البيان الرابع عن سير محاكمة د. عبد الله الحامد وأخيه عيسى :
استؤنفت اليوم الأحد الموافق 20 /10 / 2007 محاكمة الدكتور عبد الله الحامد وأخيه عيسى وذلك في محكمة القصيم في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحا وقد حضر المحاكمة عدد من المهتمين بالشأن العام
وقد قدم د. الحامد وأخيه عيسى مذكرة تقدح في أدلة ومنهجية الاتهام نورد هنا نصها كما نورد البيان الرابع لهيئة الدفاع عن المتهمين(المذكرة الرابعة):
القدح في أدلة ومنهجية الاتهام التي قامت عليها مذكرة الادعاء في القضية رقم ( 2888801073 ) : من المدعي العام بمنطقة القصيم : الأحد 09 /10 /1428 هـ(21 /10 /2007 م)
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيلة القاضي في المحكمة الجزئية ببريدة:إبراهيم الحسني وفقنا الله وإياكم إلى سنن العدل والحق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشير إلى جلسة محاكمتنا الأولى، يوم السبت الموافق 26 /8 /1428هـ الساعة العاشرة في مقر المحكمة الجزئية بمدينة بريدة، في القضية التي حقق فيها المحققان إبراهيم الخضيري وعبد العزيز الفوزان، وتلى فيها أمام فضيلتكم المحقق إبراهيم بن عبدالعزيز الدهيش الاتهام، بوصفه المدعي العام:
ونشير إلى ما أبديناه من ملحوظات منهجية، حول ضمان استقلال القضاء، في المذكرة الأولى"المطالبة بإبعاد رجال المباحث عن حرم المحكمة"، والمذكرة الثانية"المطالبة بعلانية المحاكمة بصفتها أول وأهم إجراء منهجي يشير إلى استقلال القضاء"،اللتين قدمناهما لكم في الجلسة الثانية.
ونشير إلى المذكرة الثالثة"إقرارات سجون التضييق والتعذيب ليست حجة إلا على من أجراها من محققي المباحث وهيئة التحقيق، ومن صادق عليها من القضاة بأنهم من منتهكي حقوق الإنسان"،التي قدمناها لكم في الجلسة الثالثة، ونقدم لكم في هذه المذكرة (الرابعة) في هذه الجلسة(الرابعة) مزيدا من "القدح في الأدلة والأسس التي استند إليها الاتهام"، وتفصيلها كما يلي:
1//// لا شرعية لكل تحقيقات الإكراه معنا في سجن تضييق كالمزبلة لأنها صادرة عن إرادة أسيرة : قالت مذكرة الادعاء "وبضبط إفادة الأول من قبل جهة الضبط أفاد بأنه في صباح يوم الخميس 5 /7 /1428هـ كان جالسا في المسجد بعد صلاة الفجر فحضر إليه الثاني - شقيقه- وأخبره بأن المرأة/ريما الجريش- أم معاذ زوجة الهاملي- تتصل عليه ولا يرد وتقول إن هناك أشخاصا معهم نساء برفقة أحد إخوانها يحاولون كسر الباب عليها وتطلب المساعدة فتوجها إلى منزلها، وعند وصولهما عرّف بنفسه لرجال الأمن قائلا أنا عبد الله الحامد فطلبوا منه أن يذهب بعيداً عن الموقع، فقال لهم أنه الوكيل الشرعي لزوج المرأة وأنه حضر من أجل حل الموضوع وأن تمتثل المرأة للسلطة". قالت مذكرة الادعاء "وأفاد بأن المرأة/ ريما الجريش اتصلت عليه قبل يومين أثناء اعتصامها مع مجموعة من النساء أمام مبنى المباحث العامة بالقصيم وأنه قام بتوجيهها، وأفاد بأن منهجه واضح في ذلك وأنه يؤيد أي وسيلة للتعبير سواءً بالاعتصام أو بالتظاهر شريطة عدم حمل السلاح وأن يكون بأسلوب هادي يتيح للناس التعبير عن مشاعرهم. وأفاد بأنه يشعر بالارتياح عندما قالت المرأة/ريما الجريش ومجموعة من النساء بالتظاهر والتجمهر أمام مبنى المباحث". قالت مذكرة الادعاء "وبضبط إفادة الثاني أفاد بأن المرأة/ ريما الجريش اتصلت عليه صباح يوم الخميس 5 /7 /1428هـ في حوالي الساعة السادسة صباحاً وأفادته بأن أخاها يريد كسر باب المنزل عليها وطلبت منه أن يخبر الأول - شقيقه- وأن يحضر معه، فحضرا للموقع جميعاً. وأنه قد وافق النساء على الاعتصام أمام مبنى المباحث وأنه مع ثقافة المطالبة باللسان". الجواب: إن قبولنا بهذه الصياغة؛ سكوت عن حق شرعي وقانوني، يشكل مدخلا من مداخل انتهاك العدالة،ولكي لا يظن محققو الهيئة أننا سنمرر لهم تخليهم عن واجبهم تجاهنا، وتجاه غيرنا وسكوتهم عن مارأوه من تدمير للبشر في مركز شرطة بريدة الشمالي،وتشاغلهم عن دورهم الرقابي. وأول إجراء نتخذه بصفنتا من المحتسبين ودعاة حقوق الناس الشرعية؛ أن نعلن أمام القضاء أن هذا التحقيق باطل؛ لأنه بني على باطل. من أعجب العجب أن هيئة الادعاء تغضي عن وضعنا في أماكن قذرة،يعرض من يوجد فيها للأمراض، ولا سيما الوباء الكبدي، لا سيما لمن كان مريضا بالسكري،ثم تسمي ذلك تحقيقا شرعيا، فيا لله للعدالة التي يدوسها الشرطة والسجانون، ويدلس عليها القساة من المحققين والغافلون من القضاة.
2//// لا شرعية لشهادات واردة في إقرارات إكراه منتزعة داخل السجون: قالت مذكرة الادعاء " وبسماع أقوال المرأة/ ريما الجريش أفادت بأنها منذ أن سجن زوجها في سجن الملز وهي على اتصال بالأول حيث يقوم بتوجيهها، وأنه سبق وأن أعطاها أرقام مجموعة من الأشخاص الذين لهم علاقة بحقوق الإنسان، وأنها أثناء اعتصامها مع مجموعة من النساء أمام مبنى المباحث العامة بالقصيم اتصلت على الأول فلم يرد فاتصلت على الثاني وطلبت منه أن يبلغ الأول بما حصل وأثناء اعتصامها اتصل عليها الأول وأخبرته بالتفصيل وأن رجال الأمن قاموا بإغلاق الشوارع المجاورة لمبنى المباحث وتطلب منه التوجيه، فشجعهن ووجههن بعدم الانسحاب والمطالبة بجميع حقوق أزواجهن والاستمرار على الاعتصام وافهمها أنه لن يترتب على ذلك أي ضرر". وقالت مذكرة الادعاء أيضا: "وأنها أثناء اعتصامها أمام مبنى المباحث وردها اتصال من شخص يدعى/ خالد العمير، الذي أفادها أنه من طرف الأول فشجعهن وطلب من الجميع البقاء في الموقع. كما حاول العمير إعطاءها جوال قناة الجزيرة وفي اليوم الثاني اتصل عليها الأول وأسمعها مقطعا من قناة ما يسمى الإصلاح. كما أفادت بأنها بعد عودتها إلى منزلها أخبرته بما حصل لهن فقال لقد حققتن انتصارا، وأن هذه خطوة ممتازة، ودعا لهن، وطلب منهن أن يكتبن تقريراً مفصلاً عما حصل أثناء الاعتصام. وأنها اتصلت على الثاني أثناء اعتصامها مع مجموعة النساء، فشجعهن على ذلك ووجههن بالمطالبة بحقوق أزواجهن أثناء الاعتصام أمام مبنى المباحث. قالت مذكرة الادعاء أيضا:"كما أفادت بأن الأول اتصل على إحدى النساء المعتصمات وطلب منها أن توجه بقية النساء إلى الاعتصام مرة ثانية عند مبنى الإمارة". وأقرت بأن للأول دورا كبيرا في تشجيعهن على ما قمن به أمام مبنى المباحث. كما أقرت بأنها اتصلت بالأول والثاني وطلبت منهما مساعدتها أثناء مداهمة رجال الأمن لمنزلها وأفادت بعد ذلك بأنها نادمة أشد الندم على ما بدر منها وأنها وقعت بذلك ضحية لأشخاص مشبوهين". ومثل ذلك الدعوى الثالثة التي تقول فيها الهيئة: "إلحاقا لخطابنا، وكامل مشفوعاته، بشأن الأوراق المتعلقة بعبد الله بن حامد الحامد، وأخيه عيسى. وحيث أفاد أحمد بن إبراهيم الحسني، الموقوف لدى شعبة التحريات والبحث الجنائي،والمنظورة قضيته لدى دائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على العرض والأخلاق بالفرع،بأنه حضر إلى المذكور في استراحته، يستشيره بشأن أقاربه الموقوفين، فأشار إليه الحامد بقوله: خلك مع أبي تركي محمد البجادي، الذي كان يتواجد معه في استراحته، في ذلك الحين، وقد أشار عليه البجادي ونسق معه وخطط له، حتى تزعم تجمع واعتصام النساء والأطفال، امام مبنى إمارة المنطقة، بتاريخ(السبت الموافق)19 /8 /1428هـ، ويتضح من ذلك استمرار المتهم عبد الله الحامد بالتحريض والتشجيع على مثل تلك الأعمال"
الجواب: ثمة أسئلة نوجهها إلى المدعي العام حول هذه المحاضر:
أولا =أن التحقيقات تمت دون حضور محام أو وكيل.
ثانياً -أن التصديق القضائي عليها تم من دون مراعاة الضوابط الشرعية لصحة الإ قرار.
ثلاثاً -لا شرعية لإقرارات انتزعت داخل سجن تضييق، ولماذا لا يستحضر أصحابها الطلقاء الآن خارج السجن؟.
رابعاً - أن لدينا معلومات عن تهديدات بالسجن لبعض من لهم علاقة بالموضوع، ولا سيما من كتبوا إقرارات مهينة في السجن -إن قالوا الحقيقة-. ونود أن نوضح للقاضي الفاضل، ماجرت به عادة المباحث، تجاه المطالبين بحقوقهم أو حقوق ذويهم أو المحتسبين، وما تنهجه في اتنزاع اعترافاتهم وفي إذلالهم، عبر الخطوات التالية:
أ = إجبارهم عبر وسائل غسيل المخ الثلاث- المعروفة منذ أبحاث عالم النفس الروسي بافلوف:كيفية تطويع الإرادة- السجن الانفرادي والتعذيب والتحقير- على اعتبار ما قاموا به ذنبا لاريب فيه، إن لم يكن من كبائر الذنوب، وليس اجتهادا شرعيا،له حظ من الثواب إن لم يكن له حظ من الصواب، فضلا عن أن يكون أمرا بمعروف ونهيا عن منكر.
ب - وبما أن كل من اقترف ذنبا من الذنوب، عليه أن يعلن الندم ويتوب، ولا سيما أنه أخطأ في حق ولي الأمر، صورة ولي الأمر في وثائق المباحث،صورة (الأب) الوصي على الأمة، الذي تقوم علاقته بأبنائه على السمع والطاعة المطلقة، وفق النظام السياسي الأبوي القبلي، القائم على خضوع الأصاغر للأكبر، مهما استبد وطغى وتجبر.أو علاقة الرعية من الشياه والأغنام بالراعي الغنام، الذي ولاه الله عليها، كما يتولى الوصي على الأيتام، وليس لأحد أن يحاسبه أو أن يراقبه أو ينصحه أو يطالب بحقوقه إلا سرا، فهو كائن مقدس لا يخطئ ولا يظلم، إنما الأخطاء والمظالم من الحاشية. فليست العلاقة علاقة قائمة على مفهوم البيعة الشرعية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، التي أساسها تعادل الحقوق والواجبات، بين وكيل عادل شوري يقود الأمة بكتاب الله، وأفراد وجماعات من الأحرار.
ج=وعلى التائب لكي يثبت صدق توبته، أن يعلن للخاص والعام، بأن المحتسبين الآخرين، من من طالبوا بحقوقهم وحقوق ذويهم وأهليهم، ولا سيما من ناصروه في مظلمته مشبوهون، و جرت العادة أن يشترط لإطلاقه وبراءته أن يكون جاهزا لإدانة كل طرف أو شخص يريد القامعون في المباحث إدانته. بهذه الشروط والمواصفات؛ يتم اعتبار السجين مواطنا صالحا تائبا، حسب مواصفات المواطن الصالح، في قاموس أجهزة المباحث. وليس ذلك التقليد المرعي أمرا مجهولا. بناء على ذلك نتهم وزارة الداخلية بأنها تستخدم منهجية المعز الفاطمي في تطويع المعارضين، التي أشار إليها أحمد شوقي: "ذهب المعز وسيفه"، من أجل تغيير قناعات الناس، الذين لهم صلة بالاعتصام،سواء أكانوا داخل السجن أم خارجه، ونطالب القاضي الفاضل بأمرين:
أولهما =حماية هؤلاء المعرضين للضغوط ولغسيل المخ، ومعرفة أحوالهم وحمايتهم قبل سماع شهاداتهم، والتحقق من كونها تأتي طوعا من دون ضغوط ظاهرة او خفية.
الثاني = التحري لكشف خبايا الأشخاص المشاركين، الذين يفرج عنهم أو يبرأون، لكي يتحولوا إلى شهود، لأن القامعين في المباحث درجوا على مثل هذه الصفقات.
3 //// ونذكر القاضي ببطلان شهادة كل من يلقي تبعة أمر من الأمور على الآخرين، لكي يظهر نفسه بمظهر الضحية، ولدينا معلومات من بعض المضغوط عليهم - داخل السجن وخارجه-بأن القامعين في المباحث يضغطون على الناس؛ من أجل أن يشهدوا ضدنا.
يتبع ....