حقيقة عيد الحب, فالنتين
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن فئاماً من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم, كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذينَ من قَبلَكُم, شِبراً بِشِبرٍ, أو ذِراعاً بِذراعٍ, حَتى لَو سَلَكُوا جُحرَ ضَبِّ لَسَلَكتُمُوهُ. قالوا: اليَهُودُ وَالنَّصارى؟ قال: فَمَن؟)).
وقد وقع ما اخبره به النبي صلى الله عليه وسلم وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية.. إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثيرٍ من عاداتهم وسلوكياتهم وقلدوهم في بعض شعائرهم, واحتفلوا بأعيادهم.
وزاد الأمور سوءاً الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب, حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تنقل مزخرفةً مبهرجةً بالصوت والصورة مباشرة من بلادهم الى بلاد المسلمين عبر القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت فأغتر بزخرفها كثير من المسلمين هداهم الله تعالى.
وفي السنوات الأخيرة تحديداً انتشرت ظاهرة بين كثيرٍ من شباب المسلمين ذكوراً وإناثاً, لا تبشر بخير, تمثلت في تقليدهم للنصارى في احتفالاتهم بعيد الحب – الذي لا أصل له عندهم- مما كان داعياً لأولي العلم والدعوة أن يبينوا شريعة الله تعالى في ذلك, نصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم حتى يكون المسلم على بينة من أمره ولئلا يقع فيما يخل بعقيدته التي أنعم الله بها عليه.
وهذا عرض مختصر لأحد علماء الشريعة جزاهم الله عنا الخير لأصل هذا العيد ونشأته والمقصود منه, وما يجب على المسلم تجاهه.
أولاً:- قصة عيد الحب
يعتبر عيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين (الكفار), إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قيل ما يزيد على سبعة عشر قرناً. وهو تعبير في مفهوم الوثني الروماني عن الحب الوثني..
ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان, وعند ورثتهم من النصارى, ومن هذه الأساطير:
1. أن الرومان كانوا يعتقدون أن مؤسس مدينة روما أرضعته ذات يوم ذئبةٌ فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر. فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر(شباط) من كل عام احتفالاً كبيراً, وكان من مراسيمه أن يذبح فيه كلب وعنزةٌ ويدهن شابان مفتولا العضلات جسميهما بدم الكلب والعنزة, ثم يغسلان الدم باللبن, وبعد ذلك يسير موكب عظيم يكون الشابان في مقدمته يطوف الطرقات ومع الشابين قطعتان من الجلد يلطخان بهما كل من صادفهما, والنساء الروميات يتعرضن لتلك اللطمات مرحبات, لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه.
علاقة (فالتين) بهذا العيد...
فالتين أو كما يلقبونه القديس فالتين, اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنسية النصرانية. وقيل: إنهما اثنان, وقيل: بل هو واحد مات في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام (296م). وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي مات فيه عام (350م) تخليداً لذكره..
ولما اعتنق الرومان النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب, ممثلاً في القديس (فالتين) الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم..
وسمي أيضاً (عيد العشاق) واعتبر فالتين شفيع العشاق و راعيهم. وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على المنضدة, ويُدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة, فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كلِّ منهما خُلق الآخر, ثم يتزوجان, أو يعيدوا الكرَّة في العام التالي يوم العيد أيضاً.
وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد, واعتبروه مفسدة لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في ايطاليا التي كان مشهوراً فيها, ثم تم إحياؤه في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين, حيث انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتباً صغيرة تسمى (كتاب فالتين) فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة..وفيها أيضاً مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية..
2. ومما قيل في سبب هذا العيد أيضاً: أنه لما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها, وحكم الرومان الإمبراطور (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج, لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها, فتصدى لهذا القرار (فالتين) وصار يجري عقود الزواج للجند سراً, فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن, وحكم عليه بالإعدام.
وفي سجنه وقع في حب ابنة السّجان, وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية, وإنما شفع له النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك لديه من النصرانية ليعبد أوثان الرومان ويكون لديه من المقربين, ويجعله صهراً له, إلا أن فالتين رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي, وليلة 15 فبراير هو عيد (لوبر كيليا) ومن يومها أطلق عليه لقب القديس. حسب زعمهم.
3. وجاء في كتاب قصة الحضارة: أن الكنيسة وضعت تقويماً كنيسياً, جعلت كل يوم فيه عيداً لأحد القديسين وفي بريطانيا كان عيد فالنتين يحدد في آخر فصل الشتاء فإذا حل ذلك اليوم على حد قولهم تزاوجت الطيور بحماسة في الغابات, ووضع الشباب الأزهار على أعتاب النوافذ في بيوت البنات اللاتي يجبونهن.[انظر: قصة الحضارة, تأليف ول ديورانت (15-23)].
وقد جعل البابا من يوم وفاة فالنتين (14/شباط/270م) عيداً للحب..
فمن هو هذا البابا؟؟؟
هو الحبر الأعظم رئيس البيعة المنظور, وخليفة القديس بطرس, فانظروا الى هذا الحبر الأعظم كيف شرع لهم الاحتفال بهذا العيد المبتدع في دينهم.. ألا يذكرنا هذا بقوله تعالى: ( اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون).[التوبة: 31]... ونحن المسلمين ملزمون بمخالفة أهل الكتاب في جميع الأحوال فكيف وهم مبتدعون في شريعتهم...
مقتبس من كتاب ضحايا الحب
حقيقة عيد الحب, فالنتين
النمط الخطي
