العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 13-10-2008, 02:35 AM   #1
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي مدخل إلى مقاصد الشريعة.

مدخل إلى مقاصد الشريعة

للدكتور أحمد الريسوني



المسألة الأولى

في مصطلح ً مقاصد الشريعة ً



المقصود، أو المقصد، هو ما تتعلق به نيتنا وتتجه إليه إرادتنا،

عند القول أو الفعل.

وعلى هذا فمقاصد الشريعة ـ أو مقاصد الشارع ـ هي المعاني

والغايات والآثار والنتائج، التي يتعلق بها الخطاب الشرعي

والتكليف الشرعي، ويريد من المكلفين السعي والوصول إليها.

فالشريعة تريد من المكلفين أن يقصدوا إلى ما قصدت هي، وأن

يسعوا إلى ما هدفت وتوخت.

وهذا يجعلنا أمام مصدرين للمقاصد: الشرع من جهة، والمكلفون

من جهة أخرى. ولكن يجمعهما اتحاد المصب، بحيث يجب أن

تصب مقاصد المكلف حيث تصب مقاصد الشارع.

وبالنظر إلى هذا الترابط بين مقاصد الشريعة ومقاصد المكلفين،

فإن أول تقسيم وضعه الإمام الشاطبي للمقاصد، هو تقسيمها إلى

صنفين: مقاصد الشارع ومقاصد المكلف ( انظر الموافقات ج2

ص5 ).

وإذا كان الصنف الثاني لا يعنينا كثيرا في هذا المدخل، ويكفينا

منه أن نعلم أن ً مقاصد الشارع ً لا يمكن أن تحقق إلا عبر

ً مقاصد المكلف ً، وبشرط أن تكون الثانية موافقة للأولى، فلنقف

قليلا مع الصنف الأول.



يتبع
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-10-2008, 03:10 AM   #2
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

مقاصد الشارع



بالنظر إلى الاستعمالات المتداولة لعبارة ً مقاصد الشارع ً ـ أو

في حالة الإفراد: مقصد الشارع ومقصود الشارع ـ يمكن

التمييز بين مستويين لهذه المقاصد: مقاصد الخطاب ومقاصد

الأحكام.

1 ـ مقاصد الخطاب:



وقد يعبر عنها ـ تبعا للسياق ـ بمقصود النص، أو مقصود

الآية، أو مقصود الحديث، ويستعمل هذا الاصطلاح خاصة

عندما يتوارد على النص معنيان يكون أحدهما غير مقصود،

و الآخر هو المقصود. وقد يكون المعنى الأول هو الظاهر

وهو المتبادر إلى الفهم، ولكن بمزيد من التأمل والتدبر،

وبالاحتكام إلى القرائن التفسيرية المساعدة، يتبين أن للنص

مقصودا هو غير ما يتبادر إلى الذهن من ظاهر الألفاظ، فيقال

حينئذ: المقصود كذا، أو مقصود النص كذا..



وبناء على هذا التقصيد للخطاب الشرعي، يتحدد الحكم المقصود

منه، وتتجلى مجالاته التطبيقية، كما يساعد ذلك على تلمس العلة

التي بني عليها والحكمة التي يرمي إليها.

ومما يجدر التنبيه عليه في هذا السياق، أن تفسير النصوص

الشرعية يتجاذبه عادة اتجاهان:

اتجاه يقف عند ألفاظ النصوص وحرفيتها، مكتفيا بما يعطيه

ظاهرها، واتجاه يتحرى مقاصد الخطاب ومراميه؛ ويستند هذا

الاتجاه إلى التسليم العام بكون الشريعة ذات مقاصد وحكم مرعية

في عامة أحكامها ( وهو ما سيأتي بيانه بعد قليل ) فيعمد أصحاب

هذا الاتجاه عند النظر في أي نص شرعي، إلى

استحضار تلك المقاصد والحكم، وأخذها بعين الاعتبار في

تحديد معناها ً المقصود ً.

يتبع


__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-10-2008, 01:08 PM   #3
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي




2ـ مقاصد الأحكام:



حين نعرف ً مقصود الخطاب ً على وجهه الصحيح، محترمين

في ذلك قواعد اللغة ومسلمات الشرع وغيرها من الأسس التي

يجب اعتمادها في تفسير النصوص الشرعية، حينئذ نكون قد

عرفنا ً مقصود الشرع ً في خطابه، وعرفنا المقتضى الصحيح

لذلك الخطاب، أي ما هو المطلوب منا بمتضى ذلك الخطاب.

ولكن يبقى علينا ـ ونحن نبحث عن المقاصد ـ أن نعرف

ما هي الغايات التي يرمي الخطاب الشرعي إلى تحقيقها وإيصال

الناس إليها؟ ما هي الفوائد التي يحققها لنا العمل بمقتضى الحكم

الشرعي؟ بعبارة أخرى: ما هي مقاصد ذلك التشريع؟



فمثلا: إذا أخذنا قوله تعالى ً خذ من أموالهم صدقة ً سورة التوبة

103 ، أمكننا القول: إن ظاهر النص هو مخاطبة النبي صلى

الله عليه وسلم وتكليفه بأن يأخذ من أموال الناس قدرا ما ـ غير

محدد ـ على سبيل التصدق. هذا هو ظاهر الألفاظ فإذا انتقلنا

إلى البحث عن ً مقصود الخطاب ً تبين لنا أيضا أنه موجه إلى

عموم المكلفين، وأنه موجه بصفة خاصة إلى ولاة أمور

المسلمين، وأن المقصود بالأموال مقادير معينة من تلك الأموال

هي التي تسمى نصابا، وأن الأخذ منها يقع على وفق شروط

وقيود، منها أن القدر الذي سيؤخذ مطلوب على ً سبيل الوجوب

والإلزام ً، وأن المقصود من أخذها هو دفعها لمستحقيها الذين

سماهم الله تعالى في آية أخرى. فهذا هو ً مقصود الخطاب ً.



لكن بقي أن نعرف مقاصد هذه الأحكام، وبصفة خاصة الركنين

الأساسيين فيها، وهما: الأخذ والدفع.

فلماذا يؤخذ من الناس قدر من أموالهم المملوكة لهم ملكا شرعيا؟

ولماذا يدفع القدر المأخوذ إلى الغير؟ وإلى أصناف مخصوصة

بعينها؟ وما هي الغايات المتوخاة من هذا التشريع...؟

الجواب على هذه الأسئلة وغيرها من جنسها هو الذي يتضمن

بيان ً مقاصد الأحكام ً بعد أن تبينا ً مقاصد الخطاب ً.

وهذا المستوى من المقاصد ـ أي مقاصد الأحكام ـ هو عادة

ما يقصده المتحدثون عن ً مقاصد الشريعة ً.

يتبع


__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-10-2008, 01:50 PM   #4
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

تقسيم مقاصد الشريعة



مقاصد الشريعة بمعناها الأخير الذي تقدم ذكره، يمكن النظر إليها

على نطاق الشريعة كلها، فنكون حينئذ أمام مجمل مقاصدها.

ويمكن النظر إلى جانب معين ـ أو بضعة جوانب ـ من

الشريعة، فتظهر لنا مقاصد ذلك الجانب وقد ننظر إلى كل من

أحكام الشريعة ـ على حدته ـ لنتبين مقصوده الخاص به، أو

مقاصده إن كانت له مقاصد متعددة.



وعلى هذا الأساس، يمكننا تقسيم مقاصد الشريعة إلى ثلاثة أقسام:

( انظر: مقاصد الشريعة الإسلامية لابن عاشور:143 وما بعدها؛

ونظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي ص 7 ـ 8 ).

1 ـ المقاصد العامة:



وهي المقاصد التي تمت مراعاتها وثبتت إرادة تحقيقها على

صعيد الشريعة كلها أو في الغالب الأعم من أحكامها، وذلك مثل

حفظ الضروريات الخمس ( الدين، والنفس، والنسل، والعقل،

والمال)، مثل رفع الضرر، ورفع الحرج، وإقامة القسط بين

الناس، وإخراج المكلف عن داعية هواه..( العبارة الأخيرة للإمام

الشاطبي، الموافقات ص168 ).

2 ـ المقاصد الخاصة:



وأعني بها المقاصد المتعلقة بمجال خاص من مجالات التشريع،

كمقاصد الشريعة في أحكام الإرث وما يلحق به، ومقاصد

الشريعة في مجال المعاملات المالية، أو في مجال الأسرة.وقد

يدخل ضمن المقاصد الخاصة المقاصد المتعلقة بعدة أبواب

تشريعية لكنها متقاربة ومتداخلة، كمقاصد الولايات العامة،

ومقاصد العبادات. والذي لفت الأنظار إلى هذا القسم واعتنى به

هو الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه ً مقاصد الشريعة

الإسلامية ً وقد تناول منه:

ـ مقاصد الشارع في أحكام العائلة.

ـ مقاصد الشارع في التصرفات المالية.

ـ مقاصد الشارع في المعاملات المنعقدة على الأبدان (التشغيل).

ـ مقاصد القضاء و الشهادة.

ـ مقاصد التبرعات.

ـ مقاصد العقوبات.

3 ـ المقاصد الجزئية:



وهي مقاصد كل حكم على حدته، من أحكام الشريعة، من إيجاب،

أو ندب، أو تحريم، أو كراهة، أو شرط...

مثال ذلك قولنا: الصداق في النكاح مقصوده إحداث المودة بين

الزوج والزوجة، والإشهاد مقصوده تثبيت عقدة النكاح دفعا

للتنازع والجحود...



ومعلوم أن الإدراك الصحيح والكامل لمقاصد الشريعة لا يكون

إلا بالبحث عنها والنظر إليها من خلال هذه الأقسام الثلاثة كلها،

بحيث لا يمكن الحديث عن المقاصد العامة للشريعة من غير

إدراك لمقاصدها في كل باب من أبوابها، ولا يمكن إدراك مقاصد

الأبواب ولا المقاصد العامة إلا بفحص المقاصد الجزئية وتتبعها

واستخراج دلالاتها المشتركة. كما لا يصح تقرير العلل والمقاصد

الجزئية للأحكام في معزل عن المقاصد العامة.

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-10-2008, 01:12 AM   #5
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

المسألة الثانية

حاجتنا إلى مقاصد الشريعة



إذا كانت ً المقاصد أرواح الأعمال ً كما يقول إمام المقاصد أبو

إسحاق الشاطبي رحمه الله، فإن العجب كل العجب أن يعيش

الناس بلا مقاصد، أي بلا أرواح، فالفقه بلا مقاصد فقه بلا روح،

والفقيه بلا مقاصد فقيه بلا روح، إن لم نقل إنه ليس بفقيه.

والمتدين بلا مقاصد متدين بلا روح، والدعاة إلى الإسلام بلا

بلا مقاصده هم أصحاب دعوة بلا روح. فأنى نتفقه حقيقة،

ونتدين حقيقة وندعو إلى الإسلام حقيقة؟!



ـ فأما حاجة الفقيه والمتفقه إلى معرفة مقاصد الشريعة، فحسبنا

في ذلك أن الفقه ـ حتى في أصله اللغوي ـ لا يتحقق إلا

بمعرفة حقائق الأشياء، والنفوذ إلى دقائقها وأسرارها. فليس

الفقه ـ حقا ـ سوى العلم بمقاصد التشريع وأسراره. وفيه

يقول العلامة الكبير شاه ولي الله الدهلوي: ً وأولى العلوم

الشرعية عن آخرها ـ فيما أرى ـ وأعلاها منزلة وأعظمها

مقدارا، هو علم أسرار الدين، الباحث عن حجج الأحكام، وأسرار

خواص الأعمال ونكاتها...إذ به يصير الإنسان على بصيرة

فيما جاء به الشرع ً. ( حجة الله البالغة 21 ).



وحين تجرد الفقه من مراعاة المقاصد، ومن بيانها وتوجيه

المكلفين إليها فهما وطلبا، حينذاك بدأ يتحول إلى مجرد قوانين

تتسم بالظاهرية والجفاف والبرودة، وبدأ يصاب بالشلل العلمي

والعملي. وقد عد الشيخ ابن عاشور ً إهمال النظر في مقاصد

الشريعة ً، ( أليس الصبح بقريب 200 )، واحدا من الأسباب

الرئيسية في تخلف الفقه وجموده. وقبله نجد الشيخ الشهيد محمد

بن عبد الكبير الكتاني يذهب أبعد منه، حيث كان يعتبر ً أن من

أسباب انحطاط الملة ذكر الأحكام مجردة عن أسرارها...ً

( ترجمة الشيخ محمد الكتاني الشهيد 35 ).

ـ وأما المتدين في تدينه وتطبيقه لأحكام الشريعة، فإنه ـ إذا

كان فاقدا للمقاصد ـ يبقى عرضة للسآمة والضجر، وعرضة

للتلكإ والانقطاع. وقد يتعرض حتى للحيرة والاضطراب. وأما

الإتيان بالأعمال على غير وجهها ودون إتقانها وإحسانها، فحدث

ولا حرج. وانظر يمنة ويسرة، فلن ترى غيرهذا وذاك إلا من

رحم ربك. وقليل ما هم.

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-10-2008, 01:50 AM   #6
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي


حاجتنا إلى مقاصد الشريعة



وعلى العكس من ذلك، فإن معرفة مقاصد الأعمال تحرك النشاط

إليها، وتدعو إلى الصبر والمواظبة عليها، وتبعث على إتقانها

والإحسان فيها. فمن وجبت عليه الزكاة وهو لا يدري لها مقصدا

ولا يرى لها فائدة يجنيها، كان إلى التهرب منها أقرب. فإن لم

يتهرب منها تحايل في تقليلها وتأخيرها، وأداها من أردإ ما

يملكه، وكان مع ذلك مستاء متحسرا. فإذا وضحنا له ما جاء في

القرآن الكريم من أن المزكي يستفيد من زكاته بأكثر مما يستفيده

آخذ الزكاة وقبله، وأن زكاته طهارة له وبركة لماله، وأنه يستحق

بها دعاء الرسول والمؤمنين، وأن ذلك يجلب له السكينة والرحمة

وجعلناه على بصيرة من قوله تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة

تطهرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) سورة

التوبة 103 ، وجعلناه على بصيرة من سائر المصالح التي

تترتب على أداء الزكاة، فلا شك أن موقفه سيتغير وأن تطبيقه

سيرتقي. وهكذا يقال في سائر التكاليف.



وفي القرآن الكريم والسنة النبوية نماذج عديدة من هذا القبيل،

ينبغي الاعتبار بها والاقتداء بها في تنبيه المكلفين على مقاصد

التشريع، وحضهم بذلك على اتباعه وابتغاء مقاصده. فمن ذلك

أيضا التنبيه الوارد في قوله تعالى: ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ

بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا

وعلى ربهم يتوكلون) سورة النحل:98 .

قال ابن عاشور: ً وجملة ( إنه ليس له سلطان...) تعليل للأمر

بالاستعاذة من الشيطان عند إرادة قراءة القرآن وبيان لصفة

الاستعاذة.

فأما كونها تعليلا فلزيادة الحث على الامتثال للأمر بأن الاستعاذة

تمنع تسلط الشيطان على المستعيذ، لأن الله منعه من التسلط على

الذين آمنوا المتوكلين. والاستعاذة منه شعبة من شعب التوكل على

الله، لأن اللجأ إليه توكل عليه. وفي الإعلام بالعلة تنشيط للمأمور

بالفعل على الامتثال؛ إذ يصير عالما بالحكمة ً ( التحريروالتنوير

278 ).

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-10-2008, 12:15 AM   #7
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي


حاجتنا إلى مقاصد الشريعة



وفيما يلي أذكر مثالا واقعيا من سيرة النبي صلى الله عليه

وسلم وصحابته رضي الله عنهم، فبعد غزوة حنين قسم

النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم، وكانت عظيمة جدا. وقد

أكثر عليه السلام من العطاء لأهل مكة وغيرهم من المؤلفة

قلوبهم ـ وكان إسلامهم حديثا جدا ـ ولم يعط الأنصار

شيئا. فتأثر الأنصار لذلك، حتى حسب بعضهم أن النبي

صلى الله عليه وسلم قد آثر قومه بالعطاء بعد أن عاد إليهم

وعادوا إليه.



وفي رواية ابن سحاق عن أبي سعيد الخدري رضي الله

عنه، أن سعد بن عبادة ـ أحد زعماء الأنصار ـ دخل على

النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

ً يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في

أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في

قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يكن

في هذا الحي من الأنصار منها شيء. قال: فأين أنت من

ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومي ً. فأمره

بجمع الأنصار، فلما اجتمعوا دخل عليهم رسول الله صلى

الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ً يا معشر الأنصار،

ما مقالة بلغتني عنكم ؟ وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟

ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله؟ ؟ وأعداء فألف الله

بين قلوبكم ؟ ". قالوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل . ثم قال ألا

تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ . قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله ؟

لله ولرسوله المن والفضل . قال: " أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتم

ولصدقتم :أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ،

وعائلا فآسيناك ،أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا ،

تألفت بها قوما ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر

الأنصار ، أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله

إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ،

ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار.

اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار " .

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا برسول الله قسما وحظا

( سيرة ابن هشام)



فهؤلاء الأنصار، الفضلاء الأخيار، حين لم يدركوا مغزى ما

فعله رسول الله استاؤوا وتشوشوا. وحين بين لهم صلى الله

عليه وسلم مقاصده ومراميه انشرحوا ورضوا واطمئنوا.

ولقد كان من الممكن أن يقال لهم: هذا حكم الله ورسوله،

فارضوا به وسلموا تسليما، وليس لكم أن تتقدموا ولا أن

تتكلموا.



وهذا كلام صحيح لا غبار عليه، ولكن حين يكون معززا

ببيان المقاصد والحكم، ولاسيما في موارد الاستشكال

والالتباس، يكون أصح وأتم، ويكون التصرف اللازم أنسب

وأسلم، ( قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)

سورة البقرة 260 .

يتبع

__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-10-2008, 12:41 AM   #8
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

حاجتنا إلى مقاصد الشريعة



ـ وأما حاجة الدعاة إلى معرفة مقاصد ما يدعون إليه، فذلك

مما يقتضيه قوله تعالى: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على

بصيرة أنا ومن اتبعني ) سورة يوسف 108

فأول ما يدخل في ً الدعوة على بصيرة ً هو أن يكون

الداعي بصيرا بما يدعو إليه، ولا يكون بصيرا بما يدعو إليه

إلا بقدر ما يعرف من مقاصده ومراميه. وفي قوله عز

وجل: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

وجادلهم بالتي هي أحسن )، ما يقتضي الإحاطة بمقاصد

ما ندعو إليه، ومعرفة مواضعه ومراتبه، وما يجوز تأخيره

وما لا يجوز، وما يمكن التسامح فيه حتى حين، وما لا يمكن..

.وهذا كله يستفاد من معرفة مقاصد الشريعة والتمييز

بينها وبين ما هو من قبيل الوسائل، والتمييز بين ما هو ضروري

وما هو حاجي وما هو تحسيني من تلك المقاصد.



كما أننا اليوم ـ في ظل التحديات الفكرية والثقافية والإعلامية التي تواجهنا

وتحاصرنا ـ أصبحنا أكثر اضطرارا إلى أن نعرض على الناس ونشرح لهم مقاصد

شريعتنا ومحاسن ديننا. فهذا هو الكفيل بإنصاف ديننا المفترى عليه،

وإبرازه بما هو عليه وما هو أهله، وهو

الكفيل بدفع الشبهات ورفع الإشكالات وإقامة الحجة كاملة

ناصعة، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

يتبع


__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2008, 01:47 AM   #9
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

الفصل الأول

الشريعة بين التعبد والتعليل



كل ما تقدم من تعريف وتوضيح حول مقاصد الشريعة ينبني على أساس التسليم بكون الشريعة لها مقاصد وغايات، وأن هذه

المقاصد والغايات راجعة إلى مصالح العباد. ومسألة بهذا الحجم وبهذا القدر من الأهمية لا ينبغي إطلاق القول فيها دونما

تقديم ما يكافئها من الاستدلال والإثبات. ويزداد هذا الأمر لزوما إذا علمنا أن بعض العلماء، وعددا من الناس، ينظرون إلى

الشريعة على أنها لا غرض لها سوى التكليف والابتلاء وإثبات عبودية المكلفين لربهم، مع ما يتبع ذلك ـ في الآخرة لا في

الدنيا ـ من ثواب أو عقاب، ومن جنة أو نار.



والحقيقة أن إثبات كون الشريعة معللة بمصالح العباد في الدنيا والآخرة معا، أمر لا يحتاج إلى عناء وبحث كبير، فالآيات

الصريحة القاطعة متضافرة على إفادة هذا المعنى بشكل لا يبقى معه أدنى مجال للشك أو التردد.

ـ فمن هذه الآيات قوله سبحانه مخاطبا آدم وزوجه وذريتهما:

( فإما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة

أعمى) سورة طه 123 ـ 124 فدلت هذه الآية على أن ما ينزله الله لعباده إنما هو ً هدى ً وأنه جاء ليجنبهم الضلال

والشقاوة، ويدفع عنهم ضنك العيش وعمى الآخرة. إن الآية عامة تصب في شأن الدنيا والآخرة، ولا يحق لأحد قصرها على

الآخرة إلا بدليل. بل إن الآية مشيرة بنظمها إلى الدنيا والآخرة معا، فقد قابلت بين الضلال والشقاوة، وين ضنك العيش

والعمى في الآخرة، فهما معا واردان مقصودان.



ـ ومن هذه الآيات أيضا: قوله عز وجل ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا

الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) سورة الحديد 25 . فقد نصت هذه الآية على المقصد العام لبعثة الرسل جميعا ولما

أرسله الله معهم من البينات والموازين، فكل هذا إنما تم لأجل غاية جامعة هي أن يقوم الناس بالقسط. والقسط في المفهوم

الإسلامي يشمل كل شيء، فالعلاقة بين الإنسان وربه ينبغي أن تقوم على القسط، وكذلك علاقة الإنسان مع نفسه ومع غيره

من الناس ومن الكائنات. فكل شيء يصدر عن الإنسان يمكن أن يكون فيه قسط أو عدم قسط، فجاءت الشريعة لتضع

الموازين القسط لكل شيء، وتأمر الإنسان أن يلتزم القسط في كل شأن من شؤونه، فليس القسط كما يتبادر إلى الكثير من

الأذهان قاصرا على الحكم بين الناس، والتعامل فيما بينهم، بل في الأكل والشرب قسط أو عدم قسط، وفي النوم والراحة قسط

أو عدم قسط، وفي اللباس والزينة كذلك.



وفي الحديث:

( لا يمشين أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا أو ليحفهما جميعا ) رواه البخاري ومسلم ومالك في كتاب اللباس، وهذا لفظ

الموطأ.

فمن القسط التسوية بين القدمين إلا لعذر. وقال الفقهاء: إن تجاوز القدر المحدد في الوضوء ظلم وإسراف. وفي الحديث عن

عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ً قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ً ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ ً ، قلت:

إنني أفعل ذلك، قال: ً فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك، ونفهت نفسك، وإن لنفسك حقا ولأهلك حقا، فصم وأفطر، وقم ونم ً.

رواه البخاري ـ أعلام السنن لأبي سليمان الخطابي. وقوله هجمت عينك معناه غارت عينك وضعف بصرها. وقوله نفهت

نفسك أي أعيت وكلت، والنافه المعيي.

يتبع




__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-10-2008, 03:10 PM   #10
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

الشريعة بين التعبد والتعليل



يقول الله تعال ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس )

بعد ذكره للمقصد العام من بعثة الرسل جميعا ألا وهو القسط ، فيه تنبيه لا يخفى على أن مقاصد الخالق في خلقه أن يجلب لهم

المنافع الدنيوية، ومن أعظمها ـ على مر التاريخ ـ منافع الحديد. ومعلوم أنه باجتماع القسط مع منافع الحديد وقوته تقوم الدول

والحضارات وتزدهر أحوال الشعوب والمجتمعات.

ـ وفي خصوص بعثة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم جاءت نصوص عدة تنص على مقاصدها بشكل صريح، كما في قوله

عز وجل: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )

سورة الأنبياء 107 . فهذه الآية الكريمة كسابقتها، تضمنت تعليلا صريحا قاطعا للبعثة النبوية، وهو أنها إنما جاءت لرحمة

الناس.. والرحمة تشمل الدنيا والآخرة، ولا دليل على حصرها في رحمة الآخرة. بل الأدلة قائمة على أن رحمة الله تشمل

الدنيا والآخرة، كما يشير إليه قوله تعالى: ( ورحمتي وسعت كل شيء ) سورة الأعراف 156 . ومن صفات الرب

سبحانه ً الرحمن الرحيم ً ، وقد روي في معنى هاتين الصفتين ً الرحمن: رحمان الدنيا والآخرة، والرحيم: رحيم الآخرة ً من

كتاب المحرر الوجيز لابن عطية 56 .

وقال الخطابي: ً الرحمن: ذو الرحمة الشاملة، التي وسعت الخلق في أرزاقهم ومصالحهم ً عن صفوة التفاسير للصابوني 25



وأصرح من هذا كله قوله تعالى ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) سورة الشورى 28 . فمن رحمة

الله الغيث وما ينتج عنه من مصالح دنيوية، وعلى هذا فالرحمة التي بعث بها خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم تشمل مصالح

العباد في دنياهم وآخرتهم.


ـ ومما جاء أيضا في تعليل الرسالة المحمدية قوله سبحانه ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم

ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) سورة الجمعة 2 . وتزكية الناس وتعليمهم، هي مصلحة

دنيوية قبل أن تجنى ثمراتها الأخروية. والتزكية والتعليم كلمتان جامعتان لكل ما يحتاجه الناس من فضائل وخيرات وكل ما

تتوقف عليه حياتهم من مصالح. وفي هذا المعنى جاء قوله صلى الله عليه وسلم معللا بعثته تعليلا جامعا: ً إنما بعثت لأتمم

حسن الأخلاق ً موطأ مالك ـكتاب حسن الخلق.

قال ابن عبد البر: ً يدخل فيه الصلاح والخير كله، والدين والفضل والمروءة والإحسان والعدل، فبذلك بعث ليتممه ً نقله محمد

فؤاد عبد الباقي. هامش الموطأ ص 904 .



وهكذا يظهر جليا أن الرسل جميعا بعثوا لأجل هداية الناس في دينهم ودنياهم، ولأجل إرشادهم ومساعدتهم لسلوك أقوم السبل

وأسماها في حفظ مصالحهم ودرء مفاسدهم، وليس هذا متنافيا مع مقصد التعبد الذي يعد من أسمى وأهم ما جاءت به الشريعة،

ذلك أن كل صلاح يتضمن نوعا من التعبد، وكل تعبد فيه أنواع من المصالح الدنيوية والأخروية، فليس هناك تضاد ولا

تعارض بين التعبد والتعليل.

يتبع


__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .