لو يعلم هذامن يكنز المال
قال يحيى بن معاذ " مصيبتان للعبد في ماله عند موته, لا تسمع الخلائق بمثلهما: يُؤخذ منه كله , ويُسأل عنه كله " و المتمعن في حقيقة هذه المقولة التي وجب أن تُكتب بماء الذهب يوقن أن من المصائب و الرزايا أن يضيع المرء عمره في كنز مال لا يدري هل يمهله العمر حتى يتنعم به.
سئل أحدهم و قد بلغ الستين من عمره : فيم أفنيت عمرك ؟ قال :في جمع المال ,فقيل له : فهل جمعت أياما تنفق فيها هذا المال ؟
فكيف لمن يعلم أن الله خلقه لأمر عظيم أن يصرف عمره في أمر خسيس , وقد ضمن له الحق سبحانه رزقه , و بين له أنه لم يخلقه ليجمع و يمنع , وإنما ليجد السير إلى مولاه . قال الإمام علي عليه السلام : "إنما مالك لثلاثة : لك أو للوارث , أو للجائحة" فأنى بعد هذا البيان الكافي ؟ هل يدرك العباد أن من سعى لحرث الدنيا و تعلق بحبال الطمع , وغره نعيم زائل أن الله يسلط عليه الدنيا يركض فيها ركض الوحش في البرية ثم لا ينال إلا ما قسمه له الحق سبحانه ؟
فيا من يلتمس النعيم الدائم , ولا يطمئن لوعد خالقه ورازقه , أين الذي جمعته من مال ؟ .. هل صحبك إلى تلك الدار..أم تركته لمن لا يحمدك.. وقدمت بذنوبك على من لا يعذرك؟....
|