العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-05-2008, 12:51 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

الوصمة!!

لاشك أن برامج الفتاوى أصبحت هي السمة المميزة للقنوات الدينية ..وهي ظاهرة صحية لا ننكرها ولانجحدها..لكن حين تتلخص صورة الدين فى مجرد سؤال وجواب تصبح العلاقة بين المرء وعقيدته يعتريها حالة من الجفاف..فإذا أضفنا محدودية وضيق أفق الأسئلة المطروحة تهتز الصورة أكثر وتصبح غير واضحة المعالم والشخوص..كان هذا رأيي منذ زمن بعيد بالرغم من أنى أتابع بعض برامج الفتاوى لأنى من العوام الذين يحتاجون إلى الخواص لاستجلاء مايستغلق عليهم فهمه من أمر دينه ودنياه..بيد أنى بالأمس صدمت صدمة موجعة رغمرغم تحصني بأختها منذ زمن وأفراز جسدى أجساماً مضادة لمثيلاتهما منذ فترة طويلة..ولكن القدر كتب لي أن أصدم للمرة الثالثة ..ففي برنامج فتاوى يعرض على قناة عربية أحترمها سؤل أحد الشيوخ الأجلاء الذين لانزكيهم على الله هذا السؤال من فتاة عربية :

أنا فتاة أحب العلم والتعلم وكل أملي أن أكمل دراستي وأبى وأمى لا يعارضاني ولكن المشكلة تكمن فى أن لي أخاً يرفض فكرة استكمال تعليمي نهائياً ويهدد أبي وأمى بعدم الإنفاق عليهما إن أصررت أنا على ذلك وكلما أخذت خطوة فى طريق العلم قلب الدنيا رأساً على عقب وأجبرنا على الخضوع لوجهة نظره التى لانتفق معه فيه بطرق وضغوط مادية ومعنوية فماذا أفعل؟؟

بالقطع لم يكن السؤال هو الصدمة فالظلم قضية حية فى كل زمان ومكان إلا من رحم ربي..والعقليات المختلفة المتدرجة الانغلاق والانفتاح أيضاً لاتعيش فى عالمنا العربي فحسب لكن العالم يزخر بها وبسياسة (الاستعباد مقابل الغذاء) ..المصيبة كل المصيبة كانت في الرد على السؤال..وهي:

لست أرى أن تعليم المرأة فيه أى ضرورة لأنه يعرضها للاختلاط والمفاسد...

لم تكن تلك هي المرة الأولى- كما قلت- التى أستمع فيها إلى مثل هذا الرأى بل إن شيخاً آخر من أكابر الشيوخ العرب قال أيضاً أن المرأة لا يجب أن تتعلم أكثر من(فك الخط) لتستعين به في قراءة المصحف ثم تنصرف بعد ذلك لتعلم شؤون البيت وتربية الأطفال ..وشككت في نفسي ساعتها وقلت ربما لم أفهم بيد أن الفتوى الأخيرة ثبتت سابقتها!!

وتساءلت..هل كل التعليم فيه اختلاط..هل لم يجد الشيخ الجليل أى وسيلة لتعليم المرأة إلا عن طريق الاختلاط؟؟وهل الاختلاط هو المصيبة الوحيدة فى السؤال..؟؟ألم يعقّ هذا الأخ أباه وأمه ويعامل رحمه بقسوة تهدد بقطعه..؟؟وهل حرص هذه الفتاة على التعليم دخل فى دائرة المفاسد؟؟؟ألم تحرص سيدتنا أم المؤمنين حفصة بنت عمر على تعلم الكتابة فشجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن حجر فى الإصابة بقوله لمعلمتها الشفاء بنت عبد الله التي اشتهرت بحكمتها ومعرفتها بالرقية:

علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتابة

ألم تكن السيدة عائشة علامة فى الأنساب والشعر كأبيها وألم تكن حجة فى رواية الحديث حتى نعتها الإمام الذهبي بأنها أفقه نساء عصرها وألم تكن أعلم الناس بالطب الذى أتقنته لتطبب به نفسها ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدأ المرض يشق طريقه إلى جسده الكريم..؟؟

فإذا قال قائل أنها لم تكن تخرج إلى الجامعات التى امتلأت اليوم بالمفاسد ولم تكن تختلط بالرجال لكان الرد أنها تعلمت من الوفود التى كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم من دون اختلاط غير مقنن أو تعرض للمفاسد فقد قالت حين سأله ابن أخيها عروة بن الزبير عن تعلمها الطب :

يا بني كان النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عمره كثير الأوجاع ، فكانت العرب تفد إليه من كل مكان، يأتونه بما عندهم من وصفات طبية ، وانا اسمع منهم ، واجرب ، حتى تعلمت الطب

ثم أن هناك جامعات نسوية الآن يمكن لأى الانتساب إليها بل لقد وصل التعليم إلى داخل البيوت عن طريق جامعات التعليم عن بعد المنتشرة عبر الإنترنت والمعترف بها دولياً وإن كانت كثيرة التكاليف..هذا يعنى أن العلم فى حد ذاته ليس محرماً على النساء ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مايفيد منع تعليم المرأة درءاً للمفسدة..وإن كان هناك مفسدة حقيقية تتعرض لها المرأة المسلمة فى زمننا فهي الفراغ والتغييب في حين تتقدم زميلتها العلمانية أو المنتمية إلى أى اتجاه آخر مئات الخطوات تسبقها بها وتكتسب كل يوم مكانة أرفع ومهارات تواصل أقوى وليس أدل على ذلك من الحوارات التى تقام إعلامياً بين من يمثلن الاتجاهات الإسلامية واللواتي تحملن لواءات أى اتجاهات أخرى..حيث تكون المحصلة صورة مشوهة لما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة وصورة ملونة بارزة لزميلاتها الأخريات..ومن ثم اتهام للإسلام بأنه السبب الأساس فى تأخر عقلية المرأة الممثلة له .. والتى تنحصر اهتماماتها فى فتاوى الحجاب والنقاب والطهارة والزواج والطلاق..وهي أمور لا نطالب بتهميشها ولكن بترشيد الحوار حولها فنحن لانشكك في أهميتها بقدر ما نأمل أن تتحول بؤرة تفكير المسلمات لتركز على إنقاذ الأمة مما هي فيه بالفهم والتفاهم والتفاعل الحقيقي مع القضايا المطروحة على كل الساحات والتأكيد على أن قامتهن لا يجب أن تنحني ثقافياً أو حوارياً أمام غيرهن فلديهن نفس الفرصة للتعلم والتحاور والتفاعل البناء المثمر واستسلامهن للجهل إنما يسلمهن لأيدى أعدائهن..وسؤالى لأى شيخ يفتينا هو:

هل هو محتم علينا كنساء مسلمات استيراد الطبيبات وأستاذات الجامعات والمفكرات والخبيرات فى كل المجالات غير المسلمات من الخارج لتوجيه عجلة حياتنا ونحن نحبس أنفسنا في الجهل والضياع المجتمعي وتوسعة الهوة بيننا وبين الفكر المطروح على الساحات المحلية والعالمية مكتوفات الأيدي بدعوى أن ديننا يأمرنا بذلك؟؟؟وهل ديننا فعلاً يأمرنا بذلك؟؟؟

أشك.. وربما –رغم جهلي وعدم ادعائى العلم- أرفض وصم ديني بما ليس فيه !!
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:53 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

الخطاب الدعوى للمرأة..إلى أين؟؟

برغم أننا وصلنا إلى عصر مايسمى بثورة الاتصالات وتقدم التقنيات الحديثة إلا أن مشكلة الخطاب الدعوي للمرأة مازالت قائمة ومتوقفة عند مرحلة ماقبل منتصف القرن العشرين..ولا أدرى على وجه التحديد ماهو السبب الحقيقي لهذا التوقف ولا لماذا ظل التطور الخطابي مؤطراً داخل أطر بعينها رفض أن يخرج منها وعنها..وعندما تطالع نشرات دعوية نسائية أو ترى برنامجاً تلفزيونياً يدعو المرأة تلمس فى كثير منها قصوراً ملحوظاً يحتاج إلى دراسة وفحص وإعادة تقويم..

إن معظم النشرات والمطويات الدعوية الموجهة للمرأة إما تخاطب الوجدان أو العقل وفى هذا خير كثير بيد أن المواضيع التى تطرقها وطريقة العرض هى التى ساهمت فى تكبيل سير الدعوة النسوية فى الاتجاه الصحيح..فإذا خاطبت الوجدان قصت عليها القصص المستفزة للدموع وحكايات بنات جنسها اللواتى أكلهن ذئاب البشر وسقطن فى مستنقع الرذيلة والخطأ ولم يعدن إلى رشدهن إلا بعد فوات الأوان..وإذا خاطبت العقل لم تخرج عن الحجاب وطاعة الزوج والتهديد والوعيد بعذاب الله إن لم تفعل كذا وكذا أو أسَرتها فى ساحة فتاوى الحيض والنفاس والطلاق المعلق..وربما أجد لهذا التأطير سبباً وسنداً يأتى من بعض كتب السلف وليس كلها حين تتحدث عن النساء بأن عقولهن محدودة الفكر وعواطفهن أسبق من قراراتهن..وهو حق لبعض فئات النساء وفى أوقات معينة من حياتهن لكن هذا بالطبع لا يمكن أن ينطبق على جميع النساء وكل مراحل أعمارهن وفى السيرة ما يركز على إمكانية الاعتماد على عقول النساء ومشاورتهن والأخذ برأيهن مثل ماحدث فى الحديبية مع السيدة أم المؤمنين أم سلمة...وما مواقف السيدة خديجة فى بداية عهد الرسالة منا ببعيد..بل ستظل أبد الدهر سراجاً ونبراساً وفخراً للمرأة أنها تنتمي لجنس انتمت إليه سيدة مثل خديجة بنت خويلد رضي الله عنها..وليست السيدة خديجة فحسب بل هناك عشرات الأمثلة لنساء الصحابة اللواتى كن من صاحبات العقول الراجحة المتميزة مثل أمهات المؤمنين خاصة السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق راوية الحديث الفقيهة والصحابية السيدة نسيبة بنت كعب أم عمارة المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أحد والسيدة أسماء بنت زيد خطيبة النساء والشفاء بنت عمرو التميمي التى يقال أن سيدنا عمر بن الخطاب استعان بها فى الحسبة فى السوق والسيدة خولة بنت حكيم التى جادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى زوجها وسمعها الله من فوق سبع سموات وانتصر لها..وغيرهن كثيرات وكثيرات لايتسع المجال لذكرهن مع فضلهن وعظمتهن.

ولعل المشكلة الأساس التى يواجهها الخطاب الدعوي للمرأة هى عدم مراعاته للتدرج الذى أصبح الآن ضرورة من ضرورات الولوج إلى عوالم المرأة..فالمرأة التى تعلمت وشاركت فى الحياة السياسية والعلمية والثقافية والمجتمعية تحتاج إلى أكثر من (الوعظ) الذى يبكى عينيها وينتهى أثره بمجرد خروجها إلى واقع الحياة واستسلامها لعنكبوتية خيوطها المتشابكة والمتناحرة الذى يشعرها أنها عدة كيانات منفصلة لاتستطيع التركيز فى نقطة واحدة أو على قضية بعينها..إن وسائل الإعلام التى أصبحت اليوم حقيقة لا مهرب منها ولاسبيل إلى تجنبها اصبحت تلاحقنا صباح مساء بنشراتها ومعلوماتها وحواراتها مما تسبب –رغم التغييب والتغريب- فى تطور كثير من المهارات الثقافية لدى المرأة من الأميّة إلى التى تحمل أعلى الشهادات الدراسية ومن ثم فهى فى حاجة لما يروى عطشها للعلم والمعرفة والثقافة والدين بطريقة واعية راشدة تشعرها أنها ليست طفلة تكتفى بالحكايا والقصص التى تنال منها العبر وتجنى منها التجارب بل هى عقل يتفهم له خلفية ثقافية تستطيع استيعاب العلم الشرعي والمجتمعي وفهمه وإسقاطه على الواقع بطريقة صحيحة تسهم فى تقدم المجتمع ككل..ومن ثم فى تربية جيل يعرف ماهية الدين وأهميته ومكانته فى الحياة فلا هو ذلك المهمش الذى يظل مؤطراً داخل عبادات الجوارح دون حركة الحياة ولا هو ذلك الموقف لمسيرتها أو العقبة فى سبيل تقدمها وتفاعلها مع بقية الحضارات الأخرى دون إفراط أو تفريط..

إننا نعاني من التطرف بشتى صوره..إما التطرف فى استخدام الدين كسيف نقطع به رقاب المخالفين أو التطرف فى التعامل مع الدين على أنه جزئية صغيرة فى حياتنا مكانها القلب ولامحل لها غيره..والدين ليس هذا ولاذاك..فالدين هو ماعلمناه رب العزة حين قال لرسوله الكريم فى كتابه العزيز:

{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162

ولكى تصل المرأة المسلمة العصرية إلى دينها بطريقة صحيحة يجب أن تدرس حالتها جيداً ونقصد بحالتها ثقافتها..اهتماماتها..مستواها الاجتماعي..بيئتها..مواهبها ومهاراتها..نقاط ضعفها هى ومجتمعها..وبناءاً على تلك الدراسة يتم استخدام مايسمى بـ(تدرج الدعوة) وهو الذى يعنى تقديم الخطاب الدعوى لكل فئة على حدة بالشكل الذى تحب وتستطيع استيعابه والإفادة والاستفادة منه..وربما يرى البعض أن هذا الأمر ليس سهلاً لكنى ربما أختلف معه فى الرأى ..فالعاملون والعاملات فى حقل الدعوة عندما يعدون للقاءات دعوية يجب أن يكون لقاؤهم هذا مدروساً منذ البداية لا عشوائياً اللهم إلا إن كان هذا اللقاء غير مرتب له أو فى مكان لا يستطاع فيه تمييز مستويات المدعوات وخلفياتهن.. لكن حتى فى هذه الحالة يمكن تنويع الدعوة بحيث توافق كل تلك المستويات وتخاطب كل العقول الموجودة بشكل يرضيها جميعاً ولايزيدها نفوراً وإعراضاً.

إن الكثير من التوجهات الأخرى غير الإسلامية تعمل على اجتذاب المرأة المسلمة المثقفة بمختلف الوسائل التى من أولها احترام عقلها وتفكيرها وتغازلهما بكل طريقة ممكنة لتكسبها إلى صفها والدعوة أولى بهذا الجذب لهذه الفئة بالذات من النساء لأن تلك الفئة إن صلحت صلحت بنية أسرتها وبيئتها المحيطة..وإن انفلتت وانضمت إلى المعسكر المضاد المحارب أو المهمش والمغيب للفكر الإسلامي خسرت الدعوة الكثير وظلت تحارب طواحين الهواء في زمن لم يعد يعترف بالتخلف وأهله وطواحين هوائه.
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:55 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

صراخ الثكالى

بادرني أحد الذين أعتز بنقدهم وآرائهم بسؤال..قال:هل كل أبطال كتاباتك يموتون باستسلام..؟؟؟؟سؤاله ذكرنى بواقع أليم نعيشه بشكل يومي ألا وهو موت القضايا المدوية بعد تفجيرها بأيام قليلة .. وخرس الألسنة والأصوات العالية التى كانت تطالب بمناقشتها وإيجاد حلول لها..وجعلت أتساءل..ماذا إذن كان الغرض الأساس من تفجيرها..أهى مجرد فرقعات إعلامية وسباقات صحفية لتأكيد شهرة البرامج التى فتحت ملفات تلك القضايا أم أن هناك ضغوطاً من جهات مختلفة وأطياف أياد خفية تضطر الإعلاميين إلى غض النظر عما أثاروه ووأد الحقائق حية لكى لا تضيف غلياناً على غليان فى صدور الجماهير وهو ماقد يهدد بحالة من الغضب مما لايحمد عقباه..ونعود نتساءل:مادمنا موقنين بأننا لانمتلك إعلاماً حراً وثبت لنا بما لايدع مجالاً للشك أن الدخول فى معارك بعينها لايفضي إلا إلى لاشىء ولانتيجة فلماذا ندخلها من الأساس ولماذا إذن نعيب على الصحافة الصفراء ماتفعله ونسميها بصحافة الفضائح وإعلام التشهير طالما أننا نتبع نفس المنهج..مر ذلك بذهنى وأنا اتصفح أوراق ذاكرتى التى أثقلت كاهلها قضايا مفتوحة لم تحل ولم تغلق..فقط أثيرت ثم أعقبها صمت من نوع خاص ..ترى من خلاله شيئاً غامضاً وراء الكواليس الإعلامية..على سبيل المثال لا الحصر ..أثيرت قضية الإعلامية هالة سرحان وقامت الدنيا ولم تقعد بعد ماجاء فى برنامج تسعين دقيقة من التلفيق المتعمد لحلقات بنات الليل ..وأحيل الموضوع برمته للنائب العام وظهرت السيدة هالة على إحدى القنوات وهى تستعرض مجدها الإعلامي دون أن تبرىء نفسها أو تعترف اعترافاً صريحاً بخطئها الذى ارتكبته مع سبق الإصرار والترصد..وانتظرنا معرفة ماتوصل إليه النائب العام وأعوانه..لكن القضية ماتت غير مأسوف عليها..ومن كان بالأمس يصرخ حزناً وغضباً على حق مصر الضائع بين الفضائيات التى تحاول النيل من كرامتها وسمعتها من أجل حفنة دولارات..سكت ..وصمت كان الأمر لم يكن..لم تعلن نتائج تحقيقات..ولم تطرح تطورات..ولم تبرأ ساحة أو تفرد مساحة لإثلاج صدور قوم أثيرت حفائظهم وأعصابهم بلا ثمن..ثم أعقبتها قضية لبن الأطفال المغشوش الذى أدى إلى حدوث عاهات مستديمة عند بعض الأطفال الرضع بعد إصابتهم بنزلات معوية حادة أثرت على وظائف المخ بشكل أو بآخر مما عرقل حياة أبرياء لاذنب لهم فيما أصيبوا به اللهم إلا أنهم وثقوا فى حليب مجفف مدعم تقوم بصرفه وزارة الصحة بدلاً من مثيله مرتفع السعر المستورد والمحلي..وانفعل الناس مع دموع الأب الشاب الذى تحول ابنه من النقيض إلى النقيض فى يوم وليلة وانتظروا أن يروا نتيجة وردة فعل منشورة بنفس المستوى الذى نشرت به فضيحة الموت القادم من غذاء الاطفال المدعم لكن ..مرة أخرى عم الصمت وسكت الصراخ وأخفيت دموع الآباء الغاضبين..ثم أعقبتها قضية اللبن المغشوش بسماد اليوريا ومسحوق السيراميك والتوتيا الزرقاء..والتى أثبتت أن 55% من اللبن المطروح فى الأسواق مصنع فى مصانع اللبن المزيف..وتداولتها البرامج الحوارية والمقالات الإخبارية ثم ماتت بلا بواكي بل أن هناك من قال أنه تم إعادة فتح تلك المصانع لكن..لم يعلن علينا أية نتائج حقيقية لما تم من تحريات وإجراءات وكأن الشعب سعيد بهذه النوعية المتميزة من اللبن التى يبدو أنها باتت أفضل من الطبيعي لديه..تضاف إلى تلك المصائب بعض قضايا اغتصاب ربما كان أبرزها اغتصاب الطفلة ذات التسع سنوات بسبب إهمال ضابط شرطة..واغتصاب طفل السبع سنوات بواسطة معلمه فى المدرسة المحافظة فى غرفة وكيل المدرسة..وكلها لا تعدو أن تكون مفورات دموية للمشاهدين المتابعين للأحداث خاصة المغتربين الذين يحرصون على متابعة أخبار بلدهم الحبيب ويتمنون سماع ما يسر قلوبهم ويثلج صدورهم..ولايجدون إلا اليأس والإحباط والتثبيط المفرغ من الإيجابية..فالإيجابية من وجهة نظرى المتواضعة ليست فى كشف المستور..وفضح الكوارث المستترة لكنها بالأساس التفتيش عن حل وعرض نتائج البحث والتقصي والتفاعل مع القضايا على الجمهور الذى يموت كمداً كل يوم وهو يتابع الألم الذى تنزفه الفضائيات المصرية الخاصة والعربية عامة ثم ينام قريح العين مكلوم الفؤاد ليأتي اليوم التالي بأشنع ماجاء به سابقه وحتى إن لم يتابع فزملاء العمل وغير العمل يتولون الأمر ويخبرونه بما لم يعرف ولم يحط به علماً..ونعود لنسأل:ماهى وظيفة الإعلام الحقيقية؟؟؟إن البعض يحمل شعارات تنادى بالشفافية والوضوح والتنصل من إخفاء الحقائق..ونحن نشجع ذلك لكن ليس على حساب أعصاب المشاهد والمتابع بصفة عامة..فكشف المستور يجب أن يقترن بوضع نهايات سعيدة مرضية يشعر معها المشاهد أن له قيمة وأن إعلامه بالمشكلة لم يكن إلا خطوة في طريق حلها لا مجرد استفزاز لغضبه وابتزاز لمشاعره ليرسل رسالة جوال أو براق أو يشارك بمحادثة هاتفية لا تعادل إلا صراخ ثكلى لا يعيد إليها وليدها الذى أسلم الروح من عالمه الآخر مهما علا صوته وارتفعت حدته..



[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:57 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن..
يحكى أنه في بلد من بلاد المسلمين قامت إحدى الدور الثقافية التى لها وزنها بالإعلان عن منح لدراسة اللغة الإنجليزية خصت بها طلاب وطالبات كليات التربية قسم اللغات ..هذه المنح المميزة ذات تمويل أمريكي..واشترطت الجهة المعلنة عمل اختبار ومقابلة شخصية للطلاب المتقدمين لتتخير منهم العدد المناسب..كانت لجان المقابلات الشخصية مؤلفة من أساتذة أمريكيين أما أسئلتهم فقد انحصرت في موضوعات بعينها مثل: ما رأيك فى الوضع الراهن لأفغانستان؟؟ما رأيك فى دخول أمريكا العراق لترسيخ معنى الحرية والديموقراطية؟؟كلمنا عن طالبان؟؟مارأيك فى العمليات الانتحارية التى تقوم بها فرق الإرهاب(المقاومة)الإسلامية فى الدول موضوع الأسئلة؟؟
أما الامتحان التحريرى فقد أتى على نفس الشاكلة ولكن بطريقة (تكلم بإسهاب عن واحد من المواضيع المذكورة أعلاه موضحاً فيه رأيك ووجهة نظرك وسببه..؟؟)
دخل الطلاب الامتحانات وانقسموا إلىفرقتين..فرقة آثر ت الحصول على المنحة والإمساك بالعصا من منتصفها وأدلت بإجابات غير قاطعة حاولت فيها أن تماليء الدولة المانحة لتفوز بالمنح..وفرقة أخرى استفزتها الأسئلة وفهمت مابين السطور وأحست بالغرض من تلك المنح فردت بالإجابات التى رأتها مناسبة و لا تخالف ضميرها وفضلت أن تقول الحق وألا تأخذها فى الله لومة لائم..وانتهى الامتحان وكل فريق يعرف مافعل وينتظر نتيجته المتوقعة...ومر أسبوعان ثم أعلنت النتيجة ..لم يهتم كثيراً طلبة الفرقة الثانية فقد فهموا أن الرسوب لن يكون هو النتيجة الوحيدة لإجاباتهم بل قد يذهبوا إلى جوانتاناموا وأبى غريب فى منح من نوع خاص تعدها وزارة الدفاع الأمريكية..فلم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عن نتيجتهم..أما الفئة الأولى فقد تحرقت شوقاً لمعرفة نتائجها وهى تثق فى ذكائها الذى جعلها تحسن التصرف وتتعامل مع الموقف وفق مايقتضيه لتستفيد منه كما ينبغي..إن هذه الفئة لم تكن سيئة لكنها اعتقدت أن رأيها لن ينفع أحداً لأن الموضوع مجرد مقابلة شخصية من أجل منحة..بل على العكس قد تتضرر هي إن لم تحصل على المنح المطروحة والتى لن تكلفها إلا كلمات قليلة ترضى بها الممتحن..وكانت المفاجأة..فقد نجح كل من هاجم أمريكا والنظام العالمي الجديد وفاز بالمنح بينما رسب كل الذين استرضوها وخطبوا ودها..
بدأت المنح الدراسية فعالياتها واكتشف الطلاب الفائزون بها أنهالم تكن إلا شركاً الهدف الأساس منه عملية غسيل مخ منظمة ولقاءات وجلسات حوار مع رجالات تربية وثقافة أمريكيين عبر الدوائر التلفزيونية لتغيير توجهات هؤلاء الشباب الواعين وكسبها لصالح الكفة الأمريكية..والجدير بالذكر أن معظم من حضروا تلك الندوات لم يتغيروا بل بالعكس تناقشوا مع محاوريهم بمنتهى الموضوعية وأحرجوهم بالحجج التى لم يستطيعوا منها فكاكاً وفشل البرنامج فشلاً ذريعاً..
انتهت القصة نهاية سعيدة..بيد أن فحواها ذكرنى بأسطورة( إيريال) عروس البحر الكارتونية الديزنية(نسبة إلى ديزنى)بنت ملك البحار التى أحبت أميراً بشرياً وأنقذته من الموت غرقاً فى عاصفة بحرية ولم يتذكر هو شكلها لكن صوتها الرائع انطبع داخله ولما أن أحست ساحرة البحار الشريرة رغبة عروس البحر الجميلة فى الحصول على قلب هذا الأمير والحياة معه مابقى لها من عمر عقدت معها صفقة مفادها أن تمنحها ساقين وقدمين بدلاً من ذيلها مقابل أن تأخذ صوتها الرائع..وقبلت الأميرة الصفقة واستطاعت الخروج من البحر والحياة على الأرض كبشرية والوصول إلى الأمير الذى تحب لكنها لم تستطع أن تعرفه بشخصيتها الحقيقية لأنها بلا صوت..وهو عرفها في البدايةعن طريق صوتها الشجى وبالتالى لم يتعرف على حقيقتها لأنه لم ير منها إلا أنها فتاة جميلة خرساء..وكانت النتيجة أنهالم تجن من مشاعره أكثر من العطف والشفقة..
وتأملت الأسطورة وقصة المنح معاً ..فوجدت أنهما متطابقتان من ناحية التخطيط مختلفتان تطبيقاً..فقد كان أمل الساحرة الشريرة(أمريكا) شراء صوت الشباب الواعى الذين تعلم علم اليقين أنهم هم من سيمسكون بالزمام غداً إن شاء الله..ولما عقدت الاختبار لم تكن بحاجة لمن لديهم الاستعداد المسبق للبيع ..لكنها كانت تريد الآخرين الذين تعتقد أنهم الشوكة فى ظهرها..لقد حاولت إقناعهم بالبيع أو على الأقل بحضور المزاد بواسطة سماسرتها من بنى جلدتنا..كانت مقتنعة أن مجرد دخولهم تحت طائلتها الثقافية الفكرية قادر على إحداث تغيير حقيقي فى نفوسهم وقناعاتهم بيد أنها فشلت لكنها لم تيأس..إنها تعمل فى كل الاتجاهات بكل السياسات سواءاً كانت سياسة العصا والجزرة أو الغزو الفكرى والثقافى والانحلالى..أو فرض النظام العالمي الجديد واستخدام فخ العولمة..أو..أو...تشترى من يبيع وتبيع من تشترى..فمن وجهة نظرها لكل ثمنه الذى يرتضيه وإن لم يفعل فالنار والدمار أولى به..
لكن الذى يجب أن نتوقف عنده هو:لماذا تفعل أمريكا كل هذا إن كان العرب المسلمون قد انتهى زمانهم أو يئست منهم الحياة فألقت بهم فى سلة مهملاتها..وصاروا نهباً لكل قاطع طريق أو مجرم صفيق..؟؟لماذا تضيّع من وقتها وأموالها ماتضيّع إن كنّا نحن بضاعة مزجاة لاتنفع ولاتضر..وإن كان وجودنا فى حد ذاته عبئاً على الحضارات الأخرى التى قطعت أشواطاً طويلة فى التقدم والعلم والعلو؟
والإجابة تتلخص في أننا نشكل رعباً حقيقياً لأمريكا ومن يحالفها لأننا ذوو مرجعية ثابتة لم تتغير وأمتنا جبلت على أنها أمة محاربة مقاومة للضربات المتوالية التى قد تصيبها بالمرض حال ضعفها لكنها لا تميتها ولاتفنيها فعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أن الله أو أن ربي زوى لي الأرض مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها وعشرون بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم حتى يكون بعضهم يسبي بعضا وبعضهم يهلك بعضا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها أو قال من بأقطارها إلا وإني أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان))مسند أحمد
لقد درس أعداؤنا ما منحنا إياه نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام من معلومات مستقبلية نبأه الله بها كمفاتيح نصرللأمة فآمنوا بها وغضضنا نحن عنها الطرف وبدلاً من أن تكون تلك المفاتيح بأيدينا نفتح بها أبواب النصر والأمل استخدمها عدونا لتحجيمنا وإغلاق الباب علينا وحبسنا فى قمقم الضعف والهزيمة..لأنه يعلم علم اليقين أن المارد خارج خارج لا محالة..وكل الذى يفعله هو سجنه أطول فترة ممكنة عله يستطيع أن يحقق أغراضه ويستفيد من هذا الوقت الممنوح له أقصى استفادة..ألم نر التفكك والانقسام على النفس من قبل أولياء أمورنا تارة أو من قبل فرق المقاومة للمحتلين أخرى بإيعاز وتمويل ومؤازرة من أعدائنا فى كل بلد يلوح فيه الحكم بـــ (لاإله إلا الله)....ألم نر ورغم ضعف المسلمين وبعدهم عن روح الإسلام الحقيقية ومنهجه القويم ومشاريع التبشير السياسي والفت فى عضد المسلمين أن أعداد من يدخلون للإسلام تزيد ولاتنقص وتدخل الدعوة بفضل الله لكل فج عميق لتصل إلى قلوب شاء الله لها أن تجتمع على موائد فضله وهدى رحمته..؟؟؟ألم نر أن كل مصيبة تدبر للإسلام يكون القصد منها تشويه صورته تدفع الناس لدراسته والبحث عن كنهه ودعوته فيرى كل من أراد الله له صفاء البصر والبصيرة الوجه الحقيقي للإسلام ويفهم كل من رزق عقلاً راشداً ويستطيع قراءة مابين السطور سبب هذا العداء الجامح الذى لم يرقب فى مؤمن إلاًّ ولاذمة ولم تأخذه بدولة الإسلام رأفة فى دين أو دساتير حقوق إنسان..فيشهد لنا لا علينا حتى وإن لم ينضم لحظيرة الإسلام..؟؟؟
إننى أرى المنح فى المحن والعطايا فى الرزايا..وإن المبشرات أكثر وأكبر من المثبطات والمحبطات..إن الله منجزنا وعده ولو كره الكافرون ..وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وقد قال تعالى:
((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ))البقرة 214
ألا إن نصر الله قريب..ألا إن نصر الله قريب..ألا إن نصر الله قريب..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 12:59 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]بسم الله الرحمن الرحيم

ثقافة الإلحاح

منذ نعومة أظفارنا وبمجرد أن يبدأ الوعي فى الجلوس على عرشه العقلي حتى نتعرض لعمليات غسيل مخ يومية مختلفة مهما كان حرص الأسرة على إحاطتنا بتربية سوية بعيدة عن كل السقطات المجتمعية والاستيرادات الغربية لأسوأ ما فى حضارته ..ورغم أن هذه العمليات كانت محدودة بعض الشيء لجيلنا لكننا لا نستطيع إنكار أننا وربما أهلينا ..استسلمنا فى بعض الأحيان لهذه القوى المسيطرة الإعلامية المحدودة والتى كانت تعرفنا بمفردات حياتية جديدة ومعطيات عديدة لم تكن تناسب طبيعتنا فى بداية بثها ونفثها لكنها –وياللعجب-استطاعت بطريقة ما أن تتغلغل فى تحركاتنا وطريقة تفكيرنا وتفاعلاتنا المستمرة لتصبح جزءاً لا يتجزأ منها وكأنها لم تكن يوماً غريبة علينا..

وإذا كان هذا قد حدث بصورة محدودة فى جيلنا ..فاليوم اتسعت تلك العمليات التحويلية التى باتت أدواتها ووسائلها وأسلحتها لانهائية العدد ووالعدة والعتاد ..وإذا كانت طبيعة زمننا ومحدودية التقنية الاتصالية والتواصلية آنذاك مع انتباه أهلينا لتوجهاتنا واتجاهاتنا قد قننت استسلامنا للبرمجة التى يمارسها الآخر على عقولنا بلا توقف..فأجيال اليوم بالذات -وربما نحن معهم -تعاني أشد المعاناة من أجل أن تظل هويتها متميزة وانتماءاتها التى اختارتها بيدها مترسخة..هذا إن كانت الفئة التى تتعرض لتلك البرمجة واعية متيقظة تعرف من هى وماذا تريد وماهدفها..بيد أن هناك فئات أخرى لا تشعر بهذا ولذا فقد استسلمت طواعية لمبرمجيها دون قيد أو شرط وهى منبهرة مأخوذة بفكرهم وتوجهاتهم وبما يقدمونه من فراديس زائفة وأحلام متفلسفة يحسبها الظمآن ماءاً وهى لا تعدو أن تكون سراباً واهماً موهماً..وعليه فقد سلموها إلى جحيم الضياع والاتباع ..لكن الاتباع هنا لا يوصل إلى القمة إلا بشروط خاصة جداً فى حالات غاية فى المحدودية ..أما الأصل فهو السقوط للهاوية.

بيد أن ماشغلنى بحق هو كيفية تلك البرمجة التى نتعرض لها يومياً عبر الوسائل الإعلامية والإعلانية والتعليمية ..وقد توصلت-وربما لست الأولى فى ذلك-بأن سر ما أبحث عنه هو سياسة التكرار والإلحاح..فلقد اهتدت الأجهزة التأثيرية المختلفة إلى أن كل شىء وأى شىء يمكن تقبله أو على الأقل السكوت عن أخطائه بالتكرار والإلحاح ..فالأخلاقيات المتفسخة والتى تروج للعلاقات غير الشرعية أو فك عرى الأسر وإعلاء الخيانة على حساب الفضيلة قد انقلبت بفعل التكرار والإلحاح السينمائي والدرامي إلى دفاع عن الحب والحرية غير المحدودة ..والمعطيات الدينية المتمثلة فى العقيدة و الحرام والحلال قد حولتها الأيدى العابثة إلى قيود تخنق الإنسانية وتجثم على صدر إبداعها الخلاق فتسجنها فى باستيل أو جوانتانامو -حسب لغة العصر الحديث-من الأفق الضيق والفكر المحدود..وأمريكا نفسها استخدمت نفس الأسلوب إبان حربها الباردة مع روسيا وتدخلها العسكرى فى فيتنام وإقناع الكثيرين بحقائق مقلوبة عن طريق الأفلام والمسلسلات التى صورت الأمريكان ملائكة ممتدة الأجنحة تريد إرساء الأمن والسلام والديموقراطية فى مجتمعات متوحشة لا علاقة لها بالحضارة ولا تفهم ألف باء المدنية والحرية..والفن الهابط الساقط أو على الأقل غير المبدع المؤطر فى التحفيز المستفز للتصفيق والرقص الفردي والجماعي والذى جعل الفن أشبه بالملاهي الليلية وبيوت الهوى والرذيلة..أصبح هو القاعدة..وليل نهار تسمع أصواتاً لاتمت للجمال بصلة وكلمات يندى لها الجبين ..لكنها مع الإلحاح تدخل المتلقي إلى حالة من التنويم المغناطيسي أو الإيحائي المستمر والذى يجد الإنسان بعد هنيهة نفسه يتصرف بطريقة انقيادية ويردد مايمليه عليه أو يوحي به إليه المنوّم دون أن يكون له-للمتأثر- إرادة حرة قوية تحرره من الخيوط العنكبية التى تكبل أيامه وأحلامه وتملي عليه حتى ميوله..

المشكلة أننا دخلنا فى مرحلة جديدة..فاليوم بدأ الفن يؤجج للشذوذ ويعود الناس عليه تدريجياً وبعد أن كنا نراه كإيحاءات فى الأفلام الأجنبية أصبح التعاطي معه واقعاً فى الدراما العربية..وتزايد التنفير من الدعاة ومما ينتمي إلى الدين بإبراز سقطاتهم وخلافاتهم الشخصية والتنافسية التى تنتمي إلى الحرص على الدنيا فى بعض الأحيان..والأحدث على الإطلاق هو تكرار إهانة الصحابة بدعوى أنهم بشر عاديين لايصح أن ننزه أفعالهم أو نخرجهم من دائرة النقاش بل على العكس من ذلك..علينا فضحهم ونزع بردة تميزهم وتعرية أفعالهم وتفاعلاتهم بل وسبهم إذا استلزم الأمر ذلك..لأن-كما يقال-عصر الشفافية قد حل ولايجب علينا دفن رؤوسنا فى الرمال كالنعامة..وبالرغم من أنه ثبت أن النعامة لا تفعل ذلك..وبالرغم من أننا لسنا ضد البحث العلمي أو الحوار المنهجي حول أى من حوادث السيرة النبوية والصحابية..إلا أننا لا نتفق بالكلية مع الهبوط فى الحديث عن الصحابة أو الدعاة أو الدين ككل بلا تقنين أو تخصص ودراسة..لأن هذا الأمر الذى بدأ قبلاً وجعل من ليس لديهم خلفيات علمية أو ثقافية ينساقون وراءه ..أفضى إلى أمر أشد وطأة وهو الولوج فى أتون النيل من الذات الإلهية والأنبياء والملائكة..إضافة إلى تكرار بل والإلحاح فى مشاهد وصوتيات النيل من الإسلام والمسلمين خاصة والعرب عامة ..والسخرية من والاستهزاء بكل مايخصهم ابتداءاً من قرآنهم ولغتهم وأرضهم وحتى لباسهم وأسمائهم وعاداتهم وتقاليدهم..هذا الإلحاح الاستهزائي من شأنه أن يرسي ثقافة الدونية والإهانة...والذى يحول العزة إلى ذلة والثقة إلى انكسار وانقياد إلى السيد الجديد الذى تسبب فى إهانته حتى لا يمعن فيها..ويزيد من وطأتها..

أعتقد أننا فى عصر الإلحاح الإعلامي والإعلام الإلحاحى وهو الذى أصبح يوجه السواد إلى مايريد فى الوقت الذى يريد إذا كان يمتلك أدواته بشكل جيد..ودورنا كمثقفين واعين أن نكسر الدائرة المغلقة التى تغلقها ثقافة التكرار على فكر وخيال وإبداع المجتمع ودفعه فى اتجاه آخر من التجديد والتمسك بالهوية والتعود على نبذ الاستسلام للإلحاح مهما اشتد والتكرار مهما احتد ..والارتقاء بالفكر الإعلامي إلى المصداقية والشفافية التى تحترم نفسها أولاً ومن ثم السبب الأساس فى تواجدها وهو الجماهير..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2008, 01:03 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]مع الاديبة المصرية د. حنان فاروق ..


الرابط: فضاءات عربية
أجرى الحوار بسام الطعان
الدكتورة حنان فاروق، ماجستير أمراض باطنية كلية الطب جامعة الإسكندرية 1999، وهي شاعرة وكاتبة مصرية مقيمة في المملكة العربية السعودية وحاصلة على عدة جوائز منها:جائزة المجلس الأعلى للثقافة فئة الشعر عام 1999جائزة مسابقة الشاعر علي الصافي عام 2001جائزة مسابقة ممر المضيق من مؤسسة كستخاذة ـ ملقا، إسبانيا عام ‏2008‏‏-‏عضو جمعية الكتاب والأدباء المعاصرين بالإسكندرية، لها العديد من الأعمال المنشورة في الصحف والمجلات العربية.أحببنا أن نقدمها للقارئ وكان لنا معها هذا الحوار الشامل الذي فتحت لنا قلبها وتحدثت عن هموم إبداعية كثيرة.س1ـ كيف جئت من عالم الطب إلى عالم الأدب ـ الرواية والقصة القصيرة ـ وهما عالمان متناقضان.. وهل عالم الإبداع العربي يشكو من داء وما هو هذا الداء وأنت الطبيبة والمبدعة؟- ربما أنا جئت من عالم الأدب إلى عالم الطب فقد بدأ ارتباطي بالأدب مبكراً عن دخولي إلى عالم الطب .. وبالمناسبة هما ليسا عالمين متناقضين بل ربما أراهما متقاربين.. عالم الطب يجعل الكاتب قريباً من مجتمعه..محتكاً ومتأثراً بأحلامه ومشاكله ومواطن ضعفه وقوته الأمر الذي يمنح الكاتب رصيداً كافياً للخوض في رحلة الحرف دون أن ينفصل عما حوله.س2ـ هل هناك من تطورات طرأت على القصة القصيرة المصرية خلال السنوات العشر الماضية من حيث ابتكار طريقة جديدة للكتابة ومن حيث طريقة التناول وأسلوب المعالجة؟لست متخصصة أنا مجرد قارئة هاوية..لهذا يصعب علي تتبع مسار القصة القصيرة في حقب بعينها وإن كنت أرى أنها تتجدد ولا تتوقف ..وإن كان البعض يخاف من التجريب ودخول الشكل غير المفهوم عليها مع كثرة استعمال الرمز..ولأني كثيراً ما أستخدم هذا الاتجاه فأختلف مع من ينتقده وإن كنت أحترم رأيه..ربما لأني أحب أن يكون القارئ شريكاً في الإبداع..وجزءاً منه... س3ـ بعض الكتاب في مصر الشقيقة يكتبون باللهجة العامية المصرية، أو تجنح كتاباتهم إلى استخدام لغة مبسطة إلى حد التقاطع مع العامية.. هل هذا لأنهم لا يتقنون العربية الفصيحة جيدا، أم يريدون الكتابة للشارع بلغة الشارع وهذا اتجاه وليس ضعفا؟ربما هي وجهة نظر أحترمها.. ودعنا لا ننكر أن الشعر العامي المصري قد تبوأ مكانته الرفيعة بين دروب الأدب العربي المختلفة ووصل إلى شرائح كثيرة من المجتمع منها من لم تكن الفصحى تصل إليها جيداً ومنها من فضل لهجة التعامل اليومي على لغة الأوراق والمخاطبات والكتب.. لهذا فقد تعلمت ألا أهاجم اتجاهاً ما طالما يجد مشجعيه ومحبيه.. لكن عن قلمي.. هو يفضل الكتابة بالفصحى فهي غنية واسعة متنوعة قريبة من جميع القراء المنتمين إلى العربية ككل لا إلى جنسية بعينها... لا مانع من التبسيط..لكن الإسراف في الركون إلى اللهجات العامية المختلفة سيرسم حدوداً أدبية جديدة بين الأدباء العرب حتى لو لم نعترف بهذا علناً.ولم يطف الأمر على السطح..س4ـ كيف تفهمين القصة وهل شرطها الوحيد موهبة القاص.. ومن هو القاص الناجح برأيك؟دعني أتكلم كقارئة فأنا لست متخصصة.. القصة حكي ليس شرطاً فيه الكم بل الكيف.. ربما من وجهة نظري المتواضعة أهم ما في القصة هي أن تجعل القارئ يعيشها.. يدخل في حوار مع أحداثها.. يرى نفسه أو غيره في لقطاتها..حين يصل القارئ لتلك الحالة أو على الأقل يقترب منها يكون القاص قد نجح في مهمته..وبالطبع الموهبة من الأهمية بمكان..لكن كما علمني أساتذة أحترمهم وأجلهم ومازلت أتعلم منهم .القراءة والخبرة والاطلاع على تجارب الآخرين واتجاهاتهم يصقل الموهبة ويجددهاس5ـ بعض الكتاب العرب تأثروا سريعا بالجديد الوافد من الغرب، من أمريكا اللاتينية بالتحديد، وحين وجدوا أن مدرسة أدبية فرضت نفسها على الناس في الغرب تلقفوها طازجة وحاولوا النسج على منوالها.. ماركيز مثلا لم تمض سنة واحدة من صدور(مائة يوم من العزلة) حتى بدأ انعكاس أسلوبه بأشكال مختلفة في أدب كتابنا العرب.. بماذا تفسرين ذلك، هل هو تقليد أعمى أم اختراع جديد؟ربما لا أرى التأثر بأسلوب كتابة ما طالما يحاول الاحتفاظ بشخصيته وتميزه مشكلة بل ربما هو نوع من التلاقح الفكري الذي قد يقودنا إلى تجارب جديده ويستولد اتجاهات مختلفة تثرى الأدب وتشعل ميادين فكره وحركته..مائة عام من العزلة تجربة مختلفة..أراها كقارئة تستنهض همة ذهن القارئ وتستولي على تركيزه لتجعل منه شريكاً لا ينفصل عن التجربة ويظل مقيداً إلى مقعد المتفرج.. بل تجذبه إلى عالمها وتربطه إليها من الحرف الأول إلى الحرف الأخير.. إنها طريقة سردية توقع القارئ في شباكها ولا يستطيع الكاتب الخروج منها حتى بعد الانتهاء من القراءة..لهذا ربما أرى التأثر بها مفيداً وبناءاً..س6ـ هل يستطيع الأدب أن يكون أداة تحريضية ضد القمع أيا كان هذا القمع، وهل الرواية والقصة قادرة على معالجة هموم الإنسان العربي، والمنغصات الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها في غياب الحق والعدل؟الأدب في كل زمان ومكان كان سلاحاً للمقاومة..مقاومة الظلم والقمع وثقافة الاستسلام والخضوع غير المبرر..وربما أرى القصة والرواية هي الأقدر من بين فنون الأدب على إيقاظ الوعي وتنبيهه والتحفيز على التغيير..فالإنسان بطبيعته مخلوق حكاء.. يتعاطي مع السرد مستقبلاً ومرسلاً في آن..أضف إلى ذلك أن القصة والرواية الآن لم تعد حبيسة الأوراق بل خرجت إلى السينما والتلفاز والوسائل الإعلامية التي تستطيع جذب المواطن القارئ وغير القارئ إليها وتبصيره بما لم يكن يرى..كل حسب استعداد استقباله..س7ـ كنا خير أمة أخرجت للناس، والآن نعيش مع حالة من الانهزام العربي.. الانكسار العربي.. الظلم الغربي للعرب.. الهرولة العربية نحو الصلح مع إسرائيل وهي لا تزال تقتل وتدّمر وتشرد.. الواقع العربي الذي يكاد يكون منهارا.. أمام كل هذا ماذا باستطاعة الكاتب والمثقف العربي أن يفعل، وهل هو قادر على المساهمة ولو بجزء بسيط على تحويل الهزيمة إلى نصر والصلح إلى قطيعة وما إلى ذلك؟الكاتب والمثقف العربي بحاجة دائماً لنفض انهزاميته وانكساراته وانبهاراته وهو يخوض عالم الثقافة الذي انفتح اليوم إلى أبعد مدى ..قد يحمل الواقع الكثير من الإحباطات..لكنه أيضاً يحمل بين يديه الكثير من الأمل..وإذا كان هناك من يسعى إلى الصلح مع إسرائيل أو الاستسلام بغير قيد أو شرط فهناك على الطرف الآخر من الصراع مقاومة لا يستهان بها.. تخوض المعركة ببسالة على كافة الميادين والأصعدة..إذن فالمسألة هي النظرة التي يجب أن تكون هي منطلقنا للتعاطي مع الواقع..ثقافة اليأس والاستسلام لن تسلمنا إلا إلى الموت...س8ـ كيف تجدين حال الثقافة العربية، هل تتقدم نحو الأفضل أم تتراجع أم تراوح مكانها؟ربما أنا متفائلة .. وأرى أن الثقافة العربية بالرغم من ضغوط الغزو الفكري المختلفة والانفتاح اللامحدود على ثقافات الغرب والتأثر بها..بالرغم من كل هذا .. فالثقافة العربية في تقدم رغم أنها لم تستطع حتى الآن استغلال التقنيات الحديثة وثورة الاتصالات بالشكل الأمثل.. هي تتقدم.. لكنها تستطيع أن تكون في مكانة أعلى وبخطوة أسرع..س9ـ من التي تكتب .. حنان الكاتبة أم قلبها وتأملاتها، أم أن عواطفها الثرة هي تملي عليها؟أنت كاتب..ولهذا ستفهم بالقطع ما أقول..ليست كل أحوال الكتابة متشابهة..أحياناً تتسلط عليك الفكرة فيكون لها اليد العليا..وأحياناً تتسيد المشاعر ..لكن في كل الحالات لابد أن يتعانق الفكر والوجدان معاً ليسل النص إلى القارئ..س10ـ أرى أن النقد تحول إلى (ميليشيات ثقافية) هل توافقينني الرأي؟يقولون التعميم ضد المنطق..بمعنى أننا لا نستطيع القول بأن النقد ككل تحول إلى مليشيات أو خلافه.. هناك نقاد كثيرون لاينتمون إلا لصدق الطوية وهدف البناء.. وأنا دائماً أحاول أن أنظر إلى نصف الكوب الممتلئ وعدم التركيز على الفارغ .. فالاستسلام لاختراق السلبيات يعجز الفكر والقلم..س11ـ الحركة النقدية في مصر كيف ترينها، وهل تهتمين بالنقد والى أي مدى يؤثر رأي الناقد على القارئ هل يصادر رؤيته للنص؟بسبب سفري منذ سنوات وعدم احتكاكي بالحركة النقدية في مصر إلا في الحدود التي تسمح بها الشبكة العنكبوتية فلا أستطيع تقييم أو الحكم على الحركة النقدية.. وعني..أميل إلى النقد وأخافه في نفس الوقت..النقد يعلمنا كيف نقرأ النص ..كيف نتعامل معه ونفهم إشاراته ونسبر أغواره.. نكتشف مواطن قوته ونقاط ضعفه.. ونرى ربما مالم يره الكاتب نفسه وهو يكتب..إنه يعلمنا فن التعاطي غير السطحي مع الكلمات.. قارئ النقد أيضاً يجب أن يكون واعياً متيقظاً .. يدخل إليه دون أن يترك عقله وقلبه على بابه ويسلمه قياده..بل يحاول طيلة الوقت أن يعيش حالة مع الحوار مع الكتابة النقدية ويعطي لنفسه مساحة للاتفاق أو الاختلاف معه.. وإلا فقد يجد نفسه أسيراً له متأثراً به من دون أساس..س12ـ برأيك من هو كاتب القصة الذي ترك أثرا كبيرا وهاما، أو بصمة واضحة على خريطة القصة العربية من مطلع التسعينات وحتى الآن؟لا تستطيع أن تشير على واحد بعينه.. خاصة بعد عصر ثورة الاتصالات الذي خلق تواصلاً قوياً بين الأدباء في جميع أرجاء الوطن العربي.. لكنى ربما أميل لكتابات د. محمد المخزنجي ..وأعشق حروف منى الشيمي وقدرتها غير المحدودة على تطويع الحرف وتوجيهه بقلم فكرها ومشاعرها ليصيب هدفه... يشدني أيضاً مداد يوسف المحيميد وإن كان يرهقني . .فكما قلت أنا قارئة عادية أستمتع بكوني كذلك...س13ـ الدكتورة والأدبية حنان.. ما هو السؤال الذي كنت تتمنين أن أسألك إياه وما جوابه؟بدأت شاعرة ومازلت..أين تجدين نفسك؟؟؟أجدني حيث يرسو قلمي وحيث يأخذني الإلهام...سأظل مدينة للشعر.. فهو بيتي الأول الذي لا أستطيع هجره ما حييت..وسأعيش أحب القصة فهي فن لطالما أحببته منذ أن دخلت ميدان الحرف قارئة وهاوية..س14ـ في نهاية هذا الحوار لك حرية الكلام قولي ما تريدين..أحببت الحوار معكم ..فهو ثري وغني ومرهق في نفس الوقت لكني أعترف أن إرهاقه كان ومازال ممتعاً وأنى سعدت به...وقد ترك أجمل الأثر في نفسي..أشكركم..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .