العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-04-2008, 02:18 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي حُب الديرة

حُب الديرة


الديرة، الدار، الدائرة، يبدو أنها كلمات تنبع من نفس المنشأ الدلالي. يقول له عندما يعجز في محاولات إقناعه: إنك تلف وتدور، أي تذهب بعيدا وتعود الى نفس النقطة. وهي مسألة هندسية سليمة، حيث أن كل دائرة لها مركز، ويحدث مع من يلف ويدور كما يحدث مع (فحل الجاموس) في شفط الماء من (الترع) المصرية، لكن فحل الجاموس بلفه ودورانه ينتج شيئا مفيدا، إذ يستخرج الماء لسقاية المزروعات. كذلك يعتقد مدراء دوائر المخابرات العامة أنهم يقومون بعمل مفيد حيث يستخرجون المعلومات من أعماق المطلوبين.

في الدور وهي جمع دار، لا تكون الحالة مستديرة، ولعل العرب أطلقوا عليها هذا الاسم قبل اكتشاف الخط المستقيم، أو أنهم استوحوها من الدائرة المحيطة بالقمر عند اكتماله، وكون صاحب الدار يمثل قمرها فأصبحت دارا.

وكان العرب يطلقون اسم الديرة على البقعة التي يستطيع الفرد أن يتجول بها في يوم واحد، وكون تلك البقعة لم يكن لها حدود مستقيمة، أصبحت ديرة وجمعها ديار.

وكان مقر العمدة في العزب المصرية، يطلق عليه (دوار) حيث يقوم أهل العزبة باللف والدوران ومن ثم العودة الى الدوار حيث مركز السلطة الاجتماعية. وقد يكون اسم (دوار) الذي يتوسط الطرقات والشوارع مأخوذا من فكرة اللف والدوران عليه.

في نظام الشقق، تغيب فكرة الدائرة، كون أشكال الشقق الحديثة تشبه المكعبات في بنائها، فلا يرتبط ساكنوها بمن يجاورهم، ولا يعرفون حتى أسماءهم، لا خوفا أمنيا من الاختلاط، ولا خوفا اجتماعيا وأخلاقيا، إلا للضرورات الهندسية، فالأبنية عبارة عن مكعبات هندسية كونكريتية.

من هنا تقلص مفهوم الديرة وحب الديرة عند السكان الجدد، فإنهم لم يعودوا يهتمون إلا بأنفسهم، فإن صادف أحدهم جريحا قرب شقته، لن يتورط في حمله خوفا من مسائلات (الدوائر) الأمنية. وإن اشتعل أحد المتاجر القريبة فأقصى ما يمكن أن يفعله أحدهم، هو التكلم من (تلفون عمومي) ويطلق على نفسه (فاعس خير) ..

وكون الدوائر قد تقلصت حتى غدت داخل الشقة، فإن الاهتمام بقضايا كبرى (فلسطين، العراق، لبنان) يصبح ضربا من الخيال.

ومع ذلك ستجد هناك من يقول أن ديرتي هي العالم!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .