7) وعندما فتح رسول الله (ص) مكة في السنة الثامنة للهجرة، كان أبو عبيدة قائدا لأحد الجيوش
8) وفي عام الوفود - وهو العام التاسع للهجرة - أرسله رسول الله (ص) مع وفد نجران ليعلمهم الإسلام
فعن حذيفة بن اليمان قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله (ص) يريدان أن يلاعناه قال: فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل! فوالله لئن كان نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا فقال "لأبعثن معكم رجلا أمينا، حق أمين"فاستشرف له أصحاب رسول الله (ص) وفي رواية: فجثا لها أصحاب النبي (ص) على الركب - فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح"، فلما قام قال رسول الله (ص) "هذا أمين هذه الأمة"
وفي نفس العام، أرسله الرسول (ص) إلى البحرين ليأتي بجزيتها "
الحكاية بالقول هذا أمين هذه الأمة لا يمكن أن تكون قد خدثت لأنها اتهام صريح ليس للصحابة وحدهم المؤمنين وإنما اتهام لصاحب الرسالة نفسه معهم بالخيانة فلا يوجد فى الأمة سوى رجل واحد هو المين والباقى خونة وهو كلام لا يمكن صدوره من النبى(ص) على الإطلاق والرواية خاطئة ثم قال :
9) وعندما قبض رسول الله (ص)، واجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة، كان أبو عبيدة من أول من بادر إليها
ففي حديث السقيفة الذي ترويه أم المؤمنين عائشة قالت: "واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، فذهب عمر يتكلم، فأسكته أبو بكر، و كان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني، خشيت أن لا يبلغه أبو بكر، ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس، فقال في كلامه: "نحن الأمراء وأنتم الوزراء"، فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل! منا أمير، ومنكم أمير، فقال أبو بكر: " لا، ولكنا الأمراء، وأنتم الوزراء، هم أوسط العرب دارا، وأعربهم أحسابا، فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح"، فقال عمر: بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله (ص)، فأخذ عمر بيده فبايعه، وبايعه الناس "
كل روايات السقيفة لا تصح لأنها اتهام صريح للمؤمنين الذين نسميهم الصحابة بأنهم جميعا جهلة بالدين عندما قال بعضهم منا أمير ومنك أمير وعندما قال بعضهم لكنا الأمراء وأنتم الوزراء فالكل كأنه نسى قوله تعالى " وأمرهم شورى بينهم"
كما نسى أن المناصب هى حكر على المجاهدين قبل فتح مكة من المهاجرين والأنصار دون تحديد لوزير أو أمير فكلهم يستحقون المناصب بلا تحديد وهو قوله تعالى :
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
ثم قال:
"ثانيا: في خلافة الصديق والفاروق:
وفي خلافة الصديق والفاروق كان أبو عبيدة من كبار الصحابة ورؤوسهم، ومن المعلوم ما لأبي عبيدة من أهمية في فتح الشام؛ فإن أكثر الشام فتح على يده، ويصعب هنا ذكر تفاصيل تلك الفتوحات، ولذا؛ سأسرد أهم الأحداث والوقائع إجمالا دون تفصيل، مع الإشارة لبعض مواقف أبي عبيدة:
1) في السنة الثانية عشرة للهجرة: كان أبو بكر الصديق قد تفرغ من حرب أهل الردة وحرب مسيلمة الكذاب، فجهز أمراء الأجناد لفتح الشام: فبعث أبا عبيدة: وجعل له نيابة حمص، ويزيد بن أبي سفيان: وجعل له دمشق، وعمرو بن العاص: وجعل له فلسطين، وشرحبيل بن حسنة: وجعل له الأردن
2) وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة: كانت أولى المعارك الفاصلة في فتح الشام: معركة أجنادين بقرب الرملة في جمادى الأولى، ونصر الله فيها المؤمنين، ثم توالت الفتوحات: فكانت وقعة مرج الصفر في جمادى الآخرة، ووقعة فحل في ذي القعدة، وهزم الله المشركين وقتل منهم مقتلة عظيمة
3) وفي السنة الرابعة عشرة للهجرة: حاصر المسلمون دمشق، وكان أبو بكر قد توفي، وقام عمر بعزل خالد وجعل أبا عبيدة أميرا على الكل، فجاءه التقليد فكتمه مدة - وكل هذا من دينه ولينه وحلمه -، وبقي الحصار لمدة ثلاثة أشهر ثم رضي الروم بالصلح، فعند ذلك أظهر أبو عبيدة التقليد ليعقد لصلحهم ففتحوا له باب الجابية صلحا، وإذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقي، فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح، وصالحهم على أنصاف كنائسهم ومنازلهم ثم كان فتح حمص صلحا في نفس السنة
4) وفي السنة الخامسة عشرة للهجرة: كانت وقعة اليرموك وكان أبو عبيدة رأس الإسلام يومئذ، واستأصل الله فيها جيوش الروم وقتل منهم خلق عظيم
5) وفي السنة السادسة عشرة للهجرة: كان فتح بيت المقدس، وقدم أمير المؤمنين من المدينة لاستلامه
وكان من خبر أبي عبيدة يومها ما رواه عروة بن الزبير قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض، فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة قالوا: يأتيك الآن قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه وسأله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا فسار معه حتى أتى منزله فنزل عليه فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر بن الخطاب لو اتخذت متاعا؟ قال أبو عبيدة "يا أمير المؤمنين! إن هذا سيبلغنا المقيل"
6) وفي السنة السابعة عشرة للهجرة: حصر الروم أبا عبيدة في حمص، فبعث أبو عبيدة إلى خالد؛ فقدم عليه من قنسرين، وكتب إلى عمر بذلك؛ فكتب إليه عمر: "سلام، أما بعد: فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة إلا جعل الله تبارك وتعالى بعدها فرجا، ولن يغلب عسر يسرين: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون] فكتب إليه أبو عبيدة: "سلام، أما بعد: فإن الله عز وجل يقول في كتابه: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو } إلى: {متاع الغرور} فخرج عمر بكتابه مكانه فقعد على المنبر فقرأه على أهل المدينة فقال: يا أهل المدينة! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ارغبوا في الجهاد"]
ثم خرج عمر بنفسه من المدينة لينصر أبا عبيدة فبلغ الجابية، وكتب عمر إلى سعد أن يندب الناس مع القعقاع بن عمرو، ويسيرهم إلى حمص، فخرج القعقاع في أربعة آلاف، ولما سمعت الروم بقدوم أمير المؤمنين عمر لينصر نائبه عليهم ضعف جانبهم جدا، وأشار خالد على أبي عبيدة بأن يبرز إليهم ليقاتلهم، ففعل، ففتح الله عليه ونصره وهزمت الروم هزيمة فظيعة، وذلك قبل ورود عمر عليهم، وقبل وصول الإمداد إليهم
7) ومن أخباره في فترة ولايته على الشام: أن عمر بن الخطاب أرسل إليه بأربعة ألاف درهم، وقال للرسول: انظر ما يصنع، فقسمها أبو عبيدة، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها، وقال للرسول مثل ما قال، فقسمها معاذ إلا شيئا قالت له امرأته: نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر قال: "الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا" "
ما يمكن قوله فى تلك الأخبار هو أن كل خبر تولى فيه واحد من الطلقاء أو ممن أسلموا بعد فتح مكة كيزيد بن أبى سفيان منصب عسكرى أو غير عسكرى هو خبر عار من الصحة فلا يمكن لخليفة أن يخالف كتاب الله فى تفضيل المجاهدين قبل الفتح على من بعدهم فى المناصب
ثم ذكر الدمشقى التالى:
"ذكر طرف من مناقبه:
عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي (ص) قال: " أبو بكر في الجنة و عمر في الجنة و عثمان في الجنة و علي في الجنة و طلحة في الجنة و الزبير في الجنة و عبد الرحمن بن عوف في الجنة و سعد في الجنة و سعيد في الجنة و أبو عبيدة بن الجراح في الجنة "
ومن أعظم مناقبه وأشرفها أن النبي (ص) وصفه بـ (أمين الأمة) كما في حديث حذيفة المتقدم
وعن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسئلت: من كان رسول الله (ص) مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: "أبو بكر" , فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: "عمر", ثم قيل لها: من بعد عمر؟ قالت: "أبو عبيدة بن الجراح" , ثم انتهت إلى هذا
وعن عبد الله بن شقيق أن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال:"عائشة" قال: من الرجال؟ قال: "أبوها" قال: ثم من؟ قال: " أبو عبيدة بن الجراح "
وعنه قال: قلت لعائشة: أي أصحاب رسول الله (ص) كان أحب إلى رسول الله؟ قالت:" أبو بكر " قلت:ثم من؟ قالت: "عمر" قلت: ثم من؟ قال: " أبو عبيدة بن الجراح " قلت: ثم من؟ قال: فسكتت
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح"
وعن الحسن البصري قال: قال رسول الله (ص): "ما من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه، غير أبي عبيدة بن الجراح""
هذا الأخبار خاطئة أولا لأنها علم بالغيب أعلن الرسول(ص) أنه لا يعلم به فقال :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
وقال :
"ولا أعلم الغيب"
ثانيا أخبار الاستخلاف تدل اتهام الصحابة وهم المؤمنين بالجهل بكتاب الله فلا يوجد شىء استخلاف واحد لواحد وإنما هى شورى كما قال تعالى:
"وأمرهم شورى بينهم"
ثم قال :
ذكر ثناء الصحابة عليه:
1) أبي بكر الصديق سبق ذكر حديث السقيفة وفيه أن أبا بكر الصديق ارتضى أبا عبيدة خليفة عندما قال: "فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح "
2) عمر بن الخطاب قال يوما لمن حوله: "تمنوا"، فقال: بعضهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا فأنفقه في سبيل الله ثم قال: "تمنوا"، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا أو زبرجدا أو جوهرا، فأنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قال عمر: "تمنوا"، فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين! قال عمر: أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح"
وقال: "إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته، فإن سألني الله: لم استخلفته على أمة محمد (ص)؟ قلت: إني سمعت رسول الله (ص): يقول: "لكل نبي أمين، وأميني أبو عبيدة بن الجراح" "
كما سبق القول أمانة أبو عبيدة وحده هو اتهام صريح لكل المؤمنين الآخرين بالخيانة وهى كلمة لا تخرج من فم النبى(ص) ثم قال :
|