إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة البدوي الشارد
الأخت العنود محقة في اعتراضها.
صار عندي انطباع أن المهاجرين من آسيا وبعض العرب أيضا عندهم نزوع ذميم للسخرية من مسألة الهوية والدفاع بحق أو باطل عن العولمة، وهذا للدفاع عن مواقعهم الانتهازية التي يشغلونها في الغرب لأنهم يقدمون أنفسهم كممثلين له في ثقافتهم.
قول أخينا إن العولمة غير غربية بدعوى أن الصين والهند تشاركان فيها طرح سطحي، لأن العولمة تتم بلغة إنجليزية وثقافة أمريكية، والصين والهند لم يدخلا العولمة حتى تأمركا ثقافة وأخلاقاً أيضاً.
أكانت الصين ستدخل العولمة لو كانت لا زالت ماوية أو لو كانت الهند لا زالت على مبادئ غاندي؟
|
الفقرة الأولى يا أخي الشارد قد قدمت فيها مثلا وأجبت بتفسير عقلي ودقيق، لك مثال آخر من واقعنا المعيش، ذات مرة كنت أناقش أحدهم حول بعض الأفكار السياسية، وقد اظهر لي رفضا ومعارضة لأن يحكم البلاد إسلاميون، ولما سألته عن السبب قال : ماذا سيفعل هؤلاء، سيغلقون البارات، ويفرضون الحجاب على كل النساء..
أعترف أن محاوري هذا كان ساذجا سياسيا وذا مستوى تعليمي فقير، بل ومجرد عربيد.. لكن ذلك لم يمنعني أن أكشف عن حالته التي هي بالمناسبة تفضح دوافعه كما هي الحال عند الكثيرين.
يرفض الإسلاميين، لأن ذلك يشكل خطرا على بلواه..
مثلما سيرفض العرب الديمقراطية لأنها تهدد كراسيهم.
ويرفض آخرون العلمانية لأنها تجردهم من مزاياهم.
ويرفض آخرون وآخرون، لأن ولأن...
أرجع إلى النقطة الثانية.
لماذا نعتبر العولمة أمركة، وأمريكا نفسها، خليط من شعوب، وأديان وألوان وجذور ولغات أيضا.
ناهيك عن تعددية القيم والأخلاق هناك.
سؤال بسيط، ودعوة لتوسيع رقعة النقاش.
وللتذكير كذلك، أن الموضوع، ليس العولمة، بل الهوية والعنف.
تحياتي.