هل علماؤنا معصومون

[الباحثون]

قد علمنا أخوتي الأكارم أخواتي الفاضلات
أنّ في الامّة علماءا أفاضل أخلصوا لله تعالى وبذلوا جهودا كبيرة لخدمة الدين والشريعة
وإستقرّ الأمر على الإجماع على مذاهب فقهيّة أربعة ليغلق الإجتهاد بعدهم
طبعا لا يفهم ألا يجتهد في مسائل مستحدثة أو أمور لم تطرح قبلهم
ولكن كمدارس فقهية واصول فقد أغلق باب إستحداث مناهج فقهيّة شاملة غير ما إستقرّ الأمر عليها
وإستقرّ الإجماع على أنّ العامّي الذي يريد أن يقلّد عالما له أن يقلّد في المسئلة الواحدة أيّ عالم من المذاهب الأربعة وإتّفقوا على أنّه مصيب في ذلك وله أجر العمل بها

طبعا المسلم الذي يصل إلى درجة الإجتهاد يحرم عليه التقليد
لذلك قال أئمتنا الفقهاء رحمهم الله تعالى لأصحابهم العلماء الذين وصلوا إلى درجة الإجتهاد
إذا رأيتم الحديث يخالف مذهبي فإضربوا بما قلت بعرض الحائط
ولكنّهم لم يقولوا هذا الكلام للعوام
فالعامي لايدرك كيف أنّ حديثا ما يخالف ماقاله العلماء المجتهدون
كيف يدرك العامي أنّ الحديث الذي يخالف ظاهر فتوى المجتهد منسوخ أو وجد فيه العالم المجتهد علّة خفيّة جعلته يعرض عن الإستدلال به أو ترجيح غيره عليه
وقد يكون مخصصا بحديث آخر

لذا فليس للعوام الحقّ في نقض فتاوى العلماء المجتهدين الذين إتفقت علماء الأمّة على مرّ العصور بهذه الحجّة إلا أن يقلّدوا عالما مجتهدا قال برأي مخالف
ولايكون هذا الخلاف سببا في إدّعاء أنّ من قال بغير رأي المجتهد الجديد يعتبر باطلا
بل هو مبلغ علمه وإجتهاده وقد يكون أخطأ كما قد يكون أخطأ من قبله
فمن يدّعي أنّه بمخالفته العلماء الأوائل هو الحقّ وأنّ العلماء الأوائل أخطأوا فهو ينفسه يدّعي العصمة ولايعطي لنفسه فرض الإجتهاد الخاطيء

لذا فنحن العوام عندما تعرض علينا مسئلة يقول بها مجتهد معيّن يخالف بها مجتدا آخرا قديما أو حديثا علينا أن نقول
إجتهاده مبارك وقد يكون صوابا أو خطأ كما نفترض على غيره أن يكون إجتهاده صوابا أو خطأ
فلماذا الأوائل نفترض عليهم أن قد يكون إجتهادهم خطأ
ولانفترض على المجتهد الذي نحبّه الإجتهاد الخطأ
هل نحن مجتهدون لدرجة التمييز بين الإجتهادين؟
طبعا لا
فلنرفق ببعضنا ياأخوتي
ولنتفق على
أنّ علماءنا كلّهم غير معصومين
ومن يقلّد أحدا منهم
عليه ألا يسفّه قول الآخرين
فقد يكونون هم الصواب ومن يقلّده المخطيء
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[aboutaha]

بارك الله فيك ايها الاخ الكريم على هذا الموضوع المهم جدا والطرح الراقي والهادف والذي يجمع ولا يفرق.. وينبه ولا ينفر.. وينصح بخبرة وعلم

قد اكون من المتفقين معك على كثير من المسائل لكن والله ليس لهذا اكتب ما اكتب

بل لان الروح الحوارية التي تعيشها والادب الذي تختاره مسلكا وطريقا في الحوار نحن نحتاجه هنا كثيرا بل نحن في امس الحاجة اليه لتشكل مع بقية الطيبين هنا فريقا حواريا رائعا وان اختلف بعضنا بعضا ببعض المسائل حتى ولو بلغ بنظر البعض حد التصادم بالافكار الا اننا دائما نحتاج السعة في العلم والنظرة الشاملة وليس التقوقع في اضيق الزوايا


ان ما تفضلت به من جواهر الكلام لهو عين ما نصح به غالب العلماء تلامذته واتباعه
وابعدهم كل البعد عن التزمت ونصحهم بالاتجاه المعاكس للتعصب الشخصي الذي يؤذي امتنا ولا يفيدها بشيء


لا اقول هذا لادعم الانفتاح المطلق على اي قول لاي مخالف ...ابدا

لا اقول هذا لافتح المجال للمبتدعين في الدين ما ليس منه ان يسلكوا من هذا الباب الى حرية باطلة ...ابدا

بل اقول مرحبا بالحوار والانضباط والتفاهم والشروحات لوجهات النظر من غير تكفير او تضليل او تبديع متحرر بغير دليل واضح

هذا فيما يخص الحوار هنا

اما فيما يخص سلوكياتنا واتباعنا وتقليدنا لمشايخ معينة ومحددة فاليك ما قراته في بعض الصفحات عن المرونة الفكرية والتي تفيدنا كثيرا لو فهمناها جيدا

المرونة الفكرية :
التوقف عن استخدام قاعدة التعميم واستخدام التخصيص في كل شيئ. فبدلا من أن يقول عالمي يفهم بكل العلوم ( تعميم) يمكنه أن يقول هو عالم في الفقه ( تخصيص) بهذا تصغر الهالة القدسية التي منحها لعالمه يوما ما ويبدأ بالبحث عن من هم متخصصون في علوم شرعية أخرى.

ولا اخفيك سرا اخي الباحثون ...انا اعرف اناسا هنا يظنون بمشايخهم انهم علماء في كل شيء حتى يجملون السياسة والطب وما الخ

فكل ما يتفوه به شيخه هو الاصح


وختااما اختم بكلامك الطيب الجميل :

فلنرفق ببعضنا ياأخوتي
ولنتفق على
أنّ علماءنا كلّهم غير معصومين
ومن يقلّد أحدا منهم
عليه ألا يسفّه قول الآخرين
فقد يكونون هم الصواب ومن يقلّده المخطيء
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بوركت اخي (الباحثون) وليتك تستمر في هذا النفسية الراقية ما دمت فينا وبيننا

[aboutaha]

احترام الإمام مالك للخلاف :
يروى :
لما حج الخليفة هارون الرشيد سمع الموطأ من الإمام مالك، فرغب أن يعلقه في الكعبة ويحمل الناس على العمل بما جاء به ، فأجابه الإمام مالك رحمه الله : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فإن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلاد ، وكل مصيب ، فعدل الرشيدعن ذلك . (رواه أبو نعيمفي الحلية ) ، وقال ابن كثير: وقد طلب المنصورمن الإمام مالك أن يجمع الناس على كتابه فلم يجبه إلى ذلك وذلك من تمام علمه واتصافه بالإنصاف ، وقال : إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها .

[transcendant]

الأمر المؤلم عند المحدثين ممن ينعتون بالعلماء هو جرأتهم على بعضهم .. و على حرمات المسلمين قبل الأعداء ..

فعلماء السلف و فقهاؤه لم يتخذوا التجريح مذهبا و حجة لهم .. على عكس العلماء الجدد

الذين يبدأون بهدم ما بناه الأقدمون من أجل حيازة مساحة لبناء ما يرونه هم صحيحا

سليما ..

و قد كثر لون من العلماء الذين يحلون ما حرم الله و الكارثة الطامة هي إعلانهم التوبة

عما أفتوا به بعدما تسيل الدماء أنهارا و تخرب القيم و الأخلاق ..

و من يفتح التلفاز فسيقع حتما على بعضهم يزبدون و يرغون و كأن شيئا لم يكن .

أما نحن .. فحسبنا الله و نعم الوكيل ..

[ازهون]

أشكرك على تناولك لهذا الموضوع المهم خاصة في هذه الايام الصعبه التي تمر بها أمتنا الاسلاميه حيث الهجوم على علمائها نراه من بعض المنتسبين إلينا من ابناء جلدتنا والذين اختارو مناكفة علمائنا من أجل تحقيق أهداف يسعون إليها وعلى العامة من الناس التنبه الى هذا الامر ومعرفة أن علمائنا ليسوا ملائكةمعصومين عن الخطأ إنما هم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون .....

[redhadjemai]

نعم العلماء معصومون ولانقاش في ذلك ..العلماء الذين تقصدهم معصومون ..
معصومون من الحق .