانك بإمكانية الانتصار ، وتأتي لفظة أمان الأرض لتعبر عن تلك الخضرة التي يستطيع تثبيت قدميه فيها لتنغرسا صامدتين لكنهم (معروفون) يقومون بزحزحته وهذا فيه روعة التعبير غير المباشر والنعت بالخسة والدناءة والخيانة .وهذا ما تأكد في البيت التالي خاصة يغرق فيها الماء كي يصلوا ، فثمة حالة من التطلع للوصول لكنه وصول بالغرق وبزعزعة الآخر مما يجعل الآخرين(الخونة) متعددي الوسائل فلا البحر ولا البر زجرهم وهذا يجعلنا نتساءل هل يطير الوطن ويستحيل ذلك الطائر الذي يبحث عن مأمن له ؟!
وهذه الخسة من الأعادي الأصدقاء تتأكد من خلال ثوب المساء. وهذه المحاولة لكسر خط الحيادية ميزها أنها تبعد عن المباشرةفي التعبير بما تصنعه من تصورات ذهنية للقارئ .
وتأتي الشطرة "إيه على وطن أفراحه سرِقَت" لتشعل المساحة المطفأة من المباشرة وتبدأ المباشرة تأخذ طريقها في دلالة على التوتر والانفعال المسيطرين على الشاعر في الأبيات بما يضطره إلى البوح بما لم يكن يمكن السكوت عليه، فإلى هذه المرحلة يمكن السكوت لكن عند السرقة يرتفع الصوت للتحذير .
ومع هذا فإن كثيرًا من السرد كان يمكن اختزاله وكان معبرًا عن نوازع الشاعر الشخصية أكثر مما عبر عن كيفية متقنة يمكن من خلالها صوغ الفكرة والرؤية.
وهذه الأبيات بما عبرت عنه من انتقالية إلى الخطاب بضمير الجماعة كانت نقطة فارقة في النص :
صرنا نلوذُ من الاحداث فـي حلـمٍ

والحلمُ زادٌ بـهِ للـدرب نرتحـلُ

كنّا نطيـرُ مـن الآلام فـي أفـقٍ

لم نبصر الضوء لكن جنحنا الامـلُ

فاعتمادها على فكرة المفارقة والتي كانت تسمى في البلاغة القديمة بالمقابلة جعل الصورتين
أمام القارئ ليجد نفسه في عمر \ بحر ضفتاه لا يعرف إلى أين يصل منهما.
كما أن الأفعال المضارعة المبدوءة بالنون أضافت حالة من الحزن الجماعي والذي يتحدث به الشاعر بصيغة الجماعة معبرًا عن هذا الشجن الذي يظهر نتيجة الاسترجاع لذكريات الماضي عندما يفاضلونها (يقارنونها) بالحاضر :
نخطو بافكارنا حيث اختفت مـدنٌ

نبعثرُ الـ(أين) نلقى تحتها الـدولُ
تعبير نبعثر الأين وهو تعبير عن تناثر الأسئلة الحائرة كان مميزًا من خلال استخدام
(أل) التعريف للتعبير عن المكان ،ويبدو أن كلمة المكان قد بلغت من الصعوبة درجة
اضطرت -بسبب شدة الحزن- الشاعر لاستخدام لفظة الاستفهام بديلاً عن المكان وهذا
التعبير عن وجود الدول تحت الاستفهام كان دليلاً عن الوجود المعنوي فقط والذي
استغنى به الشاعر عن الوجود المادي الذي لا يبدو أنه لائح في الأفق .وهذا ما
أكده البيت :

نسائل الرمل عن اجساد عاصمـةٍ

خضراء يقطرُ من تذكارها العسـلُ
إذ لو كانت العاصمة حاضرة لما سأل عن جسدها .وهذا التجسيد
لها يدل على بقاء الجسد وغياب الوجود الجوهري لها لتبقى
مدينة خاوية على عروشها روحًا بلا جسد.
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
اخي العزيز لي الشرف بمعرفتك ومرورك المشرق الذي اضاء عتمة المعاني
فها انت تتخلل المعاني كانك انت من صاغ فكرتها
حقيقة تحليل للمفرده يدل على ذوق وادب رفيع
وامكانيه عامه ونظره فنيه من جهات ومستويات متعدده
تقبل فائق شكري ومحبتي وتقديري
أحمد مانع الركابي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-02-2010, 08:48 PM   #5
عصام الدين
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 830
إفتراضي

أعجبتني..
رغم أنف ما يقوله النقاد من كلام قد لا يعجبك أيها الشاعر.
ورغم ما قد يقوله أخي المشرقي الذي سأقرأ تعليقه بعد الرد عليك حتى لا يؤثر في. :d
ولكني كقارئ أقول لك :
قصيدتك رائعة.

أجزتك.
__________________

حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
عصام الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .