يا روح ما بعدك جوال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنهيت شغلي و الحمد لله، قلت أتمشى قليلا أتفرج على ملامح العاصمة الجميلة
وقفت على كشك جرائد و كتب أتنقى ما ربما قد أشتريه ليرافقني في رحلتي للعشية
فجأة اهتز جيبي على هزاز الجوال أعقبته نغمة نوكيا تيون
رددت على المكالمة و قد ابتعدت عن الزحمة قليلا لكي أتحدث على راحتي و لا أقلق الآخرين
وقفت على حافة الطريق لأنهي مكالمتي
و فجأة
إذ بيد تمتد لأذني لتختطف الجوال
و مع الأسف قد نجحت في ذلك
و لكني كنت أسرع لأمسك بصاحب اليد و أعطيه * رأسا* أرداه صريعا طريح الأرض
و نزلت قليلا لكي أمسكه من خناقه و أسترجع جوالي
و ما هالني إلا أنني لم أعد أرى شيئا للحظة أو لحظتين
كان صديقه الثاني الذي حسب ما فهمت لاحقا تولى عملية المراقبة، هو من تدخل
تمالكت نفسي قليلا و استرجعت رباطة جأشي لأفهم شتائمه التي يوجهها إلي
و تقدمت نحوه مشتبكا أنا و إياه باليدين
فناله مني ما ناله، و نلت منه أيضا ما نلت
و في الأخير إذ به يستل سكينا من بين ثيابه ملوحا به نحوي
وقتها تراجعت قليلا، و تأملت المشهد كاملا
لأرى ثالثا يساعد الأول على النهوض
الحكاية فيها عصابة
لثانية فكرت مليا و تذكرت أن شطر الرجولية هروب
و خاصة و أنه كان يحمل سكينا في يده
لم أزد إلا * كانك راجل تعالى بذراعك *
مفكرا بأنه يا روح ما بعدك جوال
فيما انسحبوا هم بجوال قد أكل الدهر عليه و شرب لن يربحهم أكثر من ثلاثين دولار
و للأمانة أراحوني منه
و انسحبت أنا للفندق بوجه مليء بالكدمات
كل هذا و شعب الكفاح المسلح يتفرج و كأنه عرض شوارزيناقاريٌ
ما إن إسترجعت جوازي بختم خروج، حتى عقدت العزم أن يكون هذا آخر خروج إن شاء الله من هذه البلاد
قبح الله جبنائها و شبابها أمثال هؤلاء
و قبح الله عقيدها الذي غلف عقولهم و أفقرهم إلى هذا الحد
عدت و الحمد لله على كل حال و أعوذ بالله من حال أهل النار
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
__________________
آخر تعديل بواسطة maher ، 26-12-2007 الساعة 10:16 PM.
|