العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المعية الإلهية فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 22-08-2009, 07:05 PM   #1
فارس فارس
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2009
المشاركات: 333
إفتراضي

موضوع متميز

بارك الله فيك

شعر بن زيدون كله وايد حلو لأنه ينتمى إلى الأندلس أى وقت إزدهار الحضارة العربيه والإسلامية هناك
فارس فارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-01-2010, 10:52 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم إخواني على مشاركاتكم وأبدأ الآن في تحليل وسرد فحوى هذه الرسالة من الجانب التاريخي ثم أربطه بعد ذلك بإذن الله بالجانب الآخر وهو الجانب البلاغي ، وأسأل الله تعالى التوفيق ..آمين.

اما بعد , ايها المصاب بعقله , المورط بجهله , البين سقطه , الفاحش غلطه , العاثر في ذيل اغتراره ,
الاعمى عن شمس نهاره ,الساقط سقوط الذباب على الشراب , المتهافت تهافت الفراش في الشهاب , فان العجب
اكبر , ومعرفة المرء نفسه اصوب , وانك راسلتني مستهديا من صلتي ما صفرت منه ايدي أمثالك , متصديا من
خلّتي ما قُرعت دونه أنوف أشكالك , مرسلا خليلتك مرتادة , مستعملا عشيقتك قوادة , كاذبا نفسك انك ستنزل
عنها الي , وتخلف بعدها علي

ولست باول ذي همة دعته لما ليس بالنائل
ولا شك انها قلتك اذ لم تضن بك, وملتك اذ لم تغر عليك , فانها اعذرت في السفارة لك , وما قصرت في النيابة
عنك , زاعمة ان المروءة لفظ انت معناه , والنسانية اسم انت جسمه وهيولاه , قاطعة انك انفردت بالجمال ,

واستاثرت بالكمال , واستعليت في مراتب الجلال , واستوليت على محاسن الخلال

إلى هنا نجد الجزء التمهيدي للرسالة مشتملاً على سخرية صريحة تتخذ من المبالغة ركيزة لها ، كما أن السجع على امتداد العمل الأدبي يأخذ منحاه محدثًا إيقاعًا محببًا إلى النفس على بعض ما فيه من التكلف ليجعل القارئ منتظرًا كل عملية يتم فيها إقران الخصم ابن عبدوس بشخصية أخرى .
وهذا السجع كان له دور جمالي كبير في هذا العمل إذ أنه يأتي أحيانًا بتكلف واصطناع بغرض استفزاز المرسَل إليه وإشعاره بأنه أقلّ من أن يوجه إليه رسالة رصينة تتسم بأسلوب يلتزم فيه المرسِل بالقواعد التي تضفي على العمل مهابة وجلالاً ، وهذه هي طبيعة الرسالة الساخرة .
ولعله بذلك أيضًا يرمي إلى إفهامه أنه لا تصح معه إلا لغة قديمة كالتي كان يكتب بها من قبله. أقول ذلك لأن رسالته الجدية على ما كان فيها من سخرية ممزوجة بالعتاب اتسمت بالبعد عن السجع وكانت تمتلئ جلالاً ووقارًا واعتناء بأسلوب الكتابة .

, حتى خلت ان يوسف _ عليه
السلام _ حاسنك فغضضت منه ,

وأن امراة العزيز رأتك فسلت عنه
يقصد بذلك أنك أيها المغفل المسمى بابن عبدوس قد فخرت بنفسك وبهذه الجارية التي تجولت معها حينًا من الوقت (وابن زيدون يتحدث على لسان ولادة) وكأنك من شدة جمالك قد رأيت أن نبي الله يوسف -وقد أوتيَ شطر الجمال- أقل من أن يصل جماله إلى جمالك فغضضت طرفك عنه .
معنى الرسالة لماذا تفخر بنفسك حتى وكأنك أجمل من نبي الله يوسف عليه السلام ؟


وأن قارون أصاب بعض ما كنزت , والنّطِفَ عثر على فضل ما ركزت .
يقول له ابن زيدون على لسان ولادة ساخرة : أيها المغرور علام غرورك كأن قارون وهو معروف بغناه قد أصاب كنوزك أنت . أما النطف فهو رجل اشترك في السطو على قافلة فيها هدايا من ملك لآخر ، وعثر هذا النطف على ما يوازي صندوقي مجوهرات.
والمعنى بسخرية : أنك أغنى من قارون والنطف .

, وكسرى حمل غاشيتك , وقيصر رعى ماشيتك
كسرى وقيصر كسرى ملك الفرس وقيصر ملك الروم .
يقصد ابن زيدون بسخرية أن يقول له : أيها العظيم ! لقد حمل كسرى عباءتك (غاشيتك) وقيصر رعى لك ماشيتك!
إنها قمة السخرية عندما يحول معاني الأشياء من أجل الوصول إلى مفارقة تشعِر القارئ معها بالدلالات العكسية للشخص الموجه إليه الخطاب .نلاحظ أن ابن زيدون تحول من السخرية المباشرة إلى السخرية من خلال استعراضه أسماء المشاهير من العلماء والملوك والحكماء وغيرهم حتى يزيد من استفزاز غريمه ابن عبدوس وليوصله إلى فكرة مفادها :أيها الأحمق ليس فيك شيء مما ذكرت فعلام الاغترار ؟ ومن كنت لتجارِيَني .

, والاسكندر قتل دارا في طاعتك ,
الإسكندر هو القائد التاريخي المعروف التي امتدت فتوحه لتشمل ثلثي الأرض وقتها ، أما دارا فهو قائد من قادة الفرس اتسم بالقوة وإحكام السيطرة ، قاتله الإسكندر وهزمه في ثلاث مواقع وفي كل موقعة يُهزم كان يدعي الصلح ثم يهرب فيعاود الكرّة مرة أخرى ، وفي المرة الأخيرة قتلته حاشيته أو جنوده لأنهم رأوا أنه بسبب عناده سيضيع المملكة الفارسية .
والمقصود من العبارة بسخرية : أن الإسكندر قتل دارا من أجل طاعتك أنت !!
أي كأنك يا بن عبدوس عظيم لدرجة أن الإسكندر صار خادمًا لأمرك يقتل ملكًا آخر من أجل أن ترضى أنت عنه !!


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-01-2010, 11:23 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وأردشير جاهد ملوك الطوائف لخروجهم عن جماعتك ,


الملك أردشير الأول كان ملكاً نشيطاً ومسؤولاً عن نهوض بلاد فارس وتقوية الديانة الزرادشتية ، وكان مؤسساً للسلاسة الساسانية التي استمرت لأربعة قرون ، ولكن كانت حملاته ضد روما تتصف بالنجاح المحدود ، والملك أردشير قدر على عمل أشياء لم يستطع عملها أي فارسي لمدة طويلة كالقوة للدولة الساسانية والردود القوية والجدية أمام حكومة روما وجيوشها ، وهذه النجاحات الكبيرة للملك أردشير الأول مهدت لابنه ووريثه شابور الأول أن يكون قوياً أمام العدو.

ومقصد ابن زيدون من هذه الرسالة بسخرية : أي عظمة تلك التي فيك ؟! حتى الملك أردشير (وغالبًا كانت أخبار هذا الملك معروفة لكل أهل هذه البلدان ) كان مجرد قائد يحكم تحت لوائك!
إنها مفارقات تاريخية فانتازيّة تجعل الملوك والرؤساء والحكام والعقلاء كلهم في تصوير كاريكاتوري هم أجزاء من فضائل خصمه (ابن عبدوس) الفذة !


والضحاك استدعى مسالمتك , وجذيمة الابرش تمنى منادمتك

الضحاك الملك المشهور الذي يقال : إنه ملك ألف سنة وكان في غاية الغشم والظلم ،وهذا أمر أسطوري لا يكاد يصدق إلا أن الكثيرين يرون أن الضحاك هو الملك النمرود الذي ورد ذكره في سورة البقرة :"ألم ترإلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك ..الآية". ولنتصور معًا شدة السخرية حينما يكون المغرور الذي يستهزئ به ابن زيدون -من شدة قوته- قد استدعى النمرود مسالمته !! ثم يصفه بأنه قد بلغ من القوة مبلغًا جعل الملك جذيمة الأبرش يصير نديمه أي صديقًا يحكي له أحزانه وأفراحه صديق يسليه!!

جذيمة الأبرش :
قيل فيه انه أول من حذا النعال، وأدلج من الملوك وصنع له الشمع، وكان شاعراً، وقيل له الأبرص والوضاح لبرص كان به، ويعظم أن يسمى بذلك فجعل مكانه الأبرش

وشيرين قد نافست بوران فيك , وبلقيس غايرت الزباء عليك , وان مالك بن نويرة انما ردف لك ,
وعروة ابن جعفر انما رحل اليك , وكليب بن ربيعة انما حمى المرعى بعزتك , وجساسا انما قتله بانفتك ,

شيرين : امرأة فارسية بنت أحد الملوك اتسمت بالجمال الشديد ،بوران زوجة المأمون وقد كان عرسها خياليًا يكاد يكون أعجب عرس في التاريخ وزعت فيه الدنانير الذهبية وكان فراشها وثيرًا يضرب به المثل في النعومة .إن روعة هذا التعبير تنبع من السخرية به حتى ينتقل به من مكانة الملوك إلى مكانة معشوق النساء .بوران وشيرين عاشتا عصرين مختلفين تمامًا وليس بينهما صلة لهذا يستهزئ به مرة أخرى من خلال فكرة (المونتاج) ليخترع ابن زيدون قصة خيالية مفادها أن بوران وشيرين تنافستا فيه فما عساه هذا الخصم !!
بلقيس هي ملكة اليمن عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد وهي زوجة نبي الله سليمان عليه السلام بعد أن أسلمت تزوجها . أما الزباء فهي الملكة زينوبيا ، وعاشت في القرن الثالث الميلادي كانت تسمى الملكة المحاربة واتسمت بالعديد من صفات الرجاحة والحكمة .
وهنا يستهزيء به مرة أخرى ابن زيدون فبعد أن كان خصمه في صفات الملوك إذ به يجعله في مصاف العشاق ويجعله خصمًا خياليًا لأحداث لم تحدث .خاصة عندما تكون بلقيس قد غارت منه لانحيازه إلى الزباء ،وهو ما لم يحدث!!
إن عبقرية الوعي بالتاريخ تجعل من ابن زيدون رجلاً متلاعبًا بخصمه فيجيء به يمينًا ويسارًا. وبعد ذلك يكون غريمه القاسم المشترك للعديد من الحكايا الوهمية !!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 02:44 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وأن مالك بن نويرة إنما ردف لك ,
وعروة بن جعفر إنما رحل إليك , وكليب بن ربيعة إنما حمى المرعى بعزتك , وجساسا إنما قتله بأنفتك
ومهلهلا إنما طلب ثأره بهمتك

مالك بن نويرة:
كان مالك بن نويرة من كبار بني تميم وبني يربوع، وصاحب شرف رفيع وأريحية عالية بين العرب، حتى ضرب به المثل في الشجاعة والكرم والمبادرة إلى إسداء المعروف والأخذ بالملهوف. كانت له الكلمة النافذة في قبيلته
عروة بن جعفر:
هو يدعى بعروة الرحّال ، وكان قد أجار قافلة للملك النعمان (أجار أي أعطاها عهدًا بالأمان) واغتاظ من ذلك أحد كبار القوم من قبيلة أخرى يدعى البراض . واستدعاه البراض ليستفهم عن سبب إعطائه هذه القافلة الأمان (كأن هذا التأمين للقافلة دليل على أن كلمة عروة أكثر تأثيرًا من كلمة البراض وكأن البراض لا مكانة له لأن عروة لم يستأذنه في ذلك) فغافله وقتله أي قتله غدرًا .
وبسبب ذلك قامت حرب الفجار والتي ساهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وهو في حلف الفضول .والمراد الذي يقصده بسخرية ابن زيدون :
وأنت فيك كل الخصال حتى أنك كنت في عظًم مكانة البراض كي يخرج إليك خصيصًا عروة بن الورد.
وفي هذا سخرية كبيرة بالخصم وإلباسه كل هذه الخصائص جاء ليثبت عكسها جميعها .
كليب بن ربيعة :
أحد سادة قومه ويكفي أن نعرف أنه ثاني اثنين لقبا بلقب ملك العرب .وكان يضرب به المثل في الكبرياء والغطرسة .وكان لا يستطيع أحد أن يأتي على مرعى إلا بإذنه.
جساس :
هو ابن عم كليب بن ربيعة وقتله بسبب اعتداء كليب على إبله ، ولذلك حكاية يطول شرحها .وكان جساس غير معتد ،وإنما أبت عليه عزة نفسه أن يرتضي قيام كليب بن ربيعة بالتمادي في الاعتداء على أموال وبعض أرواح قبيلته .وبسبب قتله كليبًا بن ربيعة قامت حرب البسوس والتي استمرت أربعين سنة قتِل َ فيها جساسٌ .وقد قتَل جساس (وهو من قبيلة بكر) 15 فارسًا من قبيلة كليب بن ربيعة (تغلب)حتى قُتِلَ .
مهلهل:
مهلهل بن ربيعة هو شقيق جساس وقد كان من الذين أبلوا بلاءً حسنًا في هذه الحرب للأخذ بثأر أخيه.
ويقول ابن زيدون ساخرًا لمناوئه : وأنت اجتمعت فيك كل هذه الصفات فأنت فيك مكانة مالك بن نويرة ، وعروة الرحال ، كبرياء كليب ،وعزة نفس جساس وهمّة مهلهل حتى إن كل هؤلاء الناس جميعًا كلهم كانت دوافعهم في كل ما فعلوه هي إرضاؤك ،وأنهم لولاك لما عُرِفوا بما عُرِفوا به.
وتعلمون كلكم دلالة هذه التعبيرات وسخريتها خاصة عندما يضاف إلى ذلك أن الكلام كان على لسان أنثى وهي ولادة بن المستكفي .فهو بذلك (ابن زيدون) يمرّغ رأس غريمه في التراب إذ هو (غريمه ابن عبدوس )علمه أقل من علم امرأة ، ولا يستطيع مجاراتها لاسيما وهي تذكره بمناقب الرجال التي هو منها براء !!

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 02-01-2010 الساعة 03:41 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 03:57 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

والسموءل انما وفى عن عهدك , والاحنف انما احتبى في بردك , وحاتما انما
جاد بوفرك , ولقى الاضياف ببشرك , وزيد بن مهلهل انما ركب بفخذيك , والسليك ابن السلكه انما عدا على
رجليك , وعامر بن مالك انما لاعب الاسنة بيديك


السموءل
هو رجل جاهلي يضرب به المثل في الوفاء . وقصته أن أحدًا قد أعطاه أمانة وهاجر ، ثم مات فجاءه أحد خصوم هذا المتوفَى يسألونه أن يعطيهم إياها ، فأبى إلا أن يعطيها لورثته .
وقد غاظ ذلك خصومه ، وكان السموءل في حصن ، فاختطف أحدهم ابنه وهدده بذبح ابنه لو لم يعطه الأمانة ، وكان السموءل ينظر إلى ما حدث من الحصن ، فأبى السموءل إلا الوفاء بالأمانة . وذبِح ابنه فعلاً . ونتيجة ذلك قامت حرب ذي قار والتي اتحد العرب فيها جميعًا لمحاربة الفرس وانتصروا فيها انتصارًا عظيمًا هو الأول من نوعه .

ويقصد ابن زيدون بهذا القول :السموءل وفى عن عهدك -بسخرية- أنك بلغت من العظمة منزلاً جعل السموءل يضحي بابنه من أجلك ،كأنك أنت يابن عبدوس من مات السموءل من أجل الوفاء بعهده.
الأحنف وحاتم :
الأحنف بن قيس أحد حلماء الجاهلية وأدرك الإسلام وأسلم رضي الله عنه . حاتم الطائي معروف بكرمه الشديد ولا يحتاج السطر إلى إيضاح
.

زيد بن مهلهل
زيد بن مهلهل هو أحد الناس الذين أدركوا الإسلام وكان يلقب بزيد الخيل فسماه صلى الله عليه وسلم بزيد الخير وكان له خمسة أفراس اشتهرت بقوتها وعنفوانها .وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :"«ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر إلا ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كل ما فيه».أي أن كل العرب يبالغون في تعظيم قيمة ممدوحيهم إلا زيد فإن العرب على شدة ما وصفوا محاسنه فإنه أعلى منها .وكان مشتهرًا بالفروسية والجمال والحلم .

والمقصد الذي يريده ابن زيدون بسخرية : أن هذا الفارس العظيم ركب بفخذيك أنت أي أنك أنت يابن عبدوس -بسخرية- سبب شهرة هذا الرجل ، فلولاك لما اشتُهِر!
السليك بن السُلَكة :
واحد من أشهر صعاليك العرب اشتهر بعدوه السريع حتى قيل إنه كان يلاحق الظباء !
والمقصد من هذا الكلام أن هذا الغريم ابن زيدون -والكلام على لسان ولادة- بلغ من العظمة مكانًا جعلته هوا لمحرك لكل هذه الشخصيات التاريخية العظيمة حتى إن الخيل والعدائين المشهورين استعاروا قدميه نلاحظ الانتقال إلى مستوى الجزئيات كان موفقًا للغاية .كذلك بعض التصنيفات والانتقالات من الملوك والحكام إلى النساء ثم أشهر الفرسان ..إلخ ولنا عودة بعد الصلاة بإذن الله.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 05:05 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وعامر بن مالك إنما لاعب الأسنة بيديك
عامر بن مالك أحد الذين أسلموا وكان في الجاهلية ذا شأن عظيم وكذلك في الإسلام.
اتسم بالفروسية والزعامة . ولقَب بهذا اللقب .جاء في المستقصى في أمثال العرب: أَفْرَسُ مِنْ مُلاَعِبِ اْلأَسِنَّةِ: هو أبو براء عامر بن مالك بن جعفر فارس قيس وإنما لقب بذلك لأنه بارز ضرار بن عمرو فصرعه فقال له من أنت يا فتى كأنك ملاعب الأسنة؟! فلزمه الاسم. وهناك روايات أخرى في سبب التسمية.
يقصد ابن زيدون مستمرًا على نهجه في التهكم مستخدمًا جزئيات الجسم :وإن هذا الرجل الشهير مُلاعب الأسنة إنما لاعب الأسنة بيديك ،كأنه يقول بشكل ساخر : أنت رجل كلك بركة ،وكل جزء من جسمك لا يستغني عنه عظيم من عظماء التاريخ فكيف بك ذاتك ؟!

وقيس بن زهير إنما استعان بدهائك
قيس بن زهير :هو قيس بن زهير بن ربيعة بن عبس .
صاحب الحصان داحس، والفرس الغبراء ، الذين بسببهما وقعت الحرب مع بني ذبيان ، فسميت بحرب ( داحس والغبراء ) .سيد بني عبس ، وكان يلقب بقيس الرأي ، لجودة رأيه ، وقد ضرب به المثل في الدهاء فقيل : أدهى من قيس بن زهير .
ومقصد ابن زيدون أنك -بالعامية- الكل في الكل فقد امتدت خصائصك العبقرية الباطنية وليس الظاهرية فقط لتكون يا بن عبدوس من يستعين قيس بن زهير بدهائه! تصور أخي العزيز واحدًايقال له بسخرية : إن آنشتاين ما علم النظرية النسبية إلا بشرحك!!
وإياس بن معاوية انمااستضاء بمصباح ذكائك :
إياس بن معاوية كان أحد أشهر عباقرة القضاء في العالم الإسلامي أجمع ويضرب به المثل في الذكاء .
وفي رأيي أن ابن زيدون كان عبقريًا في استخدام المترادفات بين الذكاء والدهاء .فالذكاء هو قدرة عقلية متطورة يستطيع بها الفرد حل مشكلاته.أما الدهاء فهو معنى أقرب إلى المكر والخديعة . لذلك استخدم شخصيتين متناقضتين في استخدامهما للذكاء ليقول بسخرية إن هذا الغريم ليس ذكيًا فحسب بل وفيه هذه التدرجات من استخدام الذكاء .

وسحبان انما تكلم بلسانك
سحبان وائل أحد أشهر فصحاء العرب .
ومقصد ابن زيدون أن هذا الغريم (لعبقري) قد صار جزءًا من كل محمدة من الخصال ، ولنا عودة لاحقة فيما بعد بإذن الله .
وعمرو بن الاهتم انما سحر ببيانك
عمرو بن الأهتم أحد الصحابة الذين لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاغته قال :"إن من البيان لسحرًا". وهنا تبدو عظمة المفارقة حينما يكون غريم ابن زيدون -وهو يسخر منه-رجلاً استمد منه هذا الصحابي الجليل سحر البيان !!

ولنأت إلى بقية الرسالة :
وأن الصلح بين بكر وتغلب تم برسالتك , والحمالات بين عبس وذبيان اسندت الى كفالتك , وان احتال هرم بن سنان لعلقمة وعامر
حتى رضيا كان عن اشارتك, وجوابه لعامر _ وقد سأله عن ايهما كان ينفر _ وقع عن ارادتك
.
أما الصلح بين بكر وتغلب ، فهي بعد حرب البسوس التي دامت أربعين سنة بين بكر وتغلب والتي تم الإشارة إليها سابقًا عن كليب وجساس . وهنا يكون للسخرية وقع عظيم حينما يشبهه ساخرًا بأنه الحارث بن عبّاد الذي أصلح بينهما ، فما عجز عنه السابقون في أربعة عقود استطاع ابن عبدوس (عبقري زمانه ) أن ينهيه .
كذلك حرب داحس والغبراء التي قامت بين عبس وذبيان لسبق فرس فرسًا ، الحمالات أي الديّات فكأنما ابن عبدوس هو ذلك السيد الذي أسندت إليه مهمة عمل مقاصّة بين دية كل منهما ليكون هو صاحب الرأي السديد المطاع .أما عن المنافرة ، فقد كان هرم بن سنان قد أتاه كل من علقمة وعامر -وهُما من سادات قومهما- يطلبان المنافرة أي المجادلة أيهما خير من صاحبه ليكون هو الحكم بينهما . وكانا صديقيه ، فدعا كل منهما إلى بيته وجعل كل واحد عل حدة يقيم عنده ثلاثة أيام ويحذره من قوة حجة الآخر ، وينصحه بالانسحاب . حتى إذا اكتمل الأسبوع انصرف كل منهما دون منافرة وكان هذا بفضل استخدامه حيلة ذكية للحيلولة دون ذلك حتى لا تنشب بين القبيلتين حرب .
لذلك نجد ابن عبدوس موصوفًا بكل تلك الصفات في هزء يثبت عكس ذلك.

أما المهلب بن أبي صفرةفهو من أهم ولاة الأمويين على خراسان. عينه الحجاج عاملا على خراسان عام (78هـ - 697م) وقام بفتوح واسعة فيما وراء بلاد النهر فقد قاد المهلب حملة أستولى من خلالها على إقليم "الصغد" وغزا "خوارزم" وافتتح "جرجان" و" طبرستان"بذلك فرض سيطرة الدولة الأموية على أراض كثيرة فيما وراء النهر وكــان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية، وقال عنه ابن الزبير رضي الله عنه سيد أهل العراق وهو واحد من القادة الذين اشتُهِروا بالذكاء والحلم والجود والشجاعة وكان الساعد الأيمن في فتوحات الأمويين وقتها.لذلك كانت سخرية ابن زيدون منه ،ليثبت له عكس من وصفه به.

وافلاطون اورد على ارسطاطاليس ما نقل عنك , وبطليموس
سوى الاسطرلاب بتدبيرك , وصور الكرة على تقديرك , وبقراط علم العلل والمراض بلط حسك , وجالينوس
عرف طبائع الحشائش بدقة حدسك , وكلاهما قلدك في العلاج , وسألك عن المزاج , واستوصفك تركيب الاعضاء , واستشارك في الداء والدواء , وانك نهجت لابي معشر طريق القضاء , وأظهرت جابربن حيان على سر الكيمياء .

أرى أن هذه الرموز كلها واضحة لا تحتاج إلى إعادة الشرح ،تلك التيمة التي يعزف عليها ابن زيدون ألحان هجائه الموجع هي إثبات مرة أخرى للفارق الثقافي بين كل منهما وكأنه يقول له من بعيد : ترى أي واحد منا أيها الجاهل أولى بهذه المرأة ولادة بنت المستكفي ؟
وان صناعة الالحان اختراعك , وتاليف الاوتار والانقار توليدك وابتداعك , وان عبدالحميد بن يحيى بارى اقلامك , وسهل بن هارون مدون كلامك , وعمرو بن بحر مستمليك , ومالك بن انس مستفتيك , وانك اللذي
اقام البراهين , ووضع القوانين , وحد الماهية , وبين الكيفية والكمية , وناظر في الجوهر والعَرَض ,
وميز الصحة من المرض , وفك المعمّى , وفصل بين الأسم والمسمى , وصرف وقسم , وعدل وقوّم ,
وصف الاسماء والافعال , وبوب الظرف والحال , وبنى وأعرب , ونفى وتعجب , ووصل وقطع , وثنى وجمع ,
وأظهر وأضمر , واستفهم وأخبر , وأهمل وقيد , وأرسل وأسند , وبحث ونظر , وتصفح الاديان

ورجح بين مذهبي ماني وغيلان
كل هذه المسميات واضحة ،عبد الحميد بن يحي هو أول من وضع أصول الكتابة النثرية للعرب وتوفي مع مروان بن محمد آخر ملوك بن أمية مقتولاً من بني العباس وكان معروفًا بخصائص ميزت النثر على امتداد عصور ازدهار الأدب العربي ، وفي هذا استهزاء بيّن . أما سهل بن هارون فهو وزير فارسي لقب بذي الوزارتين وكان بليغًا في كتاباته جامعًا من مآثر الفرس والعرب القدر الوافر الكثير . أما عمرو بن بحر فهو الجاحظ ، وتبرز السخرية بأن يجعل الجاحظ هو الذي يسأل ابن عبدوس عمّ يكتب ، ومالك بن أنس هو أحد الأئمة الأربعة من أبرز فقهاء أهل السنة والجماعة وله المثل المعروف لا يُفتى ومالك في المدينة. قمة السخرية أن يكون هذا الخصم قد بلغ بعلمه وخصائصه أن يكون الإمام مالك رحمه الله تلميّذا لديه!!
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 13-03-2010 الساعة 12:39 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-01-2010, 07:40 PM   #7
إيناس
مشرفة بوح الخاطر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3,262
إفتراضي

كلمة الشكر قليلة في حق هذا العمل الكبير والقيم الهادف الذي تكرمت به أخي المشرقي الإسلامي علينا
فعلا قرأت وإستفدت وإستمتعت وإنبهرت بهذا الكم الهائل من المعلومات التاريخية، وفي جميع الميادين ؛ السياسية والثقافية والفلسفية والدينية جمعها هذا العبقري إبن زيدون في رسالة لغريمه كتبها له بمداد نار الغيرة ..
فشكرا لولادة المرأة التي من أجلها وبفضلها وغيرة عليها وحبا فيها، ثارت ثائرة إبن زيدون لتخرج حمما من روائع الكلام ومجمع الأحداث وديوان الأمم وتراث الأزل، وأجمل ما قيل في الهجاء البناء ..
وكما يقال وراء كل رجل عظيم إمرأة ...، وهاهي ولادة تثبت لنا مرة أخرى حقيقة هذه المقولة ..
بارك الله فيك أخي المشرقي وجزاك الله كل خير على هذا العمل الرائع
__________________

Just me

إيناس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-05-2010, 06:50 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

فكدمت في غير مكدم : اي أخطأت في اختيارك ويضرب هذا المثل يقصد به الخيبة وعدم التوفيق.
استسمنت ذا ورم: مثل يُضرب في الفرد الأحمق الذي لا يُحسن تقييم الامور فيكون كمن يرى ورمًا فيحسب أنه صيد ثمين وهو مثل يضرب في دنوّ الهمة.
نفخت في غير ضرم:يضرب هذا المثل في الفشل ، كالذي ينفخ في مادة ليس فيها عناصر الإحراق وبالتالي لا تشتعل النار .
لم تجد لرمح مهزًا: لا أحسبه من أمثال العرب ولكنه هجاء ابن زيدون لغريمه ،وهز الرماح يكون دلالة على القوة الاستعداد للحرب ، والمقصود بكلام ابن زيدون أن غريمه مخذول حتى أن رمحه لا يجد من يهزه وبالتالي يظل مغمورًا لأنه لم يحارب به. وربما يكون المقصود هو ضعف التأثير حتى إن رماحه لا تهز ما تصدمه.
ولا لشفرة محزًا :نفس المعنى ولكن بأسلوب آخر يعتمد على الترادفات لتعميق صورة الخيبة والخزي ،فكأن شفرته وهي آلة حادة كالسكين ونحوه لا يكون لها حزّ وهو اثر يظهر في الأشياء التي يقطعها .
رضيت من الغنيمة بالإياب : مثل يَضرب فيمن لم ينل شيئًا من الغنيمة إلا أن يعود فارغًا فقط.
وتمنيت الرجوع بخفي ّ حنين : معروف دلالة هذا المثل ، ولا يمنع هذا من ذكر قصته من خلال الرابط :
http://www.aleppo-sy.com/vb/showthread.php?t=12420
لأني قلت لقد هان من بالت عليه الثعالب: هذا المثل له قصة وهي أن أبا ذر رضي الله عنه قبل إسلامه كان يعبد الأصنام فلما جلس رأى ثعلبين يبولان فوق الصنم فقال رضي الله عنه هذا البيت وقيل أن الذي قاله رجل آخر (وليست هناك فائدة كيرة من التوسع في هذا الجانب).

هممت ولم أفعل وكدت وليتني
يستخدم هذا البيت للتدليل على شدة الندم وأصله من بيت قاله أحد الذين آذوا عثمان بن عفان رضي الله عنه:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني *** تركت على عثمان تبكي حلائله
أي ليتني لم أرع لك حرمة يا بن عبدوس
ولولا ان للجوار ذمة , وللضيافة حرمة , لكان الجواب في قذال الدّمُستقِ , والنعل حاضرة , ان عادت العقرب ,
والعقوبة ممكنة ان أصر المذنب
في هذه الجزئية نجد ابن زيدون ينتقل للفخر بمحاسنه هو ، فقد قام بإسباغ محاسن على نفسه دون أن يقول صراحة وذلك من خلال القول : ولولا أن للجوار ذمة .... أما العبارة لكان الجواب في قذال الدمستق فهي تحوي قدرًا كبيرًا من المعرفة التي يستعرضها ابن زيدون فالقذال هو مؤخرة الرأس والدمستق هو قائد من قادة الروم ،وابن زيدون يلمح في ذلك إلى بيت من أبيات المتنبي رحمه الله إذ قال :
وكنت إذا كاتبته قبل هذه *** كتبت إليه في قذال الدمستق
جعل أثر السيوف في رأسه بالجراحات كالكتاب إليه لأنه يتبين به كيفية الأمر أي أني يا بن عبدوس لولا مراعاتي حرمة الجوار لكان الجواب ضربًا برأسك ، وما بعد هذه العبارة كلام واضح لا يحتاج إلى شرح .
وهبها لم تلاحظك بعين كليلة عن عيوبك , ملؤها حبيبها , حسنٌ فيها من تود , وكانت انما حلّتك بحُلاك ,
ووسمتك بسيماك , ولم تعرك شهادة , ولا تكلفت لك زيادة , بل صدقت سن بكرها فيما ذكرتهُ عنكَ , ووضعتِ
الهِناءَ مواضع النقبِ بما نسَبتهُ اليك , ولم تكن كاذبةً فيما أثنت به عليك , فالمعيدي تسمع به خير من ان تراه .
هجين القذال , ارعن السبال , طويل العنق والعلاوةِ , مُفرط الحمق والغباوة , جافي الطبع , سيئ الاجابة
والسمع , بغيض الهيئة , سخيف الذهاب والجيئة , ظاهر الوسواس , منتن الانفاس , كثير المعايب , مشهور
المثالب , كلامكَ تمتمة , وحديثُك غمغمة , وبينك فهفهة , وضحكك قهقهة , ومشيُك هرولة , وغناك مسألة ,
ودينُك زندقة , وعلمُك مخرقة.
المعيدي تسمع به خير من أن تراه : مثل يُضرب في الفرد الذي لا يُجالَس ، فالمعيدي هو أديب كان دميم الوجه ويقال عنه تسمع به خير من أن تراه،ويقصد ابن زيدون بذلك لو افترضنا أنك كنت ذا شأن أيها الذي تجاوز خطوطه وأوغر محبوبتي عليّ ، فإنك منبوذ منها ، ونلاحظ أن ابن زيدون هنا ربما تكلم على لسان محبوبته ولادة وربما تحدث بلسانه هو .

مَساوٍ لو قسمن على الغواني لما أمهرن الا بالطلاق
أي أنه يساوي في دناءته رجلاً منحرفًا لكان الطلاق مهرًا له ! وهذه سخرية في قمة الروعة للتعبير عن هذه الدناءة التي يرمي بها ابن زيدون عدوه وربما تكون كلمة مساوٍ تخفيفًا لكلمة مساوئ
حتى ان باقلا موصوفٌ بالبلاغة اذا قرن بك , وهبنّقة مستحق لاسم العقل اذا اضيف اليك , وطويسا مأثور
عن يمن الطائر اذا قيس عليك
باقل وهبنقة اثنان من الناس الذين ضرب بهم المثل في البلاهة والغباء ، أما طويس فللعرب مثل :أشأم من طويس وهو رجل -كما قيل- كان مولده يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفطامه يوم موت الصديق رضي الله عنه وبلوغه الحلم يوم وفاة عمر رضي الله عنه وزواجه يوم وفاة عثمان رضي الله عنه وأخيًرًا :إنجابه يوم وفاة علي رضي الله عنه ..ومدى صحة هذا الخبر محل نقاش لهذا يستهزئ به ابن زيدون ويقول :طويس (الغرب إن صح التعبير) مقارنة بك يكون بشير خير ،والهبنقة وباقل مقارنة بغبائك يكونان عبقريين !!!
, فوجودك عدم , والاغتباط بك ندم , والخيبة منك ظفر , والجنة معك سقر .
كيف رأيت لؤمك لكرمي كِفاء , وَضِعَتُكَ لشرفي وفاء , واني جهلت ان الاشياء انما تنجذب الى أشكالها , والطير إنما تقع على ألافها
أي تقع الطيور على أشكالها مثل يضرب بالإنساان ورفاقه فهو لا يصاحب إلا من هم على شاكلته ، كذلك ابن عبدوس كما(في نظر ابن زيدون)أنه حينما حاول استفزاز ولاّدة بمشيه مع جارية ، فهذه الجارية مثله سيئة بها نفس قبائحه.
وهلا علمت ان الشرق والغرب لا يجتمعان , و شعرت ان المؤمن والكافر لا يتقاربان ,
وقلت : الخبيث والطيب لا يستويان , وتمثلت :
ايها المنكح الثريا سهيلا
عمرك الله كيف يلتقيان
ثريا كانت امرأة من جميلات العرب وسهيلاً هو واحد من أبناء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وكان دميم الوجه فلما تزوجها قال شاعر يغار على ابن عبد الرحمن بن عوف وكان يأمل أن تكون ثريا زوجته قال هذا البيت ، وهو بيت يُقصد به الاستغراب من اجتماع الطيب والخبيث ، وهنا نجد ابن زيدون يقصد حب ابن عبدوس لولادة بهذا البيت ؛ لأن ابن عبدوس كان قد مشي مع جارية يقصد بها إغاظة ولادة وربما لم يقصد ذلك ثم بعدها جلس مع ولادة وتحدث إليها مما أوغر قلب ابن زيدون.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 01-08-2010 الساعة 06:15 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 01-08-2010, 06:19 PM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وذكرتَ أني عِلقٌ لا يباع فيمن زاد , وطائرٌ لا يصيده من أراد , وغرض لا يصيبه إلا من أجاد

العِلق هو الشيء الثمين النفيس ، ويقصد ابن زيدون الحديث على لسان ولادة محبوبته وكأنها تقول لابن عبدوس أنت أيها الكاذب تقول أنني امرأة غالية كالعلق أي الشيء الثمين الذي مهما زاد سعره لا يُباع أبدًا ، وأنني كالطائر الذي يفشل الصيادون في الوصول إليه لعلوه وكبريائه وقدرته وغرض لا يصيبه إلا من أجاد أي تقول عني أنني لا يصل إليّ إلا العالم بي فعلاً القادر على الوصول إلى قلبي ولكنك عكس ذلك
ما أحسبك إلا كنت قد تهيأت للتهنئة , وترشحت للترفئة , ولولا ان جرحالعجماء جبار , للقيت من الكواعب ما لاقى يسار,
فما هم الا بدون ما هممت به , ولا تعرض الا لايسر ما تعرضت
.
اين ادعاؤكك رواية الاشعار , وتعاطيك حفظ السيروالاخبار , اما ثاب لك قول الشاعر
:
بنو دارم اكفاؤهم آل مسمع وتنكح في أكفائهاالحبطاتُ



يقول ابن زيدون هازئًا على لسان ولادة ، أظنك أيها المغفل مثل من تهيأ للتهنئة وترشح للترفئة أي لقولة بالرفاء والبنين وهذه صورة عادية لكن ابن زيدون حولها إلى صورة في غاية الإقذاع والإساءة عندما قرنها بصورة الطفيليين

ولولا أن جرح العجماء جبار

العجماوات جمع عجماء أي بهيمة وفي الحديث (جرح العجماء جبار) أي أن الدابةالمفلتة من صاحبها , ليس لها قائد ولا راكب يدلها على الطريق ما تجرحه يذهب هدراًلا دية فيه ولا غرامة, وسميت عجماء لأنها لا تتكلم , وكل من لا يقدر على الكلام فهوأعجم

أي لولا أن البهائم ليس لها دية لفعلت ُ بك مثل ما فعلت الكواعب بيسار

ماذا فعلت الكواعب بيسار إذن ؟ ومن هو يسار ؟
تلاقي كما لاقى يسار الكواعب) ويسار هذا فيما يزعمون كان عبداً، طمع يوما في بنتسيده، فأخذ يتحرش بها وهي تحذره من مغبة ذلك وتنهاه، فلما رأت إصراره قالت: لن يكونما تريد حتى تقبل أن أصنع لك طيبا تتجمر به فقبل، فأخذت معها شفرة (موس) فلما طيبته قطعتمذاكيره وهو يصرخ يحسب أنه من قرب الطيب والجمر وهي تقول له: اصبر على جمر الكرام،فما لبث أن مات متأثراً بجراحه، فضربت به العرب المثل فيمن يطلب ما ليسله.

وهذه السخرية يقصد بها ابن زيدون تعرية الآخر وتشبيهه بأحط الصفات على لسان ولادة .على أنه أخطأ خطأً لغويًا شنيعًا مرده إلى تكلف القافية .

كان ابن زيدون يقصد أنني كنت أريد أن أفعل بك مثل ما فعلت الكواعب بيسار ،لكن للأسف سأضطر لدفع دية فيك وأنت خسيس لا تستحق ذلك . الخطأ هنا أن معنى " جرح العجماء جبار" أي ليس فيه دية ، وكان من المفترض أن يقول ولأن جرح العجماء جبار سأفعل بك كما فعلت الكواعب بيسار أي كأن المسمى العبد المسمى ب(يسار) هو كالدابة ليس له دية .وطالما أنه لادية فيه كان من المفترض أن تفعل به (ولادة التي يتحدث على لسانها) ما تريد ، لا أن يمتنع .لكن اضطرار القافية جره إلى خطأ بهذه الدرجة من السخافة والسذاجة!! ولقد فهم ابن زيدون معنى هذا المثل بشكل مقلوب ،مشكلة أوقع ابن زيدون فيها نفسه بهذه الجملة ، تتمثل في أنه لو قال الكلام الصحيح "ولأن جرح العجماء جبار للاقيت ما لاقى يسار" أنه سيظهر في شكل المخلف لوعده والعاجز عن تحقيق ما تحدث به .

فما هم إلا بدون ما هممت به , ولا تعرض إلا لأيسر ما تعرضت .

قصد ابن زيدون على لسان ولادة أن يساراً كان أشرف وأنبل غاية من ابن عبدوس لما أراد أن يخلو له الجو مع ولادة ، وأن ما لاقاه يسار أبسط مما كان يستحقه ابن عبدوس ، وفي رأيي الشخصي أن المبالغة قد وصلت شأوًا لا يُعقل يؤدي إلى الاستحالة الحقيقية وكذلك المعنوية وهذه إحدى زلات ابن زيدون في النص .فالتحرش أسوأ من المصاحبة لامرأة ما ، لكن ابن زيدون لرغبته في تعظيم محبوبته وتشويه عدوه قلب الموازين بشكل يجعل مجرد القرب من ولادة جريمة أشنع من جريمة التحرش بأي امرأة أخرى من النساء خاصة الإماء . وهذا لا يخلو من نزعة شبه عنصرية عند ابن زيدون مردها إلى المكانة الاجتماعية والسياسية التي تشغلها ولادة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .