لا يقوى إنسان لا يمتلك زمام نفسه عن تلقين قيم العفه... تميم منصور*

[كيان العروبة]

لا يقوى إنسان لا يمتلك زمام نفسه عن تلقين قيمَ العفة
تميم منصور*

بين الحين والآخر تقوم وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندوليزا رايس والمعروفة على لسان الفلسطينيين باسم " غراب البين " ، بجولة غالباً ما تكون خاطفه سريعة إلى منطقة الشرق الأوسط تتفقد خلالها دولا عربيه محدده.
مع أنها كطائر البوم لا تنطق إلا بالخراب، لكنها تأتي للاطمئنان ولشد براغي المركبات التي تديرها وتحركها واشنطن بصوره دائمة بواسطة أجهزة توجيه مباشره متواجدة داخل قواعدها العسكرية المتواجدة في أكثر من دويلة عربيه واحده وداخل سفارتها في كل من القاهرة وعمان والرياض والدوحة وبيروت وغيرها.
خلال الغارة الاخيره التي قامت بها إلى بعض العواصم العربية وفي مقدمتها القاهرة قامت بدعم النظام الحاكم بشحنات وحبوب تقويه جديدة كي يبقى قطار هذا النظام يسير بأمان ودون تعثر فوق سكة حديد المشاريع والسياسة الامريكيه في منطقة الشرق الأوسط.
قيمة هذا المصل الغذائي المستورد المصطنع مائة مليون دولار، أي دولار وربع لكل مواطن مصري هي عبارة عن فتات المعونة الامريكيه لمصر، كان لهذا المصل الغذائي المستورد تأثيره السريع على السنة عدد من كبار المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس مبارك، ظهرت فاعليته قبل أن يكمل دوره كامله في دمائهم، لأن هذا النوع من الدواء صمم داخل المختبرات الامريكيه كي يكون غشاءاً يغطي عيونهم ويذهب إدراكهم وإبعادهم عن الحقيقة، ما إن ذاقوا طعم هذا المصل حتى سارع سيادة الرئيس مع اثنين من مقربيه بإصدار تصريح أحدث دوياً كبيراً سمعه جورج بوش ورايس رغم أنهما كانا في شبه غيبوبة من شدة النشوة وأحلام اليقظة، كان التصريح قوياً لكنه في الحقيقة شبه مفرقعات الأطفال ــ صوت بدون فعل أي أنه في حقيقته جعجعة بلا طحين.
لقد دفع الرئيس مبارك واثنين من مساعديه ثمن ما قدمته لهم رايس في الحال، دفع هذا الثمن أثناء لقاء الرئيس مبارك بمشاركة أحمد أبو الغيط وعمر سليمان مع ممثلين عن اللجنة الامريكيه اليهودية في القاهرة، فقد صرحوا لهذه اللجنة أن مصر العربية الحرة الديمقراطية الغنية بشعبها الفقير تجزم وتقسم بكل الإيمان الغليظة وبجميع اللغات وتؤكد بأنها تعتبر إيران الخطر الأوحد والوحيد الذي يقلق منام سكان الشرق الأوسط، وان هذه الايران ترتكب وتمارس العنف والإرهاب لأنها تقدم الدعم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية.
أقسم مبارك ومعاونيه المذكورين أمام رئيس اللجنة " ريتشارد سايدمن" أن مصر عازمة على وضع حد لهذا التصرف الإيراني، ذكرني هذا القسم بالمثل الفلسطيني الذي يقول " اللي بدو يقول كش لازم يكسر رجلها " أي يجب ترجمة القول والوعود إلى عمل تحت كل الظروف.
لا يسعنا إلا أن نوجه شديد لومنا وعتبنا على إيران متسائلين، لماذا هذا الإصرار على دعم المقاومة؟ الم تدركون أيها الإيرانيون أن إسرائيل أصبحت صديقه ومدلـله لدى الانظمه العربية وفي مقدمتها مصر؟ لقد أصبحت العلاقة بين مصر وإسرائيل ساخنة وحميمة أكثر منها مع سوريا ومع حزب الله ومع حركة حماس، مصر تقدم الدعم الاستراتيجي لإسرائيل أكثر مما تقدمه للشعب الفلسطيني، حدودها مفتوحة أمام الإسرائيليين، النفط المصري لا يزال يتدفق منذ اتفاقية الشؤم كامب ديفيد ، في القريب العاجل سوف يلحق به الغاز من أجل توليد الكهرباء التي تغذي المستوطنات في الضفة الغربية والهضبة السورية المحتلة ويغذي المصانع التي تنتج دبابات المركافا والصواريخ التي تطحن لحم وعظام أطفال فلسطين كل يوم.
مقابل حفنه من الدولارات تراجعت مصر عن التقدم في علاقاتها مع إيران بعد أن كانت هذه العلاقات قد تحسنت لكن غياب الشجاعة واستحضار الرعب ومنفعة الفئة الحاكمة أوقفت هذا الاستمرار في العلاقات مع إيران، وهذا يؤكد أن الإنسان الذي لا يملك زمام نفسه غير قادر على تلقين العفة للآخرين.
ـــ من الطبيعي أن تكون إسرائيل أول المهنئين للقيادة المصرية لأنها أي مصر حمّلت إيران مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة وقد أبرزت صحيفة هأرتس تصريح مبارك أمام اللجنة الامريكيه اليهودية وقام مراسلها يوأب شتيرن بإجراء حوار مع رئيس اللجنة المذكورة " ريتشارد سايدمن " كي يعرف منه طبيعة ماذا قال الرئيس مبارك له حول إيران .
لم يكتف الرئيس مبارك بما صرح به أمام اللجنة الامريكيه اليهودية بل أراد أن يثبت ذاته ويثبت مدى إخلاصه للرؤيا الامريكيه الاسرائيليه الخاصة بإيران ، فقد أمر بمقاطعة وزير خارجية إيران " موتكي " عندما ترجل من الطائرة بعد أن هبطت في مطار القاهرة، مع أن الأعراف الدبلوماسية والاخلاقيه ترفض ذلك، أراد الرئيس مبارك مرة أخرى أن يثبت لأصدقائه الأمريكان والإسرائيليين أنه عند قوله وأن عظمه ازرق ولا مهادنه مع مثيري القلاقل في الشرق الأوسط حتى لو ذبحت إسرائيل كل يوم مائة طفل فلسطيني في قطاع غزه وأمريكا في العراق مثلهم ، من وجهة نظر الأمريكان ومن يدوروا في فلكهم من الزعماء العرب فإن مجازر إسرائيل لا تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.
السؤال الذي يطرح نفسه هل نظام الرئيس مبارك قادر على وقف المد والتأثير الإيراني في المنطقة؟ ما هي الآليات ألاقتصاديه والسياسية والعسكرية والمعنوية التي تملكها مصر لوقف هذا المد والخطر الإيراني من وجهة نظر من يدعون ذلك؟
مصر المتواجدة تحت مظلة هذا النظام مصابه بالسقم فقيرة مفلسة عاجزة عن توفير رغيف العيش لمواطنيها، لقد قُتل في الأسبوع الماضي تسعة مواطنين مصريين وهم يتزاحمون ويتقاتلون كي يحصلوا على رغيف الخبز، هل شعب جائع عاطل عن العمل مستعد لدعم النظام المسؤول عن هذا الجوع وهذا البؤس وهذا الفقر؟
الشيء المؤكد أن فخامة الرئيس قد ورّط نفسه وحكومته بالوعود
التي قطعها على نفسه بكنس الوجود الإيراني في المنطقة وهو على قناعه تامة أنه غير قادر على كسر رجلها، إذن لماذا قال لها كِش .

* كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

[الوافـــــي]

أخي الكريم / كيان العروبة

حاولت جاهدا التوفيق بين ( كيان العروبة ) وبين ما جاء في الموضوع
وأصدقك القول لم أستطعه التوفيق بين الأمرين
أرى صاحب المقال هاجم وبضراوة منقطعة النظير مصر وموقفها من إيران
وكأني بك داعما للموقف الإيراني ، وما يقوم به في المنطقة
ثق أخي الكريم أن ( الروافض ) كلهم شر
وإبتعاد مصر عن إيران فيه الخير كل الخير ، لأمنها ولمستقبلها
ولعلك تعلم أن إيران هي الداعم الرئيسي لحركة الإخوان المسلمين
وتلك الحركة لها أجندة تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحقيقها ، وترسيخها في المجتمع المصري على وجه الخصوص ، وما يحدث في غزة الآن من تجويع وتقتيل وإبادة للأخوة الفلسطينيين يتحمله في الأساس أحباب إيران في غزة
فهل تعتقد أن من الأفضل للدولة المصرية أن تنسلق خلف إيران لتكون مرضية عليها عن كاتب الموضوع الذي يظهر جليا ميوله للرافضه ..؟؟؟

تحياتي