العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-03-2009, 11:00 PM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
Question العدل



العدل

د.زكي نجيب محمود





في قصة " دون كيشوت" المعروفة، كان هذا الفارس

يسير ومعه تابعه " سانكوباترا " في طريقهما إلى

" برشلونة "، فمرا بعصابة من اللصوص على رأسها

كبيرهم " روك جونيار " فوجداه يقسم الغنائم بين أفراد

عصابته، حيث أوقفهم صفا، وأمرهم أن يقدموا كل

مسروقاتهم من ثياب وجواهر نفيسة ومال، منذ أن

اجتمعوا معا لتقسيم الغنائم في المرة السابقة. فلما

صدعوا بأمره وقدموا ما عندهم، راح يقسمه بينهم

قسمة عادلة، وما لم يقبل الانقسام من المسروقات

قومه بالمال لتسهل عملية التوزيع العادل، غير متحيف

هنا ولا مجحف هناك. ولما لاحظ زعيم العصابة علامات

الدهشة على ملامح " دون كيشوت "، قال له :

ـ إنني إذا لم ألتزم القسطاس بين رجالي لتعذرت علي

الحياة معهم.

وهنا دخل في مجرى الحديث " سانكو " المازح الساخر

فقال:

ـ إنني إذا حكمت بما قد شهدت الآن، لقلت إن العدالة

شيء جميل ينبغي التمسك به حتى بين اللصوص !.

وعندئذ أوشك اللصوص أن يفتكوا بصاحبنا " سانكو "

لا لأنه أثنى على العدل، بل لأنه اجترأ فأسمى

اللصوص لصوصا...



هذه لمحة نافذة من " سيرفانتيز " فكأنما تريد أن تقول

ما نحن الآن قائلوه، وهو أن الإنسان يهتز من أساسه

إذا ما عرف أنه قد افتأت على قيمة عليا من القيم التي لا

حياة للإنسان بغيرها. فاللصوص ـ حتى في حالة كونهم

لصوصا، يقتسمون سرقاتهم علنا ـ يؤذيهم أن يعلموا بأنهم

لصوص !

وها هنا نضع أصابعنا على عجيبة من عجائب البشر، فبينما

ترى كل جماعة من الناس على إدراك تام ووعي كامل بأنه

لا حياة إلا إذا روعيت العدالة بين أفرادها ـ كما قال رئيس

العصابة ـ تراها في الوقت نفسه تأبى أن تقوم هذه العدالة

نفسها بينها وبين غيرها من الجماعات.

وكلما ازدادت ثقافة الإنسان الفرد واتسعت مداركه وانداح

أفقه، ازدادت واتسعت بالتالي الجماعة التي يريد أن تقوم

العدالة في ما بينها وبين سائر أفرادها...

وأضيق الدوائر الجماعية هي الأسرة، تتلوها مجموعة الزملاء

في العمل، فأبناء المدينة الواحدة، فأبناء الإقليم، فأبناء مجموعة

الأمم التي ترتبط معا في تحالف، فأبناء المجتمع البشري كله.



وأضيق الناس نظرا هو الذي يريد للعدل أن يقوم ميزانه بين أفراد

أسرته، وأما ما بين أسرته وما عداها من صوالح متشابكة، فليختل

ميزان العدل ما دام خلله لكسبه وخسارة الآخرين. وأوسع الناس

أفقا هو من لا يستقر له جنب على فراش، حتى يرى العدالة قد

أخذت مجراها بين أفراد البشر أجمعين على سواء.






__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .