الشكر فى القرآن
الشكر فى القرآن
الله شاكر لفاعل الخير :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة آل عمران "وما يفعلوا من خير فلن يكفروه "وقوله بسورة الإسراء"فأولئك كان سعيهم مشكورا "فتطوع الخير هو فعله هو السعي للخير وهو العمل الصالح وعدم كفر فعل الخير هو شكر الله له والمعنى ومن فعل صالحا فإن الله حامد خبير،يبين الله لنا أن من يتطوع خيرا أى يعمل صالحا فإن الله يشكره أى يثيبه عليه بالجنة وهو عليم به أى خبير بالعمل وفاعله فى كل وقت
الله يجزى الشاكرين :
قال تعالى بسورة آل عمران :
"وسيجزى الله الشاكرين "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة المرسلات"إنا كذلك نجزى المحسنين"فالشاكرين هم المحسنين فهنا بين الله للمؤمنين أنه سيجزى الشاكرين أى سيرحم المطيعين لحكمه فى الدنيا والأخرة
جزاء الشاكرين مستقبلا :
وضح الله أن من يرد ثواب الدنيا والمراد من يطلب متاع الحياة الأولى يؤته الله منها والمراد يعطى الله له فيها الذى يريد الله وليس هو ومن يرد ثواب الآخرة يؤته منها والمراد ومن يطلب جنة القيامة بطاعة حكم الله يعطه جزء منها هو جنتان وبين أنه سيجزى الشاكرين والمراد سيدخل الله المطيعين بعد الموت لحكمه الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
" ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الأخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين"
الله لا يعذب من شكره :
سأل الله الناس:ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم والمراد ماذا يستفيد الله من عقابكم إن اتبعتم حكمه وصدقتم به؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لا يعذب من شكره أى أطاع حكمه وأمن أى صدق بحكمه وإنما يثيبه بالجنة وهو شاكر أى حامد أى مثيب أى راحم للمطيع المصدق بحكمه عليم أى خبير بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما"
الله عالم بالشاكرين :
سأل الله :أليس الله بأعلم بالشاكرين والمراد أليس الرب بأعرف بالمهتدين مصداق لقوله بسورة القصص"وهو أعلم بالمهتدين "؟والغرض من السؤال إخبار القوم أنه يعرف من يشكره وليس بحاجة لما يزعمون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
" أليس الله بأعلم بالشاكرين"
الكفار يشترطون النجاة للشكر :
طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل للناس:من ينجيكم من ظلمات البر والبحر والمراد من ينقذكم من أضرار اليابس والماء فالظلمات يقصد بها أنواع الأذى فى اليابس والماء ،تدعونه تضرعا وخفية والمراد تنادونه علنا وسرا وهذا يعنى أنهم ينادون الله فى العلن وفى السر ليكشف الضرر فيقولون لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من الأضرار لنصبحن من الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين "وهذا يعنى أنهم يشترطون لشكر الله رفع الظلمات وهى الأضرار عنهم وهذا دليل على عدم جديتهم فى شكرهم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين"
الشيطان يزعم لله لا تجد أكثرهم شاكرين:
وضح الله للناس أن إبليس قال له:فبما أغويتنى والمراد فالبذى أضللتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم والمراد لأحرفن لهم دينك الحق وقال لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم والمراد لأوسوسن لهم فى حاضرهم وفى مستقبلهم وفسر هذا بأنه يأتيهم عن أيمانهم أى فى حاضرهم وعن شمائلهم أى وفى مستقبلهم ومن ثم قال:ولا تجد أكثرهم شاكرين والمراد ولا تبق معظمهم مطيعين لحكمك والمراد "وأكثرهم للحق كارهون"كما قال بسورة المؤمنون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين"
الله يطلب من موسى(ص) أن يكون من الشاكرين :
وضح الله أنه قال لموسى(ص)إنى اصطفيتك أى "اخترتك"كما قال بسورة طه على الناس والمراد وأنا اخترتك من الخلق برسالاتى أى بكلامى والمراد لإبلاغ أحكامى أى وحيى للناس فخذ ما أتيتك والمراد فأطع الذى أوحيت لك وفسر هذا بقوله وكن من الشاكرين أى الساجدين وهم المطيعين لحكم الله مصداق لقوله بسورة الحجر"وكن من الساجدين" وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين"
اشتراط الأبوين صلاح الولد للشكر :
وضح الله أنه هو الذى خلقنا من نفس واحدة والمراد أبدع الناس من إنسان واحد هو آدم(ص)وجعل منها زوجها والمراد وخلق من جسم آدم (ص)امرأته والسبب ليسكن إليها والمراد ليستلذ معها،وبين أن أحد الناس لما تغشى زوجه أى لما نكاها أى جامعها حملت حملا خفيفا والمراد حبلت حبلا هينا والمراد أنه جزء صغير جدا فى رحمها وهو الثلاثة شهور الأولى فمرت به والمراد فقضت مدة الحمل الخفيف بسلام فلما أثقلت أى كبرت أى دخلت فى مرحلة وضع النفس فى الجسم ودعوا الله ربهما والمراد نادوا الله خالقهما :لئن أتيتنا صالحا والمراد لئن أعطيتنا طفلا سليما لنكونن من الشاكرين أى الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين" وهذا يعنى أنهما اشترطا على الله أن يكون الولد صالحا كى يشكروه اى يطيعوا حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين"
لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين:
وضح الله للناس أن الله هو الذى يسيرهم فى البر والبحر والمراد أن الله هو الذى يحركهم فى اليابس وهو الأرض والماء حتى إذا كنتم فى الفلك وهى السفن وجرين بكم بريح طيبة والمراد وسارت السفن عن طريق هواء متحرك مفيد للحركة وفرحوا بها والمراد وسروا بهذا الهواء المفيد جاءتها ريح عاصف والمراد أتاها هواء شديد أى هواء ضار وجاءهم الموج من كل مكان والمراد وحاصرهم الماء المرتفع من كل جهة وظنوا أنهم أحيط بهم والمراد واعتقدوا أنهم نزل بهم الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الله موحدين له الحكم أى قاصدين أنه المنقذ الوحيد فقالوا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من أذى البحر لنصبحن من المطيعين لحكمك أى الصالحين وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بكم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين"
إبراهيم (ص) شاكر لله :
وضح الله أن إبراهيم(ص)كان أمة أى إماما والمراد رسولا قانتا لله أى متبعا لدين الله وفسره بأنه حنيفا أى مستقيما والمراد مطيعا لدين الله ولم يك من المشركين وهم المكذبين بدين الله ويفسر الله هذا بأنه كان شاكرا لأنعمه أى حامدا لعطاياه والمراد مطيعا لأحكام دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"إن إبراهيم كان أمة قانتا حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لأنعمه"
هل أنتم شاكرون؟
وضح الله أنه علم داود (ص) صنعة لبوس للناس والمراد عرفه حرفة دروع للناس أنه عرفه صنعة هى صناعة الدروع للناس لتحصنهم من بأسهم أى لتحميهم من أذى أسلحتهم ويسأل الله الناس فهل أنتم شاكرون أى "فهل أنتم مسلمون " كما قال بسورة الأنبياء والغرض من السؤال هو أن يشكر الناس الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء :
"وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون"
كن يا محمد (ص) من الشاكرين :
طلب الله من نبيه(ص) فقال بل الله فاعبد والمراد بل حكم الله فأطع وفسره هذا بأن يكون من الشاكرين وهم المطيعين أى المتبعين لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر :
"بل الله فاعبد وكن من الشاكرين"
|