الكذب في سوق عكاظ .

[عبدالمجيد عبدالله]

يتمادى الإعلام السعودي في كذبه ويتحدث عن الحكمة ويتناسى الحكمة القائلة إن حبل الكذب قصير مهما طال الزمن فقد اعتادت وسائل الإعلام السعودي تسويق الأكاذيب لتكشف عن أنها كاذبة في زمن يصدح فيه الحق ويتجسد حقيقة فوق الأرض بفعل المقاومة الفلسطينية في غزة.
صحيفة عكاظ إحدى الصحف الصفراء لنظام آل سعود الباهت والميت سريرياً جاء في صدر صفحتها الأولى بتاريخ الثلاثاء 20 يناير 2009 وتحت زاوية رأي مقالاً بعنوان حين تتحدث الحكمة مجّّد مواقف الملك الملوك عبد الله في قمة الكويت الاقتصادية وهو الملك الذي لا يملك أبسط قواعد التعامل مع اللغة العربية والتي يلوك حروفها بلغة عجيبة وغريبة.
هل من الحكمة أن يتساءل هذا المعتوه عن أسباب الخلافات العربية وهو السبب في كل ذلك؟ وهل من الحكمة أن يتمسك عبد الله بمبادرته التي ولدت ميتة من أول يوم؟ وهل من الحكمة أن يمارس نظام آل سعود السكوت في وقت الكلام والفعل ؟ وهل من الحكمة أن يحظر النظام السعودي التظاهر من أجل نصرة غزة وأهلها في وقت بدأت فيه شوارع العالم كلها حبلى بمئات الغاضبين؟ وهل من الحكمة أن يسعى النظام السعودي لشق الصف العربي وإفشال قمة الدوحة من أجل نصاب خادع؟
وهل من الحكمة أن يقايض نظام آل سعود المقاومة المنتصرة بأموال زائلة ومسروقة من ثروة الشعب السعودي المحروم؟ هل من الحكمة أن يمتنع النظام السعودي عن اتخاذ قرار شجاع لقطع علاقاته العلنية والسرية مع الصهاينة في وقت قطع فيه القاصي هذه العلاقات؟ هل من الحكمة أن يصف نظام آل سعود ووسائل إعلامه الإباحية قرار شافيز بقطع العلاقة مع إسرائيل بأنه خسارة كبيرة؟ وهل من الحكمة أيضا أن يطلق نظام آل سعود العنان لمشايخه في سلسلة من الفتاوى التي تجرّم الفعل الفلسطيني المقاوم وتصف عملية إطلاق صواريخ المقاومة على الصهاينة بأنها مغامرة وعبث؟
هل تعتقد وسائل الإعلام السعودي أن القارئ العربي تنقصه الحكمة وأن الشارع العربي ليس حكيماً حتى يستمع إلى حكمة عبد الله؟ ومتى اتصف هذا المعتوه بالحكمة؟ هل فتح أراضي المملكة أمام جيوش واشنطن في طريقها إلى بغداد هي حكمة لم ينتبه إليها العرب بعد؟ هل من الحكمة أن تفرط في أرضك وشرفك ومقدساتك؟ هل كل العرب الرافضين للوجود الصهيوني والاحتلال الأمريكي للأرض العربية مجانين بحاجة إلى حكمة عبد الله؟ هل تكمن الحكمة في المبادرات التي يطلقها عبد الله والتي كانت نتائجها صفرية وكانت نتائجها في صالح الإسرائيليين؟ هل الحكمة تقتضي أن نقايض الأرض بسلام مزعوم وأن نسير خلف سراب خريطة الطريق التي جرّت علينا المذابح؟ هل الحكمة هي سكوت صوت المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من حق العودة إلى ديارهم؟ هل الحكمة أن ندس رؤوسنا في الرمال ونترك مؤخرتنا مكشوفة للأعداء؟