العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-04-2009, 11:30 AM   #1
كريم الثاني
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 520
إفتراضي

بصراحة :


في ظل وجود دولة مدنية ذات سياده حقيقية


لا يجوز أن يبقى العرف العشائري هو السائد والمسيطر

على ثقافة الافراد.


الحالة العشائرية مرحلة تارخية من حياة الامة العربية

فرضتها عليهم الصحراء


والان لا داعي لوجود مثل هذه الحالة

وإذا قال البعض أن العشائريه لها إيجابيات

إلا أنه لها أضعاف مضاعفة من السلبيات.






وشكرا" لك .
كريم الثاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-04-2009, 12:54 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأخ الفاضل البدوي الشارد
الأخ الفاضل كريم الثاني
أشكر تفضلكما بالمرور

أخي كريم الثاني.. أتفق مع حضرتكم بأن القانون المدني في دولة مدنية متكاملة، هو الأفضل، ونحن عندما نتعرض لمثل هذا الموضوع ننطلق من الرؤية الواضحة للعيان لبروز العصبية، والكيفية التي تدخل بها أصابع المتدخلين من الخارج لإذكاء الفتن، من جانب، ولإبقاء حالة الترهل في البنيان الإداري.

وتنتشر مظاهر العصبية في معظم البلدان العربية، فإن كنا نتفق على أن مصر قد سبقت شقيقاتها العربيات بما لا يقل عن قرن من الزمان في تجاوز العصبية القبلية، إلا أن بقايا ظواهرها لا زالت ماثلة حتى اليوم، ويضرب المؤلف (محمد عودة) في كتابه عن تلك الظاهرة مثلا عن قرية مصرية اسمها (شمياطس) وكان عدد سكانها عام 1960 وفق الإحصاءات الرسمية 2671 نسمة، وأن عائلة واحدة كانت نسبتها 40% من السكان كانت تسيطر على مظاهر الوجاهة والمناصب الحكومية والنشاط الاقتصادي، وبعد التطور الذي حل بمصر بعد ثورة يونيو 1952 وما تلاها من تغيرات، فقدت تلك العائلة قوتها الاقتصادية، لكن بقيت الشخصيات النافذة من تلك العائلة*1

أما في العراق، فالصورة العصبية واضحة في الوقت الحاضر في ظل الاحتلال ولجوء الناس الى التمركز العشائري، أما قبل ذلك فيمكن الاطلاع على دراسة قيمة ل (حنا بطاطو)*2

في الأردن، نلحظ تغلب الدور العشائري وبروزه في الانتخابات، أما القضاء العشائري فقد أفرد الباحث (احمد عويدي العبادي) دراسة كاملة حول أثر القضاء العشائري في إحلال الأمن في المجتمع الأردني*3


هوامش
*1ـ محمود عودة/ الفلاحون والدولة: دراسة في أساليب الإنتاج والتكوين الاجتماعي للمجتمع التقليدي/ بيروت: دار النهضة العربية 1983 صفحة 37.

*2ـ العراق: الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية/ حنا بطاطو/ ترجمة: عفيف الرزاز/ بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية 1990 صفحة 110.

*3ـ القضاء عند العشائر الأردنية/ احمد عويدي العبادي/ سلسلة من هم البدو؟/ وادي السير/الأردن دار العبادي للنشر1988

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-05-2009, 01:12 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

من ركائز الأعراف العشائرية

رغم اقتراب العادات والأعراف العشائرية من الاندثار، فإن ركائز تلك العادات والأعراف لا تزال تسكن في خبايا مولدات التقييم الخلقي والسلوكي عند قطاعات واسعة من الناس، فالجبن والشجاعة والنذالة والكرم والخساسة والمروءة لها مبررات في أصل موروث العرف. وهي في نفس الوقت تشكل الى جانب القوانين المدنية الحديثة وما آل إليه وضع المجتمعات الحالية أحد ركائز القاعدة الخلقية السائدة أو التي يُفترض أن تسود.

الالتزام بالأعراف دون وازع خارجي

قبل نشوء الدولة الحديثة، كانت ضوابط سلوك الناس تعتمد على التصرف المماثل. فالمسافر في الأزمنة القديمة كان يعتمد الجمل أو الفرس أو السير على الأقدام، حتى يصل الى وجهته، فكان لا بد له من أن يقابل بترحاب من يصادفهم في الطريق لندرة أو لغياب المطاعم والفنادق وغيرها من مستلزمات السفر في زمننا الحاضر. وعليه كان لا بد أن يكون كريما لضيفه لأنه سيكون ذات يوم في نفس موقف ذلك الضيف، وكان المسافرون يحطون رحالهم عند أناس سبق لهم أن استضافوهم أو سمعوا عن كرمهم.

كما أن تأمين الحماية للأفراد المقيمين أو المتنقلين كانت من مهمة العشيرة أو المجتمع المحلي البدائي الذي يقطنه أو يمر به الفرد، وذلك لغياب أشكال الإدارات الأمنية التي تخص الدولة. وأثناء تطور الدولة ومؤسساتها بقيت بعض الأطراف من قرى وبوادي لم تحظ بتغطية الأمن الحكومي، فكانت المهام الأمنية تُناط تلقائيا بإدارة المجتمع البدوي أو الريفي.

ضوابط أخلاقية تم ابتكارها على مر العصور

من هي القبيلة النبيلة ومن هي القبيلة المحتقرة؟

كانت القبائل تأخذ مجدها من خلال عدد الغزوات التي تقوم فيها، وكان هذا يعتمد على كثرة رجالها وبسالتهم في القتال وحسن إدارتهم، بصرامة قياداتهم، وكانت القبيلة التي يكون لديها 400 مقاتل، تسمى (جمرة) وهي القبيلة التي لا تحتاج الى معونة أحد من القبائل الأخرى، وقد عرفنا ثلاث جمرات قبل الإسلام هن: (عبس وذبيان و ضمرة). أما القبائل التي ليس لها تلك الإمكانات من المقاتلين فأمامها خياران: إما أن تدخل في حلف مكون من عدة قبائل، ويعتمد ذلك الحلف (طوطما) يكون عنوانا لذلك الحلف، فكان بني ثور وبني أسد وبني جحش الخ، أي أولئك الذين يرفعون طوطم (الثور والأسد والجحش)*1، وإما أن لا تلجأ للتسلح وترضى أن تعيش تحت حماية غيرها من القبائل، وعندها تكون قبيلة (محتقرة).

القبيلة المحتقرة، لا تغزوها أي قبيلة، ولا يتزوج أبناء القبائل النبيلة منها، وإن غزتها إحدى القبائل، أصبحت القبيلة الغازية محتقرة، وتنادت عليها القبائل لتردعها وتعيد حق القبيلة المحتقرة لها.

ويأتي ذلك من كونها لا تحمل السلاح ولا تغزو، والفرد الذي لا يحمل السلاح، أو سقط سلاحه أثناء القتال، يمتنع المقاتل النبيل عن قتله، لأنه اعترف ضمنا بهزيمته.

من هنا، وبعد الإسلام وتشكيل الدولة والحرس والأمن، بقيت تلك الأسس سائدة في المجتمعات العربية غير المتمدنة.

وهناك من القبائل التي اعتبرت محتقرة لأسباب مختلفة: منها ما عُرف عنهم أنهم كان أجدادهم يتعاملون مع أعداء الجيوش الإسلامية في الفتوحات، أو أن غيرتهم على نسائهم معدومة، أو أنهم يتصفون بالغدر، وقد ذكرت كتب التاريخ مثل تلك القبائل، فلذلك لا يتم مصاهرتهم ولا يتم التعامل معهم فهم محتقرون لأسباب غير التي تتعلق بقدرتهم على حمل السلاح.

حق الجار

حماية الجار والحرص عليه، أمر يتعلق بالكرامة والشرف، وهو بنفس الوقت له ضرورة أمنية واجتماعية، كون بيوت العرب (الرحل) غير محصنة وليس لها أسوار وموانع، فكان كل جار مسئولا ضمنيا عن جيرانه، وإذا حدث أن تعرض جار للأذى من جاره، فعقوبة ذلك هي أربعة أضعاف ما على الغريب من حق. فإن كانت عقوبة الغريب في مسألة ما عشرة (جمال) فإنها في حالة أذى الجار ستكون أربعين جملا.

المرأة في الأعراف العشائرية

المرأة (عِرض) وحمايتها أكثر أهمية من حماية الأرض التي ارتبطت معها كمحركين لمسألة الشرف. وإن كان هناك خصومة بين قبيلتين وتعرضت إحدى النساء الى المساس بشرفها، فإن أي فرد حتى لو كان من أبناء القبيلة الخصم سيقوم بالدفاع عن شرفها، رغم خصومته مع قبيلتها، سنذكر مثلا:

في عام 1910 (أي في أواخر أيام الحكم العثماني) تعرضت فتاة من عشيرة (القرضة) وهي تملأ الماء من عين صويلح (12كم غرب عمان ـ الأردن)، تعرضت لاعتداء من شاب من الشيشان (هاجر قسم من الشيشان في نهاية القرن التاسع عشر الى الأردن) حيث وخزها في مؤخرتها برأس عصاه، فصرخت طالبة النجدة، ومن حسن طالعها أن كان شاب من عشيرة (البقور ـ عباد) يدعى (هزاع الكايد) قريبا من المكان يرعى في أغنامه، فاستجاب فورا للاستغاثة فأطلق النار على المعتدي فأرداه قتيلا، دفاعا عن الفتاة، رغم أن عشيرته وعشيرة الفتاة على عداء مستمر. فلحقه الشيشان وأطلقوا عليه النار فأصابوه إلا أنه استطاع امتطاء جواده ووصل لمضارب عشيرته الذين انتقموا فورا، بمهاجمة الشيشان وقتل الكثير منهم، ثم جاء جنود الأتراك وأوقفوا الهجوم، لكن في النهاية أقر الجميع بما فيهم شيوخ الشيشان والأتراك بسلامة تصرف الشاب. *1

هذا يبين لنا الكيفية التي تربط بها السلطات الحكومية القوانين مع الأعراف وإقرار العقلاء من الخصوم لجواز العمل المنسجم مع تلك الأعراف.

هوامش
*1ـ من المفصل لتاريخ العرب قبل الإسلام/ جواد علي/ بيروت: دار العلم للملايين.
*2ـ القضاء عند العشائر الأردنية/احمد عويدي العبادي/ سلسلة من هم البدو؟/ وادي السير/الأردن دار العباديللنشر1988 ص 174
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-05-2009, 11:25 PM   #4
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي

أخي ابن حوران....
أنا أعيش في منطقة لا تحكم إلا بالحكم العشائري بحكم طبيعتها السياسية حيث إنني أعيش في بلدة تقع شرقي القدس المحتلة ولا يسيطر عليها الاحتلال ولا يسمح للسلطة ببسط سيطرتها عليها لمحاذاتها للقدس وأقول لك أن هذا الحكم يحل العديد من المشاكل بين الناس إلا أنه بحاجة إلى تعديلات...
حيث إنه يشتمل على الكثير من الظلم المناقض لديننا الحنيف.............



مشكوور على الطرح الجميل
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر


محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-05-2009, 01:05 PM   #5
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الأخ الفاضل محمود راجي

أؤيد ما تفضلتم به من لجوء الناس في طبيعتهم الفطرية الى الحلول التوافقية، وهذه الحالة لا تقتصر على المجتمعات البدوية أو الريفية، بل تتعداها الى المجتمعات المتمدنة، فلا يبادر متخاصمان الى اللجوء للقضاء المدني، إلا بعد استنزاف كل الوسائل المتاحة للتفاهم، هذا في ظل الظروف الطبيعية. أما في ظل الإحساس بفساد أو ضعف الأجهزة الحكومية، فإن الحاجة الى استنباط وسائل للحلول بعيدة عن الدولة ستكون أكبر. هذا ما يجري في الصومال والعراق.

أما تطوير أساليب الحلول العشائرية، فأظنها من الصعوبة بمكان في مثل هذه الأيام، للتطور الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي جعل المواطنين في أي بقعة من بلادنا تفكر في تطوير الأداء الحكومي المدني وقضاءه.

أشكركم أخي على تفضلكم بالمرور
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-05-2009, 01:06 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

آليات الاحتكام للأعراف العشائرية

هناك في داخل كل إنسان، مخزون ثقافي تراثي يظهر بشكل فوري لتقييم ما يجري حوله، حتى لو بدا ذلك الإنسان أنه قد تخلى عن ذلك المخزون بفعل تعليمه العالي أو بفعل أسفاره واختلاطه مع مجتمعات مدنية راقية.

فكثيرا ما نصدف بعض الأشخاص الذين أمضوا عقدين أو أكثر من حياتهم في الاغتراب بإحدى الدول الغربية. فما أن يعود ذلك المغترب الى مجتمعه الريفي حتى تنهض تفاصيل ذلك المخزون في أدق التصرفات. فإنه سيخلع حذاءه عند الباب ويتوجه منحنيا لتقبيل يدي أبيه وأمه، ويتخلى عن استخدام الشوكة والسكين في تناول طعامه. كل هذا يتم دون إعادة تمرين، رغم طول المدة التي لم يمارس بها ذلك المغترب تلك الطقوس.

وإن صدف أن ذلك المغترب، حضر جلسة عائلية لمعالجة مشكلة معينة كالتحرش بإحدى قريباته، فإنه لن يستعين برصيده المعرفي الذي حصله من الدنمرك أو الولايات المتحدة، بل سينخرط وعلى الفور مع جماعته ويناقش الموضوع بطرح أسئلة: من أي عشيرة ذلك المعتدي؟ وبمن دخلت عشيرته؟ وكم عدد أفراد تلك العشيرة؟ إنها أسئلة تعبوية تشبه أسئلة قادة أركان يخططون للحرب.

الدَخَالَة

يقوم الطرف المتهم بالتوجه لعشيرة لها هيبتها في المجتمع المحلي بعدد رجالها، وقوتها الاجتماعية وماضيها، طالبا منها الحماية والقيام بإجراءات الصلح بين العشيرتين المتخاصمتين. وتسمى تلك العملية بالدخالة، ويكون هذا الإجراء بالتفاهم مع الحاكم الإداري للمنطقة، الذي بدوره يبلغ الطرف المتضرر باسم العشيرة (الثالثة: المدخول بها).

وقد ترفض العشيرة المتضررة، أن تكون تلك العشيرة وسيطا بين المتخاصمين، ولكن ليس لها الحق بذلك قبل إعطاء العطوة الأمنية (ثلاثة أيام وثلث). فإن رفضت فإن الحاكم الإداري سيوعز لأجهزة الأمن بإيداع وجهاء تلك العشيرة بالسجن حتى يقبلوا بالعطوة الأمنية.

الجاهة

عندما تقبل العشيرة المتضررة بالعشيرة المدخول بها، وقبل انتهاء مدة الثلاثة أيام وثلث، تدعو العشيرة وجهاء المجتمع المحلي للتجمع في ديوانها للتباحث بالمسألة، وإن كانت القضية بها قتل عمد أو انتهاك عرض، فإن الجاهة ستضم وجهاء من مناطق مختلفة.

ويلبي المدعوون الدعوة بأقصى سرعة، فالمناسبة لهم تدلل على مكانتهم الاجتماعية، فسيتباهون أمام أسرهم أنهم كانوا في مهمة خطيرة! ويتباهوا أمام بعضهم البعض بسؤال غير بريء: (ما شفتك بجاهة العطوة؟) هو يريد أن يقول لمن تحدث معه أنه أرفع مكانة منه إذ تفقده المجتمع ودعاه في حين لم يدع صاحبه.

كما أن تلك المناسبات بكثرتها، ستكون بما يشبه القانون غير المكتوب، فمن يشارك بها سيستعمل تفاصيل تلك الأحداث في مناقشة ما سيجري بعدها من قضايا مشابهة وتسمى المثيلات.

فنجال القهوة

بعد وصول الجاهة الى ديوان العشيرة المتضررة، فإنهم سيرحبون بهم في الباب، مع فسح المجال لبعض الجهلة من الشباب أن يظهروا بعض ملامح الغضب والعصبية، كأن يصيح أحدهم قائلا: ( يا ويلي أتوا ليدفعوا ثمن دم فلان) ويشتم الظروف والبلاد والعادات، لكي يسمع الرجال الذين يدخلون الديوان تلك الكلمات، فيخرج أحد العقلاء ليزجر ذلك الشاب بمشهد تمثيلي قد يكون مؤثرا في بعض الأحيان.

يقوم أحد أهل المغدور، بصب فنجال القهوة السادة، ويتلفت يسارا ويمينا كمن يبحث عن الشخص الذي سيتناول منه الفنجال، وعندها يقول: (شومتكم بيناتكم: أي لتقوموا أنتم باختيار من يمثلكم).

أحيانا، يكون الوجيه الأول قد تم الاتفاق عليه قبل تحرك الجاهة، فتتصاعد الأصوات (ضع الفنجال أمام الشيخ فلان). ولكن عندما لا يكون هناك اتفاق على ذلك، يطلب ممن صب القهوة أن يضع الفنجال على منضدة بالوسط.

خطاب الجاهة

إما أن يقف الشيخ الذي تم الاتفاق عليه، أو يقوم إمام مسجد معروف بنزاهته وعدله، ويلقي كلمة يذكر فيها آيات من القرآن الكريم عن العفو والصلح وإصلاح ذات البين، ويستعين ببعض الأحاديث الشريفة ثم يعرج على بعض الأمثلة المشابهة.

وينهي كلامه، بأن تلك الجاهة أتت الى ديوانكم العامر وأنتم العشيرة المعروفة بكرمكم وشجاعتكم وورع أهلكم وحبكم للوطن وحبكم لإشاعة الأمن والسلام الخ. وهي طامعة أن لا تردوها خائبة.

خطاب أهل المتضرر

يقف أحد الفصحاء من أهل المتضرر، ويمتدح الإسلام والوطن والحاكم ويمتدح الجاهة الكريمة... ثم يضع (ولكن) ويكمل خطابه لتصوير القضية أو الجريمة، بأنها أبشع جريمة حدثت في المجتمع، ثم يصور المعاناة الت يلاقيها العقلاء في لجم جموح الشباب المطالبين بالثأر، ولا ينسى قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).

تتصاعد الأصوات الغاضبة في الخارج من جديد، وتتداخل أصوات الحضور، ( صلوا على النبي) ( توكلوا على الله)

أحيانا، يطلب أهل المجني عليه، مالا ( فراش عطوة) ويبالغون في كميته، تعبيرا عن رفضهم لمبدأ الصلح، وأحيانا يطلبوا ترحيل كل عشيرة الجاني لمسافة 50 كم. وأحيانا يتم الاختلاف على تسمية العطوة ( أي صك تهدئة الأمور لفترة يتفق عليها) هل هي عطوة إقرار واعتراف بالذنب، أم عطوة (حق) أي أن الجاني وأهله لم يعترفوا بالذنب بل أخذوا عطوة حق حتى ينجلي الجاني الفعلي.

سنمر على ذلك



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-06-2009, 10:10 AM   #7
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

تطور القوانين الخاصة بالعشائر لتتماشى مع روح العصر

بادرت بعض الدول العربية الى تهميش القوانين والعادات العشائرية، ففي العراق بالسبعينات من القرن الماضي، حاولت دوائر الأحوال المدنية شطب اسم العشيرة من البطاقة الشخصية للمواطن، واكتفت بالاسم الرباعي دون ذكر عشيرته مثل: (احمد محمد سالم علي)، لدفع حالة التعاطف العشائري والمحاباة في دوائر الدولة الى الاختفاء، ولكن ذلك لم يمنع المجتمع الريفي والبدوي من إبقاء عاداته وتقاليده في فض الخصومات وإحقاق الحق على طريقته، مما اضطر الدولة الى عدم حسم الخلاف بين المتخاصمين في مناطق واسعة من العراق دون أخذ الاعتبار لما هو عليه الحال في مجتمعاتهم، فلم تفرج عن متهم دون إسقاط حق من اتهمه عنه، وإجراءات إسقاط الحق هذه كانت تمر ضمن قنوات تعتمد الأعراف العشائرية.

وقد كان هذا الأمر يتعدى حدود العراق، فكانت الخلافات التي قد تحصل بين مواطن عراقي مع سوري أو سعودي أو أردني، تتم ضمن اتصالات تعتمد الأسلوب العشائري.

وفي الأردن، ونتيجة لتداخل ما هو سياسي وما هو مدني، اتجهت الحكومة الى إلغاء القضاء العشائري عام 1976، وعدم اعتماده من قبل الدوائر العدلية والأمنية، ولكن شيوخ العشائر لم يوافقهم هذا الأمر مما حدا بالحكومة الأردنية لإيجاد صيغ توفيقية، تجمع بين القوانين المدنية واستشارة العشائر، وقد حاولت الحكومة إنشاء محافظات خاصة بالبدو، تترك لهم شأنهم في قضائهم العشائري، في حين لم يكن الاعتراض قد أتي من البدو فقط، بل جاء من مناطق ريفية ومدنية أخرى.

العوامل المؤثرة في تعقيد القضايا

قد يكون الحادث أو الجرم بسيطا في بعض الأحيان، ولا يحتاج الى معونات عشائرية، كحادث مشاجرة أو إصابة بإطلاق نار في احتفالات الأعراس، أو حتى حادث دهس بسيارة، وهي حوادث يستطيع القضاء المدني أو الحاكم الإداري معالجتها دون إحالتها للمعالجة العشائرية. ومع ذلك سنجد أن هناك من الناس ما يجعل من هذا الحدث البسيط مناسبة هامة، ما هي العوامل التي تقف وراء تصنيف الحدث؟

1ـ قوة العشيرة اجتماعيا، فأبناء العشيرة التي لها حضور اجتماعي، سيجدون من حادث (دهس) طفل مناسبة، للتعريف بأهميتهم وكرمهم وكثرة رجالهم، خصوصا إن كانت تلك العشيرة ممن يرغب في تبوء مناصب لها علاقة بالانتخابات، كالبرلمان والبلدية وغرفة التجارة. في حين يكون أفراد العشيرة الضعيفة أو العائلة الصغيرة التي تعيش وسط مجتمع عشائري لا يحبذون المضي قدما في إجراءات التصالح العشائري، لأكثر من سبب أهمها: عدم تلبية وجوه العشائر في مشاركتهم (مشوارهم) وحتى لو قضت تلك الأعراف بإعطائهم حقهم فهم نادرا ما يحصلون عليه.

كما أن أبناء العائلات الصغيرة والفقيرة، إذا ما وقع أحدهم بمشكلة كأن يدهس أحدا، فإن أحد من العشائر الكبرى لن يكفله لأنه ليس باستطاعته القيام بدفع ما يتوجب عليه.

قبل عشرين عاما اصطدمت شاحنة كبيرة بسيارة نقل ركاب تقل خمسة ركاب مع سائقهم، توفي منهم اثنان وجرح البقية وكانوا من مناطق متباعدة، وعندما أشار الناس على سائق الشاحنة (لم تكن الشاحنة له) أن يلجأ للمصالحات العشائرية، حتى يتم إخلاء سبيله من التوقيف، لم يستطع أقاربه أن يدفعوا فواتير المستشفيات، ولم يستطيعوا تأمين سيارات لنقل الوجهاء، مما دفع ذلك العشيرة (الكافلة) أن تعلن انسحابها ـ خلافا للعادات ـ من تكملة المشوار، وأجبر ذلك أهل المصابين والمتوفين أن ينتظروا إجراءات التأمين لتعوض عليهم.

2ـ طمع بعض المصابين والمتأذين بالحصول على المال.
تشاجر ذات يوم جنديان في ثكنتهما، فضرب أحدهما الآخر، وكان الاثنان من عشيرتين ذات أعداد كبيرة ومنهما رجال دولة الخ. وقد حجزت الوحدة العسكرية الضارب حتى تتم إجراءات إسقاط حق المضروب.

وقد اشتركت بثلاث محاولات للصلح، وكانت (الجاهة ) تعد أكثر من خمسين رجلا، وكان في استقبالهم عشيرة (المضروب) وتأكدت أن من الحاضرين ثلاثة من رتبة (عميد متقاعد). ولم تكن الحادثة تحتاج الى كل هذا الجهد، فخرجت في المشوار الثالث ألتمس تفسيرا لتلك التعقيدات، فصادفت شابا سألته ببعض المكر عن (المضروب) وعن السر في عدم (توجيبه واحترامه) لتلك الطقوس. فقال: بصراحة أن (المضروب) يعلم أن من ضربه لن يُفرج عنه ما لم يتم الصلح هنا، وأن (المضروب) يطمع بألف دينار لتسديد أقساط سيارته، ولن يهتم بكل تلك الطقوس إن لم يحصل على المال!

عدت وهمست لأحد الوجهاء بما فهمت طالبا منه أن ينهوا تلك المجادلات العقيمة وعليهم إحضار المضروب الى الديوان، فحضر ووضع يديه على الباب ولم يكن يلبس تحت قميصه الخارجي المفتوح من الأعلى أي لباس، ولم يكن مهتما لا بالرتب العسكرية ولا بالوجوه، وطلب ألف دينار ليسقط حقه عن زميله.

3ـ عدم إخلاص الجاهة لمن يبعثها في مهمة
تشاجر اثنان، أحدهما ابن لرجل اغتنى فجأة وأصبح من أصحاب الملايين، فضرب من اختلف معه بأداة حادة قلعت عينه، وذهب المصلحون وكان من بينهم أربعة نواب في البرلمان ورجال من مختلف أنحاء المنطقة.

ولاحظت عدم تعاطف الجاهة الكبيرة مع والد الجاني، فالأعراف تدلل على أن فقدان رجل أو يد أو عين لها ربع دية القتيل، ولكن (ارتخاء) الجاهة جعل أهل المتأذي يطلبون مبالغ هائلة، مما استدعى عدة مشاورات وعدة جولات، وعندما لاحظت أن الجاهة قبلت بتعويض يزيد عن ثلاثة أضعاف دية القتيل، ذكرت الجاهة بالآية الكريمة (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن ألا تعدلوا) .. طلب مني الجميع أن أصمت، متذرعين (نريد أن نخلص .. ووالد الجاني لن يتضايق) .. وعندما قلت لهم أنكم تمدون جسرا سيمشي عليه غيركم .. اتقوا الله .. تجاهلوني فخرجت مع ثلاثة ممن لم يعجبهم الأداء..

4ـ تسديد إساءات قديمة ..

أحيانا، يتحين البعض أن يخطئ من أتعبهم في قضية قديمة لينتقموا منه في أي خطأ يقع به، فيعقدون مهمة الصلح.

5ـ ضعف الحاكم الإداري واستجابته للضغوط.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .