العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 07-04-2012, 12:34 AM   #41
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

الحمد لله
نستكمل
----------------------


الدرس 18:

تكلمنا في الدرس الماضي عن الركن الخامس من أركان الإيمان وذكرنا علامات الساعة الصغرى والكبرى

لكن الإيمان باليوم الآخر يتضمن أمور أخرى كثيرة منها :

الإيمان بالموت
قال تعالى: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)) السجدة.

قال الحسن البصري: لا أعلم حق لا ريب فيه مثل الموت.

وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)) الزمر.

ومعتقدنا أنه من مات بسبب أو غير سبب فقد مات لأجله ولم ينقص من عمره شيء, كما قال تعالى: (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) الرعد 2.

قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) الأعراف 34.



ويأتي بعد الموت فتنة القبر ونعيمه أو عذابه

قال تعالى: ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)) المؤمنون.

والبرزخ: هو الحاجز الذي يكون بين الدنيا وبين الآخرة, وهو فترة القبر.

قال الله عز وجل في حق آل فرعون: (..وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖوَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)) غافر.
أي يعرضون على النار غدوا وعشيا في القبر, ويوم القيامة يُدخَلون أشد العذاب.

وقال تعالى: ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ) إبراهيم 27.
اتفق أئمة التفسير -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم- أنهم يُثبتون في القبر عند السؤال.

قال الله عز وجل في شأن المنافقين: (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ) التوبة 101.
يُعذبون في الدنيا بالهم والحَزن, والمرة الثانية يُعذبون في القبر, ثم يوم القيامة يلقاهم عذاب عظيم.

و الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا , وإقبال إلى الآخرة , نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه , كأن وجوههم الشمس , معهم كفن من أكفان الجنة , وحنوط من حنوط الجنة , حتى يجلسوا منه مد البصر . ثم يجيء ملك الموت , حتى يجلس عند رأسه , فيقول : أيتها النفس المطمئنة , اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء , فيأخذها , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين , حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن , وفي ذلك الحنوط . ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض . فيصعدون بها فلا يمرون _ يعني _ بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان , بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا , حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا , فيستفتحون له ، فيفتح له , فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها , حتى ينتهي به إلى السماء السابعة فيقول الله , عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين , وأعيدوه إلى الأرض , فإني منها خلقتهم , وفيها أعيدهم , ومنها أخرجهم تارة أخرى . قال : فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله . فيقولان له ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام . فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله . فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت . فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي , فأفرشوه من الجنة , وألبسوه من الجنة , وافتحوا له بابا إلى الجنة . فيأتيه من روحها وطيبها , ويفسح له في قبره مد بصره . قال : ويأتيه رجل حسن الوجه , حسن الثياب , طيب الريح , فيقول : أبشر بالذي يسرك , هذا يومك الذي كنت توعد . فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير . فيقول : أنا عملك الصالح . فيقول : رب أقم الساعة , رب أقم الساعة , حتى أرجع إلى أهلي ومالي قال : وإن العبد الكافر , إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة , نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح , فيجلسون منه مد البصر , ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه , فيقول : أيتها النفس الخبيثة , اخرجي إلى سخط من الله وغضب . قال : فتفرق في جسده , فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول , فيأخذها , فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح , ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض . فيصعدون بها , فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيثة ؟ فيقولون : فلان ابن فلان , بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا , حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا , فيستفتح , فلا يفتح له . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } , فيقول الله , عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى . فتطرح روحه طرحا . ثم قرأ : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } الحج : 31 . فتعاد روحه في جسده . ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه ! لا أدري ! فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ! فيقولان : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه ! لا أدري . فينادي مناد من السماء : أن كذب , فأفرشوه من النار , وافتحوا له بابا إلى النار . فيأتيه من حرها وسمومها , ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه, ويأتيه رجل قبيح الوجه , قبيح الثياب , منتن الريح , فيقول : أبشر بالذي يسوؤك , هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر . فيقول : أنا عملك الخبيث . فيقول : رب لا تقم الساعة.)



ثم يأتي بعد ذلك البعث من القبر :
قال تعالى: ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)) الحج.

وكل الجسد يبلى في القبر إلا:
1- جثث الأنبياء, لأن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.).
2- أجساد الشهداء.
3- عظمة عجب الذنب, وهي فقرات في آخر الظهر, ومنها يعود بناء الجسد ثانية, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس من الإنسان شيء إلا يبلى ، إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة) صحيح البخاري.
4- الروح أيضا من الأشياء التي لا تبلى.


ومن كذب بالبعث كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله.

قال الله تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)) النمل.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى:" كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ,وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد" .

------- يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-04-2012, 12:38 AM   #42
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي


ولكن كيف نُبعث؟
نبعث بعد النفخ في الصور
و الصور: هو القرن الذي وكل به إسرافيل عليه السلام

ومن العلماء من قال أنهما نفختين نفخة صعق وقيام
قال الله تعالى: ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68)) الزمر.
ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق, والثانية للبعث.

ومنهم من قال أنها ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام لرب العالمين (البعث)
قال تعالى: ( وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) النمل 87.
فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا - قال - وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله - قال - فيصعق ويصعق الناس, ثم يرسل الله أو قال: ينزل الله مطرا كأنه الطل أو قال الظل- شعبة الشاك- فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون"



بعد ذلك يأتي الحشر بعد القيام من القبور وبعث الأرواح في الأجساد, يقوم الناس للحشر بين يدي الله.

وتكون صفة الحشر كما جاء في القرآن :
قال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) الأنعام 94.

وقوله تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)) مريم.

وقال تعالى: ( وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)) الواقعة.

يقول الله عز وجل: ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)) طه.
وهو نقل الأقدام إلى المحشر كأخفاف الإبل،

ويقول الله في شأن الكفار: ( وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)) الإسراء.


وصفته من السنة
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير ،وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا, وتصبح معهم حيث أصبحوا, وتمسي معهم حيث أمسوا".
(راغبين راهبين) قيل أنه حال عوام المسلمين.
والمجموعة الثانية وهم أفاضل المؤمنين, وهم الركبان.
والمجموعة الثالثة وهم أهل النار.


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة "

قال صلى الله عليه وسلم :"إنكم محشورون حفاة عراة غرلا (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) - الآية. وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم"

وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك: يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال: "الأمر أشد من أن يهمهم ذلك".



ثم يأتي الموقف

قال الله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)) إبراهيم.
أي البصر يرتفع للأمام ولا تطرف العين من شدة هول هذا اليوم.

يقول الله عز وجل: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)) النبأ.

قال تعالى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18)) غافر.
قال قتادة في تفسيره لقول الله تعالى: (إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ) أن القلوب تكون واقفة في الحنجرة من شدة الخوف. وأنهم يكونون باكين مغمومين من شدة هذا اليوم ومن شدة الخوف والفزع.

وقال الله عز وجل في شدة يوم القيامة: (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) المعارج 4.


وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)) قال: "يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه"

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم".



وبعدها يأتي العرض والحساب من الكتاب

يقول الله عز وجل: ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)) الحاقة.
كل الخلق يُجمعون في صعيد واحد.

ويوم القيامة سيكون هناك نوعين من العرض
1- عرض عام,
2- عرض خاص بأهل الجنة.


قال تعالى: ( وَعُرِضُوا عَلَىٰ رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) الكهف 48.
وقال تعالى: ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)) الحجر.
وقال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)) الزلزلة.

ويقول صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب عذب" قالت عائشة رضي الله عنها: أليس يقول الله تعالى: ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)) قال: " ذلك العرض"

وقال صلى الله عليه وسلم في شأن الكفار: "يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملئ الأرض ذهبا كنت تفتدي به فيقول نعم فيقال: قد سئلت ما هو أيسر من ذلك - وفي رواية فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك"

وقال صلى الله عليه وسلم في شأن المؤمنين: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة"

وقال صلى الله عليه وسلم: "يدنو أحدكم - يعني المؤمنين - من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول - إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ".

------------- يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-04-2012, 12:44 AM   #43
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي



وبعدها يأتي نشر الصحف

ج: قال تعالى: ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)) الإسراء.

وقال تعالى في شأن المؤمنين: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)) الحاقة.

وقال في شأن الكافرين: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)) الحاقة.

وقال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)) الإنشقاق.

قال بعض العلماء: أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه, ومن يؤتى كتابه بشماله تُغل يده اليمنى إلى الرقبة, وتلوى يده اليسرى وراء ظهره, فيأخذ كتابه بيده اليسرى من وراء ظهره.
فكما أعطى ظهره لشرع الله وأوامره, فمن العدل أن يأخذ كتابه من وراء ظهره يوم القيامة.
وبعض العلماء قالوا أنه فتختلف الضلوع وتخرج يده اليسى من ظهره فيأخذه بيده اليسرى من وراء ظهره.


ويقول صلى الله عليه وسلم: "يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه تعرف ذنب كذا؟ يقول أعرف يقول رب أعرف مرتين، فيقول سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم , ثم تطوى صحيفة حسناته, وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رءوس الأشهاد: (هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ)"
فحال المؤمن أن يقرره الله بذنوبه ويستره, أما حال الكافر فيفضحه الله على رؤوس الأشهاد.



ثم يأتي أمر الميزان

قال الله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ (47)) الأنبياء.


ما الذي يوزن يوم القيامة؟
هناك خلاف بين أهل العلم
* بعضهم قال أن ما يوزن يوم القيامة هو الأعمال, مثلاً الصلاة والصيام والقرءان وقيام الليل يُجسد ويُوزن.
* وبعضهم قال أن صحيفة الأعمال -الكتاب الذي به الأعمال- هي الذي يوزن.
* وبعضهم قال صاحب العمل هو الذي يوزن.
والمسألة واسعة بين أهل العلم ولكن المهم أن تعتقدي أن الميزان حق وله كفتان.




وبعد وزن الأعمال يأتي المرور على الصراط

و كل الخلق يمرون على الصراط, قال الله عز وجل: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)) مريم.
وقال كثير من أهل العلم في تفسير (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) أن كل الخلق يردون جهنم, ففي شأن الكفار الورود معناها الدخول, أما ورود المؤمنين على النار بأن يمروا من فوق النار على الصراط.
وهذا الصراط هو جسر مضروب فوق جهنم.


واختلف العلماء في صفة الصراط, بعضهم قال أن من دلالة اللغة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها: السعدان يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحبا) فهذا وصف لطريق واسع وبالتالي يكون الصراط يوم القيامة طريق واسع.

والقول الراجح من أقوال أهل العلم أنه كما ورد في حديث أبو سعيد الخدري, أنه قال: (بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف).

وسرعة مرور الناس على الصراط تكون بحسب سرعة استجابتهم لأمر الله في الدنيا, فكلما كانت الاستجابة لأوامر الله أسرع كلما كان المرور على الصراط أسهل وأسرع.

قال صلى الله عليه وسلم: (نورهم على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيمينه ، ومنهم من يعطى ( نورا ) أصغر من ذلك ، حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه ، يضيء مرة ويطفأ مرة)

وهؤلاء أهل الإيمان, أما المنافقين فيُقال لهم: (ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) الحديد 13.



وبعد المرور على الصراط يأتي القصاص
بعض أهل العلم قالوا أن هناك جسر آخر مرتبط بالصراط, وبعضهم قال هي منفصلة عن الصراط, والمهم أنها ما بين الصراط والجنة.

قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)) النساء.

يُوقف الناس يوم القيامة على قنطرة المظالم ليُنقوا ويُهَزبوا ويقتص يعضهم من بعض حتى يُنزَع ما كان في قلوبهم من غل, حتى يكونوا أهل لدخول الجنة, كما قال تعالى: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)) الحجر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس في الدماء"
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه" وفي رواية (فطُرح في النار)

في حديث أبي سعيد الخدري قوله صلى الله عليه وسلم: "يخلص المؤمنون من النار فيجلسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة"
فالجنة طيبة فلا يدخلها إلا من كان طيباً محضا.


والشيخ رحمه الله ذكر أن الحوض كان قبل الصراط وهو القول الراجح من أقوال أهل العلم.

قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) الكوثر.

وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض"
فرطكم: أي متقدمكم, أي أن الرسول هو الذي يمشي أمامنا.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني فرط لكم وإني شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن"
أي أن الحوض موجود الآن.

حوض النبي وصفه أنه مربع, طوله وعرضه مسيرة شهر ومن شرب منه فإنه لا يظمأ أبدا, وهذا الحوض لا يرد عليه إلا المؤمنون, ويُحال بينه وبين من لم يتبع شريعته صلى الله عليه وسلم في الدنيا.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبدا"


الواجب:

س1: اذكري بعض مايتضمنه الإيمان باليوم الآخر من أمور ذكرت في الدرس.

س2: يوم القيامة هناك نوعين من العرض . اذكريهما

س3: ماهو الصور وكم عدد النفخات؟

س4: ما الذي يوزن في الميزان؟


------------- وجزى الله الكاتبة خيرا وجزاكم خيرا ... ونستكمل قريبا
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-04-2012, 01:41 AM   #44
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
........ نستكمل
-------------------------



الدرس 19:

نكمل الأمور التي تدخل في الإيمان باليوم الآخر


ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالجنة والنار



س: ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟

ج: قال الله تعالى: (.. فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..) البقرة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
روح منه: أي روح من عند الله أو من خلق الله, وهذه إضافة للتشريف, كقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ) الجاثية 13.
كلمة الله: أي قد خلقه الله بكلمة (كن).



و ما معنى الإيمان بالجنة والنار؟
معناه
1- التصديق الجازم بوجودهما.
2- وأنهما مخلوقتان الآن.
3- وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا.
ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه هذه من النعيم وتلك من العذاب وأنه موجود الآن ولا يفنى أبدا.




وهما موجودتان الآن
فقد أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان فقال في الجنة: (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران 133.
وقال في النار: (أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) آل عمران 131.

وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة

وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات أحدكم ، فإنه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، فإن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار".

وقال صلى الله عليه وسلم: "أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم".

وقال صلى الله عليه وسلم: "اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت ربي أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير".

وقال صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة ، فقال : انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فنظر إليها فرجع فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها . فأمر بها فحفت بالمكاره ، فقال : اذهب إليها فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فنظر إليها ، فإذا هي قد حفت بالمكاره فقال : وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ، قال : اذهب إلى النار وإلى ما أعددت لأهلها فيها ، فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضا ، فرجع فقال : وعزتك لا يدخلها أحد فأمر بها فحفت بالشهوات فقال : ارجع فانظر إليها فنظر إليها ، فإذا هي قد حفت بالشهوات فرجع وقال : وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها".
وكل هذه أدلة على أن الله قد خلق بالفعل الجنة.

.................. يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-04-2012, 01:51 AM   #45
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي



وهما باقيتان لا تفنيان أبدا
قال الله تعالى في الجنة: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100.

وقال تعالى في شأن أهل الجنة: (وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) الحجر 48.

وغيرها من الآيات فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها.

وكذلك النار قال تعالى فيها: ( إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) النساء 169.
وقال في شأن أهلها: (وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) البقرة 167.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ,ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم"
- وفي لفظ - "كل خالد فيما هو فيه"


وفي رواية في الصحيح "ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)) مريم"



لكن هل يرى المؤمنون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟

هذه الرؤيا أنكرها كثير كالجهمية
لكن أهل السنة والجماعة يؤمنون بهذه الرؤية

اللهم ارزقنا رؤية وجهك الكريم

قال الله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)) القيامة.

وقال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ) يونس 26.
فسر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الزيادة هي رؤية وجه الله عز وجل.

وفي حديث صهيب عند مسلم: " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" ثم تلا هذه الآية: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ) وهي النظر إلى وجه ربهم الكريم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام . يخفض القسط ويرفعه . يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار . وعمل النهار قبل عمل الليل . حجابه النور . لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)
فيوم القيامة يكشف رب العزة هذا الحجاب.

وقال تعالى في شأن الكفار: ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)) المطففين.
فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه.

وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: "إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا"
(تضامون في رؤيته) أي أن الجميع يرى الله رؤيا واضحة دون أن نضم.
"كما ترون هذا" أي كرؤيتكم هذا القمر, تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي.


ولا يرى أحد الله عز وجل في الدنيا, فتكويننا البشري لا يحتمل ذلك, ولم يرد عن أحد من الصحابة أنهم رأى ربه وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء.



ندخل فيما يحدث يوم القيامة قبل الحساب, وهو الشفاعة

وهذه الشفاعة ملك لملك الملوك جل وعلا, كما قال تعالى: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا) الزمر 44.

وهنسال عليها بعض الأسئلة :


متى تكون الشفاعة؟
لا تكون الشفاعة إلا بعد إذن ملك الملوك جل وعلا, كما قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) البقرة 255.
قال تعالى: (مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) يونس 3.
وقال تعالى: ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ (26)) النجم.



ممن تكون الشفاعة؟
فكما أخبرنا تعالى إنها لا تكون إلا من بعد إذنه أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى: (لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا) النبأ 38.
وقال تعالى: (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ) النجم 26.
وقال: ( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا (87)) مريم.



لمن تكون الشفاعة؟
فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ) الأنبياء 28.
(يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)) طه.

وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص, فالذين يشفعون هم أهل التوحيد والمشفوع فيهم هم أهل التوحيد,

وأما غيرهم فقال تعالى: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ) غافر 18.
وقال تعالى عنهم: (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101)) الشعراء.

...................... يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-04-2012, 01:55 AM   #46
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي



كم أنواع الشفاعة وما أعظمها ؟

هناك 6 أنواع للشفاعة:
الأولى: وهو أعظمها: الشفاعة العظمى في موقف القيامة في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده, وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل.

وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف, وطال المقام واشتد القلق، وألجمهم العرق، التمسوا الشفاعة في أن يفصل الله بينهم, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد الناس يوم القيامة . وهل تدرون بما ذاك ؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد . فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر . وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون . ومالا يحتملون . فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : ائتوا آدم . فيأتون آدم . فيقولون : يا آدم ! أنت أبو البشر . خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك . اشفع لنا في ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله . ولن يغضب بعده مثله . وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى نوح . فيأتون نوحا فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض . وسماك الله عبدا شكورا . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله . وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم . فيأتون إبراهيم فيقولون : أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم إبراهيم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله . وذكر كذباته . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى . فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا موسى أنت رسول الله . فضلك الله ، برسالاته وبتكليمه ، على الناس . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى عيسى صلى الله عليه وسلم . فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ! أنت رسول الله ، وكلمت الناس في المهد ، وكلمة منه ألقاها إلى مريم ، وروح منه . فاشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله . ولم يذكر له ذنبا . نفسي . نفسي . اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم . فيأتوني فيقولون : يا محمد ! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء . وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر . اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي . ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي . ثم يقال : يا محمد ! ارفع رأسك . سل تعطه . اشفع تشفع . فأرفع رأسي فأقول : يا رب ! أمتي . أمتي . فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك ، من لا حساب عليه ، من الباب الأيمن من أبواب الجنة . وهو شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب . والذي نفس محمد بيده ! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر . أو كما بين مكة وبصرى).



الثانية: الشفاعة في استفتاح باب الجنة، وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته وهي أيضاً من المقام المحمود.

قال صلى الله عليه وسلم: ( أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة . وأنا أول من يقرع باب الجنة).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( أنا أول شفيع في الجنة . لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت . وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد ).



الثالثة: الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها, ويشترك فيها النبي صلى الله عليه وسلم وغيره.

الرابعة: شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في إخراج عصاة الموحدين من النار, فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما فيطرحون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل.

وهذه الشفاعة أنكرها الخوارج والمعتزلة( وهما من الفرق الضالة ) , لأنهم يرون أنه من عصى فهو في جهنم خالداً فيها.
ومن معتقدنا أنه لن يخلد في النار أحد إلا أهل الكفر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة)
أي أن الله عز وجل يُحد له حداً من أهل النار من الموحدين, فيخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من النار ويدخلهم الجنة, وهكذا حتى يخرجوا جميعاً.

الخامسة: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة.
الثلاث شفاعات السابقة ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم ولكنه هو المقدم فيها, ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط يشفعون
ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة.

السادسة: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار, وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب حتى جعله في ضحضاح من النار, أي أنه أخف أهل النار عذاباً أنه ينتعل نعلين من النار يغلي منهما دماغه.

ثم تبقى شفاعة ملك الملوك سبحانه وتعالى, بعد أن يشفع الأنبياء والموحدون والمؤمنون والملائكة, فيُخرج الله عز وجل خلقاً من النار إلى الجنه. يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد . حتى يضع رب العزة فيها قدمه . فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط . بعزتك وكرمك . ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا ، فيسكنهم فضل الجنة).

والحديث دال على عظيم قدرة الله تعالى وفضله وسعة رحمته، وعظم الجنة والنار وأن كل واحدة منهما ستمتلئ كما وعد الله تعالى، فأما النار فلا ينشئ لها خلقا بل يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها إلى بعض فتصير ملأى ولا تحتمل مزيدا.

وأما الجنة فإن الله تعالى ينشئ لها خلقا جديدا فيدخلهم الجنة، فبين في هذا الحديث أن الجنة لا يضيقها سبحانه، بل ينشئ لها خلقا فيدخلهم فيها؛ لأن ذلك من باب الفضل والإحسان. وأما العذاب بالنار فلا يكون إلا لمن عصى فلا يعذب أحدا بغير ذنب.

ومعنى يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى. أي يبقى فيها فضل زيادة ومساكن خالية عن السكان حتى ينشىء الله لها خلقا فيسكنهم في تلك الزيادة منها.

قال النووي في شرح مسلم: هذا دليل لأهل السنة أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال، فان هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون في الجنة ما يعطون بغير عمل، ومثله أمر الأطفال والمجانين الذين لم يعملوا طاعة قط فكلهم في الجنة برحمة الله تعالى وفضله. وفى هذا الحديث دليل على عظم سعة الجنة فقد جاء في الصحيح أن للواحد فيها مثل الدنيا وعشرة أمثالها ثم يبقى فيها شيء لخلق ينشئهم الله تعالى.




س: هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟

ج: لن يدخل أحد الجنة إلا برحمة ملك الملوك جل وعلا, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله - قالوا يا رسول الله ولا أنت - قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " وفي رواية: " سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله - قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" .



س : ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)؟
ج: لا منافاة بينهما بحمد الله، فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية ;لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه, والمنفي في الحديث " قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله " هي باء الثمنية فإن العبد لو عمر عمر الدنيا وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة, فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة.


الواجب:
س1: ما معنى الإيمان بالجنة والنار ؟

س2: هل يرى المؤمنون ربهم تبارك وتعالى في الدار الآخرة ؟ مع الدليل؟

س3: متى تكون الشفاعة؟ وممن تكون ؟ ولمن تكون ؟ وما أنواعها ؟



متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-04-2012, 02:02 AM   #47
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

استغفر الله
......... نستكمل
------------------



الدرس 20 :

علمنا أن الإيمان يتكون من ستة أركان وسنتكلم اليوم بإذن الله عن الركن السادس وهو الإيمان بالقدر خيره وشره

قال الله تعالى "وكان أمر الله مفعولاً "
وقال تعالى "ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه"
وحديث جبريل حين قال يا محمد أخبرني بالإيمان قال (صلى الله عليه وسلم) :"وتؤمن بالقدر خيره وشره" وقال (صلى الله عليه وسلم) :"واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك "
وقال (صلى الله عليه وسلم) :"وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل"
ومن قول أحد أئمة السلف اسمه أبو المظفر السمعاني يقول : { إن سبيل المعرفة في باب القدر ليس لنا سبيل إلا بالكتاب والسنة }

ولا دخل في القياس ولا عقل في باب القدر
"لأن القدر هو سر الله" فحجب الله مسألة القدر عن العقول.
قال الله تعالى:"وما كان الله ليطلعكم على الغيب"
فإذا ذكر القدر فأمسكوا فعقولنا لا تستطيع أن تفهم لما فعل الله كذا.
وعلشان كده كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكره المراء في الدين والجدال بين المسلمين ، خاصة في المسائل العويصة لأنها تضيع الوقت ، وتبدد الجهد ، وتفرق الجمع ، ومش هيقدر العقل البشري إنه يقول فيها القول الفصل ، لأنها فوق مستواه ، وأعلى من مداه .
ومن هذه المسائل مسألة القدر



ماهي ثمرات الإيمان بالقدر:
- لو علمت أن كل شيء مقدر بقدر الله لا أتعلق بالسبب
1 - الإيمان بالقدر يجعلك تأخذي بالأسباب لأن هذا من الشرع لكن لا تتعلقي بالسبب "لايتعلق قلبى بالأسباب" وإنما تعتمدي على رب الأسباب
2 - إيمانك بالقدر يترك الإعجاب بالنفس "طرح الإعجاب بالنفس لأن الله هو الذى رزقنى أسباب النعمة والنعمة"
3 - يجعلك لا تحزني على أمر فاتك "ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك "
"لا تحزنى على أمر مكروه حدث حتى لو كان لك يد فيه ,فنترك الضجر عند حدوث مكروه"


الفرق بين القضاء والقدر:

القضاء والقدر بعض العلماء قالوا مثل كلمة الإسلام والإيمان ,هاتين الكلمتين إن اجتمعتا افترقتا وان افترقتا اجتمعتا
كذلك القضاء والقدر إن جاءت الكلمة لوحدها تشمل الأخرى وان اجتمعتا كل واحدة لها معنى.

فالقدر: هو ما قدره الله عز وجل في الأزل أن يكون في الخلق حسب علمه وكتابته ذلك في اللوح المحفوظ

أما القضاء : هو إيجاده تعالى للأشياء طبقا لما علمه أزلا وأرداه
وعلى ذلك يكون القدر سابق القضاء


و الأزل: هو القدم
و عرف بعض اهل العلم القدر علم الله بالأشياء قبل وقوعها وكتابته لها في اللوح المحفوظ وعموم مشيئته لما يقع وخلقه بالأشياء كلها



والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن الأمور الآتيه :
1- الإيمان بعلمه تعالى بما سيكون قبل أن يكون.
أي انك مؤمنة بعلم الله المحيط بكل شيء ,فالله تعالى علمه أزلي أبدي
أزلي : أي لم يسبق بجهل
أبدي : علم أبدي لا يلحق بنسيان
فعلم البشر يسبق بجهل ثم ينسى ,لكن علم الله أزلي أبدي , الله لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ,وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم وأسرارهم وعلانيتهم ومن منهم من اهل الجنة ومن هو من اهل النار.
علم سبحانه وما كان وما هو كائن وعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون.
قال تعالى "هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة"
" وان الله قد أحاط بكل شيء علماً"
- في الصحيح قال رجل يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار قال : نعم قال: ففيمَ يعمل العاملون ؟ قال : "كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له "
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :"إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار ,وإن الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة"
- عن علي بن أبي طالب أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان جالس وفي يده عود ينكت به ثم قال "ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار" قالوا :يا رسول الله فلما نعمل أفلا نتكل ؟ قال :"لا . اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ثم قرأ :" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى" إلى قوله تعالى "فسنيسره للعسرى".
(الله يقول لك ابدئى أنت وأعطى واتقى وصدقى بالحسنى لتفوزى بالجنة,,,فلن تسألى عن ما كتب فى اللوح المحفوظ ولكن تسألى عن عملك)



2- الإيمان بكتابته كل شيء في اللوح المحفوظ .
فالله تعالى كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم .
واختلف اهل العلم هل المكتوب في اللوح المحفوظ جملة او تفصيلاً ؟
قال تعالى "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين" ,"إن ذلك في كتاب"
قال تعالى "وماتحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمة وماييعمر من معمر ولا ينقص من عمرة إلا في كتاب إن ذلك علي الله يسير"
وقال (صلى الله عليه وسلم) :"ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة" رواه مسلم .
(فالإنسان مسئول أن يعمل ما كلف به ولم يكلف أن يطلع على الغيب ليعلم هو مكتوب عند الله من أهل الجنةأو النار)

................... يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-04-2012, 02:08 AM   #48
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي


كم يدخل في هذه المرتبة من التقادير ؟

مرتبة الكتابة فيها خمسة انواع من التقادير :
1\ التقدير الأزلي :كتابة المقادير قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة عندما خلق الله القلم .
2\ التقدير العمري حين اخذ الميثاق يوم "ألست بربكم"
3\ التقدير العمري عند تخليق النطفة في الرحم .
4\ التقدير الحولي في ليلة القدر
5\ التقدير اليومي وهو تنفيذ كل ذلك إلى مواضعه.

التقدير الازلي\\ هو أمر الله عز وجل القلم ان يكتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ.
قال الله تعالى:"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
قال النبي (صلى الله عليه سلم):" كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة"
وقال (صلى الله عليه وسلم) :"إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب فقال : ربّ وما أكتب قال : اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة "


-و سمي اللوح المحفوظ بهذا الإسم لإنه محفوظ من أيدي الخلق فلا تمسه أيدي الخلق , وقيل أنه محفوظ من التغيير والتبديل.



2\\ تقدير كتابة الميثاق
قال تعالى "وإذ أخذ الله من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا"
سئل عمر بن الخطاب عن هذه الآية,فقال عمر:"سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله :"إن الله تبارك وتعالى خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه حتى استخرج منه ذرية فقال:خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون,ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال :خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون"
ومن رحمة الله أنا لا نذكر الميثاق ولهذا أرسل لنا الرسل لتجديد هذا الميثاق


3\ التقدير العمري
والانسان في بطن أمه وعمره أربعة أشهر
"قال تعالى:"هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة فى بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى"
,قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :"إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق علها لكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .

4\ التقدير الحولي
أي يكتب كل حول او سنة ما يحدث لكِ في هذا العام.
قال تعالى :"فيها يفرق كل أمر حكيم * أمراً من عندنا"
قال ابن عباس :" يكتب من ام الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت او حياة ورزق ومطر حتى الحجاج يقال :يحج فلان ويحج فلان"
وقيل أنه في ليلة القدر يكتب ما يقسم له من أرزاق وآمال .

5\ التقدير اليومي
قال تعالى :"كل يوم هو في شان"
قول أبي الدرداء : من شأنه تعالى أن يفرج كربا ويغفر ذنبا ويرفع قوماً ويضع آخرين"
القدر مكتوب لكن هذا لا يوجب علينا الإتكال
الله سبحانه وتعالى لم يفرض عليكِ ما كتبه لأننا لا نعلم مالذي كتبه علينا ملك الملوك جل وعلا.

والسؤال لو مرضت وأخذت الدواء هل هذا ينافي القدر ؟؟
مرضي قدر وأخذي للدواء أيضاً قدر , سرق شخص فقال لعمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ أنا سرقت بقدر الله ,قال عمر : وأنا أقيم عليك الحد بقدر الله.
النبي _صلى الله عليه وسلم_ لما قيل له أرأيت دواء نتداوى به هل ترد من قدر الله شيء فقال له هي من قدر الله . بمعنى المرض من قدر الله والدواء والرقية من قدر الله.



- ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة ؟
يعني مادام مكتوب أن الشخص من أهل الجنة أو أهل النار فليه بنعمل ؟
يجبّ عليّ كما أن ربي أعلمني أنه كتب كل شيء ,فهو ايضاً أمرني بما يوجب عليّ أمرني بالعمل وانه يحاسبني ويعاقبني على ما فعلته من عمل
اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه بل يوجب الجد والإجتهاد والحرص على العمل الصالح ولهذا لما اخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم قال بعضهم : أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال : ((لا اعملوا فكل ميسر)) ثم قرأ ((فأما من أعطى واتقى)) ,فالله سبحانه وتعالى قدّر المقادير وهيأ لها أسباباً وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في المعاش والمعاد وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة فهو مهيأ له ميسر له فإذا علم العبد ان مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهاداً في فعلها والقيام بها وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع أحاديث القدر ما كنت أشهد اجتهادا مني الآن وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) :"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"




3- الإيمان بالمشيئة وإرادته الشاملة لكل الوجودات .
الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن ,فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه لا لعدم قدرة الله عليه تعالى عن ذلك عز وجل ، قال تعالى "وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً "
الشيء الذي لم يكن لم يحدث لعدم مشيئة الله له أن يحدث , ومشيئة الله نافذة في كل شيء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
ودليلها هو ان أعلم وأقر إن الرب إن أراد شيئاً وإن شاء شيء فلا بد أن يحدث
قال تعالى :" ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً * إلا أن يشاء الله" , "وما تشاءون إلا ان يشاء الله رب العالمين"
قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ :"قلوب العباد بين اصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف يشاء ".

..................... يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-04-2012, 02:13 AM   #49
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي



4- الإيمان بخلقه وإيجاده لكل المخلوقات حسب علمه وإرادته وكتابته .
الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء وأنه ما من ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا فيما بينهما إلا والله خالقهما وخالق حركاتها وسكناتها سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه.
قال تعالى "الله خالق كل شيء" وقال تعالى "هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه" وقال تعالى "والله خلقكم وما تعملون".
الله خلق لكِ يدكِ وفمك ,وسيحاسبني كيف استعملت لساني .



سؤال ممكن يخطر في بالنا
كيف يحصل شيء والله لا يحبه ,مع إن كل شيء في الكون لا يحدث إلا بمشيئة الله ؟؟
ممكن يحصل شيء في الكون لا يحبه الله لكنه أراده ,فإرادة الله تعالى نوعين:
1\ إرادة كونية - 2\ إرادة شرعية

1_إرادة كونية :أن يريد الله أن يحدث شيء في كونه كالزلازل والفيضانات ,ولا ملازمة بينها وبين المحبة والرضا بل يدخل فيها الكفر والإيمان والطاعات والعصيان والمحبوب والمكروه وضده .
" فقد تكون فيما يحبه الله وما لا يحبه الله "
2_ الإرادة الشرعية :هي الأوامر أو تشريعات الله ,وهي مرادف لما يحبه الله ,أراد الله لكِ الصيام وهو يحب الصيام أراد لكِ الصلاة وهو يحب الصلاة.
وهي "لا تكون إلا فيما يحبه الله"

س\هل الإرادة الكونية لابد ان تحدث ؟
نعم ,هذا الإرادة ليس لأحد خروج منها ولا محيص عنها مثلا أراد الله بركان فلا يستطيع أحد أن يخرج من هذه الإرادة.
يبقى الكل خاضع للإرادة الكونية ميقدرش يخرج عنها

أما الإرادة الشرعية لا يحصل اتباعها إلا لمن سبقت له بذلك الإرادة الكونية فالله سبحانه دعا عباده عامة إلى مرضاته وهدى لإجابته من شاء منهم كما قال تعالى "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم" ,فالله تعالى يريد كل عباده أن يصلوا لكن هل كل العباد يصلوا؟ لا.

الإرادة الكونية لابد أن تتحقق لكن الإرادة الشرعية لا يشترط حدوثها.



سؤال آخر: ما معنى قول النبي _صلى الله عليه وسلم_ والخير كله في يديك والشر ليس إليك" مع أن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء؟
ومثله قوله تعالى ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا . مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )
إذن ازاي مرة يقول أن الحسنة والسيئة من الله ومرة يقول الحسنة من الله والسيئة من الإنسان؟
نقول ده من الأدب مع الله سبحانه وتعالى الآية الأولى تقديرا ، يعني من الله ، هو الذي قدرها ، والآية الثانية سببا يعني : أن ما أصابك من سيئة فأنت السبب ، والذي قدر السيئة وقدر العقوبة عليه هو الله

ويبقى الشر لا يضاف إلى ملك الملوك فكل أقدار الله خير ,من حيث اتصافه بها وصدورها عنه ومن حيث أنه حكيم كل شيء له حكمه وبالتالي يبقى ليس فيها شر بأي وجه من الوجوه .
وما كان فى نفس المقدور من شر فمن جهة إضافته إلى العبد لما يلحقه من المهالك وذلك بما كسبت يداه جزاءا وفاقا.
قال تعالى:"وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون"
قال تعالى:"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"



و هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم ؟

نعم ,للعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة وإرادة وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة وبحسبها كُلفوا وعليها يثابون ويعاقبون ولم يكلفهم الله إلا وسعهم وقد أثبت لهم ذلك في الكتاب والسنة ووصفهم به ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ولا يشاءون إلا أن يشاء الله .
فأنا عندي قدرة على أن أقوم أصلي وعندي المشيئة على أن أقوم أصلي لكن قدرتي ومشيئتي تابعة لقدرة الرب ومشيئته.




الواجب:

س1: ماهو الفرق بين القضاء والقدر؟

س2: مالذي يتضمنه الإيمان بالقضاء والقدر ؟

س3: هل للعباد قدرة ومشيئة على أفعالهم ؟


................ ونستكمل قريبا وجزى الله الكاتبة خيرا وجزاكم خيرا
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-05-2012, 11:29 AM   #50
متفااائل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
المشاركات: 1,161
إفتراضي

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
.............. نستكمل
-------------------------------



الدرس 21:

تكلمنا فى المحاضرات الماضية عن الايمان بالقدر خيره وشره وسنكمل بإذن الله الحديث عنه ونبدأ بهذا السؤال :


س:أليس ممكنًا فى قدرة الله ان يجعل كل العباد مؤمنين مع محبته من ذلك منه شرعا؟؟
ج: بلى هو قادر على ذلك كما قال تعالى : (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) الآية ،وقال تعالى : (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) وغيرها من الآيات ,
ولكن هذا الذي فعله بهم هو مقتضى حكمته وموجب ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته, فقول القائل :لم كان من عباده الطائع والعاصي ؟ كقول من قال لم كان من أسمائه الضار النافع والمعطي المانع والخافض الرافع والمنعم والمنتقم ونحو ذلك ؟ إذ أفعاله تعالى هي مقتضى أسمائه ،وآثار صفاته، ,فالاعتراض عليه في أفعاله اعتراض عليه في أسمائه وصفاته ،بل وعلى إلهيته وربوبيته: (فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).




اليس الله قادر على ان يجعل الناس كلها على الايمان والتوحيد؟؟
الله تعالى يخبرنا انه لو شاء أنه يجعل الناس مؤمنين محبين للطاعة, الله تعالى له حكمة فى خلق المؤمن والكافر وله حكمة فى خلق العاصى , ومن قال لِما خلق الكافر ولم يخلق إلا المؤمن فقد رد قول الله , قال تعالى: (لاَيُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).

اذا الله عزوجل حكيم فى كل افعاله لماذا جعل الله هذه على طاعتة؟ ولماذا كتب على هذه الشقاء؟
ليس لى شأن فى هذا الله عز وجل قادر على ان يجعل كل الخلق مهتدين ولكن اقتدت حكمته ان يجعل من الخلق من هم برره ومن هم كفرة ومن هم مؤمنين.

فالله تعالى حكيم فى العطاء والمنع والصحة وفى كل شئ اول ما نسمع هذا السؤال لو هناك أحد يعترض على فعل الله أقول له قف عند حدك كونك عبد.

وهل فعلا هناك حكمة؟

سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
نعم ولو لم تظهر الحكمه لنا إلا أنها موجودة



قال الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللَّهُ.
"وأصل القدر سر الله تَعَالَى في خلقه، لم يطلع عَلَى ذلك ملك مقرب، ولا نبي مرسل، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان، وسلم الحرمان، ودرجة الطغيان، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإن الله تَعَالَى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه"عتن نهنة نننة تن ةتتت ة 5نةة تتة تنة نن
كما قال تَعَالَى في كتابه : (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23]
فمن سأل: لِم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب، كَانَ من الكافرين.

والإيمان بالقدر هو المحك الحقيقي لمدى الإيمان بالله تعالى على الوجه الصحيح ، وهو الاختبار القوي لمدى معرفة الإنسان بربه تعالى ، وما يترتب على هذه المعرفة من يقين صادق بالله ، وبما يجب له من صفات الجلال والكمال ، وذلك لأن القدر فيه من التساؤلات والاستفهامات الكثيرة لمن أطلق لعقله المحدود العنان فيها ، وقد كثر الاختلاف حول القدر ، وتوسع الناس في الجدل والتأويل لآيات القرآن الواردة بذكره ، بل وأصبح أعداء الإسلام في كل زمن يثيرون البلبلة في عقيدة المسلمين عن طريق الكلام في القدر ، ودس الشبهات حوله ، ومن ثم أصبح لا يثبت على الإيمان الصحيح واليقين القاطع إلا من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، مسلِّماً الأمر لله ، مطمئن النفس ، واثقاً بربه تعالى ، فلا تجد الشكوك والشبهات إلى نفسه سبيلاً ، وهذا ولا شك أكبر دليل على أهمية الإيمان به من بين بقية الأركان . وأن العقل لا يمكنه الاستقلال بمعرفة القدر فالقدر سر الله في خلقه فما كشفه الله لنا في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم علمناه وصدقناه وآمنا به، وما سكت عنه ربنا آمنا به وبعدله التام وحكمته البالغة ، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون



قال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) وهو أعلم بمواقع الإنعام لو علمتِ هذا وأيقنتِ أنه من قدرته ملك الملوك والذى جعل لو هممتِ بالحسنة كتبها ولو هممتِ بالسيئة ما كتبها , إذا لن يضل أحد هذه إرادة العبد فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر مع أن الله فتح له باب التوبة ويرسل له الرسل والكتب ولكن حين يدخل أحد النار إعلمي أن الله لا يظلم أحد .

هناك كلام رائع للشيخ حافظ بن احمد الحكمى يقول : " رغم أن كل شى مكتوب فى القدر فإننا لن نحاسب على الكتابة " الله عزوجل لن يحاسبك على أى شى مكتوب فى القدر ولكن ستحاسبين على الشرع فعلاً وتركاً .



ننتقل إلى نقطة أخرى وهي : متى استخدم القدر أو احتج به .
الاحتجاج بالقدر منه ما هو جائز ومنه ماهو ممنوع .
أولا: الاحتجاج الممنوع :
وهو الاحتجاج بالقدر في حال ارتكاب الذنب والإصرار عليه، أو في حال العزم على فعله في المستقبل ، أو في حال ترك الأمر الواجب أو العزم على تركه .
ومن هذا النوع احتجاج المشركين والكفار بالقدر تبريري لشركهم وكفرهم . قال تعالى : " سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ "


ثانيا : الاحتجاج الجائز :

يجوز الاحتجاج بالقدر في الحالات التي لا يكون فيها إبطال للشرع ولا معارضة له .
فنحتج به إن أصبتِ بمصيبة نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، و نحتج به فى حال الابتلاء والإصابات ويجوز لى أن أحتج به إن فعلت معصية وتبت منها وأن الله قدر لى ذلك وكتبه علي. الشيخ يقول إنما يعذب المؤمن نفسه بالقدر عند المصائب , إن أصابتنى حسنة أعرف أنها من عند الله ونقول الحمد لله الذى هدانا لهذا .

------------------------- يتبع
متفااائل غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .