العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-04-2010, 11:19 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي البعد الديني لمسألة جنوب السودان

البعد الديني لمسألة جنوب السودان
مع إشارة الى الفترة بين 1989 ـ 2005

واضع المقالة: عبده مختار موسى ـ أستاذ مشارك في العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية

تقديم: كل يوم تخرج علينا في بلداننا العربية مشكلة يعرضها محركوها وكأنها ذات منشأ ديني أو عرقي، وكأن بلداننا هي الوحيدة في العالم التي تنفرد بوجود خليط من الأجناس والطوائف والديانات، ويحاول محركو تلك المشاكل أن يركزوا عليها باعتبارها مشاكل محورية، لينفذوا من خلالها الى تأزيم الأوضاع في كل بلد عربي من أقصى مغربه الى أقصى مشرقه.

وفي هذه المقالة التي هي أشبه بالدراسة يضع الدكتور عبده موسى مختار المثقف العربي أمام شرح مبسط لتلك الظاهرة في السودان، وددنا تقديمها كما نشرها في المجلة العربية للعلوم السياسية في عددها الأخير.

المقالة:

لم يكن الدين في يوم من الأيام مشكلة في العلاقات بين الجماعات السودانية المختلفة. ففي الواقع السوداني تسود روح التسامح، ولم يشكل الدين عقبة في طريق التعايش السلمي إلا بعد أن تدخلت السياسة. لذلك ينطلق هذا البحث من فرضية أن عملية تسييس الدين هي المسئولة عن تفاقم التوترات بين الشمال والجنوب، وأن النخبة هي المسئولة في ـ التحليل النهائي ـ عن ذلك.

يركز المقال بصفة خاصة على فترة الحرب بين حكومة الإنقاذ الوطني (التي جاءت بانقلاب عسكري في حزيران/يونيو 1989) وحركة التمرد (الجيش الشعبي لتحرير السودان)، وذلك حتى توقيع اتفاقية السلام في كانون الثاني/ يناير 2005.

يعني تناول البعد الديني لمشكلة جنوب السودان ضمناً الوجود المسيحي في السودان، لأن المسيحية هي الأكثر انتشاراً بين قبائل تلك المنطقة من إفريقيا بعد أن كانت تلك القبائل وثنية. صحيح أن الإسلام بدأ ينتشر لاحقاً في الجنوب، غير أن انتشاره ظل محدوداً لأسباب عدة، كان أهمها الاستعمار البريطاني.

أولاً: الوجود المسيحي في السودان:

(1)

بدأ اهتمام الإرساليات المسيحية بجنوب السودان في فترة الحكم التركي ـ المصري للسودان، حيث كان التبشير المسيحي يتطلع الى نشر المسيحية، ليس في السودان فحسب، بل من خلاله الى مختلف أجزاء القارة الإفريقية. لقد كان في نظرهم أن السودان مهم في هذه العملية بسبب موقعه في الطرق الى غرب وجنوب وشرق إفريقيا. كانت الجمعيات التبشيرية ترى في السودان بوابة للدخول الى مملكة إثيوبيا المسيحية، حيث كانت تخطط للسيطرة على الكنيسة القبطية هناك.

أما بالنسبة للحكم الثنائي البريطاني ـ المصري، فقد كان واضحاً منذ البداية دعم الإدارة البريطانية لنشر الدين المسيحي، حيث رحبت بالبعثات التبشيرية المسيحية والإرساليات وشجعت عملها في الجنوب. غير أن الإدارة البريطانية حاولت أن تخفي هذا الدور بالزعم أن الجمعيات التبشيرية في بريطانيا هي التي تقدمت بطلب الى السلطات البريطانية للسماح لها بالعمل في كل أنحاء السودان ـ الشمال والجنوب، بل أن الباحثين الغربيين، وكذلك النخبة الجنوبية يقولون إن الوجود المسيحي في السودان الشمالي كان سابقاً له في الجنوب، حيث دخلت المسيحية في القرن السادس الميلادي.

وعندما ظهرت بعض الأصوات داخل الإدارة البريطانية تنادي بإبعاد المسيحية من جنوب السودان، رد عليهم البعض بأن المسيحية في الجنوب هي الأصل. وأن الإسلام غير ملائم لتطور ورفاهية الشعب، وأن المسيحية هي الأهل لذلك، وأنها قادرة على تأسيس المدارس ونشر التعليم. من خلال المدخل الديني عمل البريطانيون على غرس فكرة أنه دون المسيحية لا يمكن تحقيق التقدم.

(2)

كانت الاستجابة فورية من الحكومة البريطانية لنداء البعثات المسيحية. ففي شباط/فبراير 1899 أجاز البرلمان البريطاني قراراً يلزم إنجلترا المسيحية بواجب (نشر المسيحية في السودان ودعم النشاط التبشيري). وأرسلت الحكومة البريطانية مذكرة توبيخ الى الإدارة البريطانية في السودان بأنها تعمل ضد الحريات الدينية السائدة في بلدٍ تحكمه المبادئ المسيحية.

شكل هذا الموقف البريطاني الرسمي تشجيعاً كبيراً ودعماً للبعثات التبشيرية لتعمل بحرية وبنشاط كثيف لنشر المسيحية في الجنوب، بل تعزز هذا المناخ الداعم للحملات التبشيرية بموقف مشترك بين الجمعيات التبشيرية والحكومة البريطانية، حيث (اتفق الجانبان على ضرورة إبعاد النفوذ الإسلامي من جنوب السودان بأسرع ما يمكن)*1

تنفيذاً لذلك، تم تقسيم جنوب السودان الى مناطق عمل للحملات التبشيرية بين البعثات المسيحية الكاثوليكية المختلفة، البريطانية والإيطالية والنمساوية وغيرها. وتنافست فيما بينها لتقديم الخدمات ونشر التعليم لتحظى بأكبر عدد من الجنوبيين في مظلتها. كما تمتعت بامتيازات كثيرة منها تخفيض 50% من قيمة تذاكر الركاب للعاملين في الجمعيات التبشيرية، وكذلك 20% من قيمة ترحيل أغراضهم وأمتعتهم على السكك الحديدية والبواخر النيلية.

غير أن الأخطر في هذا المشروع البريطاني لزراعة المسيحية في الجنوب وإبعاد الإسلام هو حملات التشويه التي انطلقت من مقولات خاطئة تدعي أن الإسلام خطر حيث يستند (أي الإسلام) الى معرفة عميقة بالمجتمع السوداني وينتشر ببطء، لكن بقوة، ممهداً الطريق لحملات دموية محمدية، ليكتسح كل القارة الإفريقية مهدداً أية مواقع مسيحية، وأن خطر الإسلام بالانتشار يكمن في أنه دين يتسم بالانحلال الخلقي (Loose Morality)، وتعدد الزوجات (Polygamy)، وسهولة وبساطة الطلاق، وفوق ذلك إباحته للنهب، وبالتالي يجد طريقه الى مشاعر السود، كما هو الحال في إغرائه لكل الشعوب غير المتحضرة.

هذا بلا شك منتهى الاستخفاف بالإسلام، وسوء فهم متعمد وتشويه مقصود. وبإمكانياتهم الكبيرة استطاع البريطانيون، ليس نشر المسيحية فحسب، بل وتأليب الجنوبيين ضد الإسلام وضد الشماليين المسلمين، وهكذا تحول الجنوب الى ساحة حرب ضد العرب والإسلام والسودانيين الشماليين.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .