القلق خادم الخوف
القلق خادم الخوف
أن القلق من أُسس الطبيعة البشرية وأنه لطبيعي بالنسبة لمعظم البشر أن يقلقوا كما يتنفسون. القلق وحليفَهُ الخوف يشوهان السعادة ويجلبان من الأسى والألم أكثر مما تفعله كل العواطف الأخرى مجتمعة.
ان العواطف تكون خاطئة وحسب عندما تستخدم خطأ, وإنك لتُسيئ حتماً إستخدام عواطفك عندما تُرهِقها بقلقك المتواصل على ما يمكن أن يحدث. والقلق يُدمر الثقة بالنفس، ويوهِن حماستك وعزيمتك ويجعلُك متردداً مشوشاً ويسلُبك مُتعةَ أعمالك اليومية وغالباً ما يؤثر فيك جسمانياً. ومع أنك تعرف ذلك تمام المعرفة إلا أنك تستمر في القلق ؟ فلماذا تفعل ذلك ؟
الكثيرون منا يعترفون بأن مخاوفهم لا ضرورة لها وأن عدداً ضئيلاً من الأشياء التي يقلقون لها تحدث بالفعل ومع ذلك تراهم يواصلون القلق. أما السبب في إنك تستمر في القلق فهو أنك لم تتعلم كيف تُسيطر على عواطفك فقد حدثت لك أشياء في الماضي أخافتك أو أقلقتك وتركت إنطباعها على صفحة عقلك. والآن ودون أن تعلم تبدأ بالقلق كُلما جرى ما يذكُرك بِهذه الحادثة أو تلك خوفاً من أن تحدث مجدداً وإن موقِفُك الحالي من الأشياء التي عليك مواجهتها في الحياة يُحدَدهُ رد فعلك الماضي لمثل تلك الأحداث . ينبغي لك دائماً أن تَتَذكر أنك أنما تفكر بشكل صور ذهنية فقد إختزنت منذ سنوات في عقلك اللاواعي أو الباطن...أما هذا العقل اللاواعي فهو كالخِزانة التي تحفظ فيها الملفات المصنفة. فيها سجل لكل تفكير وعمل وتصرف وهو يضاعف بأستمرار عدد السجلات. غالباً ما تسمع أناسا يرددون أنهم أقلقوا أنفسهم إلى حد المرض وهذا صحيح!!!فهم قد حشدوا في عقلهم الواعي عدداً كبيراً من صور الفشل والعاكسات بحيث أن هذه الصور الباعثة على اليأس قد بلغت عقلك اللاواعي الذي حولها بدوره إلى الجهاز العصبي فكانت النتيجة عسراً في الهضم أو حتى نوبة قلبية.
|