العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-11-2007, 08:07 PM   #1
RWIDA
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 226
إفتراضي سنة الابتلاء

المقال من مجلة التوحيد بقلم/متولي البراجيلي

سأل رجلٌ الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ: يا أبا عبد الله أيما أفضل للرجل أن يُمكَّن أو يبتلى؟ فقال الشافعي: لا يمكن حتى يبتلى، فإن الله ابتلى نوحًا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدًا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة. فالابتلاء سنة الله التي لا تتخلف. قال تعالى: {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}. وقال تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}. فالابتلاء أصل عظيم ينبغي للعاقل أن يعرفه، فأنت أينما تلفت رأيت مبتلى، كم من المصائب وكم من الصابرين، فلست وحدك المصاب، فهذا مريض ابتلي بمرضه العضال، وهذا حزين ابتلي بفقد أحبته، وهذا مكروب، وهذا مدين، وهذا ابتلي بابنه، وهذا ابتلي بزوجته، وهذه ابتليت بزوجها. قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}. وقال تعالى: {إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا}. فابتلى الله الرسل بأممهم والأمم برسلهم، وابتلى الحكام بشعوبهم، والمحكومين بحكامهم وابتلى القوي بالضعيف والضعيف بالقوي.. وهكذا في المجتمع الواحد تتنوع المستويات وتتعدد الابتلاءات تحقيقًا للحكمة التي أراد الله أن يخلقهم من أجلها. قال شيخ الإسلام في قوله تعالى: {الم حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}. فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين، إما أن يقول أحدهم آمنا، وإما أن لا يقول آمنا، بل يستمر على عمل السيئات، فمن قال أمنا امتحنه الرب عز وجل وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب، ومن لم يقل آمنا فلا يحسب أنه يسبق الرب لتجربته، فإن أحدًا لن يعجز الله تعالى، هذه سنته تعالى، يرسل الرسل إلى الناس فيكذبهم الناس ويؤذونهم، قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا شياطين الإنس والجن}. وقال: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون}. وقال تعالى: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}. ومن آمن بالرسل وأطاعهم عادوه وآذوه فابتلي بما يؤلمه، وإن لم يؤمن بهم عوقب، فحصل ما يؤلمه أعظم وأدوم. فلا بد من حصول الألم لكل نفس سواءً آمنت أم كفرت، لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداءً ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، والكافر تحصل له النعمة ابتداءً ثم يصير في الألم. إن الإنسان مدني بالطبع، لا بد له أن يعيش مع الناس، والناس لهم إرادات وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها وإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه، وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب تارة منهم وتارة من غيرهم، ومن اختبر أحواله وأحوال الناس وجد من هذا شيئًا كثيرًا، فالواجب ما في حديث عائشة الذي بعثت به إلى معاوية ويروى موقوفًا ومرفوعًا: «من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس». وفي لفظ: «رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئًا». الرسل أسوة حسنة قال تعالى: {أولئك الذين هدى الله، فبهداهم اقتده}، فأئمة الابتلاء هم رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه، وأشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. محمد صلى الله عليه وسلم خير من مشى على الأرض بقدميه، وهو أشد الناس ابتلاءً نشأ يتيمًا، كذبه قومه، وضع السلى على رأسه، وأدميت قدماه، وشجَّ وجهه، وحوصر في الشعب حتى أكل ورق الشجر، وأُخرج من بلده، وكسرت ثنيته، ورمى عرض زوجته الشريف، وقتل سبعون من أصحابه، وفقد ابنه، وأكثر بناته في حياته، وربط الحجر على بطنه من الجوع، واتهم بأنه شاعر، ساحر، كاهن، مجنون، كذاب، ـ صانه الله من ذلك، ـ وهذا بلاء لابد منه، وتمحيص لا أعظم منه. وابتُلي إبراهيم عليه الصلاة والسلام بإلقائه في النار كما ابتلي بذبح ابنه بيده. وابتُلي أيوب عليه السلام بالمرض الأليم، ومع ذلك صبر وما جزع، قال تعالى: {إنا وجدناه صابرا}. قتل زكريا عليه السلام، وذبح يحىى علىه السلام، وابتُلي سائر الأئمة على هذا الطريق، فضرج عمر بدمه، واغتيل عثمان، وطعن علي، وجلدت ظهور بعض الأئمة، وسجن الأخيار. أنواع الابتلاء الابتلاء يكون بالسراء والضراء، ولابد أن يبتلى الإنسان بما يسره وما يسوؤه. قال تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن}. وقال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون}. وها هو سليمان عليه السلام، لما رأى عرش بلقيس عنده، قال: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر. فالنعم ابتلاء من الله يظهر بها شكر الشكور وكفر الكفور، كما أن المحن ابتلاء منه سبحانه، فهو يبتلي بالنعم كما يبتلي بالمصائب. فالإنسان يتقلب في هذه الحياة الدنيا بين سراء وضراء، قال ابن القيم: السعادة بثلاث شكر النعمة، والصبر على البلاء، والتوبة من الذنب، فالعبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث: 1 ـ نعم من الله تعالى تترادف عليه، فقيدها الشكر، وهو مبني على ثلاثة أركان: أ ـ الاعتراف بها باطنًا. ب ـ التحدث بها ظاهرًا. ج ـ تصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها. فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها. 2 ـ محن من الله تعالى يبتليه بها، ففرضه فيها الصبر والتسلي، والصبر حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه. فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة، فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة. فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية الضراء، وله عبودية عليه فيما يكره، كما له عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره، ففيه تفاوت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى. نماذج من الابتلاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص وأعمى وأقرع بدا لله عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكًا فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، فأعطي لونًا حسنًا وجلدًا حسنًا. فقال وأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو قال البقر، هو شك في ذلك: أن الأبرص والأقرع قال أحدهما: الإبل، وقال الآخر: البقر، فأعطى ناقة عُشَرَاء، فقال: يبارك لك فيها، وأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال شعر حسن، ويذهب هذا عني، قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب، وأعطى شعرًا حسنًا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال البقر. قال: فأعطاه بقرة حاملا، وقال: يبارك لك فيها، وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس، قال: فمسح فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطاه شاة والدًا، فأنتج هذان وولَّد هذا فكان لهذا وادٍ من إبل، ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من الغنم، ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين تقطعت به الحبال في سفره فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرًا أتبلغ عليه في سفري. فقال له: إن الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيرًا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر، فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأعمى في صورته فقال: رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت به الحبال في سفره فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبَّلغ بها في سفري، وقال له: قد كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرًا فقد أغناني، فخذ ما شئت فوالله لا أحمدك اليوم بشيء أخذته لله، فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك. [متفق عليه] فهذا ابتلاء بالنعم، أنعم الله عليهم، فما راعوا النعم وما قاموا بحقها، فاستلبت منهم وغضب الله عليهم، باستثناء ثالثهم الذي عرف فضل الله عليه، وأدى شكر نعمته فنال رضاه. وهذه امرأة بألف امرأة، ابتليت بالضراء فصبرت مقابل الجنة: عن عطاء: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ هذه المرأة السوداء، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني أُصْرع، فادع الله لي، فقال إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة، وإن شئت دعوتُ الله أن يعافيكِ، فقالت أصبر. ثم قالت: يا رسول الله، إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها. [متفق عليه] فهذه المرأة التي اشترت سلعة الله الغالية (الجنة) بالصبر على لأواء الصرع وشدته، تستحي أن يتكشف بعض جسدها، رغم أنها لا تؤاخذ على ذلك لغياب عقلها ساعة الصرع، ولكن هكذا ينبغي أن يكون حياء المرأة المسلمة. وقارن بين ساكنة الجنة هذه، وبين أخريات يتكشفن برغبتهن وبكامل قواهن العقلية، رغم علمهن بحرمة ما يرتكبن، إلا أنهن لم يصبرن على ابتلاء الدنيا وزينتها وبعْنَ الآخرة بمتاع قليل.
RWIDA غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .