العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-06-2008, 09:23 PM   #1
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي هجر القران

كيف نتعامل مع كتاب الله تعالى

بفضل الله تعالى فالكثير منا قد اهتم بالقرآن الكريم في رمضان .. وبعد رمضان .. وتعاهدناه بالتلاوة والحفظ .. وامتلأت المساجد والشوارع بالمصلين يختمون القرآن في القيام والتهجد مرة واثنين وثلاثة .. وهذا بفضل الله تحول رائع وطيب .. ولكن ..
كثيرا ما تتحول قراءة القرآن والحرص على ختمه إلى هدف .. بينما هي في الحقيقة وسيلة .. والهدف الحقيقي هو التغير الجذري .. والتطبيق العملي .. وقد يكون القارئ على كثرة قراءته من هاجري القرآن بشكل ما .. كيف ؟؟


أنواع هجر القرآن


ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم
أحدها : هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم .
والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله تعالى : { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [الفرقان3] وإن كان بعض الهجر أهون من بعض أ هـ.



التحذير من هجر القرآن


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلاّ رسمه."16
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "ربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه."18

ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى، فيقول: ((قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا؟)) فيقال: ((كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)) فيؤمر به إلى النار

ومن تعلم القرآن يريد به رياءً وسمعة ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد عزوجل عظامه يوم القيامة، ولم يكن في النار أشد عذاباً منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلاّ يعذب به من شدة غضب الله وسخطه.


الغاية والثمرة من تلاوة القرآن

لابد من الحضور الفاعل الحي المؤثر أثناء تلاوة القرآن وتدبره والتعامل معه ، بكافة المشاعر والأحاسيس والانفعالات ، فلا يكون هدف قارىء القرآن مجرد الأجر والثواب فقط فهذا وارد وسيحصل عليه إذا أخلص النية بإذن الله .. كما لا يكون هدفه حشو ذهنه بالعلم والثقافة وزيادة رصيده من العلوم والمعارف لأن الوقوف عند الثقافة وحدها لا يولد عملا ولا التزاماً ولا سلوكا ، كما لا يكون هدفه الرياء ولا يبتغي من تلاوته عرضا من الدنيا أو غير ذلك ..

وعلى قارىء القرآن أن يتلقاه بجميع مشاعره وأن يكون القرآن دليلاً عملياً لحياته في يومه ونهاره .. عليه أن يتلقاه بجميع أجهزة التلقي في جسمه وأن يربط بينها ويحولها إلى برنامج يومي وسلوك عملي وحقائق معاشه ، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة رضي الله عنه : ( كان خلقه القرآن ) وكذلك يقتدي بالصحابة رضي الله عنهم الذين يتلقون القرآن تلقيا للتنفيذ فور سماعه .

وعلى قارىء القرآن أن لا يخلط بين الوسائل والغايات ، وأن لا يجعل من الوسائل غايات لأن كل ما يستخدمه أثناء التلاوة لا يعدو أن يكون وسائل توصله إلى غاية واحدة محددة .. فالتلاوة والتدبر والنظر ، وما يحصل عليه من حقائق ومعلومات وتقريرات والاطلاع على التفاسير والحياة مع القرآن لحظات أو ساعات كل هذا لا يجوز أن تكون إلا وسائل لغاية ، فإن وقف عندها واكتفى بها فلن يحيا بالقرآن ولن يعيش معه ولن يدرك كيفية التعامل والتأثر بالقرآن ..

إن الثمار التي يريدها قارىء القرآن لن تكون إلا في تحقيق الغاية التي حددها القرآن الكريم للمؤمن المتدبر .. قال تعالى : { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين . الله نزل أحسن الحديث كتابا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله . ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ..} الزمر 22-23

إن الغاية المحددة هنا هي ( الهدى ) باعتبارها وردت خاتمة للآيتين اللتين تحددان كيفية التلاوة وتصفان أحوال الذين يقومون بها وتسجل مظاهر الثاثر والتغير والانفعال عليهم ، ثم تبين الثمرة لهذه التلاوة وتحدد الغاية منها وتدعو المؤمن إلى أن يلحظها ويسعى إلى تحقيقها ..

وهناك آية أخرى تقرر غاية أخرى للتلاوة وهي قوله تعالى { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } الأنعام 122

الحياة العزيزة الكريمة التي تليق بالمؤمن وتبارك عمره وترفعه وتزكيه ... الحياة التي لا بد أن يجعلها غاية له من تلاوته وثمرة له يجنيها من رحلته فيه ونتيجة عمله يحققها من تعامله مع القرآن . هذه غاية التلاوة وثمرة التعامل مع القرآن ونتيجة التدبر وكل ما سواها وسائل لتحقيقها .
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-06-2008, 09:24 PM   #2
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

مفاهيم أساسية لمن أراد أن يتأثر بالقرآن


1) أن يحسن نظرته للقرآن وينظر له على أنه كتاب شامل ومنهج حياة متكاملة فإن الزاوية التي ينظر منها والصورة التي يرسمها للقرآن مرتبطة ارتباطاً مباشراً في كيفية التعامل مع القرآن والتأثر به .

2) الإلتفات إلى الأهداف الأساسية للقرآن وعدم الوقوف فقط عند بعض الأهداف الفرعية أو التي لا يريدها القرآن ولا يهدف لها . والأهداف الرئيسية للقرآن تتمثل في :
أ- الهداية إلى الله تعالى وبيان التوحيد .
ب- بيان الأحكام الشرعية وما يصلح احوال الناس .
ج- إيجاد الشخصية الإسلامية المتكاملة المتوازنة .
د- إيجاد المجتمع الإسلامي القرآني الأصيل .
هـ - قيادة الأمة المسلمة في معركتها مع الجاهلية من حولها

3) الإلتفات إلى المهمة العملية للقرآن : فعندما يعرف الأهداف الأساسيـة للقرآن من خلال قراءة القـرآن فإنه حتمـا
سيعرف أن مهمة هذا القرآن ورسالته عملية واقعية .

4) المحافظة على جو النص القرآني وعدم الانشغال بأي شاغل أثناء التلاوة ويحرص على أن يحضر كل أجهزة وأدوات الاستجابة والتأثر والانفعال .

5) الثقة المطلقة بالنص القرآني وإخضاع الواقع المخالف له، فمثلا لو كان واقع بعض المسلمين مخالف لنصوص من القرآن أو يطبقون بعض الأمور بطريقة تخالف النص القرآني فلا نقول ان هذا من القرآن ، وإنما هو من عدم الفهم الصحيح من هؤلاء المسلمين للقرآن .

6) الاعتناء بمعاني القرآن التي عاشها الصحابة عمليا ومحاولة الاقتداء بهم .

7) الشعور بأن الآية موجهة له هو وأن الخطاب يعنيه هو شخصيا .

8) تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان فهو صالح لكل زمان ومكان وتوجيهاته لكل الناس إلا ما ورد فيـه استثناء أو تخصيص أو تقييد .

9) أن لا يكون هم القارىء كثرة القراءة او الانتهاء منها بأقصر وقت فقط ، فهذا يمنعه من تدبره والتامل فيه

10) أن يصاحب من يعاونه على هذا الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق فإنه له أكبر الأثر في تعميق قراءة القرآن والتأثر به ..قال تعالى:{ وكونوا مع الصادقين}


نماذج من تفاعل الصحابة مع القرآن

الصحابة مع خواتيم سورة البقرة
روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : {للّه ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به اللّه فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء واللّه على كل شيء قدير} اشتد ذلك على أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم جثوا على الركب وقالوا: يا رسول اللّه، كُلِّفنا من الاعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"، فلما أقرَّ بها القوم وذلَّت بها ألسنتهم أنزل اللّه في أثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فلما فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل قوله: {لا يكلف اللّه نفساً إلى وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} إلى آخره، ورواه مسلم عن أبي هريرة ولفظه: فلما فعلوا ذلك نسخها اللّه فأنزل الله: {لا يكلف اللّه نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم، {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}، قال: نعم {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}، قال: نعم {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فاصرنا على القوم الكافرين} قال: نعم.


الصديق مع مسطح بن أثاثة
هذه الآيات نزلت في (الصدّيق) رضي اللّه عنه، حين حلف أن لا ينفع (مسطح بن أثاثة) بنافعة أبداً، بعدما قال في عائشة ما قال كما تقدم في الحديث، فلما أنزل اللّه براءة أم المؤمنين عائشة، وطابت النفوس المؤمنة واستقرت، وتاب اللّه على من تكلم من المؤمنين في ذلك، وأقيم الحد على من أقيم عليه، شرع تبارك وتعالى - وله الفضل والمنة - يعطف الصديق على قريبه ونسيبه، وهو مسطح بن أثاثة، فإنه كان ابن خالة الصديق، وكان مسكيناً لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر رضي اللّه عنه، وكان من المهاجرين في سبيل اللّه وقد زلق زلقة تاب اللّه عليه منها، وضرب الحد عليها، وكان الصديق رضي اللّه عنه معروفاً بالمعروف، له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب، فلما نزلت هذه الآية، قال الصديق: بلى واللّه إنا نحب أن تغفر لنا يا ربنا، ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة وقال: واللّه لا أنزعها منه أبداً، فلهذا كان الصديق هو الصديق رضي اللّه عنه وعن بنته.‏


المسلمات الأوائل مع الحجاب
روى البخاري عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: يرحم اللّه نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللّه {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن بها. وروى ابن أبي حاتم عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة قالت: فذكرنا نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة رضي اللّه عنها: إن لنساء قريش لفضلاً وإني واللّه ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب اللّه ولا إيماناً بالتنزيل، ولقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل اللّه إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل اللّه من كتابه، فأصبحن وراء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم معتجرات كأنهن على رؤوسهن الغربان (أخرجه ابن أبي حاتم وأبو داود). وقال ابن جرير عن عائشة قالت: يرحم اللّه النساء المهاجرات الأول، لما أنزل اللّه: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن أكتف مروطهن فاختمرن بها،


الصحابة مع تحريم الخمر
قال الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما نزل تحريم الخمر قال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية في البقرة: {يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} فكان منادي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: حي على الصلاة نادى: لا يقربن الصلاة سكران. فدعي عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ قول اللّه تعالى: {فهل أنتم منتهون}، قال عمر: انتهينا انتهينا.
واذا لاحظنا قصة تحريم الخمر في الاسلام استطعنا أن ندرك ـ من خلال هذا المثال ـ مدى نجاح القرآن في تحرير الانسان المسلم من أسر الشهوة وتنمية إرادته وصموده ضدها; فقد كان العرب في الجاهلية مولعين بشرب الخمر معتادين عليها، حتى أصبح ضرورة من ضرورات الحياة بحكم العادة والالفة ، وشغلت الخمر جانباً كبيراً من شعرهم وتأريخهم وأدبهم ، وكثرت اسماؤها وصفاتها في لغتهم ، وكانت حوانيت الخمارين مفتوحة دائماً ترفرف عليها الاعلام ، وكان من شيوع تجارة الخمر أن أصبحت كلمة التجارة مرادفة لبيع الخمر في مثل هذا الشعب المغرم بالخمر نزل القرآن الكريم بقوله تعالى : ( يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )
فما قال القرآن ( اجتنبوه ) الا وانطلق المسلمون الى زقاق خمورهم يشقونها بالمدي والسكاكين يريقون ما فيها ، يفتشون في بيوتهم لعلهم يجدون بقية من خمر فاتهم ان يريقوها ، وتحولت الاُمة القرآنية في لحظة الى اُمة تحارب الخمر وتترفع عن استعماله ، كل ذلك حدث لان الاُمة كانت مالكة لارادتها ، ( حرة ) في مقابل شهواتها ، قادرة على الصمود امام دوافعها الحيوانية ، وأن تقول بكل صرامة وجد حين يدعو الموقف الى ذلك، وبكلمة مختصرة كانت تتمتع «بحرية (حقيقية) تسمح لها بالتحكم في سلوكها » .
وفي مقابل تلك التجربة الناجحة التي مارسها القرآن الكريم لتحريم الخمر نجد أنّ أرقى شعوب العالم الغربي مدنية وثقافة في هذا العصر فشل في تجربة مماثلة ; فقد حاولت الولايات المتحدة الاميركية في القرن العشرين أن تخلص شعبها من مضار الخمر فشرعت في سنة ( 1920 ) قانوناً لتحريم الخمر ، ومهدت لهذا القانون بدعاية واسعة عن طريق السينما والتمثيل والاذاعة ونشر الكتب والرسائل ، وكلها تبين مضار الخمر مدعومة بالاحصائيات الدقيقة والدراسات الطبية .
وقد قدر ما انفق على هذه الدعاية ( 65 ) مليوناً من الدولارات ، وسودت تسـعة آلاف مليـون صفحـة في بيـان مضـار الخمـر والزجـر عنها ، ودلـت الاحصائيات للمدة الواقعة بين تأريخ تشريعه وبين تشرين الاول ( 1933 ) أ نّه قُتل في سبيل تنفيذ هذا القانون مائتا نسمة ، وحبس نصف مليون نسمة ، وغرم المخالفون له غرامات تبلغ مليوناً ونصف المليون من الدولارات ، وصودرت اموال بسبب مخالفته تقدر باربعمائة مليون دولار ، وأخيراً اضطرت الحكومة الاميركية الى الغاء قانون التحريم في أواخر سنة ( 1933 ) ، وفشلت التجربة .
والسبب في ذلك أنّ الحضارات الغربية بالرغم من مناداتها بالحرية لم تستطع بل لم تحاول ان تمنح الانسان الغربي ( الحرية الحقيقية ) التي حققها القرآن الكريم للانسان المسلم ، وهي حريته في مقابل شهواته وامتلاكه لارادته امام دوافعه الحيوانية ، فقد ظنت الحضارات الغربية أنّ ( الحرية ) هي ان يقال للانسان : اسلك كما تشاء وتصرف كما تريد ، وتركت لاجل ذلك معركة التحرير الداخلي للانسان من سيطرة تلك الشهوات والدوافع ، فظل الانسان الغربي أسير شهواته عاجزاً عن امتلاك ارادته والتغلب على نزعاته ، بالرغم من كل ما وصل إليه من علم وثقافة ومدنية .


الاستغفار للمشركين
قال الإمام أحمد، عن ابن بريدة عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ونحن في سفر، فنزل بنا ونحن قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب وفداه بالأب والأم وقال: يا رسول اللّه ما لك؟ قال: "إني سألت ربي عزَّ وجلَّ في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم عن ثلاث: نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها لتذكركم زيارتها خيراً، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا وأمسكوا ما شئتم، ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشريوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكراً".
وقال ابن أبي حاتم، عن عبد اللّه بن مسعود قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوماً إلى المقابر، فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها، فناجاه طويلاً، ثم بكى فبكينا لبكائه، ثم قام إليه عمر بن الخطاب، فدعاه ثم دعانا فقال: "ما أبكاكم"؟ فقلنا: بكينا لبكائك، قال: "إن القبر الذي جلست عنده قبر آمنة، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي"، ثم أورده من وجه آخر وفيه: "وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي وأنزل عليَّ: {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية، فأخذني ما يأخذ الولد للوالد، وكنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة.
وقال ابن عباس في هذه الرواية: كانوا يستغفرون لهم، حتى نزلت هذه الآية فأمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولم ينهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 11:31 AM   #3
hayani
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 155
إفتراضي

مشاركة متميزة , عجب لأمة وصفها الحق سبحانه بالخيرية و اشهدها على باقي الأمم وجزاها بالجزيل من العطاء على القليل من العمل ثم هي تدع كتابه و تهجر كلامه وترجو الخلاص في غيره , هدانا الله إلى الحق ووفقنا لما فيه الخير و رضاه .مشكورا على الموضوع
hayani غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-06-2008, 08:14 PM   #4
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة hayani
مشاركة متميزة , عجب لأمة وصفها الحق سبحانه بالخيرية و اشهدها على باقي الأمم وجزاها بالجزيل من العطاء على القليل من العمل ثم هي تدع كتابه و تهجر كلامه وترجو الخلاص في غيره , هدانا الله إلى الحق ووفقنا لما فيه الخير و رضاه .مشكورا على الموضوع
مشكور اخي الفاضل علي الرد
وجزاك الله خيرا
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .