العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-11-2007, 06:01 PM   #1
zamzams
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2007
المشاركات: 302
إفتراضي

شَـكْـوَى


يَا لَيْلُ كَمْ أَشْكُو وَلَمْ تُصْغِ لِي!
هَلْ تَبْلُغُ الشَّكْوَى فُؤَادَ الـخَلِي؟

طَوَيْتَنِي حُلْماً وَلَمَّا ذَوَى
نَشَرْتَنِي جُرْحاً وَلَمْ تَحْفِلِ

تَسَاقَطَتْ أَوْرَاقُ عُمْرِي عَلَى
كَفَّيْكَ أَغْفَى فِيْهِمَا مِشْعَلِي

يَشِيْخُ نَبْضِي كُلَّمَا أَوْغَلَتْ
رَايَاتُكَ السَّوْدَاءُ كَالـجَحْفَلِ

وَكُلَّمَا ضَمَمْتَنِي كَمْ مُنَىً
تَكَسَّرَتْ فِي مُهْجَةِ الأَعْزَلِ!

وَحَقْلُ آمَالِي إِذَا مَا زَهَا
تَهْوِي بِهِ حَصْداً بِلا مِنْجَلِ

أَغْرَقْتَنِي فِي لُجَّةٍ مَا لَهَا
مِنْ آخِرٍ يُرْجَى وَلا أَوَّلِ

وَيَرْتَدِيْنِي الـخَوْفُ يَجْتَرُّنِي
وَسَاوِساً تَؤُزُّ كَالـمِرْجَلِ

أَرَى وَلا أَسْمَعُ إِلاَّ كَمَا
رِيْحٍ عَوَتْ مِنْ سِتْرِكَ الـمُسْدَلِ

وَالصَّمْتُ كَالـمَقْبَرَةِ الـتَحْتَوِي
هَيَاكِلاً فِي قَبْضَةِ الـهَيْكَلِ

كَمْ بَائِسٍ يَكَادُ يَقْضِي أَسَىً
لَوْلا غَوَادِي دَمْعِهِ الـمُسْبَلِ!

مَاذَا جَرَى يَا لَيْلُ؟ مَا لِلوَرَى
يَشْكُوْنَ طَعْمَ الـمُرِّ لِلحَنْظَلِ؟

أَحْلامُهُمْ تَلُوْكُ أَحْلامَهُمْ
وَقَدْ نَمَتْ فِي حِضْنِكَ الـمُمْحِلِ

تَعْزِفُ مِنْ أَنَّاتِهِمْ نَغْمَةً
فَيَرْقُصُ الـمَكْلُوْمُ لِلمُثْقَلِ

وَفِي مَآقِيْهِمْ تَنَامَى الأَسَى
شَوْكاً نَدِيَّ الغُصْنِ لَمْ يَذْبُلِ

تَغْتَالُهُمْ دُنْيَا لَهَا أَوْجُهٌ
كَمْ نُبْتَلَى فِيْهَا! وَكَمْ نَبْتَلِي!

وَنَارُهَا كَنُوْرِهَا وَالوَرَى
كَمَا فَرَاشٍ هَشَّ لِلمَقْتَل

وَتَسْبِقُ الأَقْدَارُ فِي غَفْلَةٍ
لا يَسْتَوِي الزَّارِعُ وَالـمُجْتَلِي

يَا لَيْلُ كَمْ أَشْكُو وَمَا هَمَّنِي
أَصْغَيْتَ أَمْ يَا لَيْلُ لَمْ تُصْغِ لِي؟

سَتَهْتِكُ الشَّكْوَى سِتَارَ الدُّجَى
فَطُلْ كَمَا تَشَاءُ أَوْ فَارْحَلِ

شعر/ عيسى جرابا
__________________
zamzams غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-11-2007, 06:55 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]
في آخر العمر

في آخر العمرِ
اكتشفتُ أنني غَريرُ…
وأنني
يمكنني المسيرَ وسطَ النار
دون أن يطالَ بُردَتي السعيرُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني الزاهدُ..
والمسرفُ …
والصعلوكُ …
والأميرُ..
وأنني الحكيمُ.. والمجنونُ
واكتشفتُ أنَّ زورقي
أكبر من أنْ
تستطيعَ حملَهُ البحورُ…
وأنني يمكنُ أن تطيرَ بيْ وسادتي
الى فضاءٍ خارج الفضاءِ..
أن يرحل بي السريرُ
نحو حقولٍ
طينُها الياقوتُ والمرجانُ والحريرُ ..
وأنني نهرٌ خُرافيٌّ
إذا مرَّ على القفار قامت واحةٌ
وأعشبتْ صخورُ..
وأنني عصفورُ
فضاؤهُ قصيدةٌ مطلعُها عيناكِ
واكتشفتُ أنني بلا حبِّكِ يا حبيبتي
فقيرُ..
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ كلَّ وردةٍ حديقةٌ كاملةٌ
وكل كوخٍ وطنٌ
وتحتَ كلِّ صخرةٍ غديرُ …
والناسَ – كلَّ الناسِِ- ما دمتِ معي
عشيرُ..
في آخرِ العمرِ اكتشفتُ
أنَّ قلباً دونما حبيبةٍ
مبخرةٌ ليسَ بها بخورُ …
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ لي طفولة ضائعةٌ
جاءَ بها حبُّكِ
فاستعدْتُ ما أضاعهُ المنفى
وما خبّأهُ عن زمني الدَّيجورُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني سادِنُكِ الناسكُ .. والخفيرُ…
أركض في روضِكِ
أصطادُ الفراشاتِ التي
أثمَلها في ثَغركِ العبيرُ..
أحرس يا حبيبتي حمامتي صدركِ
حين تقربُ الصقورُ …
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني طفلُكِ يا سيدتي الطفلةُ
طفلٌ عاشقٌ ..
دميتُهُ ربابةٌ ..
ملعبُهُ الحصيرُ..
فلا تلومي الطفلَ
حين يستفزُّ شَوكَهُ الحريرُ

يحيي السماوي
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-12-2007, 02:39 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="13 70"]صوتك مزماري


--------------------------------------------------------------------------------




يحيى السماوي
صوتكِ مزماري . . .
دجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي
فأغتسلتْ بالعطرِ أزهاري . .
صوتُكِ يا أنيستي
حَبْلٌ من النور
نشرت فوقه قميصَ أسراري . . .
وصفحةٌ ضوئيةٌ
كتبتُ في سطورها أَعَفَّ أشعاري . . .
وبُرْدَةٌ عشبيةٌ
تَدَثَّر القلبُ بها
فلم يَعُدْ يخافُ من بردٍ وإعصارِ . .
صوتُك صار ملمحاً مني
فما سمعتُهُ
إلا وأضْحَتْ غيمةً من ألقٍ داري
يُثْملني من دونما خطيئةٍ
فيسكرُ الصحو على نافذتي
يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري . . .
صوتك كان أوَّلَ الماشينَ
في جنازة اليأسِ الذي
أَثْكلَ مشواري . . .
وأوّلُ المسافرين بيْ إلى
ممالكِ الريحانِ والغارِ. . .
هَذَّبَني . . .
أقامَ جِسرَ أُلفةٍ بين فراشاتي
وبين الريحِ والنارِ . . .
زُخّي على مسامعي لحونك العذراءَ
كي تنبضَ أوتاري . . .
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً
متى إذن موعدُ إفطاري؟
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على تلَّةِ عمري ساهراً
مرتقباً
هلال وجهِكِ الذي لوَّنَ أفكاري . . .
بالماءِ والنارِ . .
عشرةُ أعوامٍ
وما مرَّ على بَريَّتي موسمُ أمطارِ . .
وها أنا
أحفر بالأضلاع وادي الشوقِ
علَّ صخرةً تزفُّ ليْ
بشارة النبعِ لأشجاري
♣♣♣
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 31-12-2007, 02:44 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="13 70"]الخميس,كانون الأول 06, 2007

نديمينِ غَدَونا يا وطني


نديمينِ غَدَونا يا وطني
د.عبدالرحمن أقرع

يا موطناً
غرقت ملامحُهُ الجميلةُ...
تحت كثبانِ الوثائِقِ والحرائِقْ
يا أيها المفلوجُ من نزواتنا
وعقوقنا
وتَخَبُّط العقلاءِ منا
غرسوا بنادقهم بنسغكَ..
فوهاتٌ في حشايا الطينِ تُزْرَعُ...
أنبتت أعقابُها زقومَ حاضرنا...
يقدَّمُ في قماشٍ باهِتٍ
قَدّوهُ من أسمالِ هاويةِ البيارِقْ
يا مرَّ واقِعِنا
ويا سُقمَ الذوائِقْ
****
وحدي أنا
وقصائدُ العِشقِ القديمِ..
وشمعةٌ
عطريةُ الأنفاسِ...
يضطربُ اللهيبُ لزفرتي
والكأسُ تترعهُ الهمومُ...
ووحدتي
عينايَ في عينيكَ يا وطني....
نديمين غدونا
في سكونِ الليلِ...
نقتسمُ الهمومَ كخبزِ عيسى...
فوقَ سفحِ الطورِ ..
قبلَ المحنةِ
لا تبتئِس للهِ درُّكَ...
واعطني الخبزَ المملحَ بالهزيمةِ ..
واشربِ الكأسَ المليئةَ..
من سُلافِ مودتي
للهِ درُّكَ..
أيها المسكونُ بالشهداءِ ..
عمَّدهم دمُ الإصرارِ...
أَهَّلَهم لحقٍ في شغافِكَ بالسكنْ
للهِ أنتَ إذ احتضنتَ رُفاتهمْ
لتثيرَ غامِرَ غبطتي
للهِ أنتَ ...
وزندكَ الموشوم بالأمجادِ..
بل للهِ إذعاني لمسحِ الكفِّ منكَ...
على نواصي اليُتمَ تغشى مهجتي
للهِ حسنكَ إذ ترجِّلُ ...
شَعرَكَ المجدول بالريحانِ..
بالزيتِ المصفى في جرارِ الطهرِ...
في جرزيمَ..
في عيبالَ....
في سلوانَ...
تمزجهُ بعطرِ البرتقالِ..
على ربى يافا..
يشعُّ بناصِريِّ سناهُ
بالألقِ الخليليِّ المبينِ ..
لأنتشي بشذى الأبوةِ..
ضمخت قلبي ..
وقد ألقيتُ رأسي كالرضيعِ على ذراعِكَ..
باكياً أشكو إليكَ ..
برغمِ حشدِ الناسِ حولي...
غٌربتي
***
عيناكَ في عيني يا وطني..
ويمضي الليلُ..
والصمتُ المهيبُ..
يلفُّ عالمنا ...
سوى نقرٌ لحباتِ المطرْ
مطرٌ مطرْ
غيثٌ على إيقاعِ حبِّكَ ينهمِرْ
هذا جبينكُ منه تنهمِرُ الطهارةُ ...
مع بلوجِ الفجرِ عمَّدهُ المطرْ
ويلوحُ في خديكَ تسبيحُ الشَّجَرْ
والوردُ يغسلهُ الندى
مطرٌّ يعمدني ..
لأخطو في رباكَ فأنتصرْ
هذي جموعُ العهرِ..
في زمنِ الصحافةِ...
والفضائياتِ حقاً تندحرْ
ويفرُ بين يديكَ أقزامُ السياسةِ
هادراً رعديُّ صوتكِ خلفهم:..
أن لا مَفَرْ
مطرٌ..
وأفتحها النوافِذَ..
كي يعانقني الضياءُ...
فأطلقُ الروحَ الحبيسةَِ ..
من عِقالِ الصمتِ
حطتْ فوقَ جبهتك الوضيئةِ...
واستقرتْ بين عينيكَ البهيجةِ
نعمَ ذاكَ المُستَقَرْ



[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-01-2008, 02:15 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 10"]كنت أشعر بالسعادة حتى وأنا أذهب للمدرسة لابسًا بنطلونًا مرقعًا
رحلة إلى الماضي مع سيجار فوانتيه
لا أحب أن تتكسر ذكرياتي كما تكسرت أحلامي
الخميس ٩ آذار (مارس) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم
أشعل سيجاره بعود من الكبريت الذي تعود أن يدخنه أحيانا، وجال في بصره بعيدا ، وهو ينفث الدخان من فمه بشكل يوحي لكل من رآه وكأنه يتلذذ في تدخين سيجاره العريض .

مع كل شفطة سيجار كان يسرح بعيداً كأنه يعود للوراء سنة ، سنتين، عشر سنوات وربما جيلاً بحاله ، لا يدري أين تدور به الذكريات كأنه في عربة اختراق الزمن .

إيـــــــــــــه ساق الله على أيام زمان ، صحيح كنا فقراء لكن كنا سعداءاً جداً ، على الأقل هكذا كانت مشاعرنا، لم نكن نشكو حالنا، كما نشكوها الآن رغم أن وضعنا الاقتصادي الآن أفضل ألف مرة .

ربما كنا نوهم أنفسنا أننا سعداء ، فأين السعادة في طفولة معذبة كلها فقر مدقع؟؟ ألم تلتحق بسوق العمل المأجور قبل أن تبلغ العاشرة؟ ألم تكن تحمل على رأسك طرحة الخبز وفيها أكثر من مئة رغيف من الجهة الجنوبية لسور القدس ـ قرب باب داوود ـ إلى باب العامود في البلدة القديمة من القدس أي الجهة الشمالية من البلدة ؟؟
رغم هذا كنا سعداء ، حتى عندما كنت أعمل في أحد المحلات السياحية بعد الدوام المدرسي إلى منتصف الليل فقد كنت سعيدا، كنت أشعر بالسعادة وأنا أذهب للمدرسة لابساً بنطلوناً مرقعاً من كل جانب، لو لبسته اليوم لقال الناس إنه موديل جديد وقلدوه، الأمور لا تحتاج لفلسفات كثيرة، فقد كنت سعيدا وكفى ، ربما كان الفقر سر سعادتي .

لا تخدع نفسك، فقد كانت قناعتك سر تقاعسك في تحسين وضعك المالي وأصبحت تؤمن بمفاهيم غريبة مثل أن المال يفسد الإنسان، فتركت الآخرين ينهشوك وبسطت يدك لمن حولك فضحكوا عليك فيما بعد . كنت تجلس في الشوارع بعد عام 1967 تبيع الخبز للمارين وبعضهم كان من اليهود الذين كانوا يأتون بالآلاف لزيارة القدس الشرقية بعد أن احتلوها عام 1967 وكانوا يشترون منك وأنت تبيعهم بسعر أعلى من العرب لأنهم يهود، ولديهم فلوس أكثر وهم ليسوا كأهل البلد في حين كان غيرك يجلس في بيته يلعب أو يطالع قصة أو كتابا يفيده في دراسته .
رغم هذا كنت سعيداً ، كنت أتقاضى يوميا عشرة قروش فقط وكثيراً من الخبزـ وكانت أمي تفرح لذلك وتفتح يدها تريد الفلوس والخبز، فيما أبي يتظاهر وكأنه لا يريدني أن أعمل، مع أنه كان يأخذ الفلوس منها فيما بعد .

كان عمري عشر سنوات أو أقل بقليل عندما احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين ولم أكن أعرف حينها شيئا عن الاحتلال سوى أن اليهود يكرهوننا ويريدون قتلنا، لم يوافق والدي على الرحيل من القدس إلى عمان كما فعل كثير من المواطنين الفلسطينيين خوفا مما سيفعله اليهود بهم فبقينا في بيوتنا مثل معظم الناس ولم نخش اليهود ولا حرابهم .

توقف لحظة عن التفكير وسحب شفطة أخرى من سيجاره كأنه ينتظر فيلما جديداً، بل كأنه أمام شاشة التلفزيون ينتقل من قناة إلى أخرى لا يدري ما الذي يبحث عنه ولا ما يمتعه، ألا تمارس تلك العادة يوميا وأنت أمام شاشة التلفاز؟؟ هذا فيلم قديم ، هذه أغنية بايخة ، هذه أخبار بايتة، هذا مذيع تعبان صوته خشن ، هذه مذيعة جميلة دعني أسمع ما تقول ، ثم تغير القناة بعد دقائق لا تعلم أين النهاية، فجأة قد تتوقف عند فيلم قديم حضرته ألف مرة وتحفظه عن ظهر قلب، وتصر أن تشاهد بعض فقراته ليس حبا في الفيلم بل لأنه يعيدك للوراء جيلا كاملا، لأنه يذكرك بحادثة معينة، ربما يذكرك بشبابك الضائع أو طفولتك، أو صداقتك وربما وربما، وقد يحدث ذلك أيضا عندما تستمع فجأة لأغنية قديمة كنت تغنيها قبل ثلاثين سنة ؟! هل جربت ؟؟

هذا الفيلم حضرته مع أصدقائي القدامى، أصدقاء المدرسة ، يــــــاه كيف أخبارهم؟ ثلاثون سنة لم أرهم ومع ذلك لا زالوا يحتلون في ذاكرتي حيزا كبيرا.
من تقصد يا ترى؟ أشوقي أبو غزالة وإبراهيم القيسي ومحمد علي عايد وخالد القيسي وموسى منى ووووو .
مالي أراك تغوص في أعماقي من جديد ؟
أم تقصد باسمة وخولة وسوسن ورنا ونادرة ووو ؟؟
كلهم ، كلهم دون استثناء ، كانوا أصدقاء وصديقات المدرسة لكن تركوا ببراءتهم أجمل الذكريات التي من الصعب أن تمحى من الذاكرة . أتدري رغم شوقي الشديد لهم إلا أنني أحيانا أخاف لو التقيت بأحدهم أن أصدم فأنقم على تلك الذكريات الحلوة، أخاف أن يكونوا قد تغيروا بمشاعرهم وإنسانيتهم، أحاول أن تبقى ذكرياتي كما هي لا تتغير، فأنا لا أحب أن تتكسر ذكرياتي كما تكسرت أحلامي، فإن لم تكن أحلامي مقدسة لأن لا سيطرة لي عليها فإن ذكرياتي القديمة مقدسة عندي لأنها صورة حقيقية عني أحب دائما أن أراها كما هي دون ألوان جديدة ولا تكنيك جديد .أريدها قديمة أصلية كقطعة الآثار التي يحرص علماء الآثار على عدم المساس بها أو حتى تسليط أشعة الضوء عليها .

ترى هل يذكرونك كما تذكرهم بالخير؟ أم ربما نسوا أنك كنت واحداً منهم ؟؟ أتراك تخطر على بال أحدهم؟ أتشكل جزءاً من ذاكرتهم كما يشكلون جزء من ذاكرتك ؟؟
أعتقد ذلك ولكن مهما كان الأمر فلن يغير ذلك من الموضوع شيئا فهم جزء من حياتي ومن الصعب أن يخرجوا منها. قد تتغير أماكنهم في الذاكرة لكن من الصعب محوهم لأن ذلك يعني فقدان ذاكرتي وهذا يعني موتي النهائي .
أإلى هذا الحد تتذكرهم؟ أتحبهم لأنهم كانوا أصدقاءك أم لأنهم كانوا أصدقاء الدراسة بما تحمله من مشاعر محبة متدفقة ؟؟ أم لأنك لم تعد تراهم فظلوا في ذاكرتك بتلك الهالة المقدسة التي تركتهم بها؟
لا أدري قد تكون مصيبا لكنها ذكريات جميلة أتمنى لو عادت بي الأيام لأحياها من جديد ……..آخ لا بد من شفطة سيجار أخرى، بل شفطتين هذه المرة :

صباح الخير يا عادل

أهلا صباح الورد يا …

هل أنجزت وظيفة الأمس في الرياضيات؟

نعم كلها

عظيم هل أستطيع أن أستعير دفترك؟

طبعا يسعدني ذلك

لم أعط دفتري لأي طالب غيرها فقد كانت تحتل في نفسي احتراما كبيراً ومحبة صادقة، لم تتغير حتى بعد أن افترقنا إنه الحب الأول في حياتي، حب من القلب، لم ألمسها إلا عفوا، لم أقل لها أحبك وجها لوجه، فقد كنت أخاف أن أصرح لها بذلك، هكذا تعودنا، تلك كانت عادة أبناء جيلي، أن نخجل حتى في الإفصاح عن مشاعرنا الصادقة، لذلك كنا نصيغها في أبيات من الشعر أو أغنية نسمعها، أو كلمات جميلة نكتبها، أو الثرثرة فيها مع أحد الأصدقاء القريبين من القلب. لم تتكلم فينا إلا العيون، لكنها كانت أحيانا تحمر وتصفر وتخجل أن تقول كل ما تريد قوله فقد كان سحرها يفقد العيون توازنها فتميل كرجل ثمل، كانت العيون تريد من الآخر أن يفهم كل شيء دون شرح .

صباح الخير عادل : أنا متأسفة على ما حصل يوم أمس من أخي عندما مررت من باب دارنا أنت والأصدقاء ولوحت لي بيدك مسلما فهو لم يكن يعرف أنك طالب معي في نفس المدرسة، لقد حدثت أخي الكبير وقام بتوبيخة .

لا تقلقي من أجل عيونك يهون كل شيئ .
…… الدنيا لم تعد كما كانت سابقا ، الآن أصبح كل شيء ماديا حتى الحب لا يكون حبا إلا بالوصال الجنسي، سواء بالزواج أو قبله والإنسان يقرر أصدقاءه حسب مصلحته المالية معهم، حتى الأصدقاء تغيروا تغير كل شيئ.

تغير الزمن فتغيرت الأشياء والعلاقات والمعادلات الحسابية الاجتماعية، كأن الناس أنفسهم مربوطون بعامل الزمن فقد يكون أحدهم سر سعادتك يوما ما وسر تعاستك يوما آخر .

هل الناس الذين تغيروا أم الزمن الذي تغير أم أن كل شيء متغير ولا شيئ ثابت إلا ذكرياتي التي أحاول أن لا يعكرها أي شيء؟

ألم يكن في حياتك أصدقاء كانوا يوما رفاق دربك وأصبحوا الآن لا يشكلون لك سوى الجانب السيء في حياتك ؟؟

كثيرون تغيروا للأسوأ، بعضهم أصبح انتهازياً وآخرون أصبحوا لصوصاً باسم الوطن والشعب، ومنهم من اغتنوا فصاروا عندما أتصل بهم يتهربون، لأنهم يبحثون عن أصدقاء جدد يتناسبون مع مواقعهم الجديدة . قسم منهم ماتوا قبل أن يتغيروا فحافظوا على نقاوتهم .
أنور ربيع سقط من الطابق الرابع فمات تاركا زوجته في رام الله وحيدة حتى بدون أولاد .

ترى لماذا تعود للوراء كثيرا، لم لا تعيش الحاضر كما هو، هل تعشق الحاضر بأحلام الماضي أم تحب أن تعيش الماضي بأحلام الحاضر ؟؟

أيستطيع الإنسان أن يعيش في زمن غير زمنه وأن يعيش كل الأجيال ؟؟

جربت وفشلت، فجيل الطفولة ولى بأحلامه وأوهامه وناسه وأصدقائه .لم يتبق منه غير ذكريات جميلة .

قارب سيجاره على الانتهاء ، أوف إنها ساعة كاملة، فهذا السيجار يحتاج تدخينه لساعة كاملة. إذا لقد مر على رحلته للماضي ساعة كاملة، إنه سيجار أرتورا فوانتيه المصنوع في أمريكا الجنوبية .

ما ألذ العودة إلى الماضي مع سيجار أرتورا فوانتيه، لكن ما أصعب العودة من الماضي للحاضر لأنك تعود فارغ اليدين، تترك أصدقاءك القدامى حيث كانوا، كأنك تودعم من جديد بالرغم منك، تترك من تحبهم في عالم آخر، تدفن بعضهم مرة أخرى كأنك تقتلهم كلما عدت لهم حتى السيجار يصبح رماداً. لكن الشيء الوحيد الجميل هو أن باستطاعتك كلما أردت أن تشعل سيجاراً جديداً أن تحييهم مرة أخرى وتعود لهم، فمتى يبعثون من جديد ؟؟!
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-01-2008, 02:18 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي قصيدة للشيخ عبد الرحمن الشاغوري

[FRAME="11 70"]كالشمس لاح لعيني من ورا العلمِ
وخاطب السمع في مستعذب النغمِ

وشمَّ أنفي شذاه من مظاهرهِ
وذاق من صرفه الصافي القديم فمي

وفي رقيق نسيم الروض لامسَه
شعورُ وجدي بلقيا اللُّطفِ في النَّسَمِ

فهمت تيهاً ووجداً في حضيرته
لما فهمتُ معاني أطلسِ القدمِ

وأصبح الجسمُ مبهوتاً بسجدته
للحسنِ حتى غدا في نقطةِ العدمِ

والنفسُ قد راضها العرفانُ ترقيةً
عرفتِ يانفسُ هذا الحسنَ فاعتصمي

والقلبُ قلَّبَ هذا الكونَ فانبجست
من عينه أعينٌ وِردٌ لكلِّ ظمي

والروحُ في كعبة الإحسانِ مشهدُهُ
يطوف شوقاً وللأغيار لم يَرُمِ

والعقلُ إن كان معقولاً بغفلته
فقد غدا عاقلاً للوارد البَسِمِ

هذا الجمال فإن كنتُ الأسيَر لهُ
أنا المليكُ على الأغيار كلِّهمِ

أطويهمُ طيَّ فانٍ بالجمالِ وإن
أرجع فإنّ رجوعي بالرسول حُمي

وفي الجلال إذا ما لاح في ظُلَلٍ
من الغمام متى أشهد تَزُل غممي

والقبضُ والبسطُ لا تقييد لي بهما
أنا الطليق وكلي في الغرام رُمي

من كان في مشهدِ الإحسان عبدَ رضىً
حاشا غداً أن يُرى عبداً لمنتقمِ

فهل أُساءُ غداً واليومَ أعبدُه
هو الحبيبُ هواهُ في الحشا ودمي

يا لائمي لا تلمني في هواه إذا
قدَّمت في الرقص أشفاري على قدمي

فلو رأيتَ بريقاً من محاسنهِ
لكان طرفُك طولَ الدهر لم يَنَم

ولو صَغَيت لشادي القوم حين شدا
في وصفه كنت ذا بُرْءٍ من الصممِ

ولو شَمَمتَ أريجاً قد تعبَّقَ من
أرجائه كنت للأغيارِ ذا شَمَمِ

ولو تذوقتَ راحاً صَبَّ راحتِه
لصرتَ ذا ولهٍ كالظامئ النَّهم

لكن بطرفِك عن مرأى الجمال قذىً
فأنت بالطرفِ عن هذا الجمال عَمِي

هذا هو المنهجُ الحقُّ الذي لك قد
أوضحتُه فاتَّبع أو ما ترى التزِمِ

فإن حلا لك حالُ القومِ معتقداً
بسيرهم طالباً شرباً بكأسهمِ

توددِ اشتقْ أحِبَّ اعشقْ ولَبِّ وأُبْ
تواجد اصبُ وذُلَّ اهوَ اضطّربْ وهِمِ

وأن أبيتَ فبَقْبِقْ شانئاً وأَغِظْ
وقُتَّ واعتَبْ وفَنِّد واُلْحُن ِ ولُمِ

أرجِفْ وعنِّف ورقِّشْ واغتبِ الأُمَنا
ونِمَّ واعذُل و لا تعذُر وشِ وجِمِ

فإن عذلتَ فإني لست أولَ من
يؤذيه عذلُك بالأفعالِ والكَلِمِ

أهلُ الهوى كلُّهمْ لابد أن يجدوا
في الحُبِّ عذل أناسٍ لاهدىً بِهمِ

وإن عدَلْتَ وعن لومي عدلتَ وقد
عذرتَ أهلَ الهوى والحِبِّ لم تُضَمِ

قومٌ بأرواحهم سار الغرامُ إلى
حمى الحبيبِ على وجدٍ ومضطرَمِ

سقاهُمُ الحقُّ من صافي حقائقه
صِرْفاً وأجلسهم في حضرةِ الكرمِ

وجوههُم في رياضِ الخلدِ ناظرةٌ
إليه وهو لأهلِ النارِ ذو قَدمِ

قسمان:قسمٌ رأَوا أن الشريعةَ من
عينِ الحقيقةِ فهي النعتُ للفَهِمِ

فأصبحوا بمجالِ الفرق أهلَ تقىً
وروحَهم بجمالِ الجمعِ صاحِ سِمِ

لذا تجلّى لهم في عينِ رحمتِه
فأصبحوا رَحِماً أعظم بذي الرَّحمِ

وآخرون بوحلِ الوَحدةِ انصرفوا
وراءَ ما تشتهيه النفسُ كالبُهُمِ

فوحَّلوا وتعامَوا في مسيرِهِم
وصيروا الشرَّ خيراً والقبيحَ جَمِي

فإنهم وأخو الإشراكِ في شَرَكٍ
كتوأمٍ في مجالِ الكفرِ ملتئِمِ

لذا تجلَّى لهم بالقهرِ في قَدمٍ
تأكيدَ ذلٍّ وتعذيبٍ لذاتهمِ

فلو أقاموا على نهج الشريعةِ في
حياتهم لغدَوا في خيرِ معتصَمِ

لكنها قِسَمُ الرحْمَنِ من قِدَمٍ
يا رب فاقسِم لنا من خير ِمقتسَمِ

وصلِّ ربِّ مع التسليم منك على
خيرِ الورى أحمدَ المبعوثِ بالعِظَمِ

والآل و الصحبِ ما غنى الهزارُ وما
شطَّ المزارُ بنا يا دمعُ فانسجِمِ
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-12-2007, 08:15 PM   #7
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

أسألك الرحيل من القصائد الرائعة لنزار القبانى

شكرا لك أخى السيد عبد الرازق على اختيارك الرائع

دمت بخير أخى
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .