حول الانتخابات واليمقراطية

[صفاء العشري]

خلال الأشهر الأخيرة كانت حركة الانتخابات في العالم العربي جارية على قدم وساق.
وفيما لم تكن الانتخابات أبدا مؤشرا كافيا على ديمقراطية ذات معنى، فمن الواضح انها ضرورية وغالبا ما تستخدم كدليل على تطبيق الديمقراطية.
قبل ثلاث سنوات، انتفض المواطنون في أنحاء العالم العربي ضد نمط معين من الحكم، أثبت صلابته واستمراريته في سوريا وتونس والبحرين ومصر وليبيا وغيرها. البعض اطلق على هذا التحرك صفة الربيع العربي في ما رأوا فيه إشارة أو بداية ديمقراطية حقيقية وأملا جديدا للقضاء على كل الدكتاتوريات وبناء مجتمع حر حقيقي.
ولكن ما حدث في الواقع يطرح الأسئلة ويثير الشكوك العميقة؛ فخلال السنوات ال 40 الماضية تقريبا ، كان الطغاة حريصين دائما على إضفاء الشرعية على حكمهم الطويل الامد بين الحين والآخر من خلال انتخابات هزلية أو استفتاءات. الحصول على نتائج غير عادية بحجم 80 بالمئة و 90 بالمئة كان يحدث بشكل روتيني في "الانتخابات" وغالبا ما كان المواطنون العرب يعتبرون هذه النتائج موضوعا للتندر. ذلك ان نسبا مماثلة ليست ممكنة في أي مكان عادي في العالم. الآن، مع هذه الانتخابات الاخيرة ، بقيت هذه الأرقام نفسها إن لم يكن أسوأ. حتى قبل التصويت، الناخبون العرب يعرفون مجددا اسم الرئيس المقبل، ولم يتفاجؤوا ولو مرة واحدة بالنتيجة.
المشهد اعطى المراقب انطباعا بأن هذه الموجة الحالية من الانتخابات تمثل في الغالب محاولة العودة الى الهياكل السياسية أيام ما قبل الانتفاضات العربية.
هذا المشهد يثير أسئلة كثيرة جدا عن الديمقراطية، والانتفاضة والانتخابات والتغيير أعتقد يجب مناقشتها بشكل مشترك فيما بين القراء هنا في هذا المنتدى.
كيف يمكن أن يحدث هذا ولماذا تعتقد هذه الأنظمة أن هذه الانتخابات مشروعة على الرغم من الانعدام التام للمصداقية؟ هل اجراء انتخابات يعني حقا أنه يتم احترام العملية الديمقراطية وان النتائج تمثل إرادة الشعب؟
هل هذا ما كانت تهدف إلى تحقيقه الانتفاضات؟
هل حقا العرب يفضلون الأمن على الحرية والديمقراطية؟ هل الحرية والديمقراطية سبب للفوضى والدمار أم أن النماذج العربية مختلفة؟